شفاء الطفلة المواطنة من الثلاسيميا ألقى الكرة في ملعب الوزارة، د . عبدالله الخياط : بنك دم الحبل السري يفيد في علاج العديد من الأمراض

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 29 ذو القعدة 1423 هـ الموافق 1 فبراير 2003 لسنوات قليلة فقط كان مرض الثلاسيميا من الامراض المستعصية على الشفاء إلا في حالات نادرة، ويتعين على المصاب ان يخضع لعملية نقل الدم بصفة دورية كل 21 يوماً ووضع مضخة تحت الجلد لمدة تتراوح ما بين 10 ـ 12 ساعة يومياً لمنع ترسب الحديد داخل انسجة الجسم للبقاء على قيد الحياة، العلاج الوحيد لغاية سنوات قليلة كان يتطلب نقل النخاع الشوكي للمريض من احد اخوانه «الاخ أو الاخت فقط» شريطة تطابق الانسجة، وبشكل عام لم تكن هذه النسبة تزيد على 30% فقط ولكن وبفضل الله تم تطور العلم والطب اكتشفت بارقة أمل جديدة امام الاطفال المصابين بهذا المرض عن طريق تجميع دم الحبل السري من مشيمة الامهات بعد الولادة وتخزين ذلك في بنوك يطلق عليها «بنوك دم الحبل السري» والتي يوجد منها الآن اكثر من 950 بنكاً على مستوى العالم. قصة علاج وشفاء الطفلة المواطنة «أمنه» والتي تعد اول مواطنة تعالج عن طريق زراعة الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري بعد ولادة اختها الثانية في احد المستشفيات الاميركية، حركت المياه الساكنة واثارت اكثر من تساؤل لعل من اهمها لماذا لم يتم لغاية الآن افتتاح بنك لدم الحبل السري في الدولة علماً بأننا نسمع عن هذا المشروع منذ سنوات من قبل وزارة الصحة خاصة وان نسبة الاصابة بالمرض بالدولة تعد الثانية على مستوى العالم وتصل نسبتها الى حوالي 5,8% واعداد المصابين المواطنين في تزايد مستمر، ألا يتطلب الامر التحرك الفوري والسريع لانقاذ حياة المئات من المرضى وانقاذ ميزانية الدولة ايضا التي تدفع سنوياً الملايين من الدولارات لعلاج المواطنين بالدول الغربية: ولماذا سبقتنا دول عديدة من الدول المجاورة في هذا المجال هل لنقص في ميزانية الوزارة ام لعدم توفر الخبرات البشرية والمعدات الطبية! كل هذه الاسئلة وغيرها سنحاول الاجابة عنها من خلال هذا التحقيق في هذه السلسلة من اللقاءات مع المعنيين بالامر والى التفاصيل: يقول الدكتور عبدالله الخياط مدير مستشفى الوصل ومدير مركز الثلاسيميا وعلم الوراثة: الثلاسيميا هي من ابرز امراض الدم الوراثية الانحلالية «التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء» الشائعة على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى منطقة البحر الابيض المتوسط بشكل خاص، والثلاسيميا نوعان الألفا والبيتا وحين يأتي الحديث عن هذا المرض فاننا نقصد به «البيتا ثلاسيميا». نسبة الاصابة بهذا المرض في منطقة الخليج هي 5%، اي ان هناك فرداً يحمل صبغة من بين كل 20 فرداً. اما بالنسبة لدولة الامارات فإن النسبة تزيد على 5,8% وهي نسبة لا يمكن تجاهلها حيث انه في كل مرة تحمل فيه امرأة حاملة للمرض ومتزوجة من رجل ايضا حامل للمرض فإن احتمال ولادة جنين مصاب 25% او حامل لصفة المرض هي 50% فيما احتمال ان يكون طبيعياً هي 25%. وتكمن مشكلة المرض في عدم قدرة الجسم على تكوين كريات الدم الحمراء التي تنقل الغذاء والاوكسجين الى مختلف انحاء الجسم بشكل سليم نتيجة لخلل في تكوين خضاب الدم «الهيموجلوبين»، الذي يؤدي الى تغيير في