مصنع يدوي داخل واحة السجاد، أربع فتيات يقمن بحياكة سجادتين امام الجمهور

ت + ت - الحجم الطبيعي

زائرو واحة السجاد المقامة مقابل سيتي سنتر بإمكانهم ان يروا على الطبيعة مراحل صناعة السجاد اليدوي والوقت والجهد والتعب الذي تتطلبه والحرