تطبيق مشروع التربية السلوكية في 85 مدرسة بأبوظبي ، يحقق نتائج ايجابية في سلوكيات الطلاب وتحصيلهم الدراسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

التربية السلوكية, مشروع تربوي تعليمي بدأت منطقة أبوظبي التعليمية تطبيقه منذ عامين, المشروع يهدف الى العودة بالطالب الى السلوك السليم وايجاد علاقة متوازنة بين الطالب والمدرسة بحيث تصبح المدرسة عنصرا للجذب من خلال ايجاد علاقة من الاحترام المتبادل بين مثلث العملية التعليمية: الطالب والمعلم والمدرسة. ومشروع التربية السلوكية في العام الثالث لتطبيقه.. ماذا حقق في الجانب السلوكي للطلاب؟ وهل امتدت اثاره لتشمل التحصيل الدراسي ايضا؟ ومدى استجابة الطلاب له ومدى تفاعل اولياء الامور معه, ومدى أهمية القدوة سواء من الوالدين او المعلم في نجاح المشروع؟ اسئلة كثيرة تضع النقاط فوق الحروف حول مدى نجاح هذا المشروع التربوي على المسيرة التعليمية بشكل عام والظواهر السلوكية السلبية بشكل خاص من واقع الدراسات الميدانية التي تم اعدادها عن المشروع من جهة ومن العاملين في الميدان المدرسي من جهة اخرى. (مدارس وجامعات) التقت مع سلطان السامان مدير منطقة ابوظبي التعليمية وعدد من التربويين المختصين في حوارات صريحة وجريئة تضع النقاط فوق الحروف فيما حققه المشروع من نتائج واثار ايجابية على سلوكيات الطلاب من جهة وتحصيلهم الدراسي من جهة اخرى كما التقت (مدارس وجامعات) مع بعض مديري ومديرات المدارس الفائزة بالمراكز الثلاثة الاولى على مستوى المنطقة للعام الدراسي الماضي في المشروع لالقاء الضوء على ما حققه المشروع من اهداف وآليات وبرامج تنفيذ هذا المشروع لكي يحقق اهدافه المرجوة وتجاربها في تفعيل المشروع. مخرجات تربوية * البداية كانت مع سلطان السامان مدير ادارة ابوظبي التعليمية فقال: الحديث عن مشروع التربية السلوكية هو حديث عن مشروع يخدم اهم محور في العملية التعليمية الا وهو الطالب باعتباره محور اهتمام العملية التعليمية.. وتعتبر التربية السلوكية هي الركيزة الاساسية في التربية من منظور اسلامي واخلاقي واجتماعي لذلك نحرص على التربية قبل التعليم.. فنحن لا نريد مخرجات تعليمية قبل ان تكون مخرجات تربوية وأخلاقية لذا كان التركيز على جوانب التربية والسلوك والاخلاق كدعامة اساسية لطالب لديه شخصية متكاملة في الجوانب الاخلاقية والاجتماعية والنفسية والتربوية.. والمشروع في عامه الاول تم تطبيقه في 14 مدرسة وفي عامه الثاني 57 مدرسة وهذا العام تم التوسع في المشروع ليمتد الى حوالي 85 مدرسة تشمل رياض الاطفال والمرحلة التأسيسية والابتدائية العليا الى جانب المدارس الاعدادية والثانوية.. والحقيقة ان المشروع حقق نتائج ايجابية وطيبة وانعكست هذه النتائج على سلوكيات الطلاب من جهة وعلى تحصيلهم الدراسي من جهة اخرى.. وهذا ليس كلاما نظريا نردده ولكن من واقع الاستبيانات والدراسات الميدانية والتي من خلالها تم رصد اثار هذا المشروع على سلوكيات الطلاب وقد أكدت هذه الدراسات الميدانية لقياس مدى نجاح المشروع ان هناك تغيرا ملموسا في سلوكيات الطلاب.. وتعزيز سلوكيات ايجابية في نفوسهم. واشاد سلطان السامان بالدعم الكبير الذي يلقاه المشروع