د. سعيد حارب لـ (البيان) : شعار العالم (التعلم للحياة) والمطلوب التعلم المستمر استخدام الانترنت لاغراض غير علمية مضيعة للوقت

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجاح اي مؤسسة تعليمية يتطلب بذل المزيد من الجهد وتوفير الميزانية التي تمكن القائمين عليها من ادخال التطوير والتحديث المناسب الذي يتواكب ومتطلبات العصر, ولكن الى جانب ذلك هناك الكوادر البشرية التي تحمل على عاتقها مهمة نمو تلك المؤسسة والوصول بها الى الهدف الذي انشئت من اجله وهو بناء الاجيال درع الاوطان, كما نحتاج الى ادارة واعية تبحث دائما عن الخبرات والتجارب الجديدة وفوق كل ذلك فإن نجاح المؤسسات التعليمية هو نجاح لسياسة الدولة التي ترى ان تسلح الشعوب بالعلم لايقل اهمية عن تسليح الجيوش.. ولكن كحال اي مؤسسة نجد هناك افكارا وبرامج ناجحة تلقى استحسانا واخرى تواجه بالنقد والتحليل.. وفي جامعة الامارات التي شهدت تطورا كبيرا وتحديثا يتواكب والثورة المعلوماتية الجديدة وكوادر بشرية واساتذة يعملون على الارتقاء بمستوى الجامعة بل ومستوى التعليم ككل من المرحلة التأسيسية وحتى الدراسات العليا من خلال افكار واقتراحات نتائج طالب يخرج الى سوق العمل وهو قادر على العطاء والتطوير لانه قادر على تطوير ذاته اولا.. ومن هؤلاد الكوادر د. سعيد حارب نائب مدير الجامعة لشئون خدمة المجتمع, والذي يسعى بشغف الى الاطلاع على خبرات وتجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم والبحث العلمي ليستطيع من خلالها تحديد اين يقع التعليم في الامارات على الخريطة العالمية.. وفي هذا الحوار يكشف عما شهدته الجامعة من تطوير الى جانب الرأي والتحليل لبعض الايجابيات والسلبيات التي تشهدها الساحة التعليمية بالدولة. الجامعة بين الامس واليوم يقول الدكتور سعيد حارب: جامعة الامارات هي اول جامعة انشئت في الدولة عام 1977 وبالتالي تعتبر اعرق الجامعات وبمثابة الجامعة الام حيث ان مؤسسات التعليم العالي الاخرى برزت من خلال عمل الجامعة ومن خلال تعاون الجامعة في انشاء مثل هذه المؤسسات.. وبلاشك قد حدث تطور كبير بالجامعة خلال السنوات الماضية فعلى المستوى الكمي او العددي فقد ارتفع عدد الطلبة من 448 الى 17 الف طالب وطالبة الى جانب اكثر من 22 ألف خريج وخريجة وهذا التطور يبين الدور الذي قامت به الجامعة في في تخريج عناصر متعلمة ومدربة ومهيئة ونعتز بأن العديد من خريجي الجامعة قد تولوا مناصب كبرى من وزراء وسفراء ووكلاء وزارات واساتذة بنفس الجامعة الى جانب الاعداد الكبيرة الذين يتولون مسئوليات متوسطة في التعليم والادارة الحكومية وفي غيرها من خريجي الجامعة. كذلك من التطور الكمي نجد ان الجامعة بدأت بأربع كليات هي الآداب والعلوم والتربية وكلية العلوم الاقتصادية والادارية كما كانت تسمى في ذلك الوقت حتى صارت كلية الادارة والاقتصاد ثم تطورت الجامعة لتفتح في 1978 كلية الشريعة والقانون عام 80 كلية العلون