افتتاح اعمال مؤتمر توثيق التراث الشعبي ، سلطان بن زايد: تراث الامم يعمق الاعتزاز بماضي الاجداد ويدفع الانطلاقة للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ان تراث الامم اشبه بالجذور التي تضرب في عمق الارض فتزيد التمسك بالوطن وتعمق الاعتزاز بماضي الاجداد وتزيد من القدرة على الانطلاق نحو المستقبل. واضاف سموه ان الامم المتقدمة تفخر بتراثها الحضاري وتعتبره ركيزة اساسية لما حققته من انجازات علمية وتقدم تكنولوجي، وأوضح سموه ان صاحب السمو رئيس الدولة عبر عن هذه الحقيقة بالقول من ليس له ماض ليس له حاضر او مستقبل. جاء ذلك في تصريح ادلى به نائب رئيس مجلس الوزراء لدى حضور سموه امس حفل افتتاح المؤتمر السنوي الثاني لمركز زايد للتراث حول (توثيق التراث الشعبي في الامارات والخليج العربي) .. والذي بدأ اعماله مساء امس بفندق انتركونتيننتال العين. حضر حفل الافتتاح الشيخ المهندس سلطان بن طحنون ال نهيان وكيل ديوان ممثل حاكم ابوظبي بالمنطقة الشرقية ومحمد بن سالم الظاهري وكيل الدائرة الخاصة لصاحب السمو رئيس الدولة وصاحب السمو ولي العهد في العين ومحمد سعيد الرميثي مدير نادي تراث الامارات وعدد من المسئولين وجمع من العلماء والمؤرخين واساتذة الجامعات والمهتمين والقائمين على المراكز والمنظمات المعنية بالثقافة والتراث من داخل الدولة وخارجها. واضاف سمو الشيخ سلطان في كلمته ان قوة مجتمعاتنا تكمن في قيم الاصالة والهوية القومية والحضارية والتاريخية التي نستمدها من تراثنا الشعبي ومن هنا فإن مسألة توثيقه ضرورة ملحة لا يمكن تجاهلها لمن اراد ان يبني بنيانا راسخا في مجال حماية التراث والمحافظة عليه للاجيال المقبلة واتاحة المادة العلمية الضرورية للعلماء والباحثين والمهتمين باستلهام التراث وتوظيفه واستخدام عناصره والعمل على انتشاره للتعريف بماضي منطقتنا التليد. وقال سموه: ان من الحقيقة بمكان القول ان موضوع التوثيق يفوق القدرة الفردية كذلك لابد من تكاتف الجهود على مستوى المؤسسات المختصة حتى يتحقق النجاح المطلوب. واشار سموه الى ان تراثنا الشعبي يبعث على الفخر والاعتزاز فهو ذلك الغائب الحاضر في داخلنا بشكل مستمر نجمعه ونصونه ونحفظه ونسلك في سبيل ذلك افضل السبل حتى نتمكن من الاستخدام الجيد لهذا التراث العظيم لخدمة قضايانا المصيرية المعاصرة ودفع عجلة التنمية الى الامام في الامارات والخليج العربي. واكد سموه انه في عصرنا هذا, عصر الانترنت, والذرة والعولمة, نلاحظ ان الامم التي تعيش فترتها الذهبية الآن وتملك في يدها وسائل الحداثة تهتم بتراثها وتعمل على احيائه وتوصيله للاجيال القادمة, وذلك لن يتحقق إلا بتوثيقه بعد اختيار المناهج المثلى المنبثقة عن الدراسات والابحاث المتخصصة وخبرات الشعوب والحضارات الاخرى. واشار سمو نائب رئيس مجلس الوزراء الى ان كيانات الامم لا تتوقف عند حدود الماضي فحسب, انما تمتد دائما متوغلة باتجاه الماضي, لان من لا يملك الماضي لا يمكن ان يملك الحاضر, كما لا يمكن ان ينطلق باتجاه المستقبل مجددا سموه التأكيد على ان هذا هو خيار دولة الامارات في التعامل مع موروثها الثقافي والاجتماعي والتاريخي وذلك انطلاقا من عظيم القناعات التي زرعها صاحب السمو الوالد الشيخ زايد في ابنائه وانطلاقا من القيم التي كرسها سموه في سياسة الدولة تجاه ثقافتها وتجاه ماضيها وتجاه موروثها الانساني والحضاري. واضاف سموه ان الحكمة ان نطوع الوسائل التقنية والعلمية المتاحة في عالمنا اليوم لتوفير اسباب وظروف حماية افضل لتراثنا هذا الذي يجب ان نعمل دائما على ان نوفر له اسباب الانتقال من جيل الى جيل آخر اولا بصيانته في الذاكرة الشعبية الجماعية لابناء الوطن وثانيا بالاحتفاظ به حيا في الممارسة