من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة رئيس ديوان ولي عهد ابوظبي ورعاية سموه للحفل النهائي للمشروع في كل عام مما اعطى الحافز والتشجيع لبذل المزيد من الجهد لانجاح هذا المشروع الذي امتدت اثاره الايجابية ايضا لتشمل الهيئتين الادارية والتدريسية بالمدرسة وأولياء الأمور ايضا. متابعة وتدريب واضاف سلطان السامان انه تم تشكيل لجنتين للمتابعة الميدانية والتدريب حيث تم تكليف 46 موجها وموجهة بالمتابعة الميدانية لفعاليات التربية السلوكية في 85 مدرسة منهم 18 موجها لمتابعة المرحلة التأسيسية و15 للمرحلة الابتدائية ورياض الاطفال و10 موجهين للمرحلة الابتدائية بنين و3 موجهين لمتابعة مدارس التجربة.. الى جانب اللجنة الاعلامية التي تقوم بالعديد من الفعاليات منها اقامة معرض مصاحب لفعاليات ختام مشروع التربية السلوكية واجراء أربع مسابقات حول افضل تغطية اعلامية وافضل صورة واجمل لوحة وافضل مسرحية في مجال التربية السلوكية واعداد برنامج تلفزيوني وعقد مؤتمر طلابي لتقييم نتائج مشروع التربية السلوكية ومؤتمر مماثل لاولياء الامور.. واضاف انه تم اعداد نموذج لتقديم وتحيكم المدارس الفائزة وتقديم وتحكيم فعاليات المعلمين كما سيتم اعداد دليل للمشروع يتضمن مراحل التطبيق وتجارب المدارس المتميزة في تفعيل المشروع. تشكيل اللجان ويشير طارق سليمان نائب مدير ادارة الانشطة والرعاية الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم والمشرف التنفيذي لمشروع التربية السلوكية انه تم التوسع في المشروع هذا العام ليشمل مدارس رياض الاطفال والمرحلتين التأسيسية والابتدائية العليا وهذا العام شكلت لجان لمتابعة المشروع تضم اكثر من 45 موجها يتابعون فعاليات المشروع وتم تقسيمهم الى لجان خاصة بكل مرحلة من المراحل التعليمية المختلفة.. كما اننا بصدد اصدار دليل جديد لكل مرحلة من المراحل التعليمية ونحن بصدد تحليل المناهج الدراسية وربط كل درس من الدروس بالقيم السلوكية التي نريد تعزيزها في الطلاب.. وهنالك لجنة اعلامية تقوم باصدار النشرات التوعوية والكتيبات والاشراف على دليل التربية السلوكية الجديد والتنسيق مع وزارتي الاوقاف لتعزيز بعض القيم والاعلام لتغطية فعاليات المشروع .. وقد لاحظنا من خلال الزيارات الميدانية ان هذا العام يوجد تفعيل اكثر لبرامج التربية السلوكية في المدارس ولمسنا ان المدارس لديها وعي ونضج اكثر بالمشروع هذا العام مقارنة بالعامين الماضيين وهذا يرجع لتراكم خبرة العاملين في الميدان التعليمي. وعن دور أولياء الامور في المشروع يضيف طارق سليمان.. لدينا قناعة ان البيت هو الاساس في هذا المشروع ومن خلال الدراسة الميدانية التي تم اعدادها بعد العام الاول لتطبيق المشروع وجدنا ان تفاعل البيت مع المشروع كان 40% وبعد العام الثاني ارتفعت هذه النسبة الى 60% تقريبا وهذا العام لاحظنا زيادة نسبة التفاعل عن سابقتها.. وهذا التفاعل يأخذ عدة صور منها استمارة تعزيزية لمتابعة سلوكيات طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية من قبل اولياء الامور عن طريق وضع القيم على شكل ممارسات في جدول والطلب من ولي الامر متابعة ابنه أو ابنته في هذه السلوكيات