اتجاهات الوزارة نحو تطوير المناهج التربوية متى تتحقق ، التربويون: دمج الجيولوجيا مع الجغرافيا والمواد الفلسفية مع علم النفس رؤية جديدة للتعليم الحديث

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتجهت وزارة التربية والتعليم والشباب في سياستها التعليمية الحديثة نحو تطوير المناهج التربوية وذلك بالغاء بعض المواد الدراسية مثل الفلسفة والمنطق ومشروعاتها التربوية لدمج بعض المواد ذات العلامة والسمات المشتركة مع بعضها مثل الجغرافيا والجيولوجيا. في هذا التحقيق نستعرض اسس تطوير المناهج التربوية وطريقة وضع المنهاج ومستوياته واراء التربويين تجاه عملية دمج المواد العلمية المتشابهة واثر ذلك على ايجابيات العملية التعليمية في الميدان. يقول ماجد احمد المومنى في دراسة نشرتها مجلة التربية الحديثة عن تطور المناهج التربوية ان دائرة المنهاج تعني جميع المواد والخبرات والمعلومات والمهارات وأوجه النشاط التي يقوم بها التلاميذ داخل المدرسة وخارجها في المنزل او البيئة المحيطة وان المنهج الحديث يشمل الخبرات التعليمية الكفيلة بتحسين المعلومات وتطوير المهارات وتكوين الاتجاهات السليمة لدى الطلاب والتي من شأنها تحقيق الاهداف العامة للتربية والتعليم والاهداف الخاصة للمادة الدراسية, واسس المنهاج كما يراها تستند على اربعة مقومات رئيسية فلسفية واجتماعية ونفسية ومعرفية. ويقول بان الفلسفة التربوية تعني ان يقف الطفل موقف الباحث والمنقب عن الحقيقة يفكر ويجرب بنفسه ليكتسب دراية بمواجهة مشاكل الحياة ومعالجتها فالطالب طبقا لهذه الفلسفة هو محور العملية التربوية, وفلسفة التربية في الوطن العربي عامة تستند الى الثوابت في المبادىء والقيم المستمدة من الشريعة الاسلامية والمتمثلة في اركان الايمان وتنسجم مع المتغيرات من اساليب التدريس والمعطيات وتقدم العلوم المختلفة وجميعها تشتمل على التقدم العلمي والتكنولوجي دون ان تمس المبادىء والقيم. ويرى الباحث ان التربية عملية حياتية من منطلق ان المدرسة ومناهجها ليست مجرد نسخ لما في المجتمع بمقدار ماهي مؤسسات هامة فيه, ولذلك فان المنهاج الحديث وظيفته الاساسية خدمة المجتمع بالمحافظة على التراث الفكري والحضاري وتطويره مع متطلبات العصر والتقدم العلمي والتكنولوجي. الجانب النفسي وفي الجانب النفسي للعملية التعليمية يقول بان الاسس النفسية القديمة التي بني عليها المنهاج المدرسي تقوم على اساس الملكات العقلية اما الاسس النفسية الحديثة فترتبط بالحياة والتقدم العلمي المتواصل, فالتلميذ ينمو وله خصائص في هذا النمو وهو يتفاعل مع البيئة التي يعيش فيها ونتيجة لخصائصه ونموه وتفاعله مع البيئة يشعر بما نسميه بالحاجات ولذلك فان المنهاج عليه ان يراعي مراحل ومتطلبات النمو والفروق الفردية وهذه في مجموعها تكون الاسس النفسية للمنهاج. ويؤكد الباحث على ضرورة عدم اهمال المنهج المدرسي المواد الدراسية والحصيلة المعرفية للطالب بل يراعي تداخلها وتكاملها مع بعضها البعض وان يؤمن المنهج الحديث بان فهم الحاضر فهما سليما يتطلب الرجوع الى الماضي المتصل به ويتطلع الى