الزراعية وكلية الهندسة وفي 85 كلية الطب والعلون الصحية اضافة الى انه في عام 82 بدأت الجامعة برنامجا متميزا وهو التعليم عن بعد او الانتساب الموجه كما يسمى رسميا. داخل البنية التعليمية او محتوى التعليم تطورت ايضا الجامعة بشكل كبير فقد شهدت الخطط الدراسية تطورا كبيرا فهي تراجع كل اربع سنوات لتطور وتغير احيانا بعض التخصصات وادخال تخصصات جديدة وفقا لحاجة المجتمع, وتطورت ايضا من حيث تقويم هذه البرامج.. فنحن نعلم انه لابد من مراجعة هذه البرامج والخطط الدراسية ولذلك نحن اخذنا منهج الجامعات الامريكية بان يأتي فريق من الخارج ليقيم.. فبعض الجامعات في العالم العربي تقوم بعمل تقويم داخلي من القسم وادارة الجامعة ونحن نقوم به ايضا. * وما الفرق بين التقويم الداخلي والخارجي؟ ـ الداخلي ان القسم يراجع خطته الداخلية ويراجع مستوى الطلاب ويحاول ان يطور, وتأتي الكلية كمجموعة وايضا تضع قواعد لتطوير الكلية ثم تأتي الجامعة لمراجعة هذا التطوير, ونحن اضفنا الى هذا ان يأتي فريق من الخارج ودائما يأتي من خارج الدولة ويأتي وفقا للتخصصات المطروحة في العالم, ونجد افضل الجامعات وافضل المتخصصين في هذه المواد الدراسية وندعوهم ليكونوا مقيميين او محكمين في الكلية خلال اسبوعين ونقوم بهذه العملية كل عامين بالكليات والاقسام حيث يلتقون بالطلاب والاساتذة ويطلعون على المناهج الدراسية ونظام الامتحانات ونظام التقويم ويقارنون هذا بما هو عليه في الدول المتقدمة وفي الجامعات المتقدمة ثم يكتبون تقريرهم في مقترحات تطوير القسم والكلية بشكل عام وقد استفدنا كثيرا من هذا بأن طورنا من مهارات الاساتذة وكذلك من مهارات الطلاب. * هل الجامعات العربية تقوم بعملية التقويم بنفسها لانها تملك كوادر قادرة على ذلك, وهل تفتقر جامعة الامارات لهذه الكوادر لذلك تلجأ الى خبراء من الخارج؟ ـ نحن ايضا لدينا كوادر ولكن الهدف من الاستعانة بهؤلاء ان الانسان عندما يراجع نفسه يكتشف بعض الاخطاء لكن عندما يراجع من قبل الغير يكتشف اخطاء اكثر وحاجات اكثر للتطوير ونحن نقوم بالتقويم الذاتي ولدينا اساتذة نعتز بهم سواء كانوا من ابناء الامارات او من الاخوة الاشقاء العرب الذين جاءوا من جامعات محترمة وكذلك من زملاء اتوا من جامعات غربية واسترالية وغيرها وهؤلاء لهم مكانتهم لكننا اردنا ان تكون هناك ايضا رؤية من الخارج وخاصة من الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وكندا واستراليا والدول الاوروبية بشكل عام وهؤلاء نعترف ان لهم تجربة متقدمة في التعليم وعلينا الاستفادة منها خاصة في مجال التكنولوجيا والهندسة والطب والادارة. بالاضافة الى ذلك نحن نعتمد على هذا التقويم لسبب علمي وهو ان هناك ما يسمى بالاعتماد بالبرامج التعليمية على المستوى العالمي وقد حققنا ذلك في كليتين تعتبران من اوائل الكليات العربية التي حصلت على هذا الاعتماد الدولي اي ان هذه الكليات معتمدة على المستوى الدولي.. بحيث انها