السبت 24 شوال 1423 هـ الموافق 28 ديسمبر 2002 اصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة دراسة جديدة تحت عنوان «صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان..الارادة والقوة» تتناول فكر ومواقف وانجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولى عهد ابوظبى نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، الذى نشأ فى كنف القائد والمعلم الوالد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والتزم مع سموه بالعهد الذى قطعه على الشعب وعلى نفسه منذ بدء مسيرة البناء والتعمير والرخاء وتعلم من نهج الوالد ومن حكمته كل معانى التضحية والحب والاخلاص للوطن والمواطن. واكدت الدراسة ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يعتبر من الشخصيات القيادية العربية التى تركت بصماتها واضحة وكان لها دائما وجود مؤثر وفعال فى العديد من القضايا المحلية والعربية والدولية واسهمت بفكرها وجهدها وتوجيهاتها فى بناء دولة الامارات العربية المتحدة ورفعة شأنها وحماية كرامتها ورفاهية شعبها ورخائها الذى امتد بالخير الى الاشقاء فى الوطن العربى والمسلمين فى كل انحاء العالم. وابرزت من خلال محاورها وفصولها رصيد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الوافر ومعينه الدافق ورؤيته الثاقبة التى شكلت علامة بارزة ونبراسا وضاء فى مسيرة التنمية والبناء ورافدا من روافد الفكر العربى والقومى قولا وفعلا ومعينا دافقا فى العمل الخيرى الانسانى على الصعيد الدولى..كما ان سموه كان ولا يزال قدوة ملهمة لجيل الشباب من ابناء الامارات ورجالها المتطلعين الى مواصلة المسيرة المباركة والمساهمة فى البناء والتنمية بنفس القوة والاصرار. وأوضحت الدراسة انه من منطلق المشاركة المستمرة منذ البداية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالجهد والفكر والعمل فى مرحلة بناء الدولة ووضع اسسها المتينة مع الوالد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ومن واقع معايشة وتفاعل سموه مع كافة الاحداث على الساحة العربية ومراحل النضال العربى وما شهده الصراع العربى الاسرائيلى من تطورات والعديد من القضايا الاقليمية والدولية وتفاعله معها ومشاركته فى الكثير منها بالرأي والموقف فقد تكونت لدى سموه الرؤية الشمولية والنظرة البعيدة والتحليل الموضوعى والطموحات المستقبلية الواقعية التى ترقى الى مستوى الحلم لكنها لا تنفصل عن ارض الواقع ومقوماته ومعطياته. واستعرضت الدراسة دور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان فى بناء الوطن والمواطن فى دولة الامارات العربية المتحدة .. مشيرة الى اهتمامات سموه البالغة ببناء الانسان والمواطن الاماراتى والشباب بوجه خاص مبرزة اعطاء سموه الاولوية فى مسيرته لبناء الانسان باعتباره الاداة الرئيسية للتنمية والهدف الرئيسى لها فى نفس الوقت . واشارت الدراسة الى قول سموه «ان بناء الانسان هو الهدف الاسمى الذى نبذل كل جهد من اجل تحقيقه» وقول سموه ايضا «ان هدفنا الاساسى فى دولة الامارات هو بناء الوطن والمواطن..ان الانسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده ..كما ان مصلحة الوطن هى الهدف الذى نعمل من اجله ليل نهار وان بناء الانسان يختلف تماما عن كل عمليات البناء العادية لان الانسان هو الركيزة الاساسية لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة وعليه مسئولية دفع مسيرة الامة للامام». واكدت الدراسة ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يعتبر الاستثمار فى الانسان هو الاهم فى سياق التنمية الوطنية ذلك ان العائد المرجو من هذا الاستثمار ينعكس بصورة مباشرة على مستقبل الدولة وقطاعاتها المختلفة وانه بقدر ما يكون حجم الاهتمام بالانسان بقدر ما يكون غد الامة ومستقبلها مشرقا. واوضحت انه على ضوء هذا الفكر وهذه القواعد كانت توجيهات سموه دائما بحشد وتوفير كافة الطاقات والامكانيات فى دولة الامارات من اجل بناء الانسان المواطن وذلك عن طريق تنمية كافة المجالات التى تساعد على هذا البناء من تعليم وصحة ورعاية شباب وفى المجال الاجتماعى والرياضى والتربوى والاسرة وغيرها. افاق واسعة لشباب الامارات واكدت الدراسة انه بفضل هذه التوجيهات السامية توفرت لشباب الامارات فرص رائدة فتحت لهم افق المستقبل على مصراعيه واتاحت لهم فرص التعليم بمختلف مستوياته وعلى احدث الاساليب وبالوسائل التكنولوجية الحديثة.. وقالت «لقد عمل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على تشجيع الطلبة من ابناء الامارات للاستزادة من العلوم الحديثة ووفر سموه للجامعات والمعاهد العليا الخبرات والكفاءات المرموقة.. مشيرة الى قول سموه «ان الجيل الذى نسعى الى اعداده هو بحد ذاته قوة دفاعية اساسية بحيث يكون جيلا قادرا على الحفاظ على المكتسبات والدفاع عن قيم الدولة وحقوقها ويعطى دفعا لمسيرتها بالقدر الذى يعزر مكانتها فى المنظومة الدولية». واشارت الدراسة ايضا الى تأكيد صاحب السمو الشيخ خليفة على عناصر واسس اعداد الشباب فى دولة الامارات وقوله سموه «عندما يكون الاعداد متكاملا..قوة فى الارادة ومتانة فى الخلق واصالة فى التكوين..فان هذا الجيل يكون بالتأكيد قادرا على اداء المسئولية والقيام بها بكل امانة وثقة وجد وايمان واخلاص». ونوهت الدراسة الى تأكيد سموه على تبادل الالتزامات بين الوطن والمواطن وبذل العطاء المتبادل بينهما من اجل رفعة شأن الوطن حيث قال سموه «ان المواطنة ليست اخذا باستمرار..انها عطاء قبل كل شيء ..انها بذل يصل حتى مرحلة افناء الذات فى سبيل الوطن لان المواطنة مسئولية ايا كان موقع المواطن..ان الامارات امانة فى عنق كل منا والامانة هى ان نظل نحافظ عليها». ولفتت الدراسة الى تأكيد صاحب السمو الشيخ خليفة على هذه المعانى والمبادئ السامية فى حديث اخر لسموه حيث قال فيه «على كل منا ان يسأل نفسه..ما الذى اعطيته للوطن وما الذى يجب ان اعطيه ..علينا ان نسجل بأنفسنا ماذا اعطينا للوطن وماذا اخذنا عبر مسيرة الاتحاد.. وهل كان عطاؤنا فى حجم الاخذ ..وما الذى يجب علينا ان نعطيه للوطن الذى يمنحنا الاستقرار والامن والحياة الحرة الكريمة». واكدت الدراسة ان التجربة التنموية فى دولة الامارات العربية المتحدة تعتبر نموذجا متميزا يحتذى به اقليميا وعربيا ودوليا ذلك ان ما حققته من انجازات تتمثل فى النهضة العمرانية والاقتصادية والاجتماعية يعد بكل المقاييس معجزة حقيقية سابقت الزمن وغالبت العصر. رسم العديد من الاستراتيجيات واوضحت الدراسة ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولى عهد ابوظبى نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة اظهر قدرة فائقة فى التعامل مع الافكار والرؤى الاقتصادية الناجحة وفى المشاركة فى وضع وتنفيذ الاستراتيجيات الكبرى التى تحقق على اساسها هذا التقدم الاقتصادى مشيرة الى ان سموه تولى رسم العديد من هذه الاستراتيجيات واعطاء التوجيهات والاشراف المباشر على مشاريع اقتصادية عملاقة فى دولة الامارات..