في احتفال شعبي ورسمي، وفد الهلال الأحمر يسلم مواد الإغاثة لمتضرري فيضانات كردفان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 24 رجب 1423 هـ الموافق 1 أكتوبر 2002 قام وفد هيئة الهلال الاحمر برئاسة محمد حبروش الرميثى وعضوية خميس محمد السويدى امس الاول الاحد بمدينة النهود بتسليم اللجان المختصة مواد الاغاثة التى خصصتها الهيئة لصالح متضررى الفيضانات الاخيرة التى ضربت ولاية غرب كردفان. وتمت عملية التسليم فى احتفال شعبى ورسمى كبير حضره دلدوم الختيم اشقر وزير التربية والتعليم نيابة عن الوالى والمهندس ادم ابراهيم محمد محافظ مدينة النهود ويس احمد جحا رئيس الحكومة المحلية بالمدينة وعدد من اساتذة الجامعات واعيان البلاد ومسئولى المنظمات الخيرية الطوعية بالولاية. كما حضر الدكتور ادم ملوح محمد وزير الدولة السودانى للتعاون الدولى رئيس اللجنة القومية لمساعدة متضررى الفيضانات والسيول بالنهود والسفير السيد شريف احمد من مؤسسة الزبير الخيرية السودانية وبعض المسئولين بجمعية الهلال الاحمر السودانى. وكان وفد الهيئة قد وصل صباحا قادما من الخرطوم على متن طائرة خاصة يرافقه وزير الدولة السودانى للتعاون الدولى وعدد من المسئولين بمؤسسة الزبير الخيرية وجمعية الهلال الاحمر السودانى بينما سبقتهم بالوصول السيارات المحملة بمواد الاغاثة. ولقى الوفد استقبالا شعبيا حارا من الاهالى بالاناشيد الترحيبية والهتافات باسم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) تعبيرا عما يكنونه من حب وتقدير للامارات قيادة وحكومة وشعبا. وشملت مواد الاغاثة عدة اطنان من مواد البناء التى تحتاجها المنطقة بشكل عاجل مثل الاسمنت والحديد والزنك والسيخ التى تم شراؤها من الخرطوم وشحنها الى المنطقة بينما تم شراء الطوب المحلى من مدينة النهود نظرا لجودته وتطابقه مع البيئة المحلية. وتقوم الجهات المحلية المختصة بتوزيع هذه المواد على المتضررين تمهيدا لاعادة بناء بيوتهم التى تهدمت بفعل الفيضانات والتى يبلغ عددها نحو 450 منزلا تقريبا. ويقدر بعض المسئولين الاسر المتضررة فى مدينة النهود وحدها بحوالى 750 اسرة يتكون عدد افرادها من خمسة اشخاص فى المتوسط وباجمالى نحو اربعة آلاف فرد. كما ذكر هؤلاء المسئولون ان الفيضانات التى اصابت المنطقة فى اغسطس الماضى هدمت عددا آخر من منشآت الخدمات العامة كالمدارس الطرق ومستشفى المدينة. واكدوا ان هذه الفيضانات والسيول كانت الاكثر عنفا وقوة ولم تشهد المنطقة مثلها منذ سنوات طويلة الامر الذى اصاب قبائلها من العرب الرحل باضرار جسيمة فى اموالهم وممتلكاتهم وخاصة فى الحيوانات التى نفقت الآلاف منها. وقد زار وفد هيئة الهلال الاحمر الاماراتى عددا من المناطق المتضررة والبيوت المهدمة التى اقامت الحكومة السودانية والجمعيات الخيرية العشش المؤقتة كبديل لها فى انتظار الاغاثة العربية والعالمية. واستمع الوفد من المسئولين ومن ابناء المنطقة الى قصص عما خلفته الفيضانات من مآس انسانية تمثلت فى حالات وفاة وتهدم البيوت ونفوق الماشية وتلف الزراعة والمخزون الزراعى وغير ذلك من الاضرار الاخرى. وتعتبر مدينة النهود اكبر مدن ولاية غرب كردفان من حيث المساحة والسكان ويوجد بها اكبر سوق محصولات على مستوى الولاية. كما تمتاز المدينة بوجود ثرورة حيوانية كبيرة ويوجد بها كذلك معسكر للنازحين والوافدين من القرى المجاورة التى تعتمد كليا على مياه النهود التى يستفيد منها نحو مئة الف نسمة هم مجموع سكان هذه القرى اضافة الى الثروة الحيوانية والزراعية. وتؤكد الدراسات الاقتصادية ان ولاية كردفان تمثل المستقبل الاقتصادى للسودان نظراً لما تحتويه من خيرات متنوعه فى باطنها وفوق سطحها كالصمغ العربى والبترول الذي بدا انتاجه من بئر أبو جايرة. من جهة ثانية اشاد الدكتور عمر عثمان محمود امين عام جمعية الهلال الاحمر السودانى بهيئة الهلال الاحمر الاماراتية وما تقدمه من معونات اغاثية لشعب