مبعوث أميركي لحل الخلافات

أزمة معبر رفح تتجدد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعلت إسرائيل أمس أزمة جديدة تهدد اتفاق معبر رفح بين قطاع غزة ومصر متهمة السلطة الوطنية الفلسطينية ومصر بعدم تنفيذ التزاماتهما بالتغاضي عما قالت انه عمليات تهريب أسلحة وعودة مطلوبين إلى قطاع غزة، واستدعت هذه الأزمة تدخلاً أميركياً حيث قالت تقارير إسرائيلية إن واشنطن قررت إيفاد مبعوث إلى الجانبين لحل الخلافات الجديدة.

ووجه رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي يوفال شتاينتس تحذيرات للسلطات الإسرائيلية من خطر انهيار الإجراءات الأمنية في المناطق المحيطة بقطاع غزة.

وقال »انه منذ تطبيق خطة الانسحاب من قطاع غزة نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات تهريب الوسائل القتالية من سيناء إلى غزة بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ بعيدة المدى المضادة للدروع«.

وأضاف شتاينتس »ان الانتقادات الموجهة للفلسطينيين والمصريين لها ما يبررها حيث ان الجانبين لا ينفذان ما التزما به غير أن المسؤولية عن هذا الوضع تقع على عاتق إسرائيل لأنها تتقاعس عن إخراج قراراتها المتعلقة بالحفاظ على الإجراءات الأمنية في منطقة قطاع غزة إلى حيز التنفيذ«.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن إسرائيل تقدمت بشكوى للولايات المتحدة بأن السلطة الفلسطينية تتهرب من التزاماتها التي ينص عليها اتفاق إعادة تشغيل معبر رفح.

ويلزم الاتفاق السلطة الفلسطينية ببث صور حية تلتقطها كاميرات المراقبة على معبر رفح لإسرائيل. ويشكو الإسرائيليون من أن الصور تصل إليهم متأخرة مما يمنعهم من تقديم الشكاوى لمراقبي الاتحاد الأوروبي المشرفين على المعبر في حينه.

وذكرت الإذاعة ان مسؤولين من حركة حماس أبعدتهم إسرائيل في الماضي من المناطق الفلسطينية المحتلة عادوا في الآونة الأخيرة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح من دون أن تنجح المراقبة الإسرائيلية والدولية في كشفهم. وأضافت أن العائدين أعضاء بارزون في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة »حماس«.

وقدرت مصادر أمنية إسرائيلية بأن نشطاء آخرين من حماس سيعودون قريبا إلى القطاع.وذكرت أن قلقا كبيرا يسود أجهزة الأمن الإسرائيلية من قضية الممر الآمن بين قطاع غزة والضفة الغربية والذي سيفتح بعد 12 يوما، متوقعة بان تقوم حركات المقاومة الفلسطينية بتهريب أسلحة وأشخاص من غزة إلى الضفة.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية إنها لا تستطيع منع دخول من يحملون الجنسية الفلسطينية وأن المقاومين لا ينوون العودة إلى النشاط المسلح. واعترفت بأن مطلوبين عادوا إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح.

وأفادت مصادر فلسطينية أمس ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أجرت اتصالا هاتفيا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس »أبومازن« بعد صوله إلى روما الليلة قبل الماضية. وجرى خلال الاتصال استعراض الجهود الأميركية لحل القضايا التي لا تزال عالقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد افتتاح معبر رفح.

وأفادت تقارير صحافية إسرائيلية أن رايس ستقوم بإيفاد أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية لمتابعة تنفيذ »اتفاقية المعابر« والعمل على تنفيذ المراحل التي لم تنفذ بعد وحل الخلافات التي ظهرت بين الجانبين.

وأشارت المصادر إلى أن المبعوث هو فيليب زليكو ويعمل مستشاراً لوزارة الخارجية، وكان رافق رايس في زيارتها للمنطقة في الشهر الماضي، وكان له دور في المفاوضات التي أجرتها مع ممثلين إسرائيليين وممثلي السلطة الفلسطينية.

كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن زيارة المبعوث الأميركي تأتي في إطار التدخل الأميركي المتزايد في العملية السياسية في المنطقة ودلالة على الأهمية التي توليها رايس في تنفيذ الاتفاقية التي تم التوصل إليها.

وقالت إن المبعوث الأميركي سيطلع على كيفية العمل في المعبر ويناقش عمل المعابر من قطاع غزة إلى إسرائيل (المنطار وبيت حانون) وتفعيل القوافل بين قطاع غزة والضفة الغربية.

القدس المحتلة، غزة ـــ "البيان" والوكالات:

Email