تلعب المشاتل الزراعية دورا مهما في رفد العملية الزراعية بالاشجار والشجيرات والازهار التي يتم اكثارها بطريقة علمية تتلاءم مع طبيعة الارض والطقس وحاجة الزراعة، وقد ساهمت مشاتل دائرة بلدية ابوظبي وتخطيط المدن في اتساع الرقعة الزراعية بشكل اساسي لما تنتجه من انواع عديدة من الاشجار والزهور المنتشرة داخل المدينة وفي حدائقها وشوارعها ولالقاء الضوء على اهمية المشاتل وطبيعة عملها ودورها في الانتاج الزراعي قال سالم القبيسي رئيس قسم الزراعة: انه كان لابد لتطوير الزراعة ونشر رقعتها داخل وخارج المدينة من انشاء مشاتل ذات كفاءة معينة لتوفير اشتال الفاكهة والزينة المختلفة.. وكذلك الزهور بمختلف انواعها وفي البداية في ستينيات القرن الماضي كان القسم يعتمد على بعض الاشجار المحلية التي تنمو في ظروف بيئة دولة الامارات الصحراوية مثل اشجار الغاف والسدر والغويف والسلم والارطة والراك.. والاثل واشجار اخرى. لذلك تم انشاء مشتل الخالدية من اجل اكثار هذه الانواع وتنميتها والعناية بها لزراعتها في الطرق والدوارات. التوسع في المشاتل وذكر تقرير نشر في مجلة العاصمة التي تصدر عن دائرة بلدية ابوظبي ان نجاح قسم الزراعة في توفير اشتال الاشجار المحلية قاد الى التوسع في هذا المجال والسعي الى تنويع زراعة الاشجار وشجيرات الزينة والزهور وزيادة مساحتها وانشاء مشاتل اخرى متعددة ومتخصصة وذلك لمقابلة الطلب المتزايد في نشر الالوان الزاهية في الحدائق والمتنزهات والطرقات والمباني الحكومية والخاصة هذا التوسع تطلب ادخال انواع اخرى جديدة من النباتات المختلفة والمتنوعة الشكل والجمال.. فهي عبارة عن زهور وورود وشجيرات مختلفة الاحجام والسيقان والاوراق وتستخدم للظل او للزينة او كمصدات رياح او اسيجة نباتية، هذه النباتات تمت تربيتها واكثارها داخل مشاتل متخصصة ويقوم برعايتها مهندسون وفنيون ومختصون ذوو كفاءة عالية بحيث تمكنوا من أقلمة هذه النباتات على البيئة المحلية واستخدم المختصون عدة طرق لأقلمة هذه النباتات مثل تحسين خواص التربة والتحكم في عمليات الري ورعاية الاشتال في اطوارها الاولى وذلك بواسطة شباك التظليل والتسميد المنتظم ومقاومة درجات الحرارة المرتفعة واختيار السلالات الجيدة. ويقول المهندس ابراهيم كامل عبده بقسم الزراعة ببلدية ابوظبي: لتخفيف الضغط على مشتل الخالدية ولمقابلة عمليات التوسع والتربية تم انشاء ثمانية مشاتل رئيسية وهي مشاتل متخصصة فكل منها له اختصاصات معينة في اكثار وانتاج الشتول المتنوعة والمختلفة ومواقعها داخل وخارج مدينة ابوظبي وقد اجريت فيها عمليات التجارب لأصناف متعددة من نباتات الزينة المختلفة وقد بلغ عدد نباتات الزينة التي تم ادخالها الى امارة ابوظبي وثبت نجاحها 170 نوعا وعلى سبيل المثال: شجيرات الزينة الدفلة ـ الياسمين بأنواعه ـ الجهنمية ـ هبسكس ـ تيفتيا ـ تيبيا ـ روز ـ تيكوما ـ جاتروفا ـ مرسين ـ أكاليفيا لانتانا ـ ديدونيا ـ تمرحة ـ سيزالبينا ـ ملفافكس ـ ملكة النهار ـ ملكة الليل ـ جاردينيا ـ وانواع اخرى. تلك كانت الشجيرات اما الاشجار الاكبر حجما للزينة فهي على سبيل المثال ايضا: اللوز ـ بوانسيانا ـ الاكاسيا ـ جاكرندا ـ تمر هندي، فلفل زينة، بلتفورم ـ صبار هندي ـ فيكس بأنواعه ـ اللبخ ـ الكينا ـ واشنطونيا ـ السرو ـ ارو كاريا ـ التين البنغالي ـ النيم وأشجار أخرى. وهناك أنواع اخرى من الزهور الموسمية والمستديمة تم استيرادها من خارج البلاد واقلمتها ايضا