والممارسات خاصة بالنسبة للنظافة والنظام والصلاة والبر بالوالدين وكيف يكون سلوك الابن داخل المنزل وكيف يتعاون معنا ولي الامر في تعزيز هذه السلوكيات وقد اوجدت هذه الصيغة من التعامل نتائج مثمرة لمسانها من خلال الاستحسان والاشادة من قبل اولياء الامور بالمشروع بعد ملاحظتهم تحسن سلوكيات ابنائهم وبناتهم.. وهناك صور اخرى للتفاعل من خلال حلقات النقاش التي تعقد مع أولياء الامور داخل المدرسة ومشاركتهم في المقترحات اللازمة لبرامج التربية السلوكية وكذلك عن طريق مجالس الاباء وهناك بعض الاباء والأمهات الذين يقومون بعمل بعض الحصص التوجيهية للطلبة والطالبات داخل المدرسة وحل بعض المشكلات التي قد تعرقل تنفيذ بعض فعاليات المشروع. مظاهر ايجابية ملموسة ويرى ابو بكر الشرقي موجه ادارة مدرسية بمنطقة ابوظبي التعليمية ورئيس لجنة التقويم والمتابعة بمشروع التربية السلوكية.. ان المشروع يحقق اثارا ايجابية على الجانبين السلوكي والدراسي للطلاب باعتبار انه اذا استقامت السلوكيات والاخلاقيات ستؤثر ايجابا على التحصيل الدراسي وتقبل العلم واحترام اصحاب العلم.. وهناك اثر ايجابي للمشروع ولا يمكن تحديد او قياس هذا الاثر بشكل متكامل باعتبار ان جزءا من القيم التي يتم غرسها في نفوس الطلاب قيما وجدانية وروحية ولكن هناك بعض المظاهر التي نتلمسها ونقيس من خلالها الاثر الايجابي للمشروع والذي انعكس على ممارسات الطلاب مثل النظافة وعدم القاء الأوساخ الا في المكان المخصص لها فهذه الظاهرة أصبحت منتشرة في المدارس وكذلك النظام الذي نلاحظه في الطابور الصباحي وفي الذهاب للمقصف المدرسي وفي مغادرة المدرسة باتجاه الحافلات.. وكذلك بالنسبة للمدارس التي اقامت الصلاة اثناء الدوام المدرسي حيث لاحظنا زيادة نسبة الطلاب الذين يؤدون الصلاة أثناء الدراسة. أهمية النشرات محمد علي خليل موجه مرحلة ورئيس لجنة المتابعة والتقويم للمشروع بالنسبة للمرحلة التأسيسية يقول.. مشروع التربية السلوكية لفت انتباه المعلمين للجانب التربوي في العملية التعليمية بعد ان كان اهتمامهم منصبا على الجانب العلمي والتحصيلي للطلاب.. والحقيقة كانت الاستجابة ايجابية وكبيرة من قبل طلاب المرحلة التأسيسية لأنهم اكثر ارتباطا بالمعلم نظرا لصغر سنهم ولقضائه معهم فترة زمنية طويلة على مدى اليوم الدراسي. وتناول المشروع بالنسبة لهذه المرحلة الجانب الانمائي الا وهو غرس القيم والاتجاهات الايجابية والطيبة لدى هؤلاء الطلاب باعتبارهم في هذه السن الصغيرة كالصفحة البيضاء وليس لديهم مؤثرات سلبية اثرت على سلوكياتهم.. وبالنسبة لأولياء الامور فمن الملاحظ ان اهتمامهم يكون خاصا وملحوظا بالنسبة لابنائهم الطلاب في المرحلة السنية الصغيرة كالأول والثاني والثالث الابتدائي وهذا الاهتمام ادى لتواصلهم بصورة كبيرة مع المدرسة ومن ثم مع مشروع التربية السلوكية.. وحتى يكون هناك تواصل من قبل أولياء الامور مع المشروع ايضا تقوم المدارس بارسال نشرات للاسرة لملاحظة سلوك ابنائها.. وهذه النشرات تحقق فائدتين الاولى لفت ولي الامر للسلوكيات الايجابية للابن ولفت نظره ايضا للسلوكيات السلبية للابن لملاحظتها وتلافيها والفائدة الاخرى اهتمام ولي الامر بغرس