المستقبل الذي يطمح في الوصول اليه, فكل جيل يفيد في حياته من المعرفة والاكتشافات التي وصلت اليها الاجيال السابقة ويطمح الى المزيد والتطور في المستقبل. ويقول د. وهيب سمعان في كتاب المناهج د. فرح الريفي في كتاب المناهج والاساليب, د. عبداللطيف فؤاد, د. هاني عبدالرحمن ان طريقة وضع المنهاج من اهم العمليات وادقها واكثرها تأثيرا في العملية التعليمية وهي تقوم على اسس معينة وتتبع خطوات منظمة منها تحديد الاغراض واختيار المواد والخبرات واجراء التجارب للتحقق من الصلاحية وتطوير المناهج باستمرار حتى تتماشى مع الاهداف والوسائل والتقنيات العلمية الحديثة. المركزية ويرون باهمية المركزية في وضع المنهاج ويعني ذلك تركيز السلطة كلها في يد هيئة معينة او دائرة مختصة بحيث تكون هذه الجهات مسئولة امام سلطة عليا, فالمناهج المركزية هي التي تخططها فئة من الفنيين والتربويين والاخصائيين بالوزارة داخل الدولة تعكس الواقع والطموحات وبعد ذلك تتولى ادارة المناهج في الوزارة المتابعة والتقويم ويعتبرون ان ذلك له فوائد تربوية عديدة منها اتاحة الفرص المتساوية امام الجميع ومن عيوبها انها لاتراعي الفروق الفردية ولا الامكانات المتاحة للبيئة المحلية للتلاميذ. معوقات الدراسة ويرى موجهو المواد العلمية في فروع العلوم الجيولوجيا والكيمياء والفيزياء والاحياء ان هناك صعوبات ومعوقات في الدراسة والتعلم لهذه المواد قد تمنع الطلاب وتحول دون التحاقهم بالمسارات العلمية والهروب من شبح الفشل والرسوب ولجوئهم الى المسار الادبي دون رغبة حقيقية. ويقول جويد سعيد موجه الفيزياء والجيولوجيا بان من ضمن عوامل التخوف الطلابي من الفيزياء ارتباط المواد العلمية بمعدلات حسابية واسس رياضية قد لايستهويها الطالب او الدارس ولو رجعنا لمنهاج الجيولوجيا في المرحلة القانونية نجده اكثر ارتباطا بالبيئة الجغرافية لانه يدرس علم الارض وازمتها الجيولوجية المختلفة ولذلك يتم تدريس هذا الجزء في مادة الجغرافيا في عدد من الانظمة التعليمية بالدول العربية منها جمهورية مصر العربية التي تعطي حرية الاختيار لمادة الجيولوجيا ضمن المواد الحرة الاختيارية اما دراسة علم الجيولوجيا فيخصص له فصل داخل منهاج مادة الجغرافيا للقسم الادبي. الدمج ويعتبر قرار وزارة التربية والتعليم في العام الماضي بدمج الجيولوجيا مع الجغرافيا ايجابيا جدا لعدة اسباب منها ان نصاب معلم المادة في تدريسها ضئيل جدا فهو لايتعدى الحصة الواحدة للصف الاول الثانوي والثاني والثالث العلمي اسبوعيا وفي المناطق النائية هذا النصاب لايتماشى مع قانون الوزارة في نصاب المعلم ـ 18 حصة للمرحلة الثانوية ـ ولذلك نجد المعلم او المعلمة ينتدب الى اكثر من مدرسة وقيامه بتدريس مادة العلوم العامة للمرحلة الابتدائية والاعدادية بأسلوب لايتماشى مع تخصصه العلمي والدراسي, اضافة الى ان معلمي ومعلمات الجيولوجيا اساسا لم يقوموا بتدريس هذه المادة في واقعهم التعليمي باوطانهم وكان تخصصهم اما الاحياء او العلوم او الفيزياء وتعتبر دولة الامارات العربية المتحدة الوحيدة التي تطبق تدريس مادة