بمناسبة يوم المرأة العالمي، ندوة عن المرأة والاعلام في نادي الصحافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

(دور المرأة في الاعلام) كان محور ندوة امس في نادي دبي للصحافة حاولت خلالها كل من فاتن عزام وخيرية ربيع وحليمة الملا الاقتراب من الاجابة عن الطرح الذي اثاره النادي بالتعاون الاول مع السفارة الامريكية في ابوظبي والقنصلية في دبي بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي صادف يوم امس . تحدثت اولا عن النادي منى المري, ثم كاثرين فان ديفيت (سكرتير اول للشئون الثقافية والاعلامية بالسفارة) وادارت اللقاء من القنصلية ميسون نمر. وبدأت فاتن عزام الحديث حيث قالت انه من المجحف التمييز بين امرأة ورجل في الاعلام, اذ ان المرأة لاتخاطب فقط بنات جنسها, ووجدت انها في الاعلام العربي عموما تخوض غمار تجربة حديثة نسبيا قياسا بالغرب وتبقى محكومة بالجو العام وسياسات كل مؤسسة دون ان ننسى ان ذلك مرهون بما يمنح لها من حقوق في المشاركة بالحياة العامة واوضحت ان (الاخطر بعد مرور قرابة مئة عام على اعلان يوم المرأة العالمي (1910 في مؤتمر كوبنهاجن) نطالب باعطاء المرأة حقوقها ونعيش في مجتمع ذكوري يرى في نجاحها صدقة منحت لها وليس مثابرة وما نشاهده انعكاس لتراجع عام في الحياة العامة يطال كل المجتمع, وفضلت عزام اعتبار المناسبة دعوة للتكامل والقصد معا لاحقاق الحقوق الانسانية المشتركة في عالم مليء بالتناقضات واللاعدالة الدولية. من جهتها ركزت خيرية ربيع على تجربة عمل المرأة في مجال الصحافة في مجتمع الامارات واعطت صورة بانورامية تاريخية عن البدايات وفي نظرة سريعة وتحدثت عن الاسماء التي ظهرت من خلال اذاعة صوت الساحل وتذكرت حصة العسيلي, ورزيقة طارش وريحان التمري, واضافت ان النساء خضن في مجال الاخراج الاذاعي في فترة لم تكن فيه فرص التعليم مهيأة لكافة شرائح النساء نتيجة تفاوت الفرص بين امارة واخرى, والمواقف الاسرية المتحفظة وانتقلت من مرحلة اواخر الستينيات الى منتصف السبعينيات فما قبل حيث برزت اسماء الاعلاميات من الامارات. وحكمت خيرية على مرحلة الثمانينيات بأنها الازهى صحفيا وادبيا بالنسبة للمرأة الاماراتية, حيث لم يخل تناول الموضوعات من الرؤى التحليلية والوعي والمعرفة والرصد الدقيق لمجريات الواقع وعلاقتها بالمعطيات الخارجية التي ترتبط بها ورصدت في تلك المعطيات ثقافية وسياسية معينا ميز النساء والرجال بوعي يختلف بطبيعته عما هو عليه اليوم فالمجتمع كان لديه دور ثقافي ايجابي كذلك الادوار الطليعية لمؤسسات النفع العام وعلاقة طلبة الجامعة بالساحة. اما معوقات عمل المرأة الاعلامية فعرضت له حليمة الملا ممهدة بنبذة عن دور المرأة المهم في تطوير المجتمع وقسمت المرأة العاملة في الدولة الى ثلاث فئات الاولى التي رضخت للتقاليد فأثرت اختيار مهنة التدريس, والثانية التي انتقت وظائف لم يعهدها المجتمع (محاماة ـ هندسة) والثالثة حاولت مسايرة العادات لكنها لم تستطع التهرب من معطيات العمل كالصحفية, واشارت الى فئة امتهنت الصحافة للأبهة والراحة, والى فئة لم تشأ استعداء المجتمع فعملت على تغطية الانشطة النسائية وتوقفت قليلا عند تسمية الصحافة النسائية والتي يمكن تفسيرها بأنها من صنع المرأة او انها تتناول موضوعاتها, من غير ان تميل الى التسمية بذاتها. وحول عمل المرأة الصحفي اكدت ان النساء قادرات على الابداع الا انهن يستلزمن وقتا مضاعفا نظرا للمهام الاضافية الملقاة على عاتقهن واستفاضت قليلا في شرح تجربتها المتواصلة منذ العام 1984 والتي باركها اهلها وزوجها وعرجت على مسألة اصرار المؤسسات النسائية على تعيين مندوبة صحفية لمتابعة الفعاليات فدفعت الصحفيات للتخصص في شئون المرأة. وتشعب الحوار وتنوعت اتجاهاته حيث اثيرت مسألة الضغوط على المرأة وعدم تكوين تراكم خبرة في الصحافة المواطنة وعدم تبوؤ المرأة مراكز قرار عالية وعزوف الخريجات عن العمل ومسئولية المؤسسات المرئية في اختيار المذيعات والتطوير الذاتي والثقافة وعموما, فإن الندوة كانت ناجحة لو ركزت عنوانها على اعلام الامارات, وكانت ستؤدي المطلوب منها بشكل افضل لو تمت الاستعانة بالاعلاميات على اسس اوضح فتتنوع بين تجارب اذاعية وتلفزيونية وصحفية. كتبت رندة العزير

Email