بدء الرؤية التنموية العشرية برأس الخيمة ، خالد بن صقر: العمل على تحقيق معدلات نمو مرتفعة واحداث تنويع اقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلن سمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي ولي العهد نائب حاكم رأس الخيمة عن البدء بتطبيق الرؤية التنموية العشرية لامارة رأس الخيمة. جاء ذلك في الحفل الذي نظمته لجنة البحث والاستقصاء امس للاعلان عن الاستراتيجية التي أعدها لفيف من خبراء برنامج الامم المتحدة الانمائي. وقد حضر الحفل سمو الشيخ سلطان بن صقر القاسمي نائب الحاكم وعدد من الشيوخ, كما حضره عادل خليفة ممثل برنامج الامم المتحدة الانمائي بالدولة ولجنة البحث ورجال الاعمال في الامارة. وقال سمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي في كلمته ان تطبيق الرؤية التنموية العشرية سيتم حسب المراحل المعدة والامكانات المتاحة في الامارة بعد ان تم تسليمها رسميا الى صاحب السمو الوالد الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم امارة رأس الخيمة. واردف سموه قائلا: ان مشروع الرؤية الاستراتيجية للتنمية يأتي تعبيرا صادقا عن رغبة حكومة رأس الخيمة في استشراف اطار ومضمون المسار التنموي ولتحقيق هدف تهيئة الامارة لدخول القرن الحادي والعشرين بخطى واثقة وأكيدة. وتطرق سموه الى الجهود المبذولة للارتقاء برأس الخيمة قائلا: اذا كانت الامارة قد تمكنت من تحقيق انجازات ملموسة خلال العقود الاخيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي فإن مرد هذا بعد الله تعالى الى صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والى اخيه صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وجهود اخيهما صاحب السمو الوالد الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم رأس الخيمة حيث تم تسخير كل الامكانات المتاحة بهدف توفير الخدمات الضرورية في المجالات المختلفة التي تمس بادائها مصلحة المواطن والمقيم على أرض هذه الامارة. واشار سمو ولي العهد الى انه من كل ذلك تبقى القناعة متواصلة وقائمة لمضاعفة تلك الانجازات في المرحلة المقبلة مبينا ان القناعة في هذا الخصوص تسند على وجود قدرات ذاتية لا تحكمها محددات مطوقة وانما هي امكانيات متطلعة الى التشجيع والفاعلية بتوجيه من ادارة التنمية المتمثلة بحكومة رأس الخيمة. تفجير الطاقات وشرح سموه الرؤية التنموية العشرية لامارة رأس الخيمة حيث اوضح انها تمثل طموحا نسعى من خلاله الى اطلاق القدرات الكافية تطلعا الى الخلق والابداع والمواكبة للوصول والدخول الى رحاب الافاق المستقبلية ولاشك ان تحقيق ذلك يتطلب احداث تغيرات ملموسة في الهيكل الاقتصادي ومكونات مصادر الدخل, اضافة الى تعزيز فاعلية ادارة التنمية في توجيه الموارد البشرية والمادية. وقال سموه: ان قناعتنا مؤكدة في ضرورة احداث تغيير في المسار التنموي ولذلك فإن سعينا لا يبقى مجرد تغيير وانما هو سعي هادف تؤطره الرؤية الواضحة وتدعمه مرتكزات دافعة مستمدة من مسيرة التنمية الاتحادية الواحدة. وتحدث سمو ولي العهد حول المرتكزات المستهدفة في هذه الرؤية موضحا انها تتمثل في تحقيق معدلات نمو مرتفعة ومستديمة في اطار تنمية متوازنة وتنويع القاعدة الاقتصادية من اجل ايجاد فرص عمل اوسع وبالتالي تنويع اكبر لمصادر الدخل وتعظيم الاستثمار وتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الجهود التنموية ورفع مستويات الانتاجية والاداء وتأكيد استراتيجية التوطين والعمل على توفير مستوى من القوى العاملة الماهرة والمؤهلة عن طريق تكثيف التدريب والتأهيل ثم افساح المجال امام مشاركة اوسع للمرأة في النشاط الاقتصادي بصورة عامة وفي سوق العمل بصورة خاصة. وقال سموه ان جميع هذه الاهداف تؤدي في نهاية المطاف الى رفع مستويات المعيشة الى المكان اللائق بما يحقق الحياة الكريمة والمستقرة وان تحقيق جل هذه الاهداف يتطلب مشاركة فاعلة من قبل كافة الجهات والاطراف من حكومة وقطاع خاص بل والمجتمع بأسره وبالاخص الشباب الذين يتجسد فيهم الدور المزدوج للعامل البشري في التنمية فهم وسيلتها وهدفها في آن واحد, وبهم كذلك يتحقق الهدف المنشود. وامتدح سموه تعاون برنامج الامم المتحدة الانمائي لاعداد الرؤية التنموية العشرية لامارة رأس الخيمة كما ثمن دور الخبراء الذين قاموا بانجاز المهمة التي اشتملت على شتى المجالات وكذلك نوه سموه بالدور الذي قامت به لجنة البحث والاستقصاء من اعداد