ويقول سموه فى هذا الصدد «نحن ماضون باذن الله فى العمل على تكوين واقامة هيكل اقتصادى متوازن يقوم على تنويع مصادر الدخل وضمان استمرار معدلات نمو جديدة فى كافة القطاعات والارتفاع بمستوى معيشة ودخل المواطنين». واستعرضت الدراسة بعضا من المواقع والانجازات التى كان لوجود ومشاركة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان فيها اثر كبير فى نجاحها وتفعيل دورها بشكل مستمر منذ بداية مسيرة الدولة ومثال على ذلك انه فى اول يوليو عام 1971 عندما صدر قانون اعادة التنظيم الحكومى فى ابوظبى عين سموه رئيسا لمجلس وزراء ابوظبى ووزيرا للدفاع والمالية ..وعين سموه بعد تأسيس الاتحاد مباشرة نائبا لرئيس مجلس الوزراء .. كما ترأس سموه المجلس التنفيذى فى ابوظبى منذ عام 1974 وحتى الان ومن خلال كل هذه المناصب والمسئوليات كان لسموه دور فعال فى التصميم والتوجيه والاشراف المباشر على العديد من مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية فى دولة الامارات العربية المتحدة. واشارت الدراسة الى ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد يترأس ايضا المجلس الاعلى للبترول الذى تأسس عام 1988 ليضع السياسة البترولية ويعنى بتطوير الصناعات النفطية موضحة ان سموه اكد دائما حرص الدولة على ان يستفيد ابناء الوطن من ثروة النفط التى حبا الله بها البلاد وان يستفاد من عوائد النفط فى كل مجالات التنمية والبناء..وقد بادر سموه من خلال موقعه على رأس المجلس الاعلى للبترول الى فتح مجال الصناعة البترولية وتطويرها بما يكفل المصالح الوطنية ويدعم السيطرة على الثروات النفطية للدولة..كما وضع سموه اسس الخطط الطموحة لتصنيع النفط والغاز الطبيعى وصناعات البتروكيمائيات ولم تغب عن سموه حقيقة ان الثروة النفطية موقتة مهما طال الزمن وقد اعلن سموه عن هذا صراحة فى قوله «اننا نفكر فى كيفية مواجهة المستقبل عندما ينضب البترول بتنويع مصادر الدخل». الاهتمام بالقطاعات الاقتصادية واكدت الدراسة انه من هذا المنطلق اولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اهتماما كبيرا بالقطاعات الاقتصادية الاخرى مثل الصناعة وقطاع الزراعة الذى شغل حيزا كبيرا من اهتمام سموه وتفكيره وجهده.. ويقول سموه فى هذا الصدد «يهمنى هنا ان اشير الى ما حققناه فى ميدان الزراعة من انجازات حيث اصبحت الزراعة من القطاعات المنتجة التى نعتمد عليها فى تنويع مصادر دخلنا القومى بعد ان وصلنا الى مرحلة الاكتفاء الذاتى فى تلبية حاجاتنا من الخضروات اضافة الى اننا نغطي معظم احتياجاتنا من الفاكهة وحققنا نجاحا كبيرا فى مجال زيادة المساحة المزروعة من القمح». واوضحت الدراسة انه من خلال رئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لمجلس ادارة صندوق ابوظبى للتنمية كان لسموه دور رئيسى فى توجيه مشاريع الصندوق الاقتصادية والاستثمارية وتوفير العون والمساعدة للدول الشقيقة والصديقة فى جهودها الرامية الى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية . كما تناولت الدراسة موقع واهمية التكنولوجيا الحديثة فى فكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان..