سلاح لا غنى عنه في جميع جيوش العالم ، سرية هندسة الميدان لقوة الامارات تحمي المدنيين والعسكريين من الموت المزروع في كوسوفو

ت + ت - الحجم الطبيعي

هندسة الميدان هى احدى السرايا المهمة لقوة الامارات لحفظ السلام فى كوسوفو.. واى مسئول عسكرى زائر لا بد ان يزور السرية.. سؤال طرحته بعثة وكالة انباء الامارات والاعلام العسكرى فى كوسوفو على قائد السرية الرائد عبيد الظاهرى. فرد قائلا (نعم.. لانها السرية التى تحمى الناس مدنيين وعسكريين من الموت المزروع المتمثل فى القنابل العمياء والقذائف التى تحصد ارواح البشر ولا تفرق بين كبير او صغير) بهذه العبارات اضطرنا الرائد عبيد للذهاب الى سريته للبحث عن معلومة او حادث نبدأ به تحقيقا صحفيا عن سرية هندسة الميدان هذه المرة المكان مختلف وموقع السرية على ظهر تلة تطل على اراض كوسوفية زراعية شاسعة وخلفها جبال مكسوة بالغابات تنتشر بداخلها قرى مبعثرة هنا وهناك دخلنا مكتب قيادة السرية لم نجد القائد طالعنا لوحات معلقة على الجدران صور لانواع متعددة من الالغام شكلها يثير الخوف واسماء مكتوبة لكل نوع من القنابل والالغام المصورة وكذلك عبارات التحذير وطريقة التعامل مع هذه الالغام.. بادرنا النقيب عبدالله سعيد الكتبى نائب قائد السرية الذى كان باستقبالنا عن الرائد عبيد فقال (انه فى مهمة امنية عاجلة وسيعود فى الحال.. قلنا اذن فرصة لنعرف عن هذه المهمة ما يفيدنا فى تحقيقنا الصحفى.. لكننا لم ننتظر وتابعنا الحديث مع نائب قائد السرية فقال (ان مهمة سريتنا كما ترون هى ابعاد الموت عن الناس.. ففى اليوم الواحد نتلقى بلاغين او اكثر عن وجود قنابل او الغام مزروعة فى الارض وبعض اطرافها ظاهر للعيان ثم تتحرك وحدة هندسية من السرية لتتعامل مع هذا الهدف وتقوم بنزع فتيله بكل ثقة واقتدار وسحب اللغم او القنبلة ووضعها فى مخزن خاص محاط بكافة وسائل الامان) قلنا له.. لماذا تخزنون قنابل الموت هذه فى مخازنكم رد قائلا.. ان شرك الموت او التفجير منزوع منها اولا وبالتالى فانها امنة بعون الله ومن ثم فاننا نجمع هذه القنابل والالغام لنقوم بتفجيرها فى اماكن آمنة بعيدة عن المناطق الاهلة بالسكان والتخلص منها نهائيا. واضاف النقيب عبدالله الكتبى يقول.. ان هناك بعض القنابل والالغام نحتفظ بها بهدف تدريب جنودنا عليها وهذه ميزة هندسية عسكرية لا بد من الاستفادة منها حيث نكتسب الخبرة فى التعامل مع انواع متعددة من الالغام والقنابل ميدانيا. وعندما سئل عن اكثر انواع الالغام شيوعا والتى يتم العثور عليها فى المنطقة قال ان اكثرها انتشارا هى الغام يوغسلافية الصنع من نوع م/أ و بى.ام.اى وبارقام متعددة. وبينما كنا نسترسل فى الحديث مع النقيب الكتبى كان قائد السرية الرائد عبيد قد وصل وبعد تهنئته بسلامة العودة من المهمة التى قام بها من جانب ضباطه وجنوده ومن قبلنا نحن ايضا سألناه عما اكتشفه اثناء المهمة فقال (لقد ورد بلاغ من احد السكان الالبان بوجود لغم ارضى فى منطقة برولوجيه وهى منطقة حماية السرية الثانية التابعة لقوة الامارات.. وبالفعل وجدنا اللغم فى مركز شرطة صربى مهجور وتم التعامل معه بدقة ونزع فتيل الامان واخراجه واحضاره الى المخازن تمهيدا لتفجيره مستقبلا) واضاف الرائد عبيد يقول ان البلاغات الواردة من السكان الكوسوفيين كثيرة والكل يشتكى ضد الاخر بانه الزارع لذلك اللغم ولكن بخبرتنا معهم اكتشفنا ان المبلغ عن الالغام قد يكون هو الذى زرعها فى السابق ويريد اخراجها من مكانها ولكنه لم يستطع فلذلك يخاف منها ويبلغ سريتنا للقيام بهذا الدور. وسئل الرائد عبيد عما اذا كانت هناك قنابل كثيرة لا تزال مزروعة فى المناطق التى تقع تحت حماية قوة الامارات فقال ان الحرب تخلف وراءها الكثير ولا يمكن لاى قوة او جيش فى العالم ان يطهر الارض تماما من الالغام ولا بد من وجود البقايا او ما يطلق عليه (مخلفات الحروب) بدليل اننا ما