اليومية وبالاحتفاظ به ايضا كمادة توثيقية حتى نضمن لها الانتقال الهادىء والآمن بين الافراد والاجيال. وذكر سموه ان دولة الامارات ومنطقة الخليج العربي والمنطقة العربية عامة تزخر بموروث ثقافي يعتبر الاغنى من نوعه عالميا, ولكن امامنا جميعا مسئولية اعادة صياغة هذا الموروث بأساليب تستجيب مع ذهنيات العصر ومع تقنيات العالم الجديد وتلك واحدة من ابرز المهمات التي يجب القيام بها تجاه ذاكرة شعب ووطن وامة, وأول اشكال عناية ورعاية هذه الذاكرة يمر حتما من خلال توثيق هذه الذاكرة وحمايتها من خطر النسيان وقبل ذلك حمايتها من خطر الذوبان في الثقافات الاخرى خاصة امام ما تملكه تلك الثقافات من وسائل اغراء وتقنيات عالية. ايمان القائد فعل لاقول والقى الدكتور حسن النابودة مدير مركز زايد للتراث والتاريخ كلمة في حفل الافتتاح رحب فيها بالحضور وقال: في هذه المدينة الزاهرة مدينة العين مهد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة يعقد هذا المؤتمر تنفيذا لتوجيهاته الكريمة في الحفاظ على التراث, واحيائه بتوثيقه ونشره, فإيمان القائد فعل لا قول وتطلعه الى التراث وماضي الاجداد واصالتهم يواكب تطلعاته للغد الاكثر اشراقا ورخاء وهذا ما تشهده النهضة الشاملة التي تشهدها دولتنا الفتية بقيادته الحكيمة. واضاف الدكتور النابودة ان المؤتمر السنوي الثاني لمركز التراث يعد تظاهرة ثقافية فكرية وملتقى يجمع نخبة من المؤرخين والعلماء والمفكرين الذي تنادوا الى المشاركة فيه بالاضافة الى عدد من المنظمات الدولية ومراكز الابحاث والمؤسسات الثقافية والجامعات وجميعها مشاركات موضع تقدير وتكريم عنوانه هذه الرعاية الكريمة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الامارات. واكد مدير مركز زايد للتراث على ان مؤتمره السنوي اصبح تقليدا يحرص المركز على تنظيمه وتعكس هذه الرعاية الكريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد له سمو اهدافه وغايتها لما لتاريخ الامة وتراثه من اهمية في الحفاظ على هويتها العربية والاسلامية في مواجهة التدفق السريع لتيارات (ثقافات الامم الاخرى) . العلماء يستنطقون التاريخ واضاف في كلمته قائلا: ان تقدم اية امة لا يمكن ان يتحقق ويستمر إلا اذا نهضت بجناحيها معا وهما جناح العلم والبحث والتقنية وجناح الاصالة والتراث والتاريخ غير ان التاريخ لا ينطق وحده فالعلماء والمؤرخون والمفكرون هم الذين يستنطقونه وتلك مهمة هذا المؤتمر. واشار الى ان موضوع المؤتمر الثاني (مناهج توثيق التراث الشعبي في الامارات والخليج العربي جاء ترسيخا لما بذل من جهد في المؤتمر الاول..وقال اذا كنا خصصنا تاريخ هذه المنطقة وتراثها هدفا رئيسا نعمل على تحقيقه خلال الدراسات الاكاديمية القليلة حوله وكونها في البداية طويلة وصعبة لكننا مع الرعاية الكريمة لسمو الشيخ سلطان بن زايد وبجهود وخبرات الباحثين والمتخصصين وبالتعاون مع المؤسسات العلمية والثقافية في الدولة وخارجها نذلل الصعاب ونمهد الدرب ونختصر المسافة ونحقق الاهداف والغايات الى افضل ما انقطع وتكشف عما غبر ونجنى غرس الاجداد. واستعرض الدكتور النابودة في كلمته في حفل الافتتاح مسيرة المركز بعد مضي عام واحد على انشائه وما يسعى اليه من اهداف وما حققه من انجازات مايؤكد على انها رافد بحثي يصب في نهر كبير متعدد فروعه وتكبر منجزاته لانه مكمل ومتمم للاهداف والانجازات التي حققتها المراكز والمؤسسات الاخرى المعنية بالتراث في دولة الامارات تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة لاحكام التوازن بين الاصالة والمعاصرة والمحافظة على العادات والتقاليد التراثية في اطار ديننا الحنيف وتراثنا الاصيل. واشاد في ختام كلمته بالتعاون والمشاركات