الأكبر في الشرق الأوسط وبتكلفة 686 مليون درهم

حمدان بن راشد يفتتح نفق مطار دبي الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة رئيس بلدية دبي على أن هناك مشروعين قيد التنفيذ لتخفيف الأزمة المرورية كل منهما بحجم شارع الإمارات هما المعبر الرابع والطريق العابر. جاء ذلك خلال افتتاح سموه لنفق مطار دبي الدولي صباح امس.

حيث عبر سموه النفق معلنا افتتاحه رسميا امام حركة المرور، من تقاطع شارع القدس وبيروت حتى تقاطع شارعي ندالحمر والمطار ويبلغ طوله أكثر من 1500 متر بتكلفة بلغت 686 مليون درهم. ويستوعب النفق 16 الف سيارة في الساعة الواحدة أي بمعدل 8 الاف سيارة في كل اتجاه .

وأعرب سمو الشيخ حمدان عن ارتياحه لإنجاز هذا المشروع الضخم والحيوي الذي سيسهم في تخفيف الاختناقات المرورية وانسيابية الحركة امام مرتاديه القادمين إلى دبي من أبوظبي عبر الشارقة وبالعكس، موضحا ان المشاريع التي تقام في الامارة هدفها القضاء على مشكلة الازدحام الذي تشهده دبي.

من جانبه قال قاسم سلطان مدير عام بلدية دبي رداً على سؤال لـ «البيان» حول المشروع الجديد الذي بمقتضاه سيتم تحويل تقاطع شارع النهدة مقابل مركز الدفاع المدني إلى جسور علوية: ان البلدية بصدد البدء في هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته حوالي 20 مليون درهم، الذي يشتمل على جسور علوية تساعد على انسيابية الحركة امام مدخل ومخرج نفق المطار وإزالة الإشارات الضوئية.

وأكد ان البلدية تنفذ مشاريع طرق وجسور تقدر تكلفتها بحوالي 800 مليون درهم مرتبطة بنفق المطار وتتمثل في مشروع المعبر الرابع.وأضاف مدير عام بلدية دبي ان مشروع نفق القيادة العامة لشرطة دبي قيد الدراسة مؤكدا على ان البلدية بمجرد الانتهاء من مشروع نفق المطار ستباشر في نفق القيادة وتقاطعات شارع الاتحاد.

وانه تم تأجيل نفق القيادة لعدم خلق مشكلة ازدحام مروري. وأكد قاسم سلطان على ان مشاريع البلدية المستقبلية ستضع حدا للكثير من المشاكل المرورية في دبي، مشيرا إلى انه ستتم إضافة مسرب واحد في كل اتجاه لشارعي الامارات والشيخ زايد بحيث يكون هناك خمسة مسارات في كل اتجاه.

الطريق العابر

وقال ان مشروع الطريق العابر الذي يوازي شارع الامارات من جهة الشرق هو قيد التنفيذ. وعن مشروع تحصيل الرسوم على طرقات دبي قال: إنه متى تم اعتماد قانون تحصيل الرسوم فان البلدية ستعلن عن النقاط التي سيتم وضعها على مداخل الطرق التي تشملها الرسوم، وأن إقراره متوقع نهاية العام الجاري.

وقال قاسم سلطان ان نفق المطار يعتبر أطول وأضخم نفق من نوعه في منطقة الشرق الأوسط حيث قدرت أعمال الحفريات بالمشروع بحوالي 700 ألف متر مكعب، وبلغت كميات الخرسانة المستخدمة فيه حوالي 22 ألفاً و500 متر مكعب. ويبدأ النفق الجديد شمالاً عند التقاء شارع القدس مع شارع بيروت ويمتد جنوباً حتى التقاء شارع ند الحمر بشارع المطار وذلك لتسهيل الحركة المرورية من وإلى النفق.

