افتتح المؤتمر السنوي الرابع للأسرة، النعيمي يثمن برامج وأنشطة جمعية أم المؤمنين النسائية بعجمان، التأكيد على دور المؤسسات التعليمية في حماية الأسرة وتماسكها

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 23 شعبان 1423 هـ الموافق 29 أكتوبر 2002 ثمن صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الاعلى حاكم عجمان البرامج والمشروعات التي تطرحها جمعية أم المؤمنين النسائية بعجمان، مؤكدا ايمانه بأهمية الدور الذي تقوم به المرأة في مجتمع الامارات لخدمة وتطوير وطنها وأبناء مجتمعها. جاء ذلك في كلمة صاحب السمو حاكم عجمان لدى افتتاحه فعاليات المؤتمر السنوي الرابع للأسرة والادارة المالية بجمعية أم المؤمنين النسائية بعجمان والذي يعقد خلال الفترة من 28 الى 30 من اكتوبر الجاري بمشاركة ثلة من الاكاديميين وذوي الاختصاص في الدولة، مؤكدا سموه دعمه المستمر وتقديره لجهود الجمعية في التحضير لهذا المؤتمر ومؤتمرات مماثلة تهدف الى خدمة المجتمع المحلي والعربي ورصد همومه وقضاياه. حضر حفل الافتتاح عبدالله بوشهاب وكيل وزارة العمل والشئون الاجتماعية المساعد للتنمية الاجتماعية ومدراء الدوائر المحلية والاتحادية وعدد من الباحثين والاكاديميين من مدراء المناطق التعليمية ومديرو ومديرات المدارس وعضوات الجمعية. وألقت الدكتورة آمنة خليفة مديرة مؤسسة حميد بن راشد للتطوير والتنمية البشرية بعجمان كلمة باسم ادارة الجمعية اثنت فيها على الدعم المتواصل من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي لجميع الانشطة والفعاليات التي تطرحها الجمعية وخير دليل على ذلك تشريف سموه واصراره الدائم على حضور مختلف المؤتمرات التي تنظمها الجمعية. وذكرت ان للعوامل الاقتصادية اثرا كبيرا في علاقات الافراد والجماعات بعضها ببعض مشيرة الى ان المتغيرات والمستجدات الاقتصادية في مجتمع دولة الامارات افرزت بعض الظواهر الاجتماعية والممارسات السلبية ذات الدلالات المختلفة كالاستهلاك غير المرشد وسيطرة الجوانب المادية على العلاقات بين الافراد داخل الاسرة والقروض من البنوك ومؤسسات التمويل دون ضوابط بينها واقتناء السلع والمنتجات دون وجود الحاجة الملحة مما انعكس على اقتصاديات الاسرة وأثرت على تماسكها وترابط بنيانها الداخلي. وقالت ان هذا المؤتمر يأتي ليرصد بعض الظواهر ويبين انعكاساتها السلبية اجتماعيا واقتصاديا وامنيا على الاسرة والمجتمع ويبحث عن كيفية التغلب عليها لضمان استمرار الاسرة واستقرارها. ودعت الدكتورة آمنة خليفة المشاركين في المؤتمر من باحثين ومتخصصين لتدارس موضوع «الاسرة والادارة المالية» بكثير من الموضوعية والعمق مع الاعتماد على المنهجية العلمية والنظرة الاستشرافية وذلك للخروج بتوصيات عملية تعزز تماسك الاسرة وتنهض بالمجتمع. وأشادت في ختام كلمتها بدور مؤسسة الامارات للاتصالات التي ساهمت في دعم فعاليات المؤتمر الثالث العام الماضي والمؤتمر الحالي. وقد اهدى صاحب السمو حاكم عجمان قبل اختتام حفل الافتتاح وبدء جلسات العمل فايزة النعيمي مدير مركز اعمال مؤسسة الامارات للاتصالات باعتبارها الجهة الراعية للمؤتمر السنوي الرابع درع المؤتمر، كما تلقى سموه درعا مقدمة من مجلس ادارة الجمعية. وبدأت الجلسة الاولى التي ترأسها الدكتور مؤيد وهيب جاسم باحث اقتصادي اول في اتحاد غرف التجارة والصناعة في دبي وتناولت محور «المتغيرات الاقتصادية وآثارها الاجتماعية والنفسية على الاسرة قدمت فيها فاطمة اسحاق رئيس قسم شركات التأمين بوزارة الاقتصاد والتجارة ورقة العمل الاولى للمؤتمر حول تغيير قيم العمل والانتاج في المجتمع وأثره في اقتصاديات الاسرة بدولة الامارات اكدت فيها ضرورة العمل بمباديء الدين الاسلامي الحنيف الذي يدعو الى حب العمل والاعتماد عليه ونبذ التكاسل والاتكالية وعدم الترفع عن العمل الشريف الذي يحقق كسب الرزق ويسهم في بناء الوطن وسد حاجات الأمة. حيث يعتبر العمل في حد ذاته قيمة حضارية وسلوكية للفرد والمجتمع وقد اكد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ان على الشباب الاماراتي