في كلمة أمام الجمعية العامة المعنية بحقوق الانسان، الامارات تعرب عن قلقها ازاء أوضاع ملايين الاطفال في الدول النامية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 11 شعبان 1423 هـ الموافق 17 أكتوبر 2002 أعربت دولة الامارات العربية المتحدة عن بالغ قلقها أزاء تواصل ما يتعرض له الملايين من أطفال الدول النامية من نتائج الصراعات وتبعات ظواهر الفقر وانتشار الامراض والجوع وعدم توفر الرعاية الصحية ومياه الشرب الصالحة. و خصت دولة الامارات بالذكر أطفال الشعب الفلسطينى الواقعين تحت ظلم وبؤس الاحتلال الاسرائيلى والذين يتعرضون يوميا لشتى أنواع القتل المتعمد والتشويه والتشريد والتجويع. جاء ذلك فى البيان الذى أدلى به عضو وفد دولة الامارات سالم النقبى أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة المعنية بالشئون الاجتماعية وحقوق الانسان والتى حددت بها مواقف الدولة أزاء عدد من القضايا المتصلة بشئون الطفولة بالعالم. وقال النقبى انه وبالرغم من مرور اثنى عشر عاما على أنعقاد مؤتمر القمة العالمى للطفل الذى عقد عام 1990 ألا أن الملايين من أطفال العالم ولا سيما فى الدول النامية والدول الفقيرة مازالوا يعيشون فى أوضاع أنسانية مأساوية تتسم بالفقر المدقع والجوع وعدم توفر المياه الصالحة للشرب ويعانون من امراض سوء التغذية والامراض المعدية كالملاريا والسل وأمراض الطفولة الخطيرة كالشلل والحصبة والسعال الديكى والتيتانوس وغيرها. وأشار سالم النقبى الى أن نتائج التقارير الدولية الاخيرة دللت على أن أكثر من عشرة ملايين طفل يموتون قبل بلوغهم سن الخامسة لعدم توفر لقاحات التحصين ضد الامراض المعدية كذلك تعرض 15 مليون طفل لليتم بسبب مرض فيروس نقص المناعة البشرية. كما اشار الى وقوع ملايين الاطفال تحت سطوة الاستغلال بأبشع صوره كالتجنيد فى الحروب الاهلية والصراعات الاقليمية مما يتنافى مع القوانين الانسانية والدولية وبالذات البروتوكول الاختيارى الملحق بأتفاقية حقوق الطفل بشأن الاشتراك فى الصراعات المسلحة وكذلك المتاجرة بهم جنسيا وأستغلالهم للعمل فى المصانع والوظائف الضارة صحيا ونفسيا. وقال سالم النقبى أن دولة الامارات العربية المتحدة تؤكد قناعتها بأن تعزيز حقوق الطفل وتحسين الاحوال المعيشية والصحية لملايين الاطفال فى البلدان النامية والبلدان الفقيرة يتطلب بالدرجة الاولى تكاتف المجتمع الدولى ولا سيما فى مجال تقديم المساعدات للقضاء على الفقر والامية والامراض والتى تشكل التربة الخصبة لنشوب الصراعات المسلحة وتؤثر على الاطفال بصورة مباشرة. ودعا النقبى الدول المتقدمة والمانحة الى الالتزام بالاتفاقيات وتوصيات المؤتمرات الدولية المعنية بتنفيذ برامج التنمية فى الدول النامية والدول الفقيرة وتقديم المساعدات المالية والتقنية لمساعدة هذه الدول على تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية وتوفير الرعاية الصحية والخدمات التعليمية لخلق ظروف معيشية انسانية للاسر عامة والاطفال خاصة. وأعرب سالم النقبى عن بالغ القلق أزاء تواصل وقوع الاطفال كضحايا للصراعات المسلحة والاحتلال الاجنبى داعيا المجتمع الدولى والهيئات المعنية بحقوق الانسان وحقوق الطفل الى تعزيز الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الاطفال من كل أنواع الاعتداء وتكثيف الجهود لوقف عمليات القتل والتشريد التى يتعرض لها الاطفال فى مناطق متعددة فى العالم. وأشار النقبى الى معاناة الاطفال الفلسطينيين فى الاراضى المحتلة الذين يتعرضون يوميا للقتل المتعمد والعشوائى على أيدى قوات الاحتلال الاسرائيلى التى تستخدم الاسلحة التقليدية والاسلحة الممنوعة دوليا مسببة مقتل مئات الاطفال وأعاقة وتشويه المئات منهم. واستعرض النقبى بعض التقارير الاخيرة التى تعكس بشكل أو بآخر تنامي خطورة أوضاع أطفال الشعب الفلسطينى. وأوضح أن أحصائيات العامين الماضيين أى منذ سبتمبر عام 2000 دللت على أن الاعتداءات الاسرائيلية أسفرت عن مقتل 848 طفلا فلسطينيا وجرح سبعة الاف طفل بجروح خطيرة وأصابة 980 طفلا بعاهات دائمة. وطالب النقبى الامم المتحدة وبالذات مجلس الامن بضرورة العمل على أرغام أسرائيل على الوقف الفورى والعاجل للمجازر التى ترتكبها يوميا ضد المدنيين الفلسطينيين والالتزام بمعاهدة جنيف الرابعة وما يتعلق منها بمعاملة المدنيين وقت الحروب. كما طالب سالم النقبى بمحاكمة المسئولين عن الجرائم الفظيعة المرتكبة فى حق الالاف من أطفال فلسطين وذلك بموجب قرار مجلس الامن 1379 لعام 2001 بشأن الاطفال والصراع المسلح. واستنادا لاتفاقية حقوق الطفل طالب النقبى برفع المعاناة الواقعة على أطفال العراق الشقيق نتيجة للعقوبات المفروضة على شعبه منذ 12 سنة والتى تسببت بمرض ووفاة الاف منهم سنويا نتيجة لنقص الغذاء والدواء. واستعرض الجهود والمساعى التى تبذلها حكومة دولة الامارات العربية المتحدة من أجل تحقيق أهداف النهوض بوضع الطفل الاماراتى مشيرا الى أن الدولة وضعت العديد من التشريعات القانونية والبرامج التى تؤمن توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية والنفسية للاطفال وأمهاتهم والاسرة بشكل عام. ونوه الى أيمان دولة الامارات بأن بناء الانسان يبدأ منذ الطفولة المبكرة حيث حرصت الدولة على الانضمام الى أتفاقية حقوق الطفل وأعلان التزامها بكل بنودها وبما يتوافق مع التقاليد الاسلامية والتراث الثقافى للدولة. وأضاف لقد نالت قرينة صاحب السمو رئيس الدولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائى العام فى العام الماضى لقب «شخصية العام» من اليونيسيف تقديرا لجهودها الدؤوبة لمساعدة أطفال العالم.ـ وام

Email