كما تم إنشاء ثلاثة جسور، يقع أكبرها عند التقاء شارع القدس مع شارع بيروت، بينما يقع الجسران الآخران عند التقاء شارع ند الحمر مع شارع المطار، وكان بدأ العمل بالمشروع في 31 مارس 2003.وأكد ان تضافر الجهود طيلة العامين الماضيين لمتابعة أعمال تنفيذ مختلف بنود هذا المشروع الضخم أسهمت في انجازه بالوقت المحدد.

واصفا إياه بأنه أنموذج تطبيقي ليس بسبب حجم العمل وطريقة التنفيذ وحسب، بل أيضا بسبب استخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الأنظمة التقنية المرورية والأعمال الإلكتروميكانيكية، وضخامة الأعمال المدنية، والتي استدعت التنسيق الدائم مع استشاري ومقاول المشروع لمتابعة مختلف عناصره.

وتم إنشاء جسم النفق الخرساني وتفرعاته بما يزيد على 550 ألف متر مكعب من الخرسانة، واستخدام حوالي ألف و890 جسراً خرسانياً لسقف النفق من الخرسانة المسبقة الصنع حيث أنشئت لهذا الغرض ورش لصب وتجهيز هذه الجسور في موقع المشروع، وبلغ متوسط وزن الجسر الواحد 66 طناً بطول يزيد على 22 متراً للجسر الواحد وتمت أعمال النقل والتركيب لهذه الجسور باستخدام أحدث الناقلات والرافعات القادرة على التعامل مع هذه الأوزان الضخمة.

جماليات رائعة

وأشار إلى أنه تمت مراعاة النواحي الجمالية داخل جدران النفق إذ تمت تغطية الجدران بما مساحته 75 ألف متر مربع من السيراميك ذي الألوان المختلفة مع تركيب ما يزيد على 80 لوحة جمالية توضح لمستخدمي النفق معالم النهضة الحديثة لإمارة دبي.وحول الأنظمة المرورية الذكية المستخدمة في النفق.

ذكر أنه من بين وسائل المراقبة والتحكم التي جرى تركيبها لتأمين السلامة داخل النفق بصورة متواصلة 12 لوحة إلكترونية مرورية متغيرة بحجم 5. 3 أمتار في 12 مترا على معظم التقاطعات الخارجية المحيطة بمنطقة النفق لتوجيه حركة المرور المجاورة إلى المسارات الواجب اتباعها في حالة الإغلاق الكلي أو الجزئي لأحد اتجاهي النفق.

و13 لوحة مرورية متغيرة داخل النفق، ولوحات إلكترونية خاصة باستخدام المسارات داخل النفق وعند مداخله والتنبيه إلى المسارب المغلقة لحركة المرور، و115 كاميرا تلفزيونية ضمن دائرة مغلقة داخل النفق ومركز التحكم الجنوبي لمراقبة حركة المرور داخل النفق على مدار الساعة.

مراقبة وإنارة

كما تم ربط هذه الكاميرات بنظام رصد الحوادث والازدحامات المرورية ما ينبه مشغلي النظام بصورة فورية إلى أية مشكلة مرورية داخل النفق، وتزويد البرمجيات المرورية في مركز التحكم المروري بخطط عمل معدة سلفا بحيث يتم التعامل مع أي حادث مروري طارئ بأسلوب فوري ومتكامل.

وإضافة إلى ما سبق سوف يتحكم مشغلو الأنظمة التقنية المرورية بالأنظمة المذكورة من خلال مركز التحكم المروري الخاص بنفق المطار والذي تبلغ مساحته حوالي 500 متر مربع ويحتوي على أحدث الأجهزة التقنية المرتبطة باللوحات المرورية المتغيرة وبالإنارة وبالأعمال الكهربائية. كما يحتوي المركز الذي يعمل على مدار الساعة على شاشة عرض متطورة تبلغ مساحتها حوالي 16 مترا مربعا.

