ملتقى دبي للفتيات مشروع يعكس مفهوم العمل التطوعي في المجتمع، دوراته تصقل شخصية الطالبات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتزايد المشاريع التطوعية في العالم بشكل ملحوظ وغالبا ما يكتب لها النجاح والاستمرارية لأن القائمين عليها يعملون بمحض ارادتهم دون ضغط من جهات معينة ودون التقيد بقوانين خارجية, وتظهر مثل هذه المشاريع لحاجة المجتمع والأفراد لها, ولعجز المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو الوزارات لتوفيرها للمحتاجين لها, والمتطوع يقبل برضى وقناعة تامة بما يقوم به فيعمل بجد ونشاط يجود بأفكاره ووقته من أجل تأكيد قيمة العمل التطوعي وتحبيب وبما ان الجهات التي تهتم بالشباب وتنميتهم تعاني من نقص الموارد المالية لاعداد برامج للطلبة خلال فترة الصيف, فقد سرى حب العمل التطوعي إلى مجموعة من المعلمات وخريجات الجامعة والكليات, فأعددن ملتقى للفتيات يشمل العديد من الأنشطة التي تحمل معنى الاستفادة بمعنى الكلمة, اطلق عليه ملتقى دبي للفتيات, فكيف بدأت الفكرة, وما هي أهدافها وكيف السبيل لتحقيق تلك الأهداف؟ استفسارات جاءت أجوبتها على ألسنة المتطوعات. التطوع كبداية تقول اقبال محمد عبدالحميد موجهة التربية الاسلامية والمسئولة عن الملتقى: جاءت الفكرة في الأساس من مجموعة من المعلمات وخريجات الجامعة والكليات اللاتي لم يحالفهن الحظ في العمل. الآن باستغلال الاجازة الصيفية بمشروع يختلف عن المشاريع والمراكز الصيفية الموجودة على ان يحوي من الدورات والأنشطة ما يعود بالفائدة بشكل ملحوظ ودائم على الملتحقات به, فكانت فكرة الملتقى وتم الاعلان عنه ولم نتوقع هذا الاقبال الكبير من الطالبات, إلا ان عدم وجود باصات لنقل الطالبات من وإلى الملتقى قلص العدد, وحصر الملتقات بفئات عمرية محددة, عمل على تنظيم التسجيل, وكبداية وتجربة نطمح لها الاستمرارية تم قبول 35 طالبة تتراوح أعمارهن بين 11 سنة إلى 21 سنة أي فوق المرحلة الاعدادية فما فوق برسم رمزي قدره 250 درهما لتغطية نفقات الملتقى لمدة شهر ونصف. وتواصل قائلة ان الدورات التي يشملها الملتقى وتستفيد منها الطالبات تضم أعمالاً يدوية وتصميم أزياء وطبخ وصناعة شموع وحفظ القرآن وتفسيره ودورة محادثة في اللغة الانجليزية واستغلال الطبيعة, اضافة إلى محاضرات ودورات أخلاقية وتربوية ودينية تهدف إلى بث أخلاقيات تعمل على صقل شخصية الفتاة وتؤهلها اجتماعيا كمحاضرات في فن الاتيكيت ودورة كيف تكونين شخصية متميزة, ودورة بث الثقة بالنفس والقواعد الذهبية للدورة الأخلاقية وفن الصداقة ودورة عبادات وفن التعامل الاجتماعي. وتضيف اقبال عبدالحميد ان المتلقى لم يقتصر على الدورات والتثقيف فقط بل أضيف إليها يوم تم تخصيصه للرحلات والسمر للترفيه. وعن كيفية احياء الفكرة تقول اقبال تم طرح الفكرة على مدير منطقة دبي التعليمية الدكتور أيوب بدري الذي رحب بالفكرة وشجعها وقدم لنا المقر وهو مدرسة المستقبل, ورحبت مديرة المدرسة عائشة اسحاق وقدمت المدرسة بكامل مرافقها للملتقى بل زادت على ذلك بمتابعتنا وتزويدنا بالافكار التي تخدم الطالبات, اضافة إلى