مدير الجامعة: حققنا التوأمة لمختلف كلياتنا مع أعرق الجامعات التخطيط للتواصل بانسجام مع ما يفرزه العصر من تقدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان هاجسا يشتد أزره تارة بين ضليعات فكرة وتارة اخرى بين طيات ضميره, دائما يبحث ويتباحث يدرس ويتدارس ساعيا وراء ضمان لقمة شريفة عفيفة تكفل لابنائه حياة غنية بثمار تلك الثقافة التي تختلط فيها الطفرة العصرية الثابتة من ناحية والعفة الفكرية من ناحية اخرى التي تحافظ الاخيرة بدورها على دين مجتمعه وتراثه وتقاليده, فعندما توجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة نحو تجذير بنية اجتماعية تتمتع بمضمون صحي تحظى بمذاق ينطق ابداعا ولغة تنثر رحيقا يبوح منها لسان عصر حديث ومتطور, قام سموه كخطوة اولى بوضع الاسس التي تكفل له الوصول بمجتمعه حيث بيئة العلم والمعرفة, بغية الالتفات والالتفاف الى سرعة احداث هذا العصر وصعوباته بحكمة ودراية واستيعاب, فكانت محطات فكرية عدة ظل يطوف بها مستهدفا من خلالها نواة خير تزرع أجيالا وتمنح رضاعة صحية يفرز منها قوافي العلم, مهمتها الاساسية احتضان صغارنا وشبابنا بسلاح العقل الذي يصعب اقتلاعه, هذه النواة عرفت وعرفناها وشهدنا عليها جميعا, واستوعبنا كم كان سموه محقا في خلقها وذلك لاكمال دورته الثقافية بهدف الوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي لمسيرة فئة الشباب المواطنة في تحصيلها للعلم, واشباعها باكاديمية محلية عربية ترتقي الى أعلى المستويات الاكاديمية العالمية دون الحاجة الى تصدير هذه الفئة الى الخارج بغية حمايتها من امراض حضارات العصر الغربية, وايضا المحافظة عليها وروابطها ازاء نسيج مجتمعها الذي استمر وسيستمر بتتويج تراثه فخرا وعزة. هذه الاهداف كانت غاية وضعها سموه للجم الكبح العلمي الذي تعيشه وتعاني منه بعض بلداننا العربية خروجا الى عجلة عصرية تجدد وتستحدث مقومات العمل الاكاديمي نحو التطوير المتميز, فكانت لبنته الاولى التي تمثلت بانشاء المدينة الجامعية التي ضمت كلا من جامعتي الشارقة والامريكية. هذه القلادة ان جاز التعبير تحتوي كوكبة من خيرة الكفاءات والخبرات التي صنعت وبتوجيه من سموه اسلوبها العصري داخل هذه المدينة, الامر الذي ادى الى عمل سلسلة من التعاون والاتصال والتوأمة مع افضل المؤسسات الجامعية في العالم وذلك لضمان حركة الخبرات المتبادلة فيها بينها وبين تلك الهيئات العالمية بغية مغنطة التقنيات العصرية اليها ومشاهدتها حتى يتسنى لها التعايش والتعاطي مع تلك التطورات بما يخدم الحقل الاكاديمي المحلي خاصة والعربي عامة, ويحقق النتيجة المرجوة والتي تكمن في مواكبتها لجل التحديات والتكنولوجيا العصرية المتعلقة بهذا الحقل حتى ترسو بوصلة اساسية يستفاد منها في حياتنا العملية. هذه البيئة التي ارادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة انما عبرت بداية عن خصب رؤية سموه واخضرارها ازاء عالمنا هذا الذي يدعو دائما الى عولمة جميع مناحي حياتنا لنجعلها متعلقة بما جاء به الغرب, ونحن نقول ومن خلال تعدد تلك البيئات وتوزيعها على طول ومساحات عالمنا العربي الكبير نستطيع مواجهة ومجابهة العولمة لما فيه صالح امتنا بكل اقتدار ومثالية. وفي موضوعنا اليوم سنلقي الضوء حول جامعة الشارقة وهي احدى اقطاب (المدينة الجامعية).. اللقاء الذي اجريناه مع د. عصام زعبلاوي مدير جامعة الشارقة تحدثنا من خلاله عن اهم المستجدات التي لحقت بهذا الصرح الذي اعتبرته العديد من الجهات والمؤسسات الاكاديمية العربية والدولية المكان الأمثل لثورة ثقافية تقود منطقة الخليج ضمن اطر الاصلاح العلمي, وحول الخطوات التي تتبعها جامعة الشارقة باتجاه احتضان اكاديمية العصر يقول الدكتور الزعبلاوي: بحكم ما يتمتع به من علم وثقافة واسعة وما يطرحه من منهجية علمية تواكب مجريات العصر وتحادث تطوراته ذهب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة الرئيس الاعلى للجامعة الى تهيئة مناخنا بنضاجة تجسد طموحاتنا, الامر الذي منحنا دور (البطولة) على مسرح الاكاديمية العربية والدولية ما ادى الى الحاقنا بورش فكرية متميزة استطعنا تفهمها والتعاطي معها بكل سلاسة الذي آل بنا الى هضم ما يجول بها من بحث او من مضمون. لقد نجحنا والحمد لله بداية في استقطاب واستقدام الخبرات الاكاديمية وبالتعاون مع العقول المواطنة وتبادل الخبرات فيما بيننا وبين كثير من الجامعات والهيئات في حقل التعليم العالي العربي والدولي ساهم ذلك بشكل اساسي في جعلنا في سباق دائم مع كل تطور