زلنا نسمع بين الحين والاخر انفجار قنبلة هنا او لغم هناك فى اماكن متعددة من العالم وبعد التحقيق يظهر انها من مخلفات الحربين العالميتين الاولى والثانية ولذلك فان خطر وجود القنابل والالغام المزروعة يظل قائما.. والمهم ان يظل مهندس الميدان يقظا ويتبع دائما مقولة الغلطة الاولى هى الاولى والاخيرة. وعندما سألناه عن شكل الالغام وخطورتها رد قائلا.. اللغم هو عبارة عن وعاء من الحديد او البلاستيك او اى مادة اخرى مملوء بالمتفجرات صمم لينفجر بعدة طرق وهو ينقسم الى قسمين لغم ضد الافراد ولغم ضد الدبابات والآليات وقد صنع لعرقلة تقدم العدو وخفض معنويات افراده. واشار الى ان الالغام تستعمل ايضا كحاجز قوى يتمثل بحقول الالغام وهو عبارة عن منطقة واسعة تزرع فيها الالغام بطريقتين هما طريقة عشوائية مبعثرة وطريقة منظمة وترسم على خرائط دقيقة حتى يمكن الاستدلال عليها فى المستقبل لازالتها. كما تزرع الالغام اما بواسطة الطائرات حيث يتم رمى الالغام منها على مناطق واسعة وتكون مبعثرة او عن طريق الزارعات وهى اليات مصممة لزراعة الالغام بطريقة عشوائية او منظمة او عن طريق الافراد وغالبا ما تكون زراعتها منظمة. وعن كيفية ازالة الالغام قال: انها تتم بعدة طرق منها طرق ميكانيكية بواسطة كاسحات الالغام وهى ليست عملية حيث انها لا تصل الى الاماكن الوعرة والمنحدرات الجبلية او بين الاشجار ولكن افضل طريقة لازالتها هى اليدوية وهى مضمونه ولكن ليس اى فرد يستطيع القيام بهذه المهمة سوى المتخصصين من افراد الهندسة لانهم دربوا على ذلك. بعدها سألنا الرائد عبيد الظاهرى عما اذا كان بالامكان مشاهدة عملية تفكيك الالغام والقنابل؟ فقال نعم بامكانكم الآن ان تشهدوا هذه العملية.. تجمع جنود هندسة الميدان من خبراء تفكيك الالغام.. كل ارتدى ملابسه الميدانية.. فمنهم كاشف الالغام ومنهم للحماية وآخرون للتفكيك..وفى منطقة خلاء كانت التجربه عن لغم ارضى مضاد للدبابات.. وقف الجميع متأهبون.. كاشف الالغام يتحرك فاكتشف اللغم على بعد ئة متر وتم عندها مد حبل كخطاف لنزع غطاء اللغم.. وعندما سئل الرائد عبيد عن امكانية انفجار اللغم عند شده بالحبل فقال انه لا ينفجر الا اذا كان مربوطا بشرك خداعى ولكن مفكك اللغم كما ترون كشف عن اطرافه اولا وتأكد من عدم وجود شرك خداعى او سلك موصول به.. بعدها شاهدنا عملية نزع فتيل قنبلة اخرى حقيقية حيث تم تأمينها بدقة واتقان. اما الملازم اول مروان يعقوب الزعابى فقد قدم شرحا عما يسمى (بالقنابل العمياء) فقال هى عبارة عن الذخائر والقذائف والصواريخ التى لم تنفجر سواء كانت ملقاه من الطائرات او الاسلحة الارضية بكافة انواعها الثقيلة منها والخفيفة وتكون عادة منتشرة ما دامت الحروب مستمرة لانها النتيجة الطبيعية لتلك الحروب وهى ما تسمى (بمخلفات الحروب) . واضاف يقول.. وفى المناطق التى تكثر فيها الحروب والنزاعات والحروب الاهلية يمكن ان يطلق عليها اسم (الكارثة المنتظرة) لانها تكون منتشرة بشكل كبير فى الاحياء السكنية او المرافق العامة او الطرق او الاراضى الزراعية وتكمن خطورتها الحقيقية والفعلية فى وجودها وزراعتها وتزداد هذه الخطورة كلما مر عليها الزمن وهى لا تميز بين المدنيين والعسكريين ولا يمكن التعامل معها الا بواسطة المختصين فقط.. وهكذا يعتبر التعامل معها اكبر واخطر مجازفة لانها بكل بساطة تؤدى الى نتائج وخيمة جدا ويمكنها ان تتسبب فى كوارث مفجعة من خسائر بشرية ومادية كبيرة خاصة فى ظل الفضول الذى ينتشر بين البشر ولذلك لا بد من نشر التوعية اللازمة بين المدنيين لخطورة هذا الامر وكيفية تفاديه بالابلاغ عنه فورا. وعن مهام هندسة الميدان وأهميته العسكرية يقول الملازم اول سعيد راشد الظنحانى انه سلاح له ضرورة ملحة ولا غنى عنه فى جميع جيوش العالم.. فمهندسو هذا السلاح اول من يدخلون المعركة وآخر من يخرجون منها حيث تتنوع واجباتهم التى يقومون