في مشاتل قسم الزراعة ثم بعد ذلك استزراعها في الحدائق والمتنزهات والمناطق الزراعية وبلغ عدد انواعها 150 نوعا من الزهور المختلفة وعلى سبيل المثال: القرنفل ـ اجرتيم ـ استر ـ مرجريت ـ اليسم خطمية ـ فلوكس ـ ماري جولد ـ بلسم ـ عرف الديك ـ كوزموس ـ كريوبسس ـ قربينيا ـ عباد الشمس ـ زينيا ـ انترهينم ـ بورتولاكا ـ سلفيا ـ داليا ـ وأنواع أخرى عديدة. المشاتل التي انشئت بغرض التربية والاكثار خلال السنوات الماضية عددها 6 مشاتل رئيسية داخل مدينة أبوظبي ومشتلان خارج المدينة وهي مشاتل رئيسية تمد المناطق بما يلزمها من احتياجات علاوة على بعض المشاتل الفرعية بالمناطق المختلفة لمعاونة هذه المشاتل. والمشاتل الرئيسية هي: مشتل الخالدية ومساحته 2.5 هكتار لانتاج شتلات الاشجار والزهور. ومشتل المنهل ـ ومساحته 8 هكتارات لانتاج الاشجار والشجيرات والفواكه. ومشتل المطار ـ ومساحته 4.5 هكتارات لانتاج شتلات الزينة. ومشتل المرور ـ ومساحته 7.3 هكتارات لانتاج شتلات الزهور. ومشتل غابة زايد ـ بمنطقة المفرق خارج مدينة ابوظبي ويعاون المشاتل المذكورة لسد احتياجات بعض المناطق الخارجية الواقعة على طريق ابوظبي ـ العين او ابوظبي ـ دبي والمناطق المحيطة بمنطقة المفرق ويقوم بانتاج اشتال اشجار الزينة. ومشتل غابات بينونة بالمنطقة الغربية ـ ومساحته 7 هكتارات ويقوم بسد احتياجات بعض المناطق الزراعية التابعة كمركز غابات بينونة وينتج اشتال النباتات الصحراوية وبعض اشجار الزينة المختلفة. ويضيف المهندس ابراهيم كامل حديثه انه في اطار الاهتمام بالأشجار المثمرة والعمل على زراعتها او استزراعها في الحدائق والطرق.. قام قسم الزراعة بإنشاء مشتل اشجار الفواكه الذي يقع في حديقة تجارب الفاكهة بمدينة ابوظبي على مساحة 2.5 هكتار وذلك بهدف الاكثار وعمل التجارب على انواع اشجار الفاكهة لبيان مدى ملاءمتها لظروف البيئة المحلية وايجاد الحلول المناسبة لأية مشاكل او صعوبات طارئة.. وفي خلال الاعوام الماضية تم بنجاح اقلمة وزراعة انواع مختلفة من الفاكهة منها: الليمون ـ البرتقال ـ بوملي ـ باك فورت ـ شيكو ـ سنترة (اليوسفي) ـ جريب فروت ـ نارنج ـ تين ـ عنب ـ توت ـ جامون ـ رمان ـ زيتون ـ جوافة ـ مانجو ـ باباي ـ اناناس ـ تفاح ـ قشطة ـ جوز الهند (نارجيل) ـ لوز ـ سدر ـ تمر هندي ـ وأنواع اخرى. وفي عام 1980 قام القسم بانشاء بيوت مكيفة والتي يمكن ان يتم التحكم في نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة بداخلها.. وذلك لانتاج نباتات الزينة الداخلية سواء كانت الزهرية او الورقية التي تستخدم في تجميل الاماكن الداخلية داخل القصور والمنازل والمنشآت والمؤسسات الحكومية والمطارات... الخ. وداخل هذه البيوت يمكن اكثار وتربية انواع عديدة من هذه النباتات والتي يبلغ عددها 85 نوعا وتوزع على المؤسسات الحكومية فتخلق جوا من الهدوء والسكينة والجمال داخل المكاتب مما يساعد على العمل والانتاج .. كما وان هنا جزءا يتم تسويقه الى الافراد داخل محلات التسويق التابعة للدائرة. اما بخصوص اشجار النخيل .. ذات المكانة الكبيرة في منطقة الخليج اجمع فيتم اكثارها بمشتل المنهل على طريق تربية الصروم بعد فصلها من الامهات داخل المشتل تمهيدا لنقلها الى تربية مستديمة .. وتخضع عملية زراعة النخيل لاعمال تجارب وابحاث متصلة بهدف التطوير والتحسين والوصول الى النوعيات الامثل. وفي اجابته على سؤال العاصمة حول الوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي .. اجاب المهندس ابراهيم: ان الجهود المبذولة في تطوير عمل المشاتل والتجارب والابحاث التي تمت بها زيادة عدد المشاتل .. كل هذا حقق نتائج باهرة .. فقد توصلنا الى مرحلة الاكتفاء الذاتي وقسم الزراعة يقوم الآن باحتياجات جميع المناطق الزراعية من الشتول المنتجة في تلك المشاتل التي تحدثنا عنها. ونتيجة لهذا تقلصت ولاقل حد عمليات الاستيراد وبصفة ملحوظة ما عدا انواع بعينها .. ونسعى قريبا لسد النقص بانتاج السلالات الجديدة داخليا بحيث يتوقف الاستيراد نهائيا .. فكفاءة مشاتلنا والتوسع الهائل في المساحات المزروعة .. كل هذا سيؤدي الى تحقيق غاياتنا المنشودة. واضاف: ان عمليات تطوير هذه المشاتل تشمل كل المناحي .. شكلا ومضمونا حتى تتمكن من لعب دورها على احسن وجه .. كما اننا نسعى الى تحسين الخدمات داخلها وقد قمنا بانشاء ممرات خرسانية لتسهيل عملية المرور والانتقال واداء الخدمات داخل المشاتل، كما انشئت شباك التظليل المختلفة. واختتم المهندس ابراهيم قوله: انه يتم سنويا صرف 1.2 مليون شتلة من الاشجار والشجيرات وعدد 12 مليون شتلة من الزهور المختلفة .. وتصرف للمناطق والمشاريع الزراعية والمواطنين والمقيمين في امارة ابوظبي ـ كما اننا نتعاون وبطريقة مستمرة مع اقسام الزراعة ببلديات الدولة عن طريق تزويدها بالاشتال المختلفة وفي المناسبات المتنوعة. واعتمدت دائرة بلدية ابوظبي وتخطيط المدن الخطة الزراعية للموسم الزراعي 2001 / 2002 التي تضمنت عددا من الشروط والضوابط التي تم بموجبها تقسيم المزارع الى اربع فئات حسب ملوحة مياه الري، الاول منها للمزارع الاقل من 4000 مايكروموس وتضم مزارع ليوا وغياثي والرحبة وحددت مواعيد زراعة العروة الخريفية فيها من 15 سبتمبر وحتى 15 اكتوبر بزراعة طماطم المصنع وعلف الرودس والبطاطس والبقوليات والفلفل الحار والحلو والزهرة، اما العروة الربيعية فتبدأ من 25 فبراير وتزرع فيها البامية والملوخية وتراعى من هذه الفئة المساحة المخصصة للبقوليات وحددت الخطة للفئات التي تشملها الزراعة اثناء العروة الخريفية والربيعية الالتزام بزراعة المحاصيل المدرجة لكل عروة على نفس المساحة مع مراعاة تعقيم التربة مع الالتزام بصنف الرودس المعتمد من الدائرة. اما الفئة الثانية للمزارع التي تبلغ ملوحة المياه فيها من 4000 الى 8000 مايكروموس وتقع في مناطق ليوا وغياثي والختم والسميح والنهضة والعجبان وتقوم بزراعة طماطم المصنع وعلف الرودس والبصل الاحمر الجاف والبصل الابيض والذرة السكرية والكوسا والباذنجان مع الالتزام بصنف الرودس المعتمد من الدائرة. اما الفئتان الثالثة والرابعة والتي تبلغ ملوحة المزارع فيهما من 8000 الى اكثر من 12000 حدد فيها زراعة علف الرودس والملفوف الدائري والعادي والبنجر الاحمر واللفت. شروط الاسمدة والمبيدات اوردت الخطة شروطا خاصة بالاسمدة والمبيدات دعت فيها الى التركيز على استعمال الاسمدة العضوية وتقليل استخدام الاسمدة الكيماوية بقدر الامكان والا يتجاوز استخدام الاسمدة الكيماوية الآحادية والمركبة في المزرعة عن 90 الى 100 كجم/ دونم للموسم الواحد لمحاصيل الخضروات و 25 كجم / دونم لمحاصيل الاعلاف ويجب عدم استخدام المبيدات بدون الحصول على اذن رش من مركز الارشاد الزراعي ومن يخالف ذلك يتعرض للعقوبة كما منعت الخطة توريد اية منتجات زراعية من المزرعة خلال فترة الامان للمبيد ودعت الى الالتزام بالمبيدات المعتمدة من البلدية.