شكل الكرية الحمراء وتكسرها وتحللها بعد فترة قصيرة لا تتجاوز 30 يوماً من انتاجها. الارقام.. والاسباب ويقول الدكتور عبدالله الخياط، احصائيات مركز الثلاسيميا وامراض الوراثة في دبي تشير الى ان هناك حاملاً لمورثة الثلاسيميا بين كل 12 مواطناً في دبي، ولذلك فإن الفرد قد لا يعلم انه حامل لمورثة الثلاسيميا إلا بفحص الدم. ومن هنا تأتي ضرورة فحص الدم قبل الزواج للتأكد من وجود مورثة الثلاسيميا عند كل منهما من عدمه. ويضيف: تبين ايضا من خلال احصائيات مركز الثلاسيميا في دبي ان زواج الاقارب مسئول عن حوالي 50% من حالات الثلاسيميا الكبرى «الحالات المرضية» اي ان 50% من المرضى الذين يراجعون المركز هم نتاج زواج الاقارب ولعل من الضرورة بمكان ان نوضح هنا ان زواج الاقارب يزيد احتمالات الاصابة بالمرض ولكنه لا يعني بالضرورة الاصابة به وكذلك فإن زواج غير الاقارب لا ينفي احتمال الاصابة بالمرض اذ ان ظهور المرض يعتمد على وجود مورثتي الثلاسيميا في كلا الابوين سواء كانوا من الاقارب أو غير الاقارب. ومن هنا نحن نشدد على ضرورة اجراء فحوصات دموية لمعرفة ما اذا كان الشخصان المقبلان على الزواج حاملين لمورثة الثلاسيميا ام لا، ويمكن اجراء هذه الفحوصات في مركز الثلاسيميا في مستشفى الوصل التابع لدائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي والمركز الطبي التابع لها، وجميع نتائج الفحوصات تحاط بسرية تامة وتصدر عادة خلال يومين او ثلاثة ايام فقط، وتعتبر نتائج هذه التحاليل وثيقة اساسية لاتمام بنود عقد الزواج للمتعاملين مع صندوق الزواج فقط ونأمل ان تعمم على جميع عقود الزواج في الدولة تأسياً بمعظم دول العالم المتقدم. فحص الجنين ويمضي الدكتور عبدالله الخياط قائلاً: اذا تم زواج حاملين لمورثة الثلاسيميا «الثلاسيميا الصغرى» فيمكن اجراء تحاليل مخبرية للجنين في الاسابيع الاولى من الحمل لمعرفة ما اذا كان حاملاً للمورثة او لمورثتين «اي مصاباً بالمرض» ام هو طبيعي، ويتم هذا التحليل عن طريق اخذ خزعة من المشيمة وذلك بادخال إبرة الى الرحم ومتابعة مسارها باستخدام جهاز التصوير بالموجات فوق الصوتية، وتعتبر هذه العملية آمنة «احتمال الاجهاض فيها اقل من 1%» وتصل دقة نتائجها التي تظهر خلال ثلاثة ايام الى 99%.. فإذا كان الطفل حاملاً لمورثة الثلاسيميا أو طبيعياً فيجب ان يستمر الحمل اما اذا تبين ان الطفل مصاب بالمرض «اي حاملاً للمورثتين» فيترك قرار استمرارية الحمل أو الاجهاض للأبوين حسب الشريعة بعد توعيتهم المكثفة بالمرض ومخاطره، ولسوء الحظ لا يتوفر هذا الفحص في دولة الامارات، وانما قد يصبح متوفراً خلال العام الحالي لان هناك اجهزة جديدة ومن ضمنها الجهاز الذي يقوم بهذا الجهاز في الطريق الى الوصول وسيتم اجراء الفحص في المركز بدلاً من ارسال المرضى للخارج. زراعة النخاع.. مكلفة ويقول الدكتور عبدالله الخياط.. العلاج الوحيد الذي كان متوفراً في السابق لمرض الثلاسيميا هي استبدال نخاع العظام المريض بأخر سليم، ويتم ذلك بايجاد مكان للنخاع الجديد داخل عظام الطفل المريض بالثلاسيميا وذلك باستخدام ادوية عن طريق الفم تقضي على خلايا نخاع العظام لدى المريض، وبعد عدة ايام يؤخذ نخاع العظام من المتبرع وتتم زراعته عند المريض وذلك بوضع نخاع العظام من المتبرع داخل كيس دم وتمريره عن طريق الوريد مثل عملية نقل