مدير عام شرطة الشارقة لـ «البيان»: دور كبير للمؤتمرات الشرطية في التصدي للجرائم الحديثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت الادارة العامة لشرطة الشارقة مؤخرا، مؤتمرا حول «الجريمة الاقتصادية في عالم العولمة» قدمت خلاله ما يزيد عن 30 ورقة عمل وبحث أمني وذلك للخروج برؤية حيال هذه الجريمة المستحدثة، وفي هذا الاطار يتبادر الى الذهن العديد من الاسئلة منها: الى أي مدى تسهم هذه المؤتمرات في تطوير وتأصيل الفكر الشرطي والأمني في العالم العربي؟ وأين يقف الفكر الشرطي والأمني العربي من المنظومة الأمنية العالمية؟ وكيف يمكن مواجهة المستجدات في عالم الجريمة مع طوفان العولمة الحالي؟ «البيان» طرحت هذه الاسئلة على المشاركين في فعاليات هذا المؤتمر. مواجهة الأخطار في البداية يؤكد العقيد صالح علي المطوع، مدير عام شرطة الشارقة على أهمية المؤتمرات الشرطية في تطوير العمل الشرطي والأمني، مشيرا الى ان أي مؤتمر يعقد في هذا الاطار يخرج بتوصيات ترمي الى تعزيز مسيرة الأمن بالاضافة الى مواجهة الأخطار التي تهدد أمن وسلامة الدول، كما أن هذه المؤتمرات تعتبر فرصة كبيرة لزيادة التنسيق بين الجهات المعنية، مؤكدا أن شرطة الشارقة تنطلق من الدعم اللا محدود الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الاعلى، حاكم الشارقة، بهدف تعميق الفكر الشرطي وتطوير الاداء العملي لرجال الشرطة في ظل المستجدات الحديثة في عالم الجريمة، بالاضافة الى الدعم الذي تجده الشرطة من معالي وزير الداخلية وسمو وكيل وزارة الداخلية بأهمية تكثيف الجهود لمكافحة الجريمة وعمل المؤتمرات والندوات التي تسهم في هذا الجانب. وفي نفس الاطار أكد الفريق الدكتور عباس ابو شامة، رئيس قسم العلوم الشرطية باكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية بالمملكة العربية السعودية، أهمية هذه المؤتمرات لبحث القضايا التي تهم العالم العربي لا سيما القضايا المستجدة التي تطرح للنقاش لأول مرة، واشار الى ان الفكر الشرطي العربي الآن يلعب دورا كبيرا في حل هذه القضايا وتأصيل هذا الفكر يتم عبر هذه المؤتمرات، كما ان هذه المؤتمرات تسهم في تطوير المفاهيم الشرطية التي اصبحت الآن غير تقليدية وذلك لتغيير مفهوم وأنماط الجريمة وبروز جرائم جديدة تعتبر عالمية تحتم تطوير الاداء العملي الشرطي. واشار عبدالوهاب احمد مصطفى خبير تكنولوجيا المعلومات بالهيئة العامة للمعلومات الى ان المؤتمرات الشرطية تتيح الفرصة لمناقشة الجرائم الحديثة التي تستخدم أساليب ووسائل حديثة دون أن تترك أدلة جنائية أو شهود يمكن استجوابهم وأن هذه الجرائم اصبحت الآن عالمية وليس لها حلول الان وتسعى هذه المؤتمرات لايجاد هذه الحلول، لا سيما ان الدول الآن تتجه نحو الحكومات الالكترونية، مشيرا الى ان هذا الامر يتطلب وضع اجراءات وقائية في قطاع تكنولوجيا المعلومات واجراءات امن اخرى على مستوى المؤسسات بالاضافة توحيد قانون العقوبات الجنائية على المستوى العالمي في هذه الجرائم وضرورة تدريب رجال الشرطة والقضاء على الوسائل الحديثة وان هذه الامور لا يمكن ان تتم دون عقد المؤتمرات المتواصلة وأهمية الوقوف على تجارب الدول لتبادل الخبرات. وفي نفس الصعيد يرى الرائد محمد راشد بيات، مدير مركز البحوث بشرطة الشارقة، ان المؤتمرات الشرطية تعتبر من الاساسيات في زيادة المعارف وتبادل الخبرات العربية والدولية في مجال العمل الشرطي، بالاضافة الى الفائدة الكبرى التي تتيحها المؤتمرات لضباط الشرطة لتنمية افكارهم الامنية من خلال الابحاث واوراق العمل التي تطرح، مؤكدا ان اللقاء الذي يتم ما بين العلماء ورجال الشرطة يثير الفكر الشرطي والامني وينعكس هذا الامر في تطوير العمل الشرطي، لا سيما مع تطور الجريمة الأمر الذي يحتم على رجال الشرطة مسايرة هذا التطور عن طريق تطوير الفكر الشرطي في عصر ثورة المعلومات الحالي وأهمية ان يستفيد رجل الشرطة من معطيات هذا العصر في تعزيز مسيرة الامن والسلام بين افراد المجتمع. وقال الدكتور خالد سعود البشر استاذ السياسة الجنائية باكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، لا شك ان المؤتمرات تعتبر احدى المحاور والأسس العلمية لتلاقح الافكار لتقديم حلول لمشاكل متعددة، مشيرا الى ان الفكر الشرطي والأمني لا يمكن ان يتقدم ويرتقي الا عن طريق أسس علمية. مطالبا بضرورة ان تنتهج اجهزة الشرطة النهج العلمي لتطوير الفكر الشرطي، مؤكدا ان الجرائم في الوقت الراهن لم تكن كما كانت في الماضي جرائم تقليدية بحاجة الى رجل شرطة عادي، بل ان الامر يوجب ان يكون رجل الامن متخصص في جرائم الحاسوب، وحول موقع الفكر الشرطي العربي من المنظومة العالمية الامنية، اشار الى ان الفكر الشرطي العربي، لديه ارض خصبة وعقول نيرة ورجال أمن لديهم حصانة وقناعة فكرية بأهمية هذا العمل، الا ان هذا الفكر ينقصه الناحية العلمية واكتساب المهارات العلمية، مشيرا الى ان هذا الامر لا يتم عن طريق الدراسات الامنية المتعمقة والعليا في مجال الامن والدورات التدريبية في الدول السابقة في هذا المجال. وطالب د. البشر الجامعات العربية بأن تتيح الفرصة في أقسام الدراسات العليا للعلوم الشرطية والامنية والعدالة الجنائية وذلك بهدف ان يكون رجل الشرطة مؤهلا علميا وعمليا. وحول كيفية مواجهة الجرائم المستحدثة اشار الى ان هذه الجرائم تتم معالجتها عن طريق المؤسسات الاجتماعية والقضائية والامنية وان هذا الامر يتطلب تضافر الجهود باعتبار ان الامن مسئولية الجميع، وليس على اجهزة الشرطة وحدها يقع عبء مواجهة هذه الجرائم. وفي نفس الاطار اشار الدكتور بدوي العيسى من جامعة الكويت الى ان أهمية المؤتمرات الشرطية تنبع من أنها تلقي الضوء حول قضايا متشعبة بهدف الوصول للحلول ووضع برامج وقائية وعلاجية، مؤكدا ان الفكر الشرطي بحاجة الى تكثيف هذه المؤتمرات، بهدف اللحاق ومسايرة تطور الجريمة بوضع التشريعات والآليات للتصدي لهذه الجرائم.

Email