أصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة ملفاً حول رحيل الزعيم التاريخي حافظ الأسد سلط من خلاله الضوء على علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية العربية السورية والاواصر الحميمة التي ربطت زعيمي البلدين، ومواقف العز والشهامة التي اتسمت بها أفعال واقوال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وعكس الملف حالة الحزن التي خيمت على دولة الإمارات قيادة وشعباً اثر وفاة المغفور له. وقال الملف ان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة نعى بعبارات مؤثرة الزعيم الراحل ووصفه بالفقيد العظيم. ودعا الأمة العربية إلى ان تحذو حذوه في التصميم على الرأي والثبات في الموقف التاريخي وعلى ما أورثه لشعبه وامته. وقال صاحب السمو رئيس الدولة ان العرب فقدوا بوفاة الأسد أحد اشجع الرجال وأكثرهم وطنية ومسئولية تجاه وطنهم وامتهم ومبادئهم. وأكدت برقية التعزية التي بعث بها صاحب السمو رئيس الدولة إلى الفريق الركن الدكتور بشار الأسد دعم دولة الإمارات للشقيقة سوريا في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها وهي تودع زعيمها التاريخي وتستعد لحقبة جديدة من الكفاح والعمل. وتعد دولة الإمارات في مقدمة الدول العربية التي بادرت بالإعلان عن دعمها المطلق للشقيقة سوريا فور الإعلان عن رحيل الرئيس الاسد ومباركتها لربان السفينة الجديد الدكتور بشار الأسد الذي وصفه صاحب السمو رئيس الدولة بأنه الشبل الذي اعده الأسد لوقت الشدائد والملمات. وتجلى ذلك في الاهتمام الكبير الذي ابدته دولة الامارات بهذا الحدث من خلال إعلان حالة الحداد ثلاثة أيام على رحيل الفقيد وحرصها على المشاركة بوفد رفيع المستوى في مراسم جنازته يرأسه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة, الذي نقل تعازي صاحب السمو رئيس الدولة, وتعازي اخوانه أصحاب السمو الحكام وحكومة الإمارات إلى الدكتور بشار الأسد والشعب السوري الشقيق. كما جاءت الزيارة التي قام بها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مركز زايد للتنسيق والمتابعة إلى السفارة السورية في أبوظبي تأكيداً على ذلك الاهتمام حيث قال سموه معزياً (بقلوب راضية بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله فخامة الرئيس حافظ الأسد رئيس الجمهورية السورية الشقيقة الذي يعتبر فقدانه خسارة فادحة ليس لسوريا فحسب, وانما للأمة العربية جمعاء ولانصار القضايا العادلة في كل انحاء العالم) وأضاف سموه (ان الراحل ظل مستمعاً جيداً ومدافعاً عنيداً عن خيار السلام الحقيقي القائم على الشرعية الدولية بما يكفل حقوق بلده وسيادة مواطنيه واحترام الحقوق الطبيعية للإنسان العربي) . وقد سطر سموه في نهاية تلك الزيارة كلمة في سجل التعازي قال فيها, (ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة الزعيم العربي فخامة المرحوم الرئيس حافظ الأسد ذلك القائد الذي قدم الكثير لأمته ورسم الدرب من اجل نيل كل الحقوق العربية المغتصبة آملين ان تستمر هذه المدرسة بهذه الصورة المشرفة دائماً. ان ما قدمه فخامته رحمه الله من نضال سيكتبه التاريخ بحروف من نور وان الشموع التي اوقدها ستستمر مضيئة بإذن الله. ان الأمة اليوم تعيش هذه المرارة والحزن بكل أسى ولوعة, جبر الله مصابنا الجلل وندعو الله عز وجل ان يتغمد روح الفقيد برحمته) . كما عكس البيان الذي اصدره مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها يوم الاثنين الماضي برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الوزراء حالة التأثر البالغ لرحيل الرئيس السوري حافظ الأسد وأكد مجلس الوزراء مساندة ووقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب السوري الشقيق والقيادة السورية الجديدة. وجاء رحيل الرئيس الأسد ليبرز من جديد المكانة التي يحظى بها هذا الزعيم التاريخي العظيم الذي غيبه الموت في وقت تمر فيه المنطقة العربية بمنعطف دقيق خاصة على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط خاصة وان للرئيس الراحل مواقف قومية لا تنسى في الحفاظ على الحقوق وعدم التفريط بها. ويتطلع الكل الآن إلى القيادة الجديدة في سوريا ويحدونا جميعاً الأمل بأن تبقى دمشق قلعة للصمود في مواجهة الرياح والعواصف العاتية التي تريد اختراق الصفوف واقتلاع راية الكرامة العربية التي حافظ عليها الراحل خفاقة حتى لحظاته الأخيرة.