رئيس الدولة يسخر الثروة لخدمة الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة مكانة رفيعة في عقول وقلوب العرب والمسلمين والاجانب.. فاسمه رمز للخير والرخاء والارادة الصلبة والحكمة والعدل والسلام والتآخي والتآزر. امتدت اياديه البيضاء الى كل بقاع الارض وأعطى بسخاء لشعبه ولشعوب امته العربية والاسلامية ولجميع شعوب العالم. وبكل الحب والاخلاص عبرت الامارات عن سعادتها وفرحتها البالغة بشفاء الوالد القائد زايد وكشفت احتفالات القبائل وابناء الجاليات العربية والاجنبية التي اقيمت بالامارات بمناسبة شفاء سموه ونجاح العملية الجراحية التي اجريت له عن محبة واخلاص الشعب له.. فخرجت الهتافات من الحناجر صادقة الحمد لله على سلامة القائد.. يا زايد الخير.. يا حكيم العرب.. صانع مجدنا وعزنا.. قاهر الصحراء.. زعيم الامة العربية والاسلامية.. لقد كانت انجازات صاحب السمو الشيخ زايد واسهاماته في مختلف المجالات السياسية والانسانية وخدمة قضايا امته العربية والاسلامية خير سند لقيام منظمات ومؤسسات اقليمية وعربية ودولية بتكريمه بأساليب متعددة ومختلفة اعترافا واحتراما واجلالا لجهوده المخلصة واعماله الخيرة. لم تمنعه فترة النقاهة التي يقضيها بأمر الاطباء بعد نجاح العملية الجراحية من مشاركة اخوانه قادة الامة العربية في الوقوف الى جانب شعبنا الفلسطيني وتأييد نضاله المقدس والعادل من اجل استعادة اراضيه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأكد صاحب السمو في كلمته التي وجهها الى القمة العربية بالقاهرة بأن التضامن هو الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق وتعزيز مكانة العرب ودعا سموه لقرارات حاسمة لنصرة كفاح الشعب الفلسطيني وتمكينه من اعلان دولته المستقلة والوقوف بحزم في وجه الغطرسة الاسرائيلية. البداية من أبو ظبي كانت الامارات على موعد مع التاريخ والعزة والنهضة الحديثة يوم السادس من اغسطس عام 1966 حيث بدأت صفحة مشرقة من صفحات كتاب التاريخ الحديث لدولة الامارات العربية المتحدة بعدما كانت امارات متفرقة. في هذا اليوم تبوأ صاحب السمو رئيس الدولة مقاليد الحكم في امارة ابوظبي وسخر ثروة الامارة من النفط لخدمة شعبه ووطنه ليس فقط في امارة ابوظبي وانما في كل انحاء البلاد.. فالخير والعطاء من صفات القائد المغوار والارادة وحب العمل هما السلاح الذي قهر به الصحراء وحولها الى جنة خضراء, وأذهل قادة العالم ونال احترامهم وتقديرهم بأعماله وانجازاته, وبرهن للذين قالوا يوما عن استحالة العيش على أرض صحراء الامارات الجرداء بأن الارادة وحب العمل وتسخير المال للبناء والعطاء من المقومات الرئيسية لتحقيق طموحات وآمال الشعوب. مليارات الدراهم من عائدات النفط سخرت لبناء النهضة العمرانية والمدنية الحديثة في كل أنحاء الامارات. ولقد كانت لقاءاته مع شعبه وأبناء القبائل برلمانات مفتوحة يستمع فيها الى الكبير والصغير, فشغله الشاغل هو تعويض شعبه عن المعاناة التي عانى منها قبل ظهور ثروة النفط خلال السنوات العجاف وشظف المعيشة. ولقد اذهل مشروعه الرائد في توطين البدو بأماكن اقامتهم ومعيشتهم بالصحراء قادة دول العالم من عرب وأجانب, حيث ظهرت المدن والقرى التي تتوفر فيها مقومات الحياة الحديثة اسوة بما هو موجود في المدن, وتحقق بالفعل الأمن الغذائي والاجتماعي لابناء القبائل والشعب. ولذلك لس