وعلى هدى من السياسة الحكيمة والتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والتى حددت منذ البداية معالم ومقومات طريق التقدم والبناء والنهضة ووضعت العلم والتقنية الحديثة كدعامة اساسية لهذا التقدم عمل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على تعزيز قدرات الدولة فى المجال التكنولوجى من اجل تحقيق التنمية الشاملة والتطوير المستمر .. ويقول سموه فى هذا الصدد «ان القفزة النوعية التى حققتها دولة الامارات فى مجال التكنولوجيا لم تكن وليدة ظروف طارئة او استثنائية بل هى تتويج لجهود مضنية وثمرة لاستراتيجية التطوير المتكاملة التى صاغها وتابع مراحلها بعناية ودقة صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ونوهت الدراسة الى ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عمل على ان يكون التخطيط مرتكزا دائما وفى المقام الاول على مقتضيات ومتطلبات وظروف المرحلة وما تمليه من دينامية وتسارع ومرونة مشيرة الى ان سموه حرص دائما على رعاية صروح ومؤسسات العلم والتقنية فى الدولة وتزويدها بالكفاءات والمناهج والوسائل الحديثة امثال كليات التقنية العليا والجامعات والكليات المتخصصة ومعاهد البحث العلمى مثل معهد زايد للأبحاث والتكنولوجيا ومجالات التعليم الفنى ومدارسه ومعاهده..ويقول سموه فى هذا الصدد «ان العملية التعليمية وبقدر ما حققت من مستويات التأهيل العلمى المختلفة نراها اليوم فى تحد مستمر ومتصاعد يتطلب العمل الدؤوب فى تطوير المناهج ووضع الخطط الرامية الى تحقيق المستوى المطلوب فى مواكبة تسارع التطور التقنى واستيعاب مستجدات التكنولوجيا الحديثة من مخترعات ومكتشفات ومعدات جديدة لتسليح الشريحة التعليمية بشقيها المعلم والمتعلم بالقدرة على المنافسة فى سوق مفتوح وعالم تهاوت فيه حدود التبادل العلمى والمعرفي». واكد الدراسة ان الرعاية والاهتمام البالغ والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ساعدت على دفع عجلة التنمية التقنية وتسارع التطور التقنى فى دولة الامارات ليواكب احدث التطورات فى العالم..وفى هذا الصدد يقول سموه «لقد نجحنا فى دخول الالفية الجديدة ونحن اكثر ثقة بالنفس واكثر قدرة واستعدادا للتفاعل الايجابى مع المستجدات العالمية وفى مقدمتها النظام الاقتصادى العالمى الجديد وثورة المعلومات والاتصالات وانفتاح الاسواق خاصة مع بدء سريان قوانين منظمة التجارة العالمية». مشيرة الى ان سموه حدد منهجا متكاملا يمكن ان تسير عليه التكنولوجيا والتنمية جنبا الى جنب مع قيم المجتمع وتقاليده ومعتقداته وتراثه التاريخى . وفى مجال الاستثمارات فى قطاعات الاقتصاد المختلفة اشارت الدراسة الى ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عبر عن رؤية كاملة لهذه الاستثمارات وقدرتها على دعم جهود التطوير وتعزيز التعاون فى المجال الاقتصادى والتكنولوجى الدولى..حيث يقول سموه «انه نظرا للمتغيرات السريعة والمتلاحقة على الساحة الاقتصادية العالمية فاننا نرى ان اقتصادنا الوطنى بحاجة الى استثمارات نوعية تجلب معها التكنولوجيا المتقدمة والخبرات الادارية والفنية والتى تمكن منتجاتنا الوطنية من القدرة على المنافسة فى الاسواق العالمية كما تسهم فى اكساب المواطنين خبرات ادارية وتسويقية بالاضافة الى توفير فرص عمل جديدة لهم ». قضية الامن المائي وتناولت الدراسة قضية الامن المائى فى فكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هذه القضية الحيوية والمصيرية التى تزداد اهميتها يوما بعد يوم وتوليها دولة الامارات العربية المتحدة اهمية قصوى بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والتى