الجيولوجيا كمادة اساسية ضمن منهاج الوزارة بالمقارنة ببقية الانظمة التعليمية بالدول الاخرى. ويعتبر معلمو ومعلمات مادة الجيولوجيا ان موضوعاتها العلمية دسمة وغير محببة للطالب الذي لايرغب بالمسارات غير الادبية وقد تشكل اعاقة للالتحاق بالمسار العلمي مثلها مثل الفيزياء والرياضيات لانها تعتمد على الازمنة الجيولوجية التي تحتاج لمعادلات وحسابات علمية معقدة وتحتاج لمهارات وقدرات خاصة. ويؤكد محمد راشد الغيثي نائب مدير المنطقة للشئون التعليمية اهمية ارتباط المناهج الحديثة باهداف الدولة والوزارة والبيئة المحيطة وقدرات الطلاب ويعتبر هذه المعادلة واجبة الدراسة والتحليل والتقويم ويقول بان دمج بعض المواد ذات السمات المشتركة مثل الجيولوجيا والجغرافيا في حال تماثل الاهداف والمقررات وارتباطها ببعضها اكثر ايجابية في التخصص المنفرد الذي تتبعه اجراءات ومعطيات اخرى كثيرة منها المعلم المتخصص والمنهاج التفصيلي والمتفرع للمادة ويرى باهمية عكس المقررات لمتطلبات المجتمع وعدم الحشو او الجرعات العلمية الزائدة خاصة في المراحل الدراسية وامكانية التعمق في المرحلة الجامعية. ويقول احمد عبدالله رئيس قسم الشئون التعليمية ان الوزارة دائما تراعى التطوير والتحديث في مناهجها التعليمية لمواكبة التغيير والتقنيات والاهداف ويعتبر الغاء الفلسفة والمنطق قائما على دراسة وابحاث وتحليلات من اساتذة وخبراء ومتخصصين في المجال والميدان ويرى ان مادة علم النفس شاملة لمجموع العلوم الفلسفية والمنطقية التي تخاطب هذه الجوانب المنهجية والتربوية. ويؤكد احمد عبدالله على اهمية الاستقرار التربوي وسد الشواغر التربوية وايجاد المعلم المتخصص الذي يتمتع بمهارات الاداء التعليمي المتميز والطالب المتفهم لواقعه التعليمي والمناهج التي تعكس الواقع والاهداف والطموحات وتتكيف مع المتطلبات والمعطيات والمردود التعليمي. التشابه الامثل ويقول الطلاب خالد حسن, محمد مطر, ثاني مثنى ان المواد العلمية الجديدة في المرحلة الدراسية التي تفتقد لخبرات دراسية سابقة في المرحلتين الابتدائية والاعدادية تشكل صعوبات عند الدراسة والتعليم اما غيرها من المواد التي يتم دراسة اسسها ومبادئها ومعالمها مسبقا مثل الرياضيات واللغة العربية والاجتماعيات وفروع علوم الفيزياء والكيمياء والاحياء تساعد الطالب على الفهم والاستيعاب وتؤكد لديه مهارات الاسترجاع والاطلاع والمعرفة بعكس المواد الجديدة مثل المواد الفلسفية او الجيولوجيا والتربية الاسرية او المهارات الحياتية فكلها مواد تحتاج لقدرات معينة وخبرات سابقة. ويؤكدون امكانية دراسة فصل دراسي كامل في مادة معينة مثل الجغرافيا والجيولوجيا بها نظرا لتشابه الموضوعات وارتباطها ببعضها وكذلك الفلسفة والمنطق مع علم النفس وغيرها من العلوم المتشابهة كالتربية الوطنية والتاريخ والاقتصاد والاحصاء واللغة العربية وفروعها المتعددة كالادب والقصة والنصوص والقراءة والتراجم والخط والاملاء وكل فرع من هذه الفروع يصلح مادة علمية مستقلة ولكن الجمع هنا يسهل الفهم والدراسة والتعلم وتدارك الموضوعات. تحقيق عباس محمد

Email