الطيبة للمنظمات الدولية والمراكز الاقليمية وغيرها من الهيئات والمؤسسات في اعمال المؤتمر الثاني. وعبر الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري المدير العام بالمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) في كلمة القاها بعد ذلك على خالص الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة لما يبذله من جهد ودعم في اقامة صروح النهضة الثقافية وتطوير العمل الاسلامي المشترك وعلى تفانيه في تعميق الوعي بالتاريخ الناصع لامتنا العربية والاسلامية. واكد على اهمية كل الجهود الواعية الرامية الى حماية التراث وتوثيقه مشيدا في ذلك بدور مركز زايد للتراث ومؤكدا على اهمية مؤتمره الثاني حول مناهج توثيق التراث الشعبي في دولة الامارات والخليج العربي. مخاطر الاندفاع التكنولوجي وفي كلمة القاها بعد ذلك عبر الدكتور اكمل الدين احسان اوغلي مدير عام مركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة (ايرسيكا) باسطنبول عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة لدعم سموه الكبير للمركز, وقال اننا نحيي بحرص سموه الدؤوب على تقديم كافة وسائل الرعاية لجهود اعلاء التراث وابراز الشخصية الثقافية والتاريخية التي تتميز بها المنطقة مقدرين وببالغ الامتنان هذه اللفتة الكريمة التي تؤكد على اهمية الوعي بالتراث وآفاق تنميته من خلال الاجيال. وتناول اوغلي مسيرة مركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية وهو احد الاجهزة المتفرعة عن منظمة المؤتمر الاسلامي مؤكدا حرص المركز على تقديم الصورة المشرفة للاسلام وبث حضارته الى الرأي العام العالمي وعلى دوره في البحث والتوثيق ونشر المعلومات لتقديم فهم افضل للثقافة الاسلامية. وحذر الدكتور كمال الدين احسان من مغبة الاندفاع التكنولوجي وبخاصة في مجال الاتصالات مما احدث تشويشا عميقا في المناخات الحضارية والثقافية لدى بعض المثقفين الامر الذي يدعونا الى وقفة تأمل لفهم هذه الاوضاع الجديدة لترتيب اوضاعنا وعقولنا بما يضمن لنا السير بوعي ضمن هذه المشاكل والمعطيات الجديدة. ذاكرة العالم وقال الدكتور عبدالعزيز عبيد خبير البرامج في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) في كلمة القاها بالمناسبة ان موضوع المؤتمر الثاني شيق ومتعدد الجوانب والاهتمامات فهو يجمع بين قضايا التراث والتاريخ والجغرافيا والادب ويربط بين الماضي والحاضر والمستقبل ويعزز الثقافة بنظرة جديدة ما فتئت المنظمة تدعو اليها لانها نظرة تربط الثقافة مع مجمل الانشطة البشرية الاخرى وتجعل منها عاملا اساسيا لنجاح الخطط الانمائية. افتتاح معارض التراث وكانت فعاليات حفل الافتتاح اشتملت على السلام الوطني لدولة الامارات ثم آيات عطرة من الذكر الحكيم وكلمة ترحيبية وقصيدة شعرية القاها الشاعر عبدالله الهدية, وفي الختام تفضل راعي الحفل بافتتاح معارض التراث المصاحبة للمؤتمر حيث قام سموه يرافقه كبار الضيوف والمدعوون بجولة تفقدية داخل المعارض اطلع خلالها على ما تضمه من وثائق ومخطوطات وكتب تراثية قيمة. وتضم المعارض المشاركة معرضا للنقود بدولة الامارات ومعرضا للصناعات التقليدية في البحرين, ومعرض الوثائق والرسائل المخطوطة للرعيل الاول من ابناء الامارات, ومعرض الزخارف الجصية في العمائر التراثية لدول مجلس التعاون بقطر. كما تضم معارض الكتب التراثية المصاحبة اصدارات المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم, اصدارات الصور التراثية والكتاب (الموتفيت) اصدارات المكتبة السمعية البصرية بالمجمع الثقافي, منشورات مكتبة بريل واصدارات مركز زايد للتراث ودار الملك عبدالعزيز ومجموعة من الاصدارات الخليجية. العين محسن البوشي

Email