خيمة الضيافة تغزل أبجديات التراث

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى المفاجآت التراثية إلى ادخالنا لأجواء الماضي على الرغم انها لم تستخدم آلة الزمن التي نشاهدها في أفلام الخيال العلمي إلا انها نجحت في فتح صفحات التاريخ وأدخلتنا مستفسرين حيناً ومستمتعين حيناً آخر وذلك من خلال تقديمها لفعالية (خيمة الضيافة) التي تمكنت من ايصال الرسالة إلى جمهور الحدث بصورة متكاملة وغنية بالمفردات التراثية الثرية. (خيمة الضيافة) هي نموذج لخيمة الشعر التي عرف عنها تاريخيا في المنطقة بأنها البيت الشتوي لبدو الامارات الذين يعتبرون امتدادا لبدو الخليج والجزيرة العربية, حيث كانوا ينصبونها في فصل الشتاء طلبا للدفء, وينزعونها صيفا, لينصبوا خيمة صيفية من جريد النخيل, يرتحلون في عمق الصحراء بحثا عن المراعي والأشجار البرية التي كانوا يستقون منها خيراتهم ليبيعوها نقدا أو مقايضة لأهل الساحل (الحضر). وفي ذلك الوقت كانت بيوت أهل الساحل تشيد بنمط مغاير عن نمط أهل البدو حيث كانت بيوتهم تبنى من أليُس (على شاكلة بيت الشيخ سعيد آل مكتوم) وهو نوع من الطين والحصاة التي تمزج بطريقة خاصة وتتضمن أيضا الشعب المرجانية. وتظهر خيمة الضيافة التي تستضيفها مراكز التسوق خلال حدث (مفاجآت صيف دبي 2000) الكرم العربي الأصيل حيث تقدم القهوة العربية الممزوجة بحب الهال والمعدة على جمر المواقد التقليدية وتقدم لرواد الحدث التمور وأشكال منوعة من الحلويات الاماراتية, وتقوم الفتيات المرتديات الأزياء الاماراتية الفولكلورية الجميلة والمتحليات بزينتهن الذهبية بتعطير ضيوف الحدث بماء الورد الممزوج بالعنبر والمسك ويبخرن أجواء المكان ببخور العود ليطلقن قصص الذكريات من كبوتها ويدعنها تحلق في هذه الأجواء الساحرة لتلك الحياة الموغلة في ثرائها الوجداني. وفي ركن آخر من خيمة الضيافة تجلس المحنيات وتقول السيدة التي تقوم بنقش الحنا على كفوف زائرات حدث (مفاجآت صيف دبي 2000) : تتميز نقوش الحنا الاماراتية عن غيرها بأنها ذات نقوش زخرفية كالأزهار, بعكس النقوش الأخرى التي تتميز بتشكيلات هندسية كالدوائر والخطوط المتقاطعة) . وتضيف: لقد درجنا على نقش الحنا على كفي العروس قبل يوم من العرس وكنا نطلق عليه يوم الحنا وتلبس فيه العروس ثيابها الخضراء المذهبة وكانت حنا العروس تغطي مساحة اليدين والقدمين كلها وبشكل مكثف لا يترك فراغات بعكس النقوش التي تضعها المرأة عادة في أيامها العادية حيث تكون بسيطة وتأخذ زوايا محددة من اليدين والقدمين.

Email