الدم، وطبعاً القرار بذلك ليس بالامر الهين على الوالدين، فاذا عزمنا على اجراء العملية يجب ان يكون للمريض اخ او اخت غير مصابين «حامل للمرض او طبيعي» وان تكون اختبارات تطابق الانسجة متطابقة مع المريض، فاذا وجد المتبرع يجب اطلاع الاهل على حسنات وسيئات عملية الزرع عن طريق جلسات الاستشارات الطبية والعائلية في المركز واخيراً يجب ان يعي الاهل تكلفة العملية الباهظة وتكلفة الانقطاع عن عملهم اثناء وجودهم مع المريض في الخارج لان هذه العملية لا تجرى بالدولة وانما في مراكز متخصصة في بعض الدول القريبة. هوية المتبرع والمخاطر وحول هوية المتبرع يقول.. المتبرع يجب ان يكون مطابقاً نسيجياً للمريض، واحتمال التطابق يكون اكبر في الاخوة والاخوات ثم نادراً في الاب والام اذا كانوا اقرباء من الدرجة الاولى ويمكن للاطفال من عمر سنتين واكثر ان يكونوا متبرعين ويتم سحب نخاع العظام بابرة من عظام الورك أو عظام الصدر تحت التخدير العام للمتبرع وتستغرق هذه العملية اقل من 30 دقيقة وليس هناك اي خطر على المتبرع اكثر من خطورة التخدير العام. ويعتمد نجاح عملية زرع النخاع على عناصر مختلفة مثل مستوى الحديد وتضخم الكبد ومدى التليف في الكبد الذي يمكن تحديده من خلال خزعة الكبد وفي بعض الحالات هناك تأثير على نتائج العملية في بعض المرضى ذوي الاعمار المتقدمة، ولكن بصورة عامة مع تطور العملية يعتبر العمر ذا اهمية قليلة في التأثير على نجاح العملية. وحول احتمالية رفض الزراعة يقول الدكتور عبدالله الخياط رفض الانسجة قد يحدث وقد لا يحدث مباشرة بعد العملية وانما قد يحتاج الى 3 ـ 5 سنوات ويبقى فيها خطر الرفض قائماً ورفض الجسم للنخاع الجديد المزروع قد يؤدي الى عمليات نقل دم مرة ثانية وهو ما يسمى «النسيج المزروع ضد المستقبل» بنوعيه الخفيف أو الشديد، كما ان استعمال الادوية لا يمكن جهاز المناعة في الجسم من العمل جيداً ستة اشهر على الاقل بعد الزرع، وينصح بعدم ارسال الاطفال الى المدرسة لتخفيف مخاطر تعرضهم للعدوى، لذلك يحتاج المريض الى متابعة من الاهل من حيث ضغط الدم وتحاليل الدم المختلفة التي بواسطتها يستطيع الاطباء الاطمئنان على حالة الجسم بعد الزرع وكذلك عملية ضبط جرعات الادوية وايقافها تدريجيا حسب اللزوم. بنك دم الحبل السري ويقول الدكتور عبدالله الخياط مع تطور الطب والتقنيات اكتشف العلماء ان دم الحبل السري الذي يتم اخذه من مشيمة الامهات بعد الولادة يصلح لان يكون علاجاً فاعلاً للعديد من الامراض، ومن هنا اخذت فكرة بنوك دم الحبل السري بالانتشار حيث يبلغ عددها الآن ما يقارب 950 بنكاً في مختلف دول العالم، ومن المتوقع ان يصبح في كل دولة ان لم يتم في كل مدينة بنك لدم الحبل السري في المستقبل. نحن في دائرة الصحة والخدمات الطبية كما تعلم نعمل على تطوير كافة الخدمات الطبية والعلاجية ونحرص على مواكبة المستجدات العالمية في شتى المجالات، وقد فكرنا في انشاء بنك لدم الحبل السري على مستوى الدائرة ولكن عندما سمعنا بأن وزارة الصحة لديها خطة لاقامة هذا البنك توقفنا عن ذلك لعدم التكرار ونحن في الدائرة والوزارة جهتان مكملتان لبعضهما البعض. اضافة لذلك هناك مركز في عمان لنقل النخاع وحسب معلوماتي فقد بدأوا ايضا بانشاء بنك دم للحبل السري وهذا بالتأكيد سيكون لنا فائدة ايضا ذا سواء على مستوى التنسيق او على مستوى