عيادة متنقلة كلفتها 580 الف درهم، كفالة 2300 يتيم ضمن مشاريع الهلال الأحمر في نابلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 22 شعبان 1423 هـ الموافق 28 أكتوبر 2002 تحظى مدينة نابلس وقراها ومخيماتها باهتمام كبير من هيئة الهلال الاحمر الاماراتية حيث تزداد مشاريعها فى تلك المحافظة لتصل الى اكبر عدد ممكن من سكانها الذين يبلغون نحو نصف مليون نسمة. وتتنوع مشاريع الهلال الاحمر فى هذه المدينة التاريخية التى يرجع تاريخها الى خمسة الاف سنة لتشمل كفالة الايتام الذين يصل عددهم الى الفين و300 يتيم والمشاريع الاغاثية والعلاجية والانشائية، وعددها نحو عشرة مشاريع حيث تعمل الهلال الاحمر الاماراتية على تطوير مشاركاتها فى المشاريع الصناعية والتشغيلية فى المدينة بهدف حل مشكلات عديدة اصابت ابناء الشعب الفلسطينى من جراء الاحتلال الاسرائيلى المستمر والحصارات والاغلاقات التى تعانى منها المدن الفلسطينية. وتهدف الهلال الاحمر من تطوير العمل الخيرى الى حل مشكلة البطالة وتشغيل العائلات الفلسطينية العاطلة عن العمل لتقوم بنفسها بتدبير امورها ومواجهة الظروف الاحتلالية المفروضة عليها. ويقول الدكتور عبدالرحيم الحنبلى رئيس لجنة الزكاة فى نابلس والمسئول عن عدة مشاريع خيرية فى المدينة ان وفودا من الهلال الاحمر الاماراتى جاءت الى المدينة واطلعت على المشاريع المقامة فيها وعلى الاوضاع المتردية التى يعانى منها السكان وانعدام فرص العمل حيث ابدت تلك الوفود تفهما لهذه الاوضاع واستعدادها للمشاركة فى حلها. وذكر الحنبلى ان اكثر ما يعانيه الفلسطينيون الان هو هجرة الاراضى الزراعية تحت ضغط الاحتلال وتردى المردود الزراعى نتيجة الوضع الاقتصادى السيء مشيرا الى ان نسبة 60 بالمائة منهم يعملون فى القطاع الزراعى اساسا لكن الظروف الاحتلالية وتدنى اسعار المنتجات الزراعية التى لم تعد تغطى تكاليف الانتاج اجبرتهم على ترك زراعة الارض والتوجه الى العمل اليدوى داخل الخط الاخضر فى اسرائيل ومع ذلك توقف هذا العمل كليا تقريبا بسبب الاغلاقات وحظر التجول مما احدث ضررا بالغا على الحالة المعيشية للسكان. واشار الى ان المسئولين الفلسطينيين والفعاليات الاقتصادية يحاولون بشتى الطرق ايجاد البدائل الاقتصادية الضرورية لتنشيط القطاعات التنموية العاملة ودفع الناس الى العودة الى اراضيهم الزراعية والاستغناء عن العمل داخل الخط الاخضر وقد نجح الفلسطينيون ولو نسبيا فى هذا التوجه وان الامل معقود على الجهات العربية المانحة والهيئات والجمعيات الخيرية لمساعدتها فى تحقيق هذه الاهداف وتخطى المحنة التى يعيشها الفلسطينيون. واعطى الدكتور الحنبلى مثلا على ذلك بانشاء مصنع للالبان فى مدينة نابلس طاقته الانتاجية 60 طنا من الحليب والالبان اقيم لتشغيل قطاعات اقتصادية وسيطة منها قطاع الثروة الحيوانية والثروة الزراعية والصناعية والاهم تشغيل ايد عاملة عاطلة فى هذه القطاعات وصل عددها الى نحو خمسة الاف شخص فى قطاعات وسيطة عديدة. واشار الحنبلى الى ان المصنع يقوم بشراء حليب الابقار من المزارعين باسعار تفوق اسعار السوق مما دفعهم الى العودة الى تطوير هذه الثروة وتربية المزيد من الابقار حيث وصل عددها الان الى ستة الاف رأس من البقر من اصل الف و500 رأس كانت قبل وقت قصير. واوضح ان الهلال الاحمر الاماراتى ابدى اعجابه بهذا المشروع الخيرى الذى تحول الى وقف لله تعالى يخصص ريعه للانفاق على الفقراء والمحتاجين والايتام. وقد شارك الهلال الاحمر بشراء كميات من منتجات المصنع ضمن مشروعه الخيرى فى الطرود والسلال الغذائية التى ينفذها بنجاح كبير فى فلسطين حيث وصلت قيمة الطرود التى تم شراؤها من مصنع الالبان الى اكثر من اربعين الف دولار والعمل جار على تطوير هذه