ندوة بمركز زايد حول الشيشان.. المأزق وآفاق الحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 نظم مركز زايد للتنسيق والمتابعة محاضرة حول موضوع «الشيشان المأزق وافاق الحل» القاها الدكتور محمود سعيد عبد الظاهر. وتناولت المحاضرة التى القيت امس تاريخ الصراع الدامى بين القوميتين الروسية والشيشانية والذى بدأ بالغزو الروسى للشيشان عام 1785والمقاومة الباسلة التى أبداها الشعب الشيشانى فى شمال القوقاز وماحدث فى الحادى عشر من مايو عام 1918 عندما استغل الشيشانيون المناخ العام فى العالم، حيث كانت الحرب العالمية الاولى فى نهايتها وروسيا تموج برياح التغيير البلشفى وأعلنوا استقلالهم وتشكيل اتحاد شمال القوقاز حيث اعترف بهذا الاستقلال كل من المانيا والدولة العثمانية وبلغاريا وكل دول الوسط اضافة الى النظام البلشفى فى روسيا. واستعرضت المحاضرة تلك المراحل بالقول ان روسيا البلشفية عادت وسحبت الاعتراف بالشيشان وقامت قواتها فى عام 1922 بغزو هذه الجمهورية الوليدة فى خطوة معاكسة تماما لما كان منتظرا من لينين وحكومته وعندما ثارالشيشانيون ضد الحكم الروسى البلشفى فى عام 1929 و1941 قامت القوات السوفييتية بمذابح دامية لاخماد ارادة الشعب الشيشانى والقضاء على ثورته واستعادت ما فعله برميلوف فى الشيشان من حرق للغابات لمنع الغطاء عن المقاتلين الشيشان وقتل عشرات الاسرى منهم مقابل كل جندى روسى. وأشار المحاضر الى أن قمة الازمة الشيشانية حصلت عندما أصدر جوزيف ستالين فى 23 من فبراير 1943 قراره العنصرى الشهير بترحيل ونفى الشعب الشيشانى كله الى سيبيريا وهو الامر الذى استمر قائما ثلاثة عشر عاما مات خلاله 150 الف شيشانى نتيجة سوء المعيشة والبرد السيبيرى القارس ولم ينته هذا الامر ألا فى عام 1957 عندما الغاه الرئيس السوفييتى نيكيتا خروشوف الذى امر باعادة بقايا الشعب الشيشانى الى ديارهم وأرضهم لتحسين صورته أمام العالم. وفيما يخص الشيشان وتأزم العلاقات الروسية الجورجية أكد المحاضر أن الضغط الروسى الرهيب على الشيشان نجمت عنه هجرة معظم السكان الى بلدان الجوار ورفض معظمهم فكرة العودة فى ظل بسط السيطرة الروسية على الجمهورية القوقازية حيث انه من المنطقى أن يكون وادى بانكيسى من المناطق المهمة التى لجأ اليها الشيشانيون هربا من جحيم الآلة العسكرية الروسية. واضاف أن الشيشانيين شعب معروف بالصلادة والبأس حيث سببت حالة المقاومة التى أبدتها فصائل المقاومة داخل الشيشان وعلى طرق الاقتراب الرئيسية للقوات الروسية حالة من الضيق واليأس عند الروس مشيرا الى اتهام روسيا لجورجيا بايواء عناصر ارهابية المقاومة الشيشانية فى وادى بانكيسى ولا تتحرك ضدها على الرغم من أن المخابرات الروسية ولاغراض استمالة الجانب الاميركي بادرت الى الاعلان بأن لديها معلومات عن هروب أعداد من طالبان والقاعدة ولجوئهم الى القائد الميدانى الاردنى الاصل خطاب قبل اغتياله ولكن الولايات المتحدة الاميركية كان ردها فى اتجاه ارسال قوات اميركية الى جيورجيا وهو الامر الذى لم ترغب فيه روسيا واعتبرته استكمالا للمخطط الاميركي فى حصار روسيا والتضييق عليها من مناطق تعتبرها من مناطقها الحيوية. وخلص المحاضر فى تطرقه لموضوع المقاومة الشيشانية ومعاودتها لممارسة نشاطها ضد الاحتلال الروسى الى أنه مع استمرار الضغط الذى تمارسه روسيا ضد الشعب الشيشانى واستمرار تردى أوضاع اللاجئين فى داغستان وانجوشيا وجورجيا نشطت المقاومة الشيشانية وأخذت فى ممارسة الضغط على القوات الروسية واستخدام أسلحة وصواريخ مثلت نقلة نوعية متميزة للمقاومة الشيشانية. وأضاف لقد باتت القيادة الروسية مقتنعة بأهمية الوصول الى اتفاق قد يقطع الطريق أمام محاولة اميركا السيطرة على المنطقة خاصة الشيشان وجورجيا اللتين تمثلان محورا حيويا لتحقيق الاستراتيجية الاميركية فى منطقة بحر قزوين أو لتكون جورجيا وقواعدها الجوية بديلا عن تركيا فى حالة ما اذا قررت القيام بحرب ضد العراق وتمكنت القوات العراقية من التأثير على المسرح الميدانى التركى. ابوظبى ـ مكتب «البيان»:

Email