وتسهيل مهمة الخبراء ومتابعة المراحل والاشراف على اخراج الرؤية كما ينبغي لها ان تكون. كلمة ممثل الأمم المتحدة ومن جانبه اوضح عادل محفوظ خليفة الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي بالدولة في كلمته ان المشروع الذي تم انجازه بحمد الله قد هيأ لمسيرة تنموية هادفة مدروسة وموضوعية الطموحات ورصينة المرتكزات ومتابعة الخطوات وقد تميز هذا النتاج بالظروف المواتية والدافعة والتي كان لتفاعلها الايجابي العامل المساعد لولادة مشروع الرؤية التنموية العشرية لامارة رأس الخيمة. وقال ان وراء تحقيق ذلك جملة من الظروف وفي مقدمتها رغبة حكومة رأس الخيمة وادراكها العميق بالحاجة للمشروع كما ان توقيت اتخاذ القرار بشأن المشروع ارتقى الى مستوى الضرورة في ضوء تعاظم التحديات في عصر العولمة وثورة المعلومات والاقتصاد المبني على المعرفة وبالتالي حتمية تعزيز القدرات لضمان المواجهة الفاعلة. والى جانب ذلك تتوفر الامكانات المتنوعة والبشرية بخاصة لدى الامارة بالمستوى الذي يمكن من تحقيق تنمية حيوية ملموسة تمتلك مقومات الاستمرارية الذاتية وشدد على أهمية التجارة الالكترونية. قيام الهيئة المؤسسية وتطرق الدكتور باسل البستاني رئيس فريق خبراء الأمم المتحدة في حديثه في الاحتفال الى المجالات التي تناولها الخبراء في جهودهم الميدانية حيث ذكر انها قفزت من ستة مجالات الى 15 مجالا كان اهمها الاحصاء, حسابات الدخل القومي, التنظيم الحكومي, الزراعة والثروة الحيوانية, المياه, الموارد المائية, الصناعة التحويلية, الاستثمار, البيئة, السياحة, القوى العاملة, التعليم, التوطين, بيئة الاتصال. ودعا الدكتور البستاني القطاع الخاص الى المشاركة الجادة في انجاح الرؤية كما دعا الى تشكيل هيئة مؤسسية دائمة لمتابعة تنفيذ الرؤية مشيرا الى انه في غياب تلك الهيئة سيكون من الصعب متابعة متطلبات الرؤية عند تطبيقها على ارض الواقع. وقال خلال عام واحد يجب ان يكتمل بناء الهيئة ودعمها بأفضل الكوادر الوطنية للبدء بالعمل. المؤتمر الصحفي وفي مؤتمر صحفي مشترك للجنة البحث والاستقصاء وممثلي الامم المتحدة للانماء عقب الاحتفال أكد الدكتور حسن العلكيم رئيس اللجنة على أهمية الرغبة والقناعة, لخلق نوع من التغيير بدءا من القمة الى القاعدة. واوضح ان سمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي يولي تطوير الامارة جل اهتمامه وقد وجه في هذا الصدد لاعداد ميزانية للامارة اعتبارا من هذا العام. وذكر الدكتور العلكيم ان امارة رأس الخيمة بدأت تشهد بالفعل عمليات تغيير في الهياكل التنظيمية لعدد من دوائر الامارة كدائرتي الطيران المدني والاقتصادية. ونبه الدكتور العلكيم بأن الاولوية في الجهود المستقبلية ستتجه نحو انشاء هيئة للسياحة كما سيتم التركيز علي وضع خطة للترويج السياحي في الخارج مشيرا في هذا الصدد الى انه لا يوجد من يتكلم عن الامارة قائلا لا توجد عندنا قناة تلفزيونية ولا صحيفة لتتكلم عن رأس الخيمة. وعلق الدكتور البستاني على ذلك بأن الرؤية التنموية لم تغفل الجانب الاعلامي في رأس الخيمة بل دعت الى وضع برنامج متكامل ومستمر للتوعية الاعلامية. وشرح الدكتور العلكيم جهود لجنة البحث والاستقصاء في المجال الاعلامي مذكرا ان مشروع صحيفة (الامارات) المزمع تنفيذها في رأس الخيمة لايزال قائما وتحديدا هو امام سمو وزير الاعلام للموافقة عليه. ومن جانبه قال خليفة ممثل برنامج الامم المتحدة في معرض رده على الاسئلة التي وجهت اليه ان البرنامج تعاون مع امارتي ابوظبي ودبي بشأن اعداد رؤى تنموية مستقبلية مؤكدا اهمية اعداد رؤية متكاملة للدولة, وقال في هذا الصدد لقد اجريت اتصالات مع وكيل وزارة التخطيط حول هذا الامر. واقترح ادخال الرؤية التنموية لامارة رأس الخيمة بموقع على الانترنت وباللغات العربية والانجليزية والفرنسية معربا عن استعداده لتقديم كل مساعدة في هذا الجانب. ووصف الدكتور البستاني القطاع الزراعي بأنه من اعقد المشاكل واكثرها مشقة وصعوبة. وقال: ان شح المياه والاستنزاف الذي تتعرض له الابار الجوفية اضافة الى التلوث البيئي الناجم عن المبيدات تزيد من تفاقم المشكلة. ونبه الى خطورة طرق الصيد المستخدمة حاليا على الثروة السمكية. وفي ختام المؤتمر الصحفي تطرق الدكتور حسن العلكيم الى غياب الارقام والمعلومة والاحصائيات الدقيقة في كل المرافق واعلن عن عزم لجنة البحث لانشاء بنك للمعلومات في الامارة. رأس الخيمة سليمان الماحي

Email