التعاون. فوائد دم الحبل السري الدكتورة علياء المنصوري أخصائية قسم النساء والتوليد في مستشفى الوصل واستاذة الطب في كلية دبي الطبية وعضو جمعية الامارات للثلاسيميا، من الكفاءات المواطنة المتميزة ولها خبرة جيدة في هذا المجال ومن أول من نادوا بانشاء بنك لدم الحبل السري بالدولة تقول «بصفتي مسئولة عن القسم العلاجي والابحاث الطبية ونتيجة لموقعي في هذه المجالات وكثرة اختلاطي المباشر بمرضى الثلاسيميا وما ألمسه من معاناة المرضى وذويهم خلال عمليات نقل الدم الدورية للاطفال المصابين كل ثلاثة اسابيع طوال حياة المريض بالاضافة الى وضع مضخة دم مدة تتراوح ما بين 1012 ساعة يوميا لمنع ترسب الحديد في أنسجة الجسم المختلفة مما يزيد من آلام المريض، كل هذا دفعني لمتابعة كل ما توصل اليه العلم من بحوث وعلاج في هذا المجال، وشاركت في آخر مؤتمر عالمي في واشنطن في صيف عام 2000، الامر الذي اتاح لي فرصة الالتقاء بالخبرات العالمية واطلعت على آخر ما توصل اليه وأحدث الطرق وأسهلها وأرخصها وفوق كل هذا علاج دائم يغني المريض عن نقل الدم بشكل دوري وكذلك استخدام المضخة اليومية اذا ما تم زراعة الخلايا الجذعية للطفل المصاب بالثلاسيميا المأخوذ من دم الحبل السري اذا كانت مطابقة للمريض، حيث يمكن بهذه الحالة للشخص ان يعيش حياة طبيعية طيلة حياته وينمو بشكل طبيعي دون مشاكل صحية. ملخص العلاج وتقول الدكتورة علياء المنصوري.. بارقة الأمل الجديدة لمرضى الثلاسيميا وغيرهم من المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة تتوفر في دم الحبل السري الذي يتم تخزينه من مشيمة الأمهات اثناء عملية الولادة وحفظه في ظروف خاصة، حيث انها غنية بالخلايا الجذعية المصنعة للدم (الخلايا الدموية البيضاء، والخلايا الدموية الحمراء الحاملة للأوكسجين والصفائح الدموية. وهذه الخلايا عند حقنها للمريض تعمل على اعادة بناء خلايا الدم والجهاز المناعي للمريض. وقد فتح ذلك افاقا جديدة لعلاج الكثير من الامراض منها مرض الثلاسيميا وفقر الدم بأنواعه المختلفة وامراض فشل النخاع الشوكي وفشل النخاع الشوكي نتيجة تناول المريض العلاج الكيماوي ومرض هوجكن وعلاج الكثير من السرطانات وامراض جهاز المناعة واعادة تشكيل الجهاز المناعي. مميزات دم الحبل السري وتقول الدكتورة علياء المنصوري.. أهم مميزات دم الحبل السري عن غيره من العلاج يكمن في كونه أكثر احتمالا للتطابق الجيد واستجابة افضل للخلايا المنقولة من الحبل السري وبذلك يكون احتمال حدوث المضاعفات اقل، ويمكن الحصول عليه بسهولة لوجود عدد كبير من المتبرعين فمثلا عندنا في مستشفيات الدائرة ما يقارب 15 ألف ولادة سنويا، والتبرع بدم المشيمة يعتبر عملاً خيريا ولا يسبب أي اضرار للأم والجنين، لا بل ويمكن تخزينه مدى الحياة وممكن ان يستفيد منه الشخص نفسه في المستقبل اذا أصيب بأي من الأمراض التي تكلمنا عنها سابقا. وتضيف الدكتورة علياء المنصوري «اضافة للفوائد السابقة لدم الحبل السري هناك فوائد اخرى لا تقل أهمية من الناحية الاقتصادية فكما هو معروف ان اجراء مثل هذا النوع من العمليات والزراعة في الدول الغربية يعتبر مكلفا جدا، ويكلف الدولة الملايين سنويا، ولكن في حالة توفير بنك لدم الحبل السري والاجهزة والكفاءات يمكن الاستغناء او التوقف عن ارسال مثل هذه الحالات المرضية للخارج، ولا ننسى انه اذا