هذه السلوكيات الايجابية لدى الابن.. واؤكد ان للمشروع بصماته الايجابية على سلوكيات طلاب المرحلة التأسيسية, فمن خلال المتابعة لطلاب هذه المرحلة لمسنا الدور الايجابي للطلاب في نجاح المشروع من خلال مبادراتهم بالاستجابة لارشادات وتوجيهات المعلمين باعتبار ان الطلاب في هذه السن الصغيرة يشعرون بأن كل ما يتحدث به المعلم ويوجههم اليه هو امر مهم لذلك يسعون لتحقيق كل ارشاداته باخلاص واؤكد ان هناك تغيرا في سلوكيات طلاب هذه المرحلة ويظهر هذا التغير جليا في النظافة الشخصية والميل نحو النظام والانضباط والمحافظة على مرافق المدرسة ونظافتها. تنشئة اجتماعية سليمة نايف عزت عبدالمحسن مدير مدرسة الوثبة والتي فازت بالمركز الاول لمدارس التجربة في مشروع التربية السلوكية للعام الماضي.. يقول ان الفرد عندما ينشأ منذ نعومة اظافره على قيم وسلوكيات حميدة فذلك بلا شك سيؤثر ايجابا على مساره العلمي بشكل خاص وعلى حياته بشكل عام.. والحقيقة كان هناك تفاعل ايجابي كبير عند تطبيق القيم المدرجة ضمن مشروع التربية السلوكية وهذا التفاعل بدأ منذ العام الاول لتطبيق المشروع.. وكانت هناك فعاليات وانشطة ومسابقات لغرس وتعزيز هذه القيم.. بجانب الجوائز اليومية التي تقدمها المدرسة للطلاب الذين حرصوا على تطبيق هذه القيم وذلك امام زملائهم ليكون ذلك حافزا لهم على ان يحتذوا بزملائهم المكرمين.. والحقيقة هذا المشروع التربوي يجد كل الاهتمام من العاملين في المجال التربوي واذا نجحنا في تطبيقه سنحقق الكثير والكثير الا وهو تنشئة اجيال متسلحة بالايمان والعلم باعتبار ان التربية تسبق التعليم لذا جاءت أهمية هذا المشروع في تنشئة اجيال سليمة وينعكس ذلك ايجابا ايضا على التحصيل الدراسي والعلمي.. وتأتي أهمية هذا المشروع وضرورة تطبيقه بصورة صحيحة وناجحة مع انتشار الفضائيات بسلبياتها العديدة وهنا يتحتم علينا كتربويين غرس سلوكيات وقيم ايجابية صحيحة تشكل بر الأمان لابنائنا من الاخطار التي تحيق بهم ومن بينها الفضائيات والثقافات الغربية الدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا من خلال تعزيز السلوكيات والقيم الحميدة والنبيلة.. وهناك أهمية ايضا للمعلم القدوة في هذا المشروع باعتبار ان الطالب يتقمص شخصية المعلم ويتأثر به خاصة في سلوكياته.. لذلك لابد ان يكون المعلم قدوة حسنة وكذلك الهيئة الادارية بالمدرسة والوالدين في البيت. المقاصف المتنقلة اسماعيل سيد أحمد وكيل مدرسة زيد بن ثابت والتي حصلت على المركز الاول عن المرحلة التأسيسية يقول: تم تطبيق المشروع منذ العام الدراسي الماضي وقد لمسنا النتائج الايجابية عند تطبيقه وخير مثال على ذلك مشروع المقاصف المدرسية المتنقلة والذي قمنا بتنفيذه ضمن فعاليات مشروع التربية السلوكية حيث تم تنفيذ أربعة مقاصف مدرسية متنقلة لا يوجد بها من يقوم بعملية البيع للطلاب.. بل يقوم الطالب نفسه باختيار السلعة الغذائية التي يريدها ويقوم بوضع الدرهم (ثمن السلعة) في المكان المخصص لوضع الدراهم وهذا المشروع حقق نجاحا كبيرا وغرس في نفس الطالب الصدق والامانة والاعتماد على النفس ايضا. وغرس قيم المشروع لدى الطلاب كان بمثابة العامل المساعد والحافز في النهوض