بدء الاحتفال بالاسبوع الخليجي لمكافحة التدخين اليوم, محاضرات وعروض افلام ونشرات توعية ضمن الفعاليات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ في مختلف انحاء الدولة اليوم فعاليات الاحتفال بالاسبوع الخليجي لمكافحة التدخين والتي من المقرر ان تستمر حتى 28 اكتوبر الجاري, وتتضمن الفعاليات برامج توعية اضافة الى محاضرات وعرض افلام عن اعراض التدخين واقامة ندوات وتوزيع نشرات وكتيبات. وتأكيدا على اخطار التدخين اشارت احدث ابحاث منظمة الصحة العالمية الى ان عدد الوفيات الناجمة عن استهلاك التبغ بأنواعه المختلفة يقدر بنحو اربعة ملايين وفاة سنويا وانه من المتوقع ان يرتفع نتيجة التوسع في استهلاك التبغ الى عشرة ملايين وفاة سنويا خلال ربع القرن المقبل. واكد بحث المنظمة العالمية ان نصف المدخنين في العالم سيموتون بسبب الامراض الناتجة عن التدخين, بينما يخسر النصف الآخر حوالي عشرين سنة من حياتهم!! ومن المتوقع حسب البحث ان يكون التدخين بحلول عام 2020 اهم عامل للوفاة والاعاقة, وذلك بسبب ما ينتج عنه من امراض قاتلة تودي بحياة الملايين, حيث ان عدد ما ينتج عن التدخين من وفيات يفوق عدد الوفيات الناتجة عن العدوى بمرض الايدز والدرن, وامراض النساء والحوادث والانتحار وجرائم القتل مجتمعة. وفي رسالة بعث بها مدير عام منظمة الصحة العالمية الى جميع وزارت الصحة في العالم اكد فيها ان ثلث البالغين من سكان العالم اي 1.1 مليار مدخن, منهم 200 مليون من النساء وقد اكدت الاحصائيات ان 12% من النساء و 47% من الرجال على مستوى العالم يدخنون, ففي الدول النامية نجد ان 48% من الرجال و7% من النساء يدخنون, بينما نسبة التدخين في الدولة المتقدمة بين الرجال 42% وبين النساء 24%, كما ان واحدا من كل اثنين باشر ممارسة التدخين في سن مبكرة واستمر في ممارستها سوف يموت نتيجة الاصابة بمرض من الامراض المتصلة بالتدخين, اي ان 50% ممن يدخنون باستمرار منذ سن المراهقة يموتون بسبب التدخين, ونصف هؤلاء يموتون في متوسط العمر, حيث ان معدل الوفاة بين المدخنين 3 اضعاف هذا المعدل بين غير المدخنين في كل فئة عمرية. وقد تبين من الدراسات التي اشرفت عليها منظمة الصحة العالمية ان معدل الوفاة من الامراض الناتجة عن التدخين سوف يتصاعد 3 مرات خلال العقدين المقبلين, مع العلم بأن هناك ما يزيد على 25 مرضا فتاكا له علاقة مباشرة بممارسة عادة التدخين, ومن الاخطار الحادة للتدخين ضيق التنفس وزيادة معدل نبضات القلب, وشدة نوبة الربو والعجز الجنسي وعدم الخصوبة, وزيادة مصل أول اكسيد الكربون. ولا يزال التدخين في دولة الامارات شأنها شأن كل دول العالم, مشكلة خطيرة حيث ان اعداد المدخنين كبيرة جدا, حيث صنفت صحيفة الاندبندنت الانجليزية في عام 1990 دولة الامارات العربية من اول عشر دول موزعة للتبغ في العالم فاحتلت المرتبة السابعة لتوزيع السجائر في العالم بمعدل 3218 سيجارة للفرد سنويا, وتشير الارقام المتوافرة من احصائيات دوائر الجمارك المختلفة الى ارتفاع معدل اعادة تصدير التبغ الى الاسواق المجاورة وبقيمة اجمالية تساوي 179.6 مليون درهم في عام 1997م, يضاف الى ذلك ارتفاع نسبة استهلاك التبغ بين افراد المجتمع, خاصة فئة المراهقين والشباب ولقد اظهرت دراسة صحة الاسرة بالدولة في عام 1995م والتي شملت ستة الاف اسرة مواطنة, ان نسبة التدخين بلغت 24% بين الذكور البالغين واقل من 1% بين الفتيات, كما اظهرت دراسة اخرى قام بها اساتذة من جامعة الامارات وشملت 1500 طالب من ثلاث مدن بالدولة ان اكثر من 70% من الطلاب بعمر 17 سنة يدخنون حاليا أو جربوا التدخين في حياتهم, وان 42% من الطلاب بعمر 18 سنة يدخنون حاليا. وهنا تنبهت وزارة الصحة الى خطورة المشكلة الصحية الناجمة عن التدخين, فبادرت الادارة المركزية للتثقيف الصحي عام 1996م بالاهتمام ببرامج الاقلاع عن التدخين فاستقدمت خبيرا في مجال مساعدة المدخنين في الاقلاع عن التدخين وهو الدكتور كريستوفر ستيل, الذي قام بتدريب نخبة من العاملين الصحيين وكانت هذه الخطوة نواة لانشاء وحدات بالدولة في ابوظبي والعين ودبي والشارقة وجاري انشاء عيادات اخرى بالمناطق الطبية الاخرى, لمساعدة المدخنين في الاقلاع عن التدخين. وقد تم افتتاح اول وحدة في الاول من نوفمبر من عام 1998م في ادارة الطب الوقائي بأبوظبي, وسجلت هذه الوحدة 774 شخصا قرروا الامتناع عن التدخين منذ عملها وحتى الآن, وبلغ مجموع من اقلعوا نهائىا عن التدخين بهذه الوحدة 81 شخصا. ونظرا لخطورة هذه الظاهرة, وحرصا من وزارة الصحة على حماية صحة جميع فئات المجتمع, قررت شن حملة واسعة النطاق ضد التدخين في اطار برنامج الاحتفال بالاسبوع الخليجي لمكافحة التدخين وبمشاركة فاعلة من الجهات المعنية الحكومية والخاصة بالدولة, واختارت وزارة الصحة شعارا جاء متماشيا مع الواقع بسبب تزايد اعداد الطلبة المدخنين بالمدارس والجماعات فاختارت شعار (التدخين وباء يستهدف الشباب فلنتصدى له) ويبدأ الاحتفال بالاسبوع الخليجي لمكافحة التدخين اليوم, ويستمر حتى 28 اكتوبر الجاري متضمنا العديد من الندوات والمحاضرات والفعاليات التي تهدف جميعها الى توعية الشباب وباقي فئات المجتمع للحيلولة دون وقوعهم فريسة في براثن هذه الافة الخطيرة, بالاضافة الى مساعدة المدخنين بشتى الطرق والوسائل للاقلاع عن ممارسة هذه العادة المميتة, وتشجيعهم على اتباع سلوك صحي سليم. أبوظبي ــ مصطفى خليفة

Email