متابعة نورة لوتاه نائب مدير المنطقة للشئون التعليمية وخليفة بن فارس نائب مدير المنطقة للشئون الادارية وزود المتلقى بحافلة لاستخدامها في الرحلات الترفيهية والخارجية وتذليل الصعوبات. وما نتمناه ونطمح إليه هو اقامة مقر دائم للملتقى ليكون كمركز دائم على غرار أندية فتيات الشارقة على مدار العام بكل أنشطتها المتجددة واستغلال يوم الخميس أيضا لساعات محدودة لكي لا يهدر وقت الفتاة مع مشاركة الأمهات أيضا لتعم الفائدة التي نطمح توصيلها لكل فتاة في المجتمع. ترفيه وتعميم وتشارك فاطمة صالح مشرفة الرحلات والسمر قائلة ان الرحلات التي تنظم تكون ترفيهية وتعليمية في الوقت نفسه للقضاء على الملل الذي قد تشعر به الطالبة ويتم الاتصال بالجهات المعنية وتحديد الوقت واليوم المناسب مثل الرحلة التي زارت فيها الطالبات أندية فتيات الشارقة والتعرف على أنشطة النادي وأهدافه وزيارة ترفيهية إلى عالم الثلج, وحفلة سمر تعد كل أسبوع بشكل مختلف وهي من أفكار الطالبات واعدادهن وتنفيذهن. مواهب واعدة أما علياء حميد خريجة علوم أسرة وتعد دورة أزياء في الملتقى للفتيات تقول: لاحظت سرعة استيعاب الطالبات لما يتلقينه من دروس ووجدت لديهن الموهبة ومع التمرين والممارسة ستصقل موهبتهن وأتنبأ لهن بمستقبل في هذا المجال. وتضيف: بدأت معهن بتعليمهن الألوان الأساسية ثم تدريج كل لون وتفاصيله ورسم المانيكان كل جزء على حدة, مع التكرار أجادت الطالبات الرسم وبدأنا بتلبيس المانيكان الملابس بنقلها من المجلات أو ابتكار موديلات خاصة من وحي أفكار الطالبات المشاركات ولمساتهن الفنية الجميلة. أرسم أزيائي كيف وجدت الفتيات المشاركات أنشطة الملتقى, وما هو شكل تفاعلهن مع أنشطته؟ سؤال تجيب عنه فاطمة علي: لقد استفدت كثيرا من دورة الأزياء فقد تعلمت كيف أرسم أزيائي والفساتين التي أحب ان أرتديها, وتلوين الرسم دون الخروج من الخطوط الأساسية, ومن دورة العبادات تعلمت كيفية الطهارة والاغتسال بشكل صحيح ومعرفة الكثير من المفاهيم والعادات الطيبة التي تهمني كفتاة مسلمة. فنون التعامل مي عبيد حارب تقول: تعلمت من الدورات كيفية التعامل مع الآخرين وآداب المائدة واستقبال الضيوف بطريقة لبقة وعدم الصراخ أثناء التحدث في الهاتف والكثير من الآداب التي يجب على الفتاة ان تتحلى بها وهي من فنون الاتيكيت التي لا غنى لأية فتاة عنها في حياتها العادية سواء كانت بين أسرتها أو مع الآخرين. الصداقة وعلياء عبدالرحمن تشارك برأيها حول الدورات التي يقيمها ملتقى فتيات دبي والتي تتلقاها في الملتقى: لقد تعملت كيفية تكوين الصداقات بطريقة صحية واختيار الصديق وعقد صداقة مع أمي والبوح بأسراري لها. والمعاملة بها التي ينبغي ان أتعامل بها مع معلمتي فتكون صديقتي كما هي معلمتي وألجأ إليها عند أية عثرة تواجهني وأسترشد بنصائحها وأستنير بآرائها التي بلا شك ستكون أفضل من آراء الصديقات بسبب عامل السن والخبرة. كما تعلمت السعي إلى كسر الحاجز النفسي الذي يفصل عادة بين الطالبة ومعلمتها ويجعل العلاقة بينهما في تنافر مستمر وما يتبعه من كره للمعلمة والمادة وبالتالي الرسوب فيها.

Email