والارتقاء بالمستوى التعليمي والتحصيل الدراسي.. والحقيقة للمعلم القدوة دور كبير في هذا المشروع باعتبار ان الطلاب خاصة في السن الصغيرة يحاكون المعلم في كل شيء حتى في الملبس لذا لابد ان يكون المعلم قدوة للطالب في سلوكياته وانفعالاته واسلوبه وممارساته داخل الصف وخارجه وفي الساحة واثناء الفسحة واقول انه اذا لم يكن لدى المعلم الكفاية المهنية والقناعة بأهمية مشروع التربية السلوكية فلن يحقق الهدف التربوي من هذا المشروع الهام.. اضافة الى دور البيت في تعزيز قيم المشروع وباعتبار ان الاسر ليست على درجة واحدة من الثقافة والعلم والوعي لذا تأتي أهمية التواصل بين البيت والمدرسة لتعزيز هذه القيم وممارستها في البيت وليس هدمها بالسلوكيات السلبية غير الصحيحة من قبل الوالدين.. ويضيف.. للوقوف على مدى تجاوب الطلاب مع هذه القيم ولقياسها بعد تطبيق المشروع يتم توزيع استمارات على أولياء الامور بكل قيمة على حدة مدرج بها مجموعة من الاسئلة المحددة حول مدى استفادة الطالب من القيمة السلوكية ومدى تنفيذه وممارسته لها في البيت والمجتمع المحيط به ومن خلالها يتم التعرف والوقوف على مدى تجاوب الطالب مع كل قيمة والسلوكيات الخاطئة التي يمارسها ان وجدت لمعالجتها وتعزيز القيم التي لم يتجاوب معها ويتفاعل معها بالصورة المرجوة وذلك من خلال التوجيه الجمعي والفردي والصور والفيديو بجانب اسلوب التحفيز والترغيب والذي يعتبر من الاساليب الهامة والحيوية خاصة مع الطلاب صغار السن واؤكد انه تفاعل الطلاب مع هذه القيم تم بنسبة 70 ـ 80% وهذا ما تم رصده من خلال الاستبانات. أهمية القناعة فاطمة غانم الطويل مديرة مدرسة الفتح للبنات والتي حصلت على المركز الأول ضمن مدارس خارج التجربة في المشروع, تقول.. تم تطبيق المشروع في المدرسة العام الماضي فقط وقد لمسنا الاثار الايجابية التي حققها المشروع وذلك بعد تفاعل الطالبات مع تطبيق القيم المدرجة ضمن المشروع واؤكد ان نسبة نجاح المشروع بالمدرسة كانت اكثر من 95% وهذا أمر نفتحر به.. وهذه النتيجة لمسناها من خلال الواقع الميداني.. واقول ان النجاح لم يتحقق فقط في السلوكيات بل امتد ايضا الى مستوى التحصيل الدراسي للطالبات.. فقد ارتفع مستوى التحصيل الدراسي بعد تطبيق القيم السلوكية للمشروع.. واؤكد ان نجاح المشروع يعتمد بالدرجة الاولى على قناعة الهيئتين الادارية والتدريسية بأهمية هذا المشروع بجانب دور البيت المكمل لدور المدرسة لذا تم اشراك الامهات في فعاليات وانشطة المشروع باعتبارهن قاسم مشترك لنا في تنفيذ المشروع. أهداف راقية محمد الحوسني مدير مدرسة زايد الثاني الاعدادية والتي حصلت على المركز الاول ضمن مدارس خارج التجربة للبنين بالمشروع يقول: اذا اردنا طالبا متفوقا علميا لابد ان نبدأ بقضية التربية سواء في البيت او المدرسة والتي تمثل المحصن التعليمي والتربوي للطالب.. واذا كنا نشكو الضعف الدراسي لبعض طلابنا فنجد ان سبب ذلك يرجع لبعض السلوكيات الخاطئة لمثل هؤلاء الطلاب.. والقيم التي تم التركيز عليها في مشروع التربية السلوكية! اذا تم غرس القناعة لدى الطالب بأهميتها وفائدتها له سنحقق بذلك نتائج علمية ايجابية له.. والحقيقة أهداف المشروع راقية