بدء العمل بنظام الحاسوب لمراقبة المياه الجوفية بالمنطقة الشمالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 18 شعبان 1423 هـ الموافق 24 أكتوبر 2002 بدأت وزارة الزراعة والثروة السمكية تنفيذ مشروع عصري متطور يقوم على استخدام اجهزة الحاسوب لمراقبة التطورات التي تطرأ على المياه الجوفية بالمنطقة الشمالية. ومنذ فترة طويلة تعاني المنطقة بأسرها من شح في الامطار الامر الذي أصاب مخزون المياه الجوفية بنقص كبير وهدد القطاع الزراعي بعواقب وخيمة. وقال المهندس محمد صالح مسئول قسم المياه بالمنطقة الزراعية الشمالية ان اجهزة الحاسوب ستقدم بمعلومات عن مخزون المياه في باطن الارض. وفي واقع الامر فإن اجهزة الحاسوب التي اتخذت لها مواقع مهمة الى جوار الآبار الجوفية قدمت مؤخرا معلومات مزعجة فقد افادت ان مخزون المياه الجوفية يتعرض لتدهور مريع وطبقا لما قاله المهندس محمد صالح فقد حدث انخفاض في تلك المياه يتراوح بين متر واحد وعشرة أمتار في أماكن اخرى. ويستدل من التقارير المتوفرة بهذا الشأن ان اكثر المناطق تضررا في مياهها الجوفية نتيحة لشح الامطار هي الحمرانية وخت وتقول مصادر تعمل في حفر الآبار الجوفية ان انحسار المياه الجوفية باتجاه جوف الأرض زاد من اعماق الآبار الى اكثر من 700 قدم. ومشكلة تدهور المياه الجوفية التي سببها شح الامطار تقلق المزارعين وهي محل اهتمام المسئولين في القطاع الزراعي. ومنذ بدايتها اقامت الوزارة 45 بئرا جوفية في مواقع منتقاة لتكون اداة لمراقبة حركة المياه الجوفية وزودتها بأجهزة رصد خاصة وقال المراقبون لتلك الآبار انه يتم في نهاية كل شهر زيادة آبار المراقبة لأخذ المعلومات عنها للكشف عن حركة المياه الجوفية ايجابا او سلبا. وأضافوا ان التقارير تشير الى وجود تدهور مستمر لتلك المياه. ونظرا لتفاقم الاوضاع المائية الجوفية في ظل استمرار ظاهرة شح الامطار لجأت وزارة الزراعة والثروة السمكية مؤخرا لاستخدام وسائل التقنية العصرية في جهود مراقبة المياه الجوفية فقد قامت الوزارة بنصب مجموعة من اجهزة الحاسوب الى جوار آبار المراقبة ببعض المواقع في المنطقة الشمالية. وتأتي وسائل المراقبة العصرية للمياه الجوفية لتؤكد جدية الوزارة في متابعة ما يحدث للمياه في جوف الارض. وتقول مصادر مسئولة: مما لا شك فيه فإن اجهزة الحاسوب التي بدأت الوزارة استخدامها ستساهم في تقديم معلومات بالغة الاهمية وتتسم بالشمولية والدقة مثل حركة المياه ومعدلات الحرارة ونسبة الرطوبة والملوحة والفاقد في المخزون الجوفي بالتسرب او التبخر وغير ذلك مما له علاقة بالمياه الجوفية. وأجهزة الحاسوب التي جاءت بها الوزارة وشرعت في تركيبها الى جوار آبار مراقبة المياه الجوفية عددها ثمانية أجهزة وقد تمت عملية توزيعها في ضوء اهمية المناطق مائيا فمثلا جرى تركيب جهازين في كل من حجب وأذن والطويين وجهاز حاسوب واحد في الغيل ووادي البيح. وعلى اي حال فإن مجموعة اجهزة الحاسوب هي الخطوة الاولى التي بدأتها وزارة الزراعة والثروة السمكية ضمن مشروعها لتحديث الوسائل المستخدمة في مراقبة المياه الجوفية وما يزيد من اهمية المشروع استمرار تدهور المياه الجوفية اذ بلغت الآن مرحلة يمكن وصفها بالسيئة جدا. رأس الخيمة ـ سليمان الماحي:

Email