نسائم الماضي وعبق الذكريات في أسبوع التراث ، الألعاب الشعبية تعيد للطفولة رقتها و قيمها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيد الأيام التراثية التي يستضيفها حدث مفاجآت صيف دبي 2000, لأيامنا الحاضرة نفحة حنين وشوق لتلك الأيام الجميلة التي عاشها أجدادنا بعيدا عن عصر التقنيات الذي نعيشه اليوم. ويقول يعقوب العلي رئيس لجنة المفاجآت التراثية التي تنظمها دائرة موانئ وجمارك دبي: ستهب علينا نسائم الماضي بدفئها وحميميتها طوال الأيام التراثية محملة بأريج الأيام الدافئة وعبق الذكريات العذبة من خلال تناول تفاصيلها الصغيرة التي لا نتوقف عندها في معترك حياتنا الحالية. وأضاف: قد لا تحفل حياتنا الآن بتفاصيل كانت في الماضي الذي بنينا عليه صروح حضارتنا ورتبت دفاتر طفولتنا وأثرتها بالقيم الأخلاقية والمشاركة الوجدانية. ومن هذه التفاصيل التي سبغت برونقها حياتنا التي عشناها صغاراً ونستدعيها كبارا لنغني بها حياة أطفالنا (الألعاب الشعبية) التي كانت أجيال آبائنا وأجدادنا يتسلون ويتسامرون بها في الماضي القريب في بيوتهم المتعانقة في الفريج وكأنها بيت واحد لأسرة واحدة كبيرة. وأكد العلي ان الألعاب الشعبية تختزن في ثنايا أعماقها بعيدا عن صورتها الخارجية المدلولات الكبيرة التي تعطي صورا حية عن طبيعة الحياة الماضية والمؤثرات التي كانت تتشكل تبعاً لها تلك الحياة وهي مليئة بالقيم الأخلاقية وتحث على المشاركة الوجدانية مع الآخرين وتبني أجيالا لها القدرة على التعامل الاجتماعي بشكل تلقائي وطبيعي. وقال (العلي) ان الألعاب الشعبية التي نحاول اعادة نبض الحياة فيها من خلال الأيام التراثية ونعلمها لأطفالنا جمهور مفاجآت صيف دبي الذين يرتادون مراكز التسوق, تشهد اقبالا فاق التوقعات من قبل الأطفال المواطنين وأطفال العائلات الخليجية والعربية حيث يقبلون على المشاركة بشكل يبعث على الارتياح ويؤكد لنا ان الطفل الذي أصبح يلعب مع نفسه مقابل أجهزة كمبيوترية أو تلفزيونية هو بأشد الحاجة لهذه الألعاب الشيقة والممتعة التي تتزاوج بها الأهزوجة والايقاع مع اللهو الطفولي. وأضاف: ان هذه الألعاب الشعبية تقوم في أساسها على المشاركة بين عدد كبير من الأطفال وبالتالي تؤسس لعلاقات اجتماعية قوية وسليمة بينهم وتعلمهم مهارات سيكونون بحاجة إليها في المستقبل, كما تنمي ذكاءهم وتزيد من سرعة البديهة لديهم, اضافة إلى ان طبيعتها تعتمد الحركات الرياضية المختلفة كالقفز والجري وغيرها من حركات جسدية. وذكر العلي ان كثيراً من الأهازيج التي يرددها الأطفال في هذه الألعاب تتناول قيما أخلاقية جميلة تحض على الترابط الأسري فعلى سبيل المثال تهزج البنات بأهزوجة بالغة الرقة وهن يلعبن الحبل تقول كلماتها: يا خوي يا عضيدي لا ترقد في السيوح. وأشار العلي إلى الجهد النوعي الذي بذلته لجنة المفاجآت التراثية لتقديم فقرة الألعاب الشعبية خلال الأيام التراثية فقال: لقد قمنا بتدريب مجموعة الفتيان الذين يؤدون هذه الألعاب في مراكز التسوق في دبي للترفيه عن الزوار واسعادهم. وأضاف: تشارك في الألعاب مجموعة من الفتيات اللواتي يؤدين اللوحات التالية: خوصة بوصة, طاق طاقية, طاح المطر, أنا الذيب, القراحيف, المحاماة والحبل. وقال العلي: ان اللوحة تختلف عن اللعبة, حيث ان الأولى لها ايقاع غنائي متناغم مع الأداء بشكل أوضح من الثانية التي تؤدى بتلقائية أكبر ويفتح فيها باب المشاركة لجمهور الأطفال كما تجري تصفيات بينهم. ومن اللوحات والألعاب الشعبية الجميلة والتي تؤدى حاليا ويستمتع بها الجمهور لوحة خوصة بوصة التي تقدم مع الموسيقى المتناغمة مع كلماتها التي تشدو بها البنات. كما تقدم الفتيات لوحة طاح المطر وتبين استبشار الأهالي والأطفال بهطول المطر عماد الحياة في ذلك الوقت وتبدأ بالمؤثرات الصوتية التي تشد الأطفال من لهوهم ليبدأوا التهليل للمطر وهم يلعبون, يحتمون بالاكياس ويغنون: (يانا المطر برعوده كسر حوى سعوده, يانا المطر عند الله كسر حوى عبدالله, طاح المطر طاح المطر طاح برعوده) . ومن اللوحات الجميلة التي يقدمها الفتيان والفتيات ضمن هذه الفعالية للأيام التراثية لوحة البحار التي تجسد سعي أهل الساحل لكسب رزقهم وفيها استعراض لأدوات الصيادين والغواصين مثل الليخ والخوص والجفير والحبال مختلفة الأشكال اضافة لقارب (شاشه) المصنوع من جريد النخيل ومبطن بالفلين, والذي كان يستخدم في رحلات الصيد القريبة, وهي تبين أيضا الدور المهم الذي كانت تقوم به الأمهات في ذلك الوقت. و من الألعاب التي استقطبت الزوار أيضا واندفع عدد كبير منهم للمشاركة فيها وسط جو من التشجيع والحماس لعبة (القراحيف) حيث يلبس فيها الأطفال قباقيب خشبية يمتد طرف الحبل من اصبع الابهام والطرف الثاني في يد المتسابق الذي يحاول الوصول إلى خط النهاية من دون ان يخلع قبقابه.

Email