تكنولوجي في هذا العالم, ولقد سعينا نحو عمل علاقة تفصيلية وخصوصية فيما بين كلياتنا وبين الكليات والتخصصات المماثلة في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية العربية والدولية التي دخلت معها جامعة الشارقة بتوأمة او بتعاون ما, فمثلا التوأمة التي تمت مع الجامعة الاردنية في مجال الاداب والعلوم وتوأمتنا مع جامعة اريزونا الامريكية في مجال الهندسة ومع جامعة ماك ماستر الكندية في مجال العلوم الصحية بالاضافة الى التعاون الحاصل فيما بيننا وبين الجامعة الامريكية في بيروت في مجال ادارة الاعمال وبرنامج الماجستير التنفيذي في ادارة الاعمال وفضلا عن انه تجرى الآن الترتيبات النهائية لافراز توأمة اخرى مع جامعة الازهر في مجال الشريعة والقانون, كل هذه الورش ان صح التعبير انما عبرت بدورها عن حرص جامعة الشارقة على الحفاظ على استمرارية التجدد والتجديد في جميع تخصصاتها بحيث تواكب العلوم الحديثة والتكنولوجيا العصرية والتي من شأنها ان تدعم المساقات العلمية والعملية على حد سواء ويضيف د. زعبلاوي في حديثه: ولقد بادرنا جميعا الى الاستفادة من تجارب هذه الجامعات من خلال استقدام رؤساء أو مديري كلياتها المعنية الينا بهدف افراز منهج اكاديمي يرقى الى خبرة عشرات السنين بغية صبه بما يحوي من تقنيات ومعلومات وخبرات كبيرة داخل هيكلنا, في المقابل اوفدنا بعض كوادرنا الادارية والتدرسية الى تلك الجامعات بهدف الاطلاع والاستفادة من عمالقة هذا الحقل, واعتقد باننا نجحنا في عمل (ازاحة) زمنية في هذا الاتجاه لنتماشى مع التعليم العالي العصري, ونحن حريصون على توسعة مجالات تعاوننا مع جهات تمثل ثقلا اكاديميا في عالمنا كما هو حاصل الآن مع من نتعاون معهم حيث تعتبر الجامعات التي شكلت معنا تعاونا من ارقى الجامعات على الصعيد العالمي, ومن جهة اخرى نقدر ما يحدث الآن من ثورة معلوماتية وتكنولوجيا ونقدر امكاناتنا وموازاتها ونعي تماما ما يتوجب علينا عمله ازاء ذلك ولدينا خططنا التي تكفل لنا التواصل بانسجام مع ما يحدثه وما يفرزه هذا العصر اذ نؤكد تواجد منبرنا بين اعلام التعليم العالي العالمي. وحول اهتمام جامعة الشارقة في المجتمع الطلابي وبنيته يقول د. زعبلاوي: ضمن اهداف الجامعة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة الرئيس الاعلى للجامعة حرصت (الشارقة) على الحفاظ على النسيج الطلابي من خلال جعله يتمتع بنضاجة صحية وعقلية لا مثيل لهما عبر تقديم البرامج التعليمية الموصولة تلقائيا بسوق العمل وذلك بهدف تأهيله نفسيا وعقليا لطبيعة اجواء هذا السوق ومتطلباته بحيث يمكنه التعامل (بعد التخرج) مع جميع احتياجاته بكل سلاسة ومرونة بالاضافة الى ذلك فلقد خصصت جامعة الشارقة قاعات دراسية مجهزة ومختبرات علمية ومعلوماتية حديثة بالاضافة الى تواجد الجانب الخدماتي المتميز, لجميع طلابنا فضلا عن القاعة الرياضية الحديثة التي ضمت جميع الالعاب الرياضية مستخدمين فيها احدث التقنيات كما اضافت الكثير والعديد من البرامج الاجتماعية التي تطور بدورها شخصية الطالب وتزيد ثقته بنفسه, ومن جهة اخرى وبالتعاون مع عدة مؤسسات وشركات محلية وضعت جامعة الشارقة عدة نشاطات ودورات تدريبية من شأنها ان تدعم المساق العلمي والعملي عند الطالب. وحول الانجازات التي تحققت والخطط المستقبلية للجامعة يقول د. زعبلاوي: نستطيع القول ان الجامعة حققت التوأمة لمختلف كلياتها وتخصصاتها مع جامعات عريقة في مجال التعليم العالي انطلاقا من هذه المعادلة تحقق التالي: توفير مختبرين متطورين للحاسب الآلي واخرين للاجهزة السمعية والبصرية تشتمل على برمجيات شرعية وقانونية وموارد تعليمية متنوعة بالاضافة الى البرامج التعليمية الاخرى التي توفرها الجامعة لجميع كلياتها والتي تشمل كلية الشريعة والقانون كساعات التدريب واتاحة شبكة الانترنت والبريد الالكتروني للكادر التدريسي والاداري وهذه الخدمة يجري تطويرها الآن لتشمل جميع الطلبة وسينفذ داخل الجامعة استخدام مختبرات النشر الصحفي لطلبة الصحافة فضلا عن شبكة المعلومات التي ترتكز على تكنولوجيا ATM والالياف البصرية وهي من احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا وهناك العديد من الانجازات حققتها الجامعة بزمن قياسي وفيما يتعلق بالمستقبل نقول ان لدينا هذه الارضية القوية المتينة سنسعى ان شاء الله الى تطويرها بمرتكزات علمية وعصرية ونحن في سباق دائم مع الزمن اما الامر الواجب عمله يكمن في عدم اهمال اي تطور يخدم مصالحنا بحيث يتوجب علينا التوقف عنده لننطلق منه.

Email