حركة بلا توقف وسيارات الاسعاف على أهبة الاستعداد، مستشفى الشيخ زايد في رام الله يعالج جرحى الانتفاضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 2 شعبان 1423 هـ الموافق 8 أكتوبر 2002 مع هبة الاقصى فى مطلع شهر اكتوبر من عام 2000 هبت دولة الامارات العربية المتحدة كما يقول الفلسطينيون لنجدة الشعب الفلسطينى ومساعدته على الصمود والثبات فى مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية التى تقتل وتدمر كل ما تجده فى طريقها. وبعد صعوبات جمة تكبدتها بعثة وكالة انباء الامارات للدخول الى مدينة رام الله العاصمة السياسية المؤقتة لفلسطين والمحاصرة منذ اكثر من تسعة اشهر لا يكاد احد من سكان المدينة او ما جاورها من قرى يسأل عن مستشفى الشيخ زايد التخصصي الا ويعرف هذا المشروع الخيرى وموقعه وما يقوم به من دور علاجى وتمريضى للجرحى والمصابين الذين يسقطون برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلى حتى ان معظم اهل فلسطين فى شمالها وجنوبها يعون حقيقة الدور الانسانى العظيم الذى يقوم به هذا الصرح الطبى الكبير. وفى وسط مدينة رام الله يقف هذا المبنى المكون من ثلاثة طوابق شامخا وتعتليه لوحتان كبيرتان الاولى صورة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله مع الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات والثانية تحمل اسم مستشفى الشيخ زايد التخصصى. وعلى ابواب المستشفى تدب الحركة بلا توقف وسيارات الاسعاف تقف على اهبة الاستعداد باطقمها الطبية جاهزة للتحرك بسرعة لنقل المصابين عند وقوع الاشتباكات بين قوات الاحتلال وشبان الانتفاضة وهى كثيرة وتقع يوميا. وفى الوقت الذى كانت فيه بعثة وكالة انباء الامارات فى المدينة كانت قوات الاحتلال التى تضرب حصارا محكما حولها وعلى مقار السلطة الفلسطينية تدخل الى احدى البنايات القريبة من المستشفى لتعتقل مجموعة من الشباب الذين تتهمهم بالمشاركة فى الانتفاضة. وفى جولة داخل اروقة مستشفى زايد ومركز الطواريء فيه التقت بعثة وكالة انباء الامارات مع الدكتور سمير جميل مدير المستشفى الطبي ومحمد السلقان المدير الادارى اللذين قالا انهما وجميع ابناء فلسطين لن ينسوا هذا الموقف العربى الاصيل لدولة الامارات العربية المتحدة وقائدها وشعبها «فالاخوة يظهرون فى الشدائد وعند المحن واهل الامارات وقائدهم كانوا اصحاب هذا الفضل الكبير حين وقفوا مع شعب فلسطين الجريح يسعفونه ويداوون جراحه ويسدون رمق المحتاجين فيه». ويقول الدكتور سمير ان مستشفى الشيخ زايد عالج منذ انشائه فى اول ابريل من عام 2001 اكثر من اربعين الف جريح من اصل 150 الف جريح من جرحى الانتفاضة فى جميع انحاء فلسطين معظمهم اقام فى المستشفى اكثر من اسبوع . واضاف ان المستشفى يستقبل اكثر من 90 بالمائة من جرحى الانتفاضة فى رام الله ويأتيه جرحى اخرون من المدن والقرى الفلسطينية القريبة حيث تنتشر سيارات الاسعاف التابعة له فى معظم المواقع والازقة القريبة من الاحداث وتعمل اطقمه على مدار الساعة ويقدم للجريح الاسعاف والعلاج المجانى المتقدم. وتحدث مدير المستشفى عن الحالات الخطيرة التى تصل المستشفى يوميا ويعالجها الطاقم الطبى وقدم صورا للجرحى الذين قال انه لم يحدث فى العالم ان يصاب جريح بمثل ما يصاب به جرحى الانتفاضة من قبل الجنود الاسرائيليين الذين يستخدمون اسلحة فتاكة ومدمرة للجسم وخلاياه قاصدين تدمير هذا الجريح واعاقته ان كتبت له الحياه او قتله على الفور. وذكر ان حالات كثيرة تصل الى المستشفى تبلغ فيها كلفة علاج الجريح الواحد من الادوية والمضادات الحيوية ما يعادل كلفة نزلاء مستشفى باكمله لمدة اسبوعين فى بلاد لا تقع فيها حوادث واصابات حربية. واوضح ان علاج الجريح الواحد يكلف فى المتوسط خمسة الاف دولار لان الادوية والمضادات الحيوية التى تعطى له غير متوفرة الا فى اماكن محددة وغالية الثمن وتشترى نقدا باستمرار. وذكر ان المستشفى يضم 16 سريرا للطواريء وسريرين للعناية المركزة وسبع غرف للمرضى وغرفتين للعمليات الجراحية وان 250 جريحا خضعوا لعمليات جراحية كبيرة كلفت الواحدة منها خمسة آلاف دولار. واشار الى حادثة تكدس الشهداء فى برادات مستشفى زايد خلال الاجتياح الاسرائيلى الاول لمدينة رام الله فى شهر مارس الماضى عندما منعت قوات الاحتلال تسليمهم لذويهم ودفنهم مما اضطر ادارة المستشفى الى الانتقال الى الطابق الارضى لتوفير المساحات والغرف لوضع الشهداء ثم تمت عملية الدفن الجماعى للشهداء فى حديقة المستشفى. وتحدث المدير الادارى للمستشفى عن المساعدات القيمة التى قدمتها الامارات وهيئة الهلال الاحمر الاماراتية لهذا المستشفى فقال ان الفكرة كانت فى البداية بناء مركز طواريء لعلاج الجرحى الذين يسقطون اثناء الانتفاضة لعدم مقدرة المستشفى الحكومى على استقبال الاعداد المتزايدة منهم. وقال ان دولة الامارات تقدمت مشكورة لتمويل بناء مستشفى تخصصى لعلاج المصابين وتم بالفعل انجاز بنائه وبديء العمل فيه فى الاول من ابريل 2001 وقد بلغت كلفة انشائه نحو ستة ملايين ونصف المليون درهم دفعتها هيئة الهلال الاحمر الاماراتية واستمرت ولاتزال فى تزويده بالادوية والمعدات الطبية ودفع رواتب موظفيه. غير ان محمد السلقاني قال ان تزايد اعداد الجرحى واستقبال المستشفى لهم وارتفاع تكاليف العلاج نظرا لخطورة الاصابات التى تقع فيهم لاستخدام الاسرائيليين اسلحة محرمة دوليا زاد من اعباء المستشفى وعدم قدرته على تغطية تكاليف العلاج الباهظة مما اضطر المستشفى الى طلب العون الاضافى من الامارات موضحا ان سمو الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان وزير الدولة للشئون الخارجية رئيس هيئة الهلال الاحمر لبى مشكورا هذا الطلب وامر بسد حاجات المستشفى ودفع رواتب طاقمه الطبى. واوضح ان المستشفى مقبل على تأسيس غرف عمليات للانف والاذن والحنجرة والقلب عندما تستكمل المعدات والاجهزة الطبية المتقدمة مشيرا الى ان سمعة المستشفى عند الفلسطينيين دفعت العديد من المرضى العاديين الى التوجه اليه طلبا للعلاج موضحا انه لا يتقاضى منهم سوى رسوم رمزية لا تتعدى عشرين درهما للحالة الواحدة. وقال ان المستشفى يستقبل ما بين 900 والف حالة شهريا فى المتوسط وذلك تبعا لوقوع اشتباكات بين اهالى المدينة والاسرائيليين مشيرا الى وصول 24 جريحا يوم هبة الشعب الفلسطينى قبل اسبوع تأييدا للقيادة الفلسطينية الى المستشفى من رام الله وحدها لا يزال العديد منهم يعالجون فيه مقابل خمسة جرحى فقط لجأوا الى المستشفى الحكومى فى المدينة نفسها. ـ وام

Email