تشارك في برامج لتقويم الآخرين وكذلك لاتحتاج شهادتها الى معادلات في اي مكان بالعالم وقد تم هذا في كلية الهندسة وكلية الادارة والاقتصاد وهاتان الكليتان اصبحتا من اكثر الكليات في العالم التي يركز عليها الاعتماد لتصبح كليات عالمية, وربما تكون كلية الهندسة هي الكلية العربية الوحيدة التي حصلت على هذا المركز. مشروعات متميزة * بمناسبة الحديث عن كلية الهندسة فنحن نعلم انها تضم طلبة متميزين يقدمون في كل عام عددا كبيرا من مشروعات التخرج والتصميمات المتميزة.. فأين تذهب هذه المشروعات؟ برامج التخرج من كلية الهندسة تقوم على ان الطالب يقدم مشروعا من الناحية الهندسية حسب تخصصه وهذا آخر مستوى يعده الطالب ليتخرج به, وبلاشك ان مايعده ابناؤنا الطلاب بكلية الهندسة وبشهادة الجامعات التي ذهبوا اليها متميز ورأينا ذلك عندما دخل طلابنا مع 52 جامعة امريكية وكندية في تطوير بعض المشروعات خاصة في هندسة البيئة وكذلك في بعض التصميمات في مواجهة المشكلات الموجودة لدى تلك المجتمعات وحصل طلابنا على المرتبة الاولى بين 14 جامعة امريكية وكندية وحصلوا على شهادات تقدير وفي مجموعة اخرى حصل طلابنا على المستوى الثالث في المشروعات التي قدموها والمشرروع الذي فازوا به هو حماية التربة ومصادر المياه من مخلفات المصانع لان الدول الغربية دول صناعية تعاني من مخلفات المصانع السائلة والصلبة, وهذه من الانجازات التي يجب ان نسجلها لابنائنا.. لكن اقول ان لدينا الآن 700 طالب في كلية الهندسة يعملون مشروعات تخرج, هذه المشروعات يأخذ بعضها مجاله للتسويق وكذلك للتطبيق وبعضها يمكن ان نستفيد منه في الجامعة وبعضها تستفيد منه مؤسسات اخرى, كذلك طلابنا يقدمون مشروعات جماعية لاعداد مخططات وغيرها وفي العام الماضي طرح عبر الانترنت مشروع مجمع سكني لحوالي 100 الف شخص بخدماته في المملكة العربية السعودية ودخلت شركات من كندا وكوريا والبرازيل وامريكا واوروبا وايضا طلابنا واساتذتنا بكلية الهندسة دخلوا هذا المشروع بالتصميم وقبلوا كمشاركين وقبوله كمشاركين في هذا المشروع العالمي وسط شركات متخصصة دليل على تفوق هؤلاء الطلاب والاساتذة كذلك, لكن من الصعب تطبيق كل مشروع التخرج لسبب بسيط ان بعض المشروعات لا تستطيع ان نطبقها في الجامعة لانها تتعلق بأماكن اخرى مثل المطارات او مركز ثقافي او تجاري. * ولكن هناك تنسيق بين الجامعة وسوق العمل فلماذا لا تتبنى الجامعة عملية تسويق تلك المشروعات؟ ـ هذه المشروعات يضعها الطلاب وفق قواعد هندسية معينة عندما نعرضها على الجهات الاخرى نجدها تحتاج الى تطوير لذلك نقول ان هذه المشروعات الهندسية يطبقونها في حياتهم العملية عندما يتخرجون ويلتحقون بالعمل في اماكن كالبلدية والاشغال فيكون جاهزا بمشروعه ويمكن ان يطور فيه حسب حاجة العمل. ونحن نقيم سنويا معرضا لعرض مشروعات الطلاب والطالبات. خصائص طالب اليوم * عودة الى جامعة الامارات.. هل طالب الامس يختلف كثيرا عن طالب اليوم؟ وما هي مراحل التطور التي مر بها وما هي مواصفاته التي تتناسب مع الثورة المعلوماتية وعصر العولمة؟ ـ منذ عام 90 كنا من اوائل الجامعات في الدولة التي ادخلت التكنولوجيا في استخداماتها وتعليمها.. ففي مجال الاستخدام تحول كل أو معظم البرامج الى استخدام الكمبيوتر بحيث ان الانسان الذي يعمل او الذي يدرس في الجامعة عليه اولا ان يكون قادرا على ان يستخدم الكمبيوتر في العمل مقابل هذا طرحنا في وحدة المتطلبات الجامعية عندما يأتي الطالب الى الجامعة عليه ان يمر بمجموعة مهارات ولا نسميها مواد دراسية لانه يحسن هذه المهارات ومنها استخدام اللغة الانجليزية والعربية والكمبيوتر والرياضيات واصبح استخدام الكمبيوتر شيء اساسي عليه ان يجتازه قبل ان يلتحق بالجامعة واذا ما كان قادرا على ان يجتاز هذا البرنامج لا يستطيع ان يواصل بالجامعة ويحقق مستوى معينا بهذه البرامج ثم يلتحق بالجامعة لهذا فكل طلاب الجامعة يستطيعون التعامل مع الكمبيوتر وهذا انعكس على استخدامه للمكتبة فالطالب اليوم عندما نطالبه بالرجوع الى الصفحة الالكترونية المعينة لايمكنه القول بأنه لا يعرف وعندما يذهب الى المكتبة بإمكانه ان يستخدم الكمبيوتر ويخرج الكتاب الذي يريده او يدخل على موضوعات الكتب ويعرف الكتب التي يحتاجها في بحثه ايضا في الكلية التي يدرس بها وخاصة في الادارة والاقتصاد والهندسة والزراعة والعلوم والطب فهذه المساقات يمكن ان تدرس عن طريق الكمبيوتر اضافة الى اننا طرحنا تخصصا في نظام المعلومات وموجودا في كلية الادارة وتخصصا في الكمبيوتر وهو في كلية العلوم وتخصص هندسة الكمبيوتر في كلية الهندسة إذن هناك تخصص.. هناك ممارسة وهناك مهارة يجب ان يتعلمها الطالب ونحن نعتز بأن جامعة الامارات اول مؤسسة في الدولة ادخلت الانترنت في 91 ولهذا فكل الطلاب الان يستطيعون ان يستخدموا الانترنت بشكل جيد.. وأوجدنا ايضا اماكن لاستخدام الانترنت بالكليات وفي المكتبات والآن نخصص وحدات لاستخدام الانترنت في سكن الطلاب بحيث يكون في حجراتهم الخاصة كمبيوتر متصل بالانترنت ليستطيع الطالب استخدامه في وقت فراغه وهذا هو تطوير الجامعة لاستخدام التكنولوجيا وهناك مشروعات جديدة سوف نعلن عنها قريبا. تأهيل الطلبة. * تحدثتم عن برامج تأهيل الطلبة قبل الالتحاق بالجامعة وهذا يعني ان الطالب كي يكتسب هذه المهارات يقضي فترة زمنية يمكن ان تصل الى عامين.. ألا يعتبر ذلك عمرا ضائعا عليهم؟ ـ هو لا يضيعها من حيث اكتساب المواد التي يدرسها لان هذه المواد كان الطالب يدرسها في المراحل السابقة ولكن بشكل ضعيف والامر الثاني انه يأخذها موزعة في معظم السنوات فبعض الطلاب يرجىء اللغة الانجليزية لآخر سنة او يرجىء اللغة العربية للسنة الثالثة, لكنه عندما يدرس في الجامعة فسوف يستخدم اما اللغة العربية او الانجليزية او الكمبيوتر او الرياضيات من اول يوم التحاقه بالجامعة فسوف يتحدث مع استاذه بالعربية ويمكن ان يكتب بحثه بالعربية او الانجليزية