بها وما كانت توكل تلك المهام الا لرجال عظام اشداء اتخذوا من الفداء والتضحية شعارا لهم. واضاف ان ازالة الموت المزروع هو واجبهم الرئيسى.. فتلك الالغام باختلاف انواعها والقنابل والقذائف هى الموت الذى يزرع ليحصد ارواح البشرلا فرق بين كبير او صغير مدنى او عسكرى فالكل امام الموت سواء. واشار الملازم الظنحانى من ناحية اخرى الى ان كثيرا ما يتم التعاون بين سرية هندسة الميدان والشرطة الدولية (اليونيميك) ومساعدتهم فى كشف الجريمة حيث يتم فحص الطلقات الفارغة التى يعثر عليها فى مكان الجريمة والتحرى عن نوعيتها لتحديد مصدرها. وتحدثنا الى الملازم اول خلفان عبيد الشامسى عن الالغام التى تتعامل معها هندسة الميدان فقال ان ازالة الالغام والتعامل معها هى احد المهام المنوطة برجال هندسة الميدان لما لها من خطورة كبيرة.. وليست الالغام وحدها هى عملهم بل يقيمون الجسور ويعبدون الطرق والموانع الدفاعية المختلفة كالموانع الساحلية اضافة الى الملاجىء بجميع انواعها.. كل هذه المهام تضاف الى كون مهندسى الميدان هم بالاساس جنود مشاة ومازادتهم هذه المهام الا صلابة وقوة. ومضى الملازم عبيد الشامسى يقول.. ان عملنا فى هندسة الميدان كذلك حفر الخنادق وبناء الدشم المحصنة والتخطيط لبناء الجسور على الموانع المائية كالانهار مشيرا الى ان وجودنا فى كوسوفو اكسبنا خبرة لا مثيل لها فى التدريب الجيد فى ساحة العمليات وهو مكسب كبير لنا. وتحدث الملازم جمال جابر النعيمى ضابط العمليات الهندسية وهو مكلف بالاضافة الى عمله فى هندسة الميدان بالاشراف على اعمال الاغاثة والاعمار التابعة للقوة فى المنطقة التى تقع تحت حماية سرية هندسة الميدان. وقال انه تم فى هذه المنطقة صيانة 225 منزلا للسكان الذين يعيشون فى 15 قرية كما يتم توزيع الاغاثة على هولاء وتقديم الخدمات الانسانية لهم وقال ان مهمته كذلك مرافقة القوافل وتأمين القطارات وتوصيل المساعدات كما تقوم الوحدة المسئول عنها باعمال الدورية والتفتيش ومداهمة البيوت التى يأتى بلاغات عنها باقتنائها الاسلحة او استخدامها. ومن جانبه قال الملازم سلطان ابراهيم المرزوقى ان عمل هندسة الميدان لا يقتصر على التعامل مع الالغام فحسب وانما يتم الان التنسيق مع الفرنسيين ونقيم واياهم ابراجا للمراقبة فى مواقع وحدات وسرايا قوة الامارات وهذه الابراج محمية ضد الرصاص وضرورية جدا من الناحية الامنية حيث يتم من خلالها رصد التحركات التى تتم داخل وعلى اطراف المنطقة التى تحميها الوحدة او السرية. وحول الخبرة العسكرية المكتسبة اثناء وجودهم فى كوسوفو اكد ان افراد هندسة الميدان يعلمون جيدا ان هذه الفرصة التى منتحتها اياهم قيادتكم الرشيدة بالتواجد فى كوسوفو للعمل الى جانب قوات دول كبرى متقدمة تكنلوجيا هى فرصة لا تعوض حيث جاءتهم الفرصة للتعامل مع اشد انواع الاسلحة خطورة وفتكا وهى الالغام. اما الوكيل ثانى خالد عبدالله الملا وكيل الفصيلة الاولى فى هندسة الميدان فقال ان مهمته هى التعامل مع الالغام ويقوم يوميا بابطال مفعول قنابل والغاما كثيرا وفقا للبلاغات الواردة من السكان صربا والبانا. وقد سألناه عن كيفية تفكيك اللغم والتعليمات الواجب اتباعها فى ذلك الامر فقال.. يجب اولا اخلاء المنطقة الملغومة من السكان وامعان النظر بكل ما يحيط باللغم قبل التعامل معه فلا يمكن الوثوق بشيء بل الشك بكل شيء.. فربما تكون هنا مصيدة خداعية او لغم ثان مدفون واذا وجد سلك فلا يمكن شده بل التفتيش عن نهايته ويجب تقليل عدد الافراد للتعامل مع اللغم و الافضل ان يكون شخصا واحدا مع عدم الجرى فى منطقة الخطر بل يجب الحذر والتروى. واضاف يقول انه يجب الرجوع الى القائد واستشارته عند الشك بشيء كما يجب تأمين كل لغم او شرك وعدم استعمال العنف اثناء التعامل مع اللغم مشيرا الى ان الالغام لا تحترم الرتب ولا الاقدمية والغلطة الاولى هى الاولى والاخيرة. ـ وام

Email