على اساسها عمل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على وضعها على رأس القضايا المهمة فى عمليات التنمية فى مختلف الميادين معتبرا سموه ان المياه هى المكون الاساسى فى الحياة فى كافة المجالات. واشارت الى قول سموه فى هذا الصدد «ونحن نضع فى اعتبارنا الجهود الرامية الى توسيع رقعتنا الزراعية الخضراء عن طريق استصلاح مساحات واسعة من الارض وتدبير الموارد المائية اللازمة وذلك بهدف تحقيق الامن الغذائى لشعبنا فى المستقبل القريب والبعيد معا». واكدت ان اهتمام سموه فى مجال المياه لم يتوقف على الشأن الداخلى فى دولة الامارات فحسب بل امتد الاهتمام الى مشاريع المياه التى يساهم فيها صندوق ابوظبى للتنمية فى عدة دول عربية شقيقة فمن حيث موقع سموه كرئيس لمجلس ادارة الصندوق فان سموه يتابع باستمرار هذه المشاريع الحيوية مثل مشروع ترعة الشيخ زايد فى جنوب الوادى بمصر ومشاريع سدود المياه فى المغرب واليمن والجزائر والاردن. وقالت ان هذه المشاريع المصيرية التى يرعاها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بحكم موقعه على رأس صندوق ابوظبى للتنمية تعكس بوضوح مدى ادراك سموه لحقيقة المخاطر التى تهدد المنطقة العربية فى مجال المياه سواء من تهديدات طبيعية أو من قوى اجنبية مثل الاطماع الاسرائيلية .. كما يعكس هذا مدى ايمان سموه بان الامن العربى كل لا يتجزأ وانه الامن المائى العربى لا يقل اهمية عن امن الحدود والاراضى العربية. وعلى الساحة العربية اوضحت الدراسة انه كان لدولة الامارات العربية المتحدة منهج ثابت ارسى دعائمه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» هذا النهج الذى جعل من الامارات جزءا لا يتجزأ من الامة العربية تتفاعل مع قضاياها المصيرية المهمة باعتبارها قضايا كل العرب من المحيط الى الخليج.. وعلى هذا النهج سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان منذ البداية ولم يحد عنه. واضافت « لقد اتخذ سموه من توجيهات الوالد القائد والمعلم برنامج عمل دؤوب لدفع التعاون العربى ومعايشة قضايا وهموم الامة واسهم سموه بتوجيهاته وابداعاته وفكره فى دعم وتنفيذ توجيهات القائد والمعلم صاحب السمو الشيخ زايد وكان الدور الكبير للمساهمات الاماراتية بتوجيهات سموه فى المشاريع العربية المختلفة والمساعدات فى كافة المجالات». رأب الصدع العربي واكدت الدراسة ان صاحب السمو الشيخ خليفة عمل دائما على رأب الصدع العربى وبناء علاقات عربية عربية يسودها الود والاخوة والاحترام المتبادل والدفاع عن كافة الاراضى العربية ضد اى معتد اجنبى والسعى لتحقيق التضامن العربى.. وفى هذا الصدد يقول سموه «ان موقف ابوظبى بالنسبة للحق العربى موقف محدد وواضح وهو ليس فقط التأييد بل الدعم المستمر والمساندة بكل ما نملك.. فقضية العرب واحدة على كل حال وان الوطن العربى الذى اصابته التجزئة لا يمكن ان ينفصل فان روابط الدين واللغة والتاريخ تجمع كل العرب الى جانب امالهم الواحدة ومستقبلهم الواحد ايضا..