السودان الذى تضرر من الحرب والفيضانات وغيرها من الكوارث. وقال فى تصريح خاص لوكالة انباء الامارات ان الهيئة نموذج فريد من التضامن بين الجمعيات والهيئات والمنظمات الخيرية فى العالمين العربى والاسلامى معربا عن أمله فى ان ينتشر هذا التضامن بين كل الجمعيات المختصة لما فيه خدمة المحتاجين والمنكوبين اينما وجدوا. واكد ان هيئة الهلال الاحمر فى الامارات مستمرة فى تقديم الدعم والعون الانسانى للناس فى شتى بقاع الارض وهو ما يميزها عن كثير من المنظمات الاغاثية حيث ان هذا الامر بالنسبة لها ليس طارئا او مؤقتا. وقال ان ذلك دليل واضح على ان المسئولين فى الامارات وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة وكذلك القائمين على امر هيئة الهلال الاحمر يحسون بما يعانيه المتضررون والمنكوبون ويعملون بجد على تخفيف الامهم واحزانهم انطلاقا من مبادئ الدين الاسلامى الحنيف والتقاليد العربية الاصيلة التى تدعو لمساعدة المحتاج واغاثة الملهوف. ووجه المسئول السودانى بهذه المناسبة الشكر الى صاحب السمو رئيس الدولة والى سمو الشيخ حمدان بن زايد الى نهيان وزير الدولة للشئون الخارجية رئيس هيئة الهلال الاحمر وكافة المسئولين فيها لما يبذلونه من عون لاهل السودان. كما توجه بالشكر الى وفد الهيئة برئاسة محمد حبروش الرميثى وخميس محمد السويدى لحضورهما الى السودان بهدف شراء وشحن وتوزيع المعونة الاغاثية ميدانيا فى منطقة النهود غرب كردفان والتى تبعد نحو 960 كيلومترا عن الخرطوم. واشار الى ان التواجد الفعلى لممثلى هيئة الهلال الاحمر فى موقع الكوارث والتقائهم المباشر بالمواطنين وتلمس حاجاتهم الاولية انما هو نهج تتميز به الهيئة على الدوام. واختتم تصريحه بالتأكيد على ان لدولة الامارات ممثلة فى هيئة الهلال الاحمر حضورا بارزا فى المعونات الانسانية التى تقدم لجنوب السودان ولابنائه الذين نزحوا الى مناطق اخرى فيه معربا عن أمله واعتقاده بان الامارات سوف يكون لها دور انسانى اكبر فى مرحلة السلام المقبلة التى سينعم بها الجنوب. من جهة اخرى أقرت الحكومة المحلية فى ولاية غرب كردفان بالسودان امس الأول اطلاق اسم «الشيخ زايد» على المستشفى الذى كان يطلق عليه مستشفى النهود. وقال الدكتور ادم بلوح محمد وزير الدولة السودانى للتعاون الدولى لوكالة انباء الامارات ان الحكومة المحلية اتخذت هذا القرار كرمز لقوة العلاقات بين السودان والامارات ولما تقدمه بقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» من دعم ومعونات انسانية لشعب السودان لمواجهة الكوارث والنكبات التى حلت به. واضاف ان تغيير اسم المستشفى يأتى فى الوقت الذى وصل فيه وفد هيئة الهلال الاحمر الاماراتى الى مدينة النهود لتفقد الاثار المدمرة التى احدثتها الفيضانات الاخيرة وتقديم المعونات الاغاثية التى خصصتها الهيئة للسكان. ويذكر ان المستشفى قد تم بناؤه عام 1917 كمستشفى عمومى وضم بشكل متدرج عددا من الاقسام مثل الباطنية والجراحة والنساء والتوليد وقسم الاطفال وقسم الاسنان وقد تم تحديث هذه الاقسام اعتبارا من عام 1983. وتبلغ سعة المستشفى الكلية 234 سريرا ويتم فيه تدريب طلاب الطب من مختلف الجامعات وكذلك اطباء الامتياز والاطباء العموميين الذين يحضرون لنيل شهادة الدراسات الطبية العليا من مدارس الطب المحلية والانجليزية. اما القوى البشرية العاملة حاليا فى المستشفى فتضم نحو 60 فردا بين طبيب واخصائى وصيدلى وممرض وفنى اشعة وغيرهم من الاداريين والمهنيين والعمال. من جهة اخرى أكد اهالى مدينة النهود انهم سيقومون بفضل المساعدات الاغاثية التى وصلتهم من هيئة الهلال الاحمر الاماراتية ببناء مدينة نموذجية بأسم صاحب السمو رئيس الدولة على ان تضم مستوصفا ومدرسة وحوالى 800 منزل وذلك تخليدا للعلاقة الجيدة بين الامارات والسودان ووفاء من الشعب السودانى لصاحب السمو رئيس الدولة على وقفته النبيلة باستمرار الى جانب السودان فى اوقات الشدة. وام

Email