محاضرة بأبوظبي حول السياسات المائية في الشرق الأوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 ألقى الدكتور علي احسان باغيش مدير مركز سياسات المياه والبحوث الاستراتيجية والتنمية فى جامعة حجتتبه بتركيا محاضره بعنوان السياسات المائية فى الشرق الاوسط. وذلك ضمن الموسم الثقافى لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. واكد المحاضر ان المياه كانت دائما مصدرا للنزاعات فى الشرق الاوسط وتمثل مشكلة المياه فى هذه المنطقة موضوعا يتصف بالتعقيد البالغ اذ ان أى كمية من المياه يأخذها مستهلكو المياه من سكان المجارى العليا من النهر تعتبر مأخوذة من مستهلكى سكان المجارى السفلى من النهر. واضاف ان المياه قد شكلت جغرافية المنطقة بشكل عام وأنهارها بشكل خاص الى حد بعيد.. والحقيقة الواضحة أن الذين استخدموا المصادر المائية التى لا تقدر بثمن بكفاءة قد حققوا النجاح. ونوه الى ان أنهار الشرق الاوسط لها أهمية استراتيجية بالنسبة الى السلام بين دول المنطقة التى لها من الناحية المبدئية ارث تاريخى وثقافى ودينى مشترك. واشار الى ان الطلب على المياه فى الشرق الاوسط قد نما بشكل ملموس بسبب العديد من العوامل منها النمو السريع للسكان والتنمية الزراعية والممارسات الثقافية والسياسات الخارجية والداخلية. واعتبر ان الحقيقة فى استخدام المياه فى الزراعة يأخذ النصيب الاعظم من الاستهلاك الكلى للمياه مما جعل من أدارة العرض والطلب موضوعا له أهمية قصوى بالنسبة الى المجتمعات التى تعتمد الى درجة كبيرة على هذا المصدر. وقال فى الواقع تترادف المياه تقريبا بوصفها قضية فى الشرق الاوسط مع النزاعات والحر.. وهناك سيناريو خطير سائد فيما يتعلق بالمياه داخل المنطقة وخارجها. واشار الدكتور باغيش الى ان هناك العديد من الحالات تخضع للخطابة السياسية فى الشرق الاوسط مع انها فى الواقع قضايا التعاون التقنى طويل الاجل وغالبا لا تكون الحجج المنطقية السمة البارزة للمناظرة حول هذه القضية. واضاف الى ذلك تعتبر فكرة الجوار مفهوما صعبا فى الشرق الاوسط وهى مفهوم مشحون بالعداء وعدم الثقة وغالبا ما تنشأ التحالفات على أساس العدو مشترك بدلا من المصالح الاقتصادية المشتركة. والسؤال المطروح هو كيف يستطيع المرء أن يتحاشى أو يتغلب على مصادر التوتر بين الدول التى تقع على ضفاف النهر مثل تركيا والعراق وسوريا. وذكر ان التعاون هو الوسيلة الوحيدة للتغلب على منازعات المياه فى الشرق الاوسط. ابوظبي ـ مكتب «البيان»:

Email