ومعنى ذلك انه لابد ان يتقن هذه المهارات في البداية لذلك وضعنا هذه المواد في الاول ليتقوى بها الطالب ويستمر خاصة ان بعض الكليات تدرس باللغة الانجليزية فقط مثل كلية الطب والهندسة والزراعة والعلوم واقسام في كلية الادارة مثل نظم المعلومات فاذا لم يتقن هذه اللغة قبل الالتحاق لن يستطيع ان يتعامل مع المواد الدراسية وعندما يأتي الطلاب من الثانوية العامة يخضعون لاختبارات تحديد المستوى في كل مادة ويتدرج بين المستويات دون ان يدرس وبالتالي هو يحصل على نتائج ودرجات دون ان يدرس المادة وهذه الطريقة توفر على الطلاب فترة زمنية كبيرة اذا كان يتقن بعض هذه المهارات. واذا لم يجتز الاختبارات فلابد ان يتعلم لكي يدرس لذلك فإن طلابنا في المدارس الحكومية يجتازون اختبارات اللغة العربية وتجدهم ضعافا في اللغة الانجليزية وطلاب المدارس الخاصة يجتازون في اللغة الانجليزية, ونحن نتمنى لو ان الطالب يأتينا من التعليم العام يجيد المهارات الاربع. العام والخاص * تواجه الجامعة نوعين من الطلاب احدهما يجيد العربية وضعيف المستوى في الانجليزية والعكس.. كيف توازن الجامعة بين طلاب المدارس الحكومية والمدارس الخاصة؟ ـ هذه المواد تدرس في مرحلة الثانوية ونحن نقوم بدور ليس من مهمتنا وهو ان نعلمهم هذه المواد, ولذلك نحن نقول عنها مهارات وهي مكانها الثانوية العامة ولكن ماذا نفعل اذا كان الطالب يأتينا بهذه الحالة من الضعف فلا بد ان نعلمه ونحن نوازي بين هذه الفروقات من خلال الاختبارات لتحديد مستويات الطلاب فيمكن ان يوضع الطالب في المستوى الاول في اللغة العربية ومستوى ثالث او رابع في اللغة الانجليزية وهناك طلاب يحصلون على درجات متقدمة في انتخابات الثانوية العامة من خلال المذاكرة وليس من خلال المهارات فقد ينجح الطالب في كتاب اللغة العربية ولم ينجح في اللغة العربية نفسها, وامتحان المستوى يبين اذا كان حصل على هذه الدرجات من خلال مهارة او مذاكرة وكذلك في اللغة الانجليزية, لذلك نحن نستكمل مع الطالب هذه المهارة ونتمنى ان يأتينا اليوم الذي ينجح فيه الطالب في امتحان المهارات. التعاون مع التربية * الجامعة تقوم بدور ليس من مهمتها.. أفلا يستدعي ذلك وقفة من الجامعة بل ومن مؤسسات التعليم العالي بالدولة مع وزارة التربية والتعليم لتستكمل مهمتها الاساسية في تخريج طلبة مؤهلين للالتحاق بالتعليم العالي؟ ـ نحن نتعاون مع وزارة التربية وهناك لجنة مشتركة بين التربية وبين الجامعة, والتربية تحتاج لان تطور هذه المهارات عند الطالب حتى يأتينا مؤهلا ونحن نعالج القضايا التي لم تعالجها وزارة التربية والتعليم لذلك فنحن نشترط نسبا معينة للطالب عند القبول بالجامعة, وهو ان يجتاز اختبار تحديد المستوى حتى انه في دراسته بالقسم الذي يقبل فيه اذا لم يستطع ان يستمر فيه يحول الى قسم آخر فبعض الطلاب يأتي متحمسا لدخول الهندسة ويفاجأ بأن مهاراته لا تؤهله للتعامل مع موادها الدراسية. ولذلك فلدينا نظام داخلي