بلاد تركب الافيال وتحقق المحال الهند بلد الحلم الساحر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الهند بلد مترامي الاطراف, وذو تاريخ يعود الى خمسة آلاف سنة مع اتساع وتنوع رقعته الجغرافية وتراثه الحضاري العريق, وتعدد مهرجاناته ومعارضه والنصب التذكارية الغنية الهامة, التي تمتد عبر شبه القارة, وتجعل من الصعب احاطتها بين دفتي اي كتاب. تقع شبه القارة الهندية في جنوب آسيا, بين باكستان والصين ونيبال يحدها من الشمال اعلى سلسلة من الجبال حيث تغطي اودية التلال السفحية معظم ولايات الهند الشمالية البالغة 23 ولاية والى الجنوب تحاط السهول والغابات ذات الامطار الاستوائية والصحاري الرملية بشواطىء محاطة بأشجار النخيل. ويقترن التنوع الطوبوغرافي للهند بتنوع ثقافي وحضاري نتج عنه تعايش عدد من الاديان والتقاليد المحلية, لهذا فإن المعابد الشاهقة المرتفعة في جنوب الهند, والتي يمكن تمييزها بسهولة بواسطة اسطحها ذات النحت المنمق, ترتبط بالعديد من الحرف والفنون الابداعية الرائعة للمنطقة. وفي صحراء كوتش وجوجرات, وعلى الجانب الآخر تبدو القرى المتناثرة وكأنها تقاوم القوى الخفية للطبيعة, مما ادى الى نشوء اساليب حياة اسبارطية اتسمت بغزارة المجوهرات والمطرزات المزينة المستخدمة في الالبسة والبياضات المنزلية. اما في اقصى الشمال وفي اعالي صحراء لداخ, فإن تأثير البوذية ظاهر في الحضارة المحلية بوضوح, وكذلك تأثير التضاريس الوعرة. وهناك وجه آخر من وجوه الحضارة الهندية في انماط الحياة القبلية الزاهية لسكان ولايات الشمال الشرقي مثل النغلاند, ومنيزورام وتريبورا ومانيبور وتراثها الفلكلوري. اما في ولايات الهند الوسطى مثل اوريسا رماديا براديش فقد ادت حياة القرية القبلية الى تنوع في الحرف اليدوية. اما الهند العصرية فهي اليوم موطن واحد لحياة قبلية ذات المفارقة التاريخية وللحياة العصرية المترفة والمتطورة على حد سواء. انها البلاد التي تتجاور فيها افيال المعابد مع احدث المبتكرات الالكترونية وتعتبر النصب التذكارية القديمة منها شاهدا على اعظم مظاهر الديمقراطية في العالم حيث جرى توليد الطاقة النووية وحيث ادى التطور الصناعي الى وضع الهند على خريطة الدول العشر العظمى في العالم. ومن المدن التي توجد في الهند دلهي وهي العاصمة وثاني اوسع نقطة عبور الى البلاد لوقوعها على خط معظم خطوط الطيران الرئيسية وترتبط دلهي ارتباطا جيدا بكافة انحاء البلاد بواسطة شبكات الخطوط الجوية والسكك الحديدية والطرق البرية, وتعتبر دلهي نقطة انطلاق مثالية لعدد من النزهات القصيرة الى أماكن مجاورة عن طريق البر. وتشتهر بهارات بور بحديقة الطيور التي تبلغ مساحتها 29 كيلومترا والتي تعتبر اكبر تجمع للطيور في آسيا. وفي راجستان حديقة حماية الحيوانات البرية وهي حديقة ساريسكا حيث يوجد ميدان الصيد الملكي. وتعتبر مدينة بومباي بوابة الهند الغربية وفيها ميناء ومطار دولي كبيران, ويتجسد فن العمارة القوطي في بومباي في بوابة الهند والمحكمة, والمحكمة العليا والسكرتارية القديمة ومباني الجامعة ومعالم اعمدة فيكتوريا. وتحتوي بومباي على عدد من المنتجات المفتوحة على الهواء الطلق كما تعتبر المركز الثقافي والفني للهند. كلكتا تم بناؤها منذ ثلاثمئة عام, ويعود تاريخها الى زمن نزول روبرت كلايف على ضفتي نهر هوغلي الى جانب ثلاث قرى, من هنا انطلقت فكرة اقامة النصب التذكارية البريطانية في الهند ابان العصر البريطاني وتعتبر كلكتا عاصمة البنجال الغربي نقطة عبور رئيسية. واذا كانت دلهي تعتبر العاصمة الانيقة للهند وبومباي عاصمتها الصناعية, فإن كلكتا هي العاصمة الثقافية فقد انجبت عددا من الشعراء والمفكرين والمخرجين السينمائيين من ذوي الشهرة العالمية. كتبت علياء سعيد

Email