وتحتاج الى جهود كبيرة وقناعة من العاملين بالميدان المدرسي بأهمية اهدافه رغم ما تحقق من نتائج ايجابية منذ العام الاول لتطبيقه.. وهنا تأتي اهمية دور البيت في هذا المشروع في تعزيز القيم السلوكية وممارستها بصورة فعلية من قبل الوالدين باعتبار ان ممارسة السلوكيات الخاطئة من قبل الوالدين تؤدي الى هدم القيم السلوكية وليس تعزيزها فالوالدين هما القدوة للابناء في التصرفات والافعال والسلوكيات. ونحن كمجتمعات اسلامية لنا عادات اسلامية اصيلة وتقاليد عربية وهذه العادات والتقاليد تحث على هذه القيم لذا فهي ليست غريبة علينا ولكنها موجودة وتحتاج فقط الى تعزيز ومتابعة وجاء مشروع التربية السلوكية ليقوم بهذا الدور في تعزيزها بجانب تعديل السلوكيات السلبية غير الصحيحة. أهمية دور البيت مريم شامس المحرمي وكيلة روضة السلام والتي حصلت على المركز الاول (مرحلة رياض الاطفال) تقول بالنسبة لمرحلة رياض الاطفال لاحظنا بصورة واضحة النتائج الايجابية التي تحققت عند تطبيق القيم خاصة الصلاة وبر الوالدين والنظافة والانتماء للوطن.. والحقيقة نحن على قناعة ويقين بأهمية هذا المشروع باعتبار التربية لابد ان تسبق التعليم خاصة في مرحلة رياض الاطفال ففي هذه السن تتشكل شخصية الطالب.. وأنوه هنا لدور البيت الذي يجب ان يكون مكملا لدور المدرسة في غرس القيم وتعديل السلوك السلبي باعتبار ان الوالدين قدوة للابن.. والنتائج الايجابية التي تحققت جاءت من خلال الاستبانات الخاصة بكل قيمة على حدة والتي تم توزيعها على أولياء الامور لقياس مدى تفاعل الطالب مع القيم وتطبيقه لها سواء في البيت او مع والديه او اخوته او اصدقائه او المجتمع المحيط.. اضافة الى اشراك الامهات في تنفيذ فعاليات القيم السلوكية من خلال المعسكرات الداخلية بالمدرسة والمشاركة في المناسبات الدينية والوطنية والايام العالمية وكذلك مشاركة الاخصائيات والتوجيه الاداري والفني بالمنطقة. تصرف خاطئ محمد سعد عبدالقادر الاخصائي الاجتماعي بمدرسة ابن دريد الاعدادية الثانوية يؤكد ان مشروع التربية السلوكية مشروع تربوي متميز ويضيف.. يجب ان يكون للاسرة رئيسا في هذا المشروع بل يعتبر دورها من اهم الادوار في نجاح هذا المشروع باعتبار ان الاسرة تلعب الدور الاساسي في تدعيم الجانب السلوكي للابناء واكتساب السلوكيات ايضا لذا كانت اهمية التعاون بين المدرسة والبيت لنجاح هذا المشروع.. ولكن اقول ان هناك بعض أولياء الامور الذين يتم استدعاؤهم للمدرسة للوقوف على المواقف السلوكية لابنائهم والممارسات السلوكية الخاطئة التي يمارسونها ولكننا نفاجأ بولي الامر بمحاولته الدفاع عن سلوكيات ابنه وايجاد المبررات التي دفعته للقيام بذلك وهذا في حد ذاته هدم لمعيار التربية السلوكية لدى الابناء.. فكيف في هذه الحالة نعزز القيم السلوكية لدى الطلاب ويقوم ولي الامر بتصرفه الخاطئ بهدم هذه القيم.. وبالنسبة للبرنامج الذي يتم تنفيذه لتحقيق اهداف هذا المشروع يتم وضع الخطط والانشطة لتفعيل هذا المشروع عن طريق الاخصائي الاجتماعي بجانب مربي الصف الذي يقوم بتفعيل هذا المشروع من خلال الحصة المدرسية بجانب المحاضرات والندوات التي يتم توظيفها لتحقيق أهداف المشروع.

Email