بالجامعة وهو التحويل الى كلية اخرى واحيانا يكون النظام اجباريا اذا استمر رسوب الطلاب خوفا من ان يصل الى حالة الفصل من الجامعة فالافضل ان يحول الى قسم اخر او كلية اخرى.. وهذه المرونة احدى مزايا الجامعة.. وطالب الجامعة لديه قدرات هائلة ولديه مقدرة على تطوير هذه القدرات وان كان ينقصه بعض الجوانب فلا يمكن لأي جامعة ان تعلم الطالب كل شيء او ان تدربه على كل شيء لكن المهم في هذه الجامعات ان تكون عند الطالب مقدرة التعلم بذاته وان يطور مهاراته مستقبلا.. فمهمة الجامعة هي تكوين الشخصية, فماذا استفيد اذا تعلم الطالب كيفية صنع القنبلة النووية؟ ما يهمنا هو متى يمكنه ان يستخدمها, فليس المطلوب من الجامعة تخريج آلات ولكن تخريج بشر يحسنون استخدام الآلات. الانترنت والكتاب * ذكرتم ان الطالب اصبح يعتمد على الانترنت في استخراج المعلومة فهل تراجعت اهمية الكتاب؟ ـ القول بأن الانترنت اثر سلبا على الكتاب فهذه المقولة في غير محلها لان الانترنت هو الكتاب ايضا الاختلاف فقط في وسيلة عرض الكتاب فالكتاب الورقي الذي اعتدنا عليه موجود, وما هو موجود على صفحة الانترنت كتاب ايضا مقروء لكنه ليس ورقا فهو اما كتاب او مقالة علمية او جريدة او احصائية او صور وكل هذه المواد اخذت من الكتاب الورقي او استعيض عن الكتاب الورقي بها.. فالخوف من ان الانترنت يجذب الطالب من الكتاب خوف ليس في محله, ولكن الخوف من ان الطالب يستخدم الانترنت لاغراض غير علمية وهذا يعد مضيعة للوقت, لذلك نعتقد ان حسن استخدام الانترنت لن يضر بالكتاب, ربما الجامعات بشكل عام اكثر المؤسسات استفادة من شبكة الانترنت لان الطالب والاستاذ يبحثان عن المعلومة العلمية, والميزة الايجابية ايضا انها خففت الضغط على المكتبة ووفرت مساحة مكانية ووقتا في ترتيب وتبويب الكتب. تعلم لا تعليم ذكرت في مقالة لك ان القرن المقبل هو قرن التعلم وليس قرن التعليم.. فماذا تقصد بهذه العبارة؟ ـ التعليم هو عملية ثنائية بين معلم ومتعلم ولكن القرن الحالي سيكون قرن التعلم اي ان الانسان يتعلم بذاته ومن هنا ففلسفة التعليم سوف تتغير في العالم وقد بدأت جامعات كثيرة ودول كثيرة تطرق هذا المجال, فنحن لا نعلم الطالب المادة ولكن مهمتنا ستكون تعليمية كيف يحصل على هذه المادة الدراسية اي تعليم المتعلم طريقة التعلم,, وعلينا توفير مصادر التعلم ومصادر البحث عن هذه العلوم.. وعلى سبيل المثال البعض يتعلم المبادىء الاساسية لاستخدام الكمبيوتر اما الجهاز نفسه فهو اوسع من ان يظل الطالب يتعلم فيه وإلا انتهى عمره دون ان يتعلم, فهو يتعلم كيفية استخدام الانترنت ولكن الشراء والتجارة الالكترونية وحجز تذاكر السفر وغيرها على الانترنت عليه ان يبحث كيف يصل اليها. التعامل مع التكنولوجيا * سهولة التعامل مع الانترنت وسهولة الحياة معها ستصل بنا الى الاستغناء عن العمالة والموظفين؟ ـ هذا حقيقي ولكن من يصنع التكنولوجيا ويسوقها؟ فالكمبيوتر يحتاج الى عشرات الاشخاص لصناعته وهذا الانسان الذي كان يؤدي عملا روتينيا لابد ان يطور مهارته هو الآخر ويتعامل مع الكمبيوتر وهذا هو التطور في الحياة.. ولذلك فلابد للطالب ان يتعلم كيفية التعامل مع التكنولوجيا, والعرب اشتروا من خلال شبكة الانترنت بمبالغ وصلت 95 مليون دولار, ولذلك فلابد ان يتعلم الطالب طرائق التعليم, واليوم شعار العالم هو المتعلم للحياة فما يتعلمه اليوم لا يصلح بعد خمس سنوات للحياة فلابد ان يواصل كل يوم تعليمه وهذا هو التعلم المستمر. * هذا يعني ان ما يقدم للطالب من مواد دراسية اليوم لا يصلح لاستخدامه اذا ما نزل الى سوق العمل بعد عدة سنوات؟ ـ حاليا ومع الاعتذار ان بعض مدارسنا وجامعاتنا العربية تعلم الطالب التخلف فهي تعلمه مثلا طرائق المحاسبة المطبقة هذا العام وهو في العام الاول الجامعي ويمكن ان تكون ايضا مناهج قديمة لكن عندما يتخرج في عام 2005 ويخرج الى الحياة تكون طرائق المحاسبة اختلفت وتغيرت تماما ولذلك نعود الى التعلم الذاتي وان نعلمه كيف يتعلم بحيث انه في عام 2005 الى 2015 يمكن ان يستخدم ما تعلمه لكن اذا جعلناه فقط يطلع على هذا الكتاب ومعادلات نفس الكتاب التي طبقها جده وابوه لاشك انه سيصير متخلفا فعلى الرغم من اننا امة الكتاب وأمة اقرأ لكن بعضنا لا يقرأ الكتاب ويقرأ الجريدة من الصفحة الاخيرة فكيف نتوقع من هؤلاء ان يغيروا او يطوروا مهاراتهم. رؤية 2020 * القائمون على العملية التعليمية لديهم بعد نظر ولكن عند تطبيق رؤية 2020 التي وضعت اليوم فهل سوف تتناسب مع موعد تطبيقها رغم ما تشهده كل يوم من تقدم تكنولوجي قد يلغي ما سبقه؟ نحن نقدر اي جهد للتطوير في جوانب الحياة المختلفة في كل مكان ولكن بالنسبة الى رؤية 2020 فقد قيل فيها الكثير وبشكل علمي وقدمنا عددا من الملاحظات ولكن بإمكاننا ان نضع خطة لمائة عام وليس لعامين فقط لكن كقواعد عامة دون الدخول في تفاصيل, فمنطقي ان نقول انه في عام 2020 سوف نبني مجموعة من الشوارع تتناسب مع حجم سكان مدينة دبي ولكن من غير المنطقي ان نقول انه سيكون عندنا 500كم من الشوارع اضافية فمن الذي يقول انه تكفي اولا تكفي, فالرؤية تقول انه عام 2000 سيكون طلابنا قادرين على استخدام الـ C.D ونحن اليوم في 2000 بدأت شركات الكمبيوتر تعلن ان الـ C.D لن يعود له وجود في عام 2004 وبدأوا يتحدثون عن الشبكات فاذا كنا نستخدم هذا الجهاز في استخراج او وضع كل ما نريد فغدا لن يكون لهذا الجهاز وجود فسوف يكون هناك شبكة عالمية ضخمة, وجهاز الكمبيوتر سيكون وسيلة توصيل الى الصندوق الخاص بكل منا على هذه الشبكة. وشبكة الانترنت استطاعت ان تجذب جمهورا خلال خمس سنوات بحجم لم يستطعه التلفزيون في خمسين عاما, فكيف تقول الرؤية انه من خلال عشرين عاما سيكون الطلبة قادرين على استخدام الـC.D اوالاقراص المدمجة, معنى ذلك انها تقول انه بعد عشرين عاما سوف اعلم الطلبة التخلف واعتقد ان الرؤية تحتاج ان تنزل الى الواقع. كتبت نادية هارون

Email