بغريب ان يقول ابناء المدارس من التلاميذ والزهرات: يا رب تخلي زايد.. يارب تطول عمره والدنا أطيب والد.. في قلوبنا عال قدره.. زايد خلى الصحراء تصبح زهرة. ويقول أبناء القبائل: نفديك بأرواحنا يا صانع التاريخ.. والقلم يعجز عن تسجيل ما تجيش به عاطفة ابناء الوطن والأمة. ترسيخ الاتحاد الفكر الوحدوي تجلى بوضوح في سلوك القائد والوالد زايد منذ نجاحه في ادارة كفة الحكم في امارة ابوظبي ومن ثم قيادة الامارات.. وحبه للعمل وصراحته وقوة ارادته في مواجهة المشاكل والصعاب هي الاساس في دعم اركان الاتحاد والمحافظة على مكاسبه, ليس فقط للجيل الحالي وانما للاجيال القادمة. وهو نفس الفكر وقوة الارادة التي لعبت دورا كبيرا في المحافظة على بقاء مجلس التعاون الخليجي وتقوية اركانه والعمل من اجل رأب الصدع العربي وتحقيق التضامن والوحدة وتسخير الغالي والنفيس في خدمة قضية العرب الاولى الا وهي قضية فلسطين. افترش زايد رمال الصحراء مع ابناء عشريته ووطنه حينما ذهب اليهم بنفسه في منازلهم ومزارعهم في قلب الصحراء.. وفي تواضع جم ارتشف من اياديهم الكادحة القهوة العربية وتناول معهم التمر وشمل عطفه الشباب والاطفال, يجلسهم بجانبه ويحنو عليهم ويستمع باهتمام لمطالبهم. وكانت نتيحة زياراته تنتهي دائما بظهور القرى والمدن والمزارع والطرق والجسور.. في قلب الصحراء, وها هي ليوا ومدينة زايد.. وقرى المنطقة الشرقية خير شاهد على ذلك ويحضرني قول سموه لابناء القبائل في احدى زياراته بالمنطقة الشرقية: (ان القائد الحق هو الذي يسخر وقته وجهده لخدمة ابنائه وشعبه) وكان يطالبهم دائما بالتمسك بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف والاخلاص في خدمة الوطن وتربية الابناء. وكم كانت فرحته بنجاح مشروع القمح الاستراتيجي في العوهة بالعين في بداية الثمانينيات حيث طالب بالبحث عن مصادر جديدة للحياة بالمنطقة والتوسع في زراعة القمح.. وفضل توجيهاته ودعمه المستمر ومتابعته الشخصية نجح المشروع واذهل قادة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفييتي سابقا ودول المنطقة.. وكانت امريكا في ذلك الوقت تستخدم القمح كورقة سياسية للضغط على الدول لتحقيق مصالحها وخاصة دول الاتحاد السوفييتي سابقا وبعض دول العالم الثالث. برلمانات مفتوحة كما نجح زايد في تسخير ثروة النفط في بناء الانسان والوطن وقهر الصحراء وتحقيق الامن الغذائي, نجح ايضا في تثقيف الشعب وتمسكه بأهمية الاتحاد واهدافه كخيار استراتيجي لا رجعة عنه من اجل عزة ورفعة شأن الوطن وبناء جيش قوي وقاعدة امنية لحماية مكاسب الاتحاد وتوفير الحماية للوطن وابنائه. وذهب زايد وطاف ارجاء البلاد مع الحكام يجلس مع ابناء الشعب بكل فئاتهم من المزارعين والصناع والتجار والمثقفين, يشرح لهم دون كلل او ملل اهمية الاتحاد والتعاون والتماسك من اجل بناء الدولة العصرية الحديثة. وهكذا بادله الشعب حبا بحب ووفاء بوفاء, حيث كانت الاستقبالات الشعبية الكبيرة في الامارات الشمالية لزايد وخروج ابناء الشعب لاستقبال القائد والترحيب به في زياراته المتكررة للمنطقة, وبكل الحب والوفاء هتفت القبائل: اهلا يا زايد يا قائد العطاء والخير.. يا مثال الشرف والنبل.. اهلا بقائد المسيرة الخضراء بين اهلك وشعبك وفي وطنك.. نفديك بأرواحنا ونعاهدك على الاخلاص والتفاني في خدمة الوطن. ولعل الكثيرين من ابناء الوطن