كان لدينا 15 الف ولادة سنويا فمعنى ذلك بأنه خلال عشر سنوات مثلا ما يقارب من 150 الف دم حبل سري الأمر الذي يفتح المجال امام تطابق الانسجة. فمثلاً دم حبل سري مخزن في البنك قد يتطابق مع خلايا انسجة مريض آخر، الامر الذي سيؤدي بالنهاية الى علاجه وشفائه. احتمالات الاخطاء الوراثية وحول احتمال وجود اخطاء وراثية في الخلايا الجذعية في عينة دم الحبل السري واحتمالية تسبب ذلك بأمراض للمتلقي تقول الدكتورة علياء المنصوري، يمكن تجنب ذلك عن طريق اجراء ما يشبه الحجر الصحي للدم لفترة من الزمن، وخلال هذه الفترة يتم التواصل مع عائلة المانح للتأكد من تمتعه بصحة جيدة. وتضيف بعد الحصول على دم الحبل السري اثناء الولادة يتم حفظه بطرق صحيحة في ظروف خاصة للاستفادة منه مستقبلا ولكن يجب أن تتم عملية التخزين خلال 24 ساعة من سحبه من مشيمة الأم ويتم تجميده في المختبر وقبل ذلك لابد من اجراء بعض الفحوصات للتأكد من خلوه من الفيروسات او الاعتلالات الجينية وكذلك التأكد من خلوه من البكتيريا الهوائية واللا هوائية ومعرفة كمية وأنواع الخلايا الموجودة. البدايات وتقول الدكتورة علياء المنصوري «اول عملية نقل الحبل السري تمت لطفل مصاب بمرض وراثي «الانيميا الفانكوني» تمت عام 1989 حيث تم استعمال دم الحبل السري لاخته الوليدة. وفي عام 1991 تمت اول عملية لنقل دم الحبل السري لطفل مصاب بمرض سرطان الدم وتكللت العمليتان بالنجاح، ويبلغ عدد الحالات التي تم علاجها عن طريق دم الحبل السري لغاية الآن ما يقارب 5000 حالة، ومنها حالة الطفلة آمنة التي تعد الاولى على مستوى الدولة. أول تجميع لدم الحبل السري بالدولة وتقول الدكتورة علياء المنصوري «قمت بتجميع دم الحبل السري لأول مرة في دولة الامارات في مستشفى الوصل لاحدى المواطنات في 17 سبتمبر 2001، وقد تم تخزين الدم في احد البنوك الفرنسية لعدم وجود بنك لدم الحبل السري في الدولة حتى الآن، هذه المواطنة لديها طفل مصاب بمرض الثلاسيميا الكبرى ويحتاج الى عملية زرع نفس العظام، ولكن لم يكن هناك متبرع مطابق من اخوانه. وقد فقدت هذه العائلة الأمل من وجود علاج شاف من هذا المرض لطفلهم، ولكن مع وجود دم الحبل السري اصبح هناك امل كبير بأن يتم زرعه له بعد مروره بالتحاليل اللازمة وعمل المطابقة. وحول الامكانيات والمراحل التي تمر بها عملية دم الحبل السري تقول «المرحلة الاولى هي التجميع وهذه تتم في اقسام النساء والولادة بعد موافقة الأم اثناء الولادة، والمرحلة الثانية هي التخزين ويقوم بها قسم المختبر وبنك دم الحبل السري والمرحلة الثالثة الاستخدام وهذه تحتاج الى اطباء متخصصين غير موجودين في دولة الامارات، ولكن يمكن التعاون والتنسيق مع المراكز العالمية في هذا المجال من خلال برامج الاطباء الزائرين اذا تطابقت الأنسجة، او التعاقد مع طبيب لفترة محدودة وهذا الطبيب يقوم بتدريب الاطباء المساعدين له. ولكن هذه الخطوة ضرورية ويجب ان نسرع بها على مستوى دولة الامارات للحاق بركب الدول المتقدمة خاصة وان لدينا اعداداً كبيرة من المرضى المصابين بالثلاسيميا الى جانب العديد من الأمراض الاخرى التي قد يكون دم الحبل السري مفيدا في علاجها وشفائها. المسئولون بوزارة الصحة أكدوا ان الفكرة موجودة وقائمة ولكن دون اعطاء المزيد من الايضاحات متى سيبدأ العمل بالمشروع. تحقيق: عماد عبدالحميد

Email