اننا نؤمن بهذه الحقائق الثابتة وننطلق فى سياستنا على اساس من هذه الحقائق وان كل ما نقيمه من انجازات فى الداخل هو نواة فى تقدم العرب وكل تقدم فى اى بلد عربى نعتبره تقدما لكل العرب ». واوضحت الدراسة ان هذه هى الاسس التى بنى عليها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان توجهاته الفكرية نحو امته العربية والنابعة من احساس سموه ويقينه الثابت بأن العرب جميعا امة واحدة ذات مصير واحد وبأن دولة الامارات جزء لا يتجزأ من هذه الامة لها حقوقها على اخوانها العرب وعليها ايضا تحمل التزاماتها تجاههم.. وفى هذا الصدد يقول سموه «اننا نسعى جميعا الى الوحدة الشاملة وهذا يعنى اذابة الحدود بين الاشقاء.. فنحن امة واحدة والحدود الجغرافية بيننا مصطنعة وما دمنا نؤمن بأن مصيرنا الى الوحدة العربية باعتبارنا جزءا من الوطن العربى الكبير فلماذا نختلف على الحدود ونتمسك بشكليات رسمها الاستعمار على خرائط بلادنا..ان علينا ان نمهد الطريق لأجيالنا القادمة لتحقيق امل امتنا فى الوحدة». واكدت الدراسة ان هذا النهج وهذا الفكر انما يعكس مدى عمق الاحساس القومى والوطنى لدى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هذا الرجل الذى يعبر بصدق عما يشعر به تجاه امته العربية ويستوعب بخبرته ومعايشته لأحداث هذه الامة وتاريخها النضالى الطويل.. ويؤكد هذا ايضا قول سموه «ان اعداء الامة العربية دأبوا على اذكاء الخلافات بين الدول العربية باعتبارها منفذا لاضعاف القوة العربية». واستعرضت الدراسة مساهمات ومشاركات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبى نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة على الساحة العربية فى العديد من القضايا العربية المصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين وايضا قضية لبنان وما عاناه من الحروب والدمار وسعي دولة الامارات لتقديم العون الكامل ومبادرة الامارات بمشروع نزع الالغام فى جنوب لبنان . وفى هذا الصدد يقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «اننا فى دولة الامارات ننطلق فى نظرتنا للقضايا العربية بأنها قضايا مرتبطة ببعضها وبأن الالم العربى ألم واحد وحينما يتألم العربى فى فلسطين المحتلة او فى لبنان فان هذا الالم يصيب ابناء دولة الامارات». كما استعرضت الدراسة مواقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من جامعة الدول العربية وتأكيد سموه على ضرورة دعم دورها فى لم شمل العرب وتوحيد كلمتهم وايضا دور سموه فى دعم دور مجلس التعاون الخليجى ومسيرته فى توحيد كلمة وجهد دول الخليج العربى وتحقيق امنهم واستقرارهم . وعرضت الدراسة مواقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من القضية الفلسطينية بالقول والفعل والعمل المستمر ومواقف سموه من اسرائيل ومن يدعمها ويقف وراءها .. هذه المواقف التى اعلنها ومازال يعلنها سموه على الملأ وبكل صراحة من منطلق ادراك سموه التام بأن العدو واحد والقضية العربية واحدة والامة العربية وحدة لا تتجزأ فى مواجهة العدو . واستعرضت الدراسة دور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان فى دعم وتعزيز التعاون مع اوروبا ايمانا من سموه بأهمية البعد الدولى لدعم قضايا الامة ودعم مسيرة التنمية والبناء فيها.. مشيرة الى زيارات سموه للدول الاوروبية مثل زيارتيه لفرنسا عامى 1972 و 1977 ولقاءات سموه مع العديد من المسئولين الفرنسيين فى دولة الامارات وايضا اهتمام سموه بالعلاقات مع المانيا واستقباله للعديد من المسئولين والوفود الالمانية وغير ذلك من دول اوروبا التى حرص سموه على توطيد ودعم العلاقات معها ومع باقى دول العالم كله على اسس المحبة والتعاون المتبادل من اجل رخاء البشرية والامن والسلام فى العالم
في دراسة تتناول مسيرته ومواقفه وانجازاته، خليفة بن زايد رافد من روافد الفكر القومي العربي ومعين دافق في العمل الخيري