وذكر أن الأعمال الإلكتروميكانيكية تضمنت إنشاء 4 محطات للتغذية بالتيار الكهربائي اللازم داخل النفق والتي تم تزويدها بالقوة الكهربائية ضمن محطتين رئيسيتين أنشئتا لهذا الغرض ضمن مبنى التحكم الشمالي والجنوبي في بداية ونهاية النفق.كما تم تركيب منظم وحدات الإنارة للنفق والتي تبلغ 6 آلاف و583 وحدة إنارة في سقف النفق.

ويتم تمديد شبكة كاملة من كوابل الألياف الضوئية لأنظمة الاتصالات الذكية داخل وخارج النفق، كما تم تجهيز النفق بوحدات الاتصالات الخاصة بنظام المعلومات الجغرافية لتأمين استمرارية استخدام الهاتف النقال داخل النفق دون انقطاع.وقال: إنه مراعاة للعناصر البيئية في النفق فقد تم تزويده بـ 40 مروحة تهوية ضخمة زنة كل منها 6,1 طن داخل جسم النفق لكلا الاتجاهين.

و32 وحدة إلكترونية لكشف غاز أول أكسيد الكربون داخل النفق من خلال مركز التحكم، بالإضافة إلى 4 محطات صرف للمياه السطحية لتأمين ضخ أية مياه داخل النفق وعند مداخله إلى خارج النفق مرتبطة بنظام الصرف السطحي الخارجي.

مكافحة الحرائق

وتم تركيب مولدات كهربائية احتياطية في كل من مبنى التحكم الشمالي والجنوبي لتأمين الطاقة الكهربائية في حالات الطوارئ وتشغيل النفق دون انقطاع، وإنشاء محطتي ضخ لمكافحة الحرائق بجوار مبنى التحكم الشمالي والجنوبي متصلة بنظام الإطفاء والتمديدات المتصلة به داخل النفق وبلغ عدد نقاط إطفاء الحرائق 68 نقطة مع التمديدات اللازمة.

وتركيب 75 هاتفا للطوارئ على امتداد جدران النفق مرتبطة بمركز التحكم والمراقبة داخل المبنى الجنوبي المجاور لنهاية النفق، وتركيب كوابل ضوئية ونظام الكشف والإنذار المبكر في حالة حدوث أية حرائق أو كشف مصدر الدخان المتصاعد، لافتا إلى أنه إجمالاً يمكن القول أن نفق المطار يُعد مثالاً تطبيقياً لاستخدام التقنيات الحديثة والتنسيق فيما بين الأعمال المعقدة والمتنوعة المكونة للمشروع.

ومن جانبه أكد الفنان التشكيلي محمد فهمي الذي رسم اللوحات الفنية على جدران النفق انه راعى في تنفيذ الرسومات إظهار التطور الذي تشهده دبي، وان الصور تعطي السائح نبذة عن امارة دبي منذ نشأتها إلى يومنا هذا، وانه بدأ بشروق الشمس كبداية لبزوغ حضارة دبي التي يعرفها العالم كله اليوم.

مشيرا إلى انه لأول مرة يتم استخدام 22 لونا خاصا للسيراميك في هذا المشروع والذي يعطي جمالية للجدران، مؤكدا على انه سيكون معلما سياحيا لدبي.وفي نهاية حفل الافتتاح قام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بتكريم كل المساهمين في إنجاز المشروع من مهندسي البلدية وهيئة الكهرباء والمياه وشرطة دبي ومؤسسة الامارات للاتصالات ومقاول المشروع والمهندس الاستشاري.

حضر حفل افتتاح النفق كل من سعيد محمد الكندي وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني رئيس طيران الامارات والشيخ سعيد والشيخ مكتوم بن حمدان بن راشد آل مكتوم وقاسم سلطان مدير عام بلدية دبي وعدد من أعيان البلاد ورؤساء الدوائر والمؤسسات وجمع من الحضور.

كتب خالد بن هويدي

Email