وخاصة من الشابب قد لا يعلمون بأن الاتحاد واجه مشاكل وصعاب كانت من الممكن ان تعصف به وهو في بداية الطريق, كما كانت هناك الاحقاد من بعض دول الجوار والدول الاجنبية تتربص بمسيرة الاتحاد وتؤجج نار الفرقة والخلافات لتقويض اواصر الاتحاد وهدم المكاسب التي حققها الشعب والوطن. لكن القائد زايد بحكمته وارادته التي لا تلين, استطاع حل المشكلات وتجاوز الصعاب, وساعده في ذلك اخوانه حكام الامارات الذين آمنوا بالاتحاد غاية وهدفا ومصيرا للوطن. وفي لقاءاته باخوانه حكام الامارات خلال الاجتماعات الرسمية للمجلس الاعلى للاتحاد ومع ابناء شعبه كان يؤكد بأن نجاح اي امارة في حسن استثمار مواردها وزيادة دخلها وتطورها هو نجاح للامارات كلها وللامة العربية والاسلامية مؤكدا على ان الدستور هو سياجنا لحماية مكاسب الاتحاد, والشورى نهجنا والكلمة في النهاية للشعب الذي نعمل جميعا من اجل توفير المعيشة الكريمة له وللاجيال القادمة. الوحدة هدفه لم يعمل زايد من اجل وحدة الامارات ورفاهيتها فحسب وانما عمل بجد واخلاص من اجل وحدة ابناء المنطقة العربية جميعا من المحيط الى الخليج, ومن اقواله الشهيرة في هذا الصدد: (نحن العرب في حاجة لبعضنا في السراء والضراء اكثر ألف مرة من حاجتنا الى جميع اصدقائنا اينما كانوا, وبتآزرنا سيكون ذلك دعما للعالم الاسلامي لأن قوة العرب هي قوة للدول الاسلامية التي هي في حاجة الى قدرات العرب وثرواتهم وبذلك يصبح للمسلمين جميعا وزن في العالم. وكما كانت لقاءات صاحب السمو الشيخ زايد مفتوحة وعفوية وجادة مع شعبه واخوانه حكام الامارات كانت كذلك مع ملوك ورؤساء دول العالم, فإيمانه العميق بالسلام والعدل ونصرة الشعوب المغلوبة على امرها جعله يأمر ويوجه باقامة علاقات دولية على اساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمشاركة بصدق واخلاص في بناء نظام عالمي ينعم بالامن والاستقرار والسلام وترتفع فيه راية العدل خفاقة عالية. وكان لصاحب السمو الشيخ زايد دور تاريخي مميز لتوحيد الصف العربي ودعوة الاشقاء العرب لنبذ الخلافات واعتماد مبدأ الحوار والتفاوض كوسيلة لتسوية النزاعات بين الدول ورفض مبدأ استخدام القوة وكانت مواقفه وأعماله دليلا صادقا على حكمته وفطنته وحبه للعرب ومستقبل منطقته العربية. القرار العربي المواقف المشرفة لزايد ومساندته المطلقة لقضية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع واضحة للعيان وحقيقة سجلها التاريخ, وهي سياسية راسخة في كل لقاءاته العربية والدولية.. وبارك زايد انتفاضة الشعب الفلسطيني حيث قامت ضد المعتدين الصهاينة وقال حينذاك: (الحمد لله اننا نشعر بالسعادة ما دامت الانتفاضة بخير ومستمرة ضد الظلم والاجحاف ولأنها المحرك الرئيسي لكفاح الشعب الفلسطيني. وأيد زايد بكل قوة حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الحرة المستقلة وكان مهرجان: من اجلك يا قدس و(اعلان ابوظبي) برعاية سموه خير دليل على ايمانه العميق بعروبة القدس الشريف والوقوف في مواجهة حملات التهويد للمدينة المقدسة. وفي كلمته التي وجهها للزعماء والقادة العرب اكد بأنه لا سبيل امام امتنا العربية غير التضامن والتآزر وفلسطين هي لب الصراع, ولا سلام بدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس وان شعار القمة يجب ان يكون لاستعادة القرار العربي ونبذ الخلافات.

Email