ان لا يغفل العمل وان يساهم في بناء وطنه ومجتمعه وأمته مشيرا الى ان الانسان العاطل يعجز عن اعالة اسرته وبالتالي يكثر وقوعه في ازمات ومشكلات. ودعت في ورقتها المجتمع بكافة افراده ومؤسساته الاخذ بيد الشباب وذليل العقبات التي قد تشكل عائقا أمامهم. وأشارت الى ان للأسرة دورا كبيرا في غرس حب العمل لدى الناشئة وتوطيد ارتباطهم واعتزازهم بتقاليد آبائهم مؤكدة على اهمية التقليل من الآثار السلبية للعمالة المنزلية الاجنبية على الابناء وتنشئتهم على القيم الاسلامية والعادات الاماراتية الاصيلة مضيفة ان تأهيل المرأة الاماراتية التي فاتها قطار التعليم من خلال برامج محو الامية وتعليم الكبار له اثر ايجابي على المرأة والاسرة والمجتمع لان دور المرأة يجب ان يكون بارزا في غرس قيم العمل وحبه وبلورة التوجهات الاقتصادية المرتبطة بسوق العمل. وأوضحت ان دور المؤسسات التعليمية في اعداد الافراد بالدراسة واستكشاف مواهبهم وتشجيعهم وتعويدهم على النظام والالتزام وغرس مباديء التفاني في النشء وتحفيزه على ادخال عنصر التطوير والتحديث في مهن آبائه وأجداده سيكون له الدور الاكبر في عدم الترفع عن هذه المهن بحجة المؤهل الدراسي. وتناولت فاطمة اسحاق في ورقتها مظاهر قيم العمل والانتاج في مجتمع الامارات وأثر قيم العمل في اقتصاديات الاسرة. كما اوصت في ختام بحثها بمجموعة من التوصيات اهمها اجراء دراسة للتعرف على اسباب التمسك بقيم العمل والانتاج من وجهة نظر الاسر والافراد واعداد برامج تدريبية للأسر الجديدة لمساعدتها في الحفاظ على قيم العمل والانتاج. وقدم الرائد الدكتور عبدالله محمد محمود من مركز بحوث الشرطة في وزارة الداخلية بأبوظبي ورقة العمل الثانية بعنوان الامن الاقتصادي وعلاقته بالجوانب الاجتماعية والنفسية «الديون، المخدرات، الانحرافات السلوكية» اوضح فيها ان اساس الانحراف والعنف يعود الى عدم التوازن الاسرى وافتقار اعضائها الى الشعور بالأمن لذلك نطالب بأهمية تدعيم الاسرة لكي تعود كسابق عهدها في تحقيق وظائفها خاصة وظيفة اشباع الحاجات الانسانية لافرادها. وقال ان الثروة الحقيقية للمجتمع الاماراتي تكمن في ابنائه لذلك تكون العناية بهم واجبا وطنيا. وأشار الى ان نسبة جرائم الاحداث بلغت (1970) جريمة على مستوى دولة الامارات العربية المتحدة خلال العام 1995 وتشير احصائية حديثة على مستوى ميداني محدد الى ان نسبة الاحداث المهتمين بالسرقة2% والمشاجرة 35%. ودعا المحاضر في ورقته الى التركيز على الام باعتبارها خلية الاسرة والدور الرئيسي في التنشئة الاجتماعية وهي المسئولة عن صياغة شخصية ووجدان ابنائها. واستعرض العديد من المواضيع الحساسة والمهمة منها الامن الاقتصادي وعلاقته بالجوانب الاجتماعية والنفسية والديون الاقتصادية واثرها على التفكك النفسي. وأوصى في ختام ورقته بتفعيل دور المسجد لانه يلعب دورا في تصحيح مفاهيم واتجاهات وسلوكيات الحدث وجعلها متفقة مع قيم الاسلام واقامة دورات تدريبية لتوعية الامهات بأساليب التربية الحديثة وتوزيع نشرات وكتيبات تحتوي على مجموعة من التوجيهات والارشادات للجمهور في مجال الوقاية من الجريمة. وتضمنت ورقة العمل الثالثة للمؤتمر والتي قدمها كامل صقر القيسي باحث اول في دائرة الأوقاف والشئون الاسلامية بدبي طبيعة العلاقات الاسرية في ظل المتغيرات الاقتصادية والتجارة العالمية مؤكدة ان الاسرة هي حجر الاساس في التنمية والمورد البشري الثابت. كما تناول المتغيرات الاقتصادية وأثرها على الاسرة محددا ذلك بعدة نقاط اهمها نشوء الصراع الذي يعد اهم العوامل المؤثرة على المجتمع والاسرة والتأثير في مستوى طموح الفرد وخروج المرأة للعمل تاركة وراءها مسئولية ثقيلة وعبئا كبيرا من الابناء والبنات. وقدم في ختام ورقته مقترحات عملية كتربية ابناء الاسرة تربية ايمانية واعية وتوعية الجماهير بأن الاستثمار البشري للأولاد هو أفضل من الاستثمار المالي ونشر اصول التربية الاسلامية في المجتمع وبث الوعي الاسلامي السليم في عقول الناشئة ووجدانهم عن طريق المدرسة ومختلف اجهزة الاعلام. تغطية: نورا الأمير

Email