المشاركة لتغطى اكبر كمية من انتاج المصنع وتوزيعها على المحتاجين ضمن مشاريع الهلال الاغاثية. كما ابدى الهلال الاحمر الاماراتى استعداده لاقامة مشاريع انتاجية مماثلة من اجل حل مشكلة البطالة وتشجيع الصناعة الفلسطينية لاستيعاب اكبر عدد ممكن من العمال العاطلين. واوضح الدكتور الحنبلى ان تغطية تكاليف المصنع البالغة نحو خمسة ملايين دولار وهو اكبر مصنع فى فلسطين تمت بمساعدة من جهات عربية ومن اهل الخير والاحسان فى فلسطين وغيرها وقد حقق اهدافا كبيرة ابرزها التخلى عن الاعتماد على السوق الاسرائيلية وانعاش قطاع الثروة الحيوانية والزراعية والقطاعات الوسيطة الاخرى وتثبيت الناس فى اراضيهم لمنع الاستيطان الاسرائيلى من الزحف عليها ومصادرتها حيث اصبح الاقتصاد الفلسطينى قادرا على تعويض النقص فى الانتاج المحلى والاستغناء عن الاستيراد من السوق الاسرائيلية المسيطرة وعادت الارض الفلسطينية تجذب مزارعيها ليعودوا اليها ويتمسكوا بها لافشال مخططات الاحتلال فى اجبار الناس على الهجرة وترك الارض والوطن. وتتسع مشاريع الهلال الاحمر الاماراتى ومساعداته فى مدينة نابلس وقراها ومخيماتها لتشمل المساعدات العلاجية والاغاثية. وخلال جولة بعثة وكالة انباء الامارات فى تلك المشاريع كان مستشفى الاتحاد النسائى فى المدينة وهو من اكبر المستشفيات فيها من بين تلك المشاريع التى حصلت على معونات مهمة من الهلال الاحمر. ويقول الدكتور سامر يوسف مدير المستشفى ان الهلال الاحمر الاماراتى قدم خدمات جليلة للشعب الفلسطينى ولمستشفى الاتحاد النسائى حيث زوده بجهاز انعاش تبلغ تكلفته نحو 50 الف دولار كما زوده بجهاز اشعة بقيمة مائة وثلاثين الف دولار وكانت المصادفة ان وصل الى المستشفى فى اليوم الذى كانت فيه بعثة وكالة أنباء الإمارات تزور المستشفى لتطلع على مساعدات الهلال الاحمر له. وذكر الدكتور سامر ان مساعدات الهلال الاحمر تعتبر رائدة ولا مثيل لها من بين الجهات المانحة حيث يقدم المستشفى الخدمات العلاجية المجانية لجرحى الانتفاضة الذين بلغ عددهم فى هذا المستشفى وحده نحو 30 الف جريح بالاضافة الى المرضى من ابناء المدينة وخارجها. غير ان مدير المستشفى اشتكى من التكاليف الباهظة التى يتكبدها لتغطية رواتب الكادر الطبى والفنى فى المستشفى حيث الايرادات القليلة والتكاليف الكبيرة التى تثقل كاهله ولا يستطيع معها ان يغطيها بالكامل. ويطمح المستشفى الى مساعدة الهلال الاحمر الاماراتى والهيئات الخيرية الاخرى لتقوم بتغطية تكاليف التشغيل حتى يتفرغ المستشفى لتقديم الخدمات العلاجية المجانية او شبه المجانية لاهالى المدينة الذين يحتاجون اليها بشدة. واوضح ان الاجهزة الطبية موجودة بحمد الله ولكن المستشفى تنقصه الادوية ويعانى من تكاليف الكادر الطبى والفنى الذين يعملون على مدار الساعة فى ايام عديدة من الاسبوع خاصة اثناء الحصار المحكم الذى تفرضه سلطات الاحتلال على المدينة والذى وصل حتى الان الى اكثر من مائة يوم متواصلة. كما اقام الهلال الاحمر الاماراتى عيادة ولادة متنقلة فى نابلس بكلفة قدرها 580 الف درهم. وتقدم هذه العيادة خدمات جليلة للنساء الفلسطينيات الحوامل وقد حلت مشكلة كبيرة كانت تعانى منها الفلسطينيات الحوامل اللواتى كن يضعن مواليدهن على الحواجز بسبب الحصار والاغلاق المحكم حول المدن الفلسطينية. كما قدمت الهلال الاحمر مساعدات لقسم التخدير فى عيادة مخيم العين بنابلس ومساعدات اخرى لمستشفى رفيديا بقيمة مائة الف درهم وكذلك سيارة اطفاء لبلدية نابلس بقيمة 700 الف درهم ومساعدات علاجية لمستشفى عقربا القريب من المدينة بالاضافة الى المساعدات الاغاثية الاخرى لمخيمات عسكر وبلاطة وكفالة الاسر المحتاجة والايتام فى المدينة وقراها ومخيماتها. وام

Email