في محاضرة بمناسبة مرور عامين على الانتفاضة، القدومي يشيد بمواقف رئيس الدولة الداعمة للقضية الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 اعرب وزير الخارجية الفلسطينى رئيس الدائرة السياسية بالسلطة الفلسطينية فاروق القدومى عن شكره لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على جهود سموه الداعمة للقضية الفلسطينية ماديا ومعنويا وفى كل المحافل الدولية وعلى المواقف القومية لدولة الامارات العربية المتحدة حكومة وشعبا الداعمة للقضايا العربية وصونا لحقوقها المشروعة. وقال فى محاضرة القاها بمركز زايد للتنسيق والمتابعة بمناسبة مرور عامين على اندلاع الانتفاضة الثانية ان الهدف من زيارته الرسمية لدولة الامارات العربية المتحدة يأتى فى اطار المشاورات التى يجريها معاليه مع المسئولين فى الدولة حول القضايا العربية المشتركة وعلى رأسها القضية الفلسطينية مؤكدا أن دولة الامارات لم تدخر جهدا ولا منبرا سياسيا أو ديبلوماسيا فى نصرة الحق الفلسطينى وأشاد بالدور الفاعل الذى يقوم به سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مركز زايد للتنسيق والمتابعة على مساهمته الجادة فى تبنى القضايا العربية وعلى ما يقوم به المركز الذى أصبح نقطة أشعاع فكرى فى الوطن العربى. وأضاف أنه لمس دعما سياسيا من قبل مجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية مؤكدا حرصه على شرح كل التفاصيل والتشاور مع الاخوة العرب حول كل الخطوات المقبلة. وقال الوزير الفلسطينى مستعرضا تاريخ النضال الفلسطينى أن الانتفاضة بدأت منذ الانتداب البريطانى على فلسطين منذ عام 1922 حيث نشبت ثورة البراق تلتها اشتباكات بين اليهود والفلسطينيين فى 1929 عندما أراد الاسرائيليون أن يضعوا على حائط البراق ما يريدون وأنه فى عام 1936 حدثت ثورة القسام تبعتها نداءات الملوك و الرؤساء العرب عام 1939 الى أن جاء تقسيم فلسطين بين اليهود بنسبة 53 فى المائة مقابل 47 فى المائة للفلسطينيين. وأضاف القدومى أنه فى عام 1965 استمرت الثورة الفلسطينية فى الانتقال من مكان الى اخر ولاقت الكثير من الصعوبات مذكرا بقبول التسوية عام 1991 حين رفض ارييل شارون أن يصل الى أى اتفاق سياسى الى أن جاء اسحاق رابين عام 1995 وبعد اتفاق طابا قسمت فلسطين الى ثلاث مناطق ثم اغتيل اسحاق رابين الذى خلفه شيمون بيريز وحينذاك كان من المفروض أن ينسحب الاسرائيليون من الخليل. وقال بعدما قسمت الخليل الى 20 فى المئة لاسرائيل و 80 فى المئة للفلسطينيين تلتها مرحلة طويلة من المفاوضات استمرت مدة 17 شهرا توصل فيها الجانبان الى اتفاق واى بلايتيشن فى أمريكا وحينها أجل ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلى الحديث عن مسائل هامة كالقدس والمستوطنات واللاجئين والمياه والامن. ولفت الى ان هذه هى المسائل التى تم تأجيلها فى مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 حين ادعت أسرائيل أنها قدمت للفلسطينيين تنازلات مؤلمة والتى كانت عبارة عن ضم 9 فى المئة من الضفة الغربية الى شمال المنطقة الغربية من فلسطين. وأوضح الوزير الفلسطينى انه بعد كل هذه المفاوضات قام ارييل شارون بزيارة استفزازية للمسجد الاقصى فى 28 سبتمبر 2000 الامر الذى فجر غضب الشعب الفلسطينى الذى احتج رافضا هذه الزيارة مما كان شرارة أولى لاندلاع الانتفاضة الثانية المباركة. وأضاف انه بعد فشل اسرائيل فى تحقيق حلمها فى تهجير الفلسطينيين من أرضهم عمدت الى تقسيم المنطقة الى 227 كنتونا صغيرا معتمدة على سياسة المطاردة وهدم المنازل واعتقال النشطاء وقتل بعضهم. وقال انه عندما زار ولى عهد المملكة العربية السعودية الامير عبد الله بن العزيز واشنطن فى شهر أبريل 2002 من اجل أن ينقل المبادرة العربية التى تم الاتفاق عليها فى مؤتمر القمة فى بيروت كان هناك حديث وتفاهمات تم الاتفاق عليها حول أولويات انسحاب أسرائيلى جزئى الى حدود ما قبل 28 سبتمبر ورفع الحصار ووجود قوات دولية على أن يتم ذلك فى أطار دولى تبحث فيه جميع هذه القضايا وهو الاطار الذى يشمل كلا من روسيا وأوروبا والامم المتحدة والولايات المتحدة أى اللجنة الرباعية. وأشار الوزير الفلسطينى الى انه كان من المفروض أن تعلن الولايات المتحدة الموافقة على المبادرة العربية التى تعتمد على الشرعية الدولية ومرجعيات مدريد والتى لاول مرة يقدم العرب مشاريع فيها سخاء. وقال لكن أسرائيل ردت بعد يوم من أعلان هذه المبادرة العربية بهجوم على الشعب الفلسطينى. واضاف لقد تحدثنا مع سمو الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى لطرح هذه المبادرة بعد الزيارة التى قام بها مع سمو ولى العهد الامير عبد الله وذهبنا الى الاخوة فى حماس وتحدث معهم سمو الامير سعود الفيصل. وأضاف أنه تم الاتفاق على أن تكون هناك هدنة لمدة ستة أشهر على أن تنسحب أسرائيل الى 28 فى المائة موضحا أن شارون علم بالامر وقام قبل 24 ساعة بعمليته الاجرامية التى ضرب فيها غزة وقتل فيها الاطفال واستشهد فيها صلاح شحادة. وأكد أن الانتفاضة هى حرب شعب وقناعات ومعنويات كونها أقوى من حرب مواجهة مشددا على أن الانتفاضة الفلسطينية قضت على حلم أسرائيل بتحقيق أسرائيل الكبرى وعلى عنجهيتها حيث فقدت أسرائيل بسببها التعاطف العالمى كما أججت المشاعر العربية وعززت التضامن العربى وأبرزت القضية الفلسطينية فى مقدمة أولويات السياسة الدولية. وقال ان الانتفاضة زرعت الرعب والقلق والخوف فى نفوس الاسرائيليين الذين أصبح الكثير منهم يشكك فى أحقية اسرائيل بالارض مؤكدا على أنها أسهمت فى توحيد جميع الفصائل الفلسطينية وبأنها ستستمر رغم المعاناة. وبعد أن أشار الى أن أحداث 11 سبتمبر التى كانت فرصة اغتنمها رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون ليقترف المزيد من المجازر بحجة محاربة الارهاب مدعوما فى ذلك بالولايات المتحدة وأضاف أن الاسرائيليين لا يرغبون فى السلام لانهم يعيشون أزمة وجودية فى الوقت الذى يعانى الفلسطينيون من أزمة سياسية. واكد على أنه لم يسبق لاسرائيل أن مرت بحرب مشابهة لما مرت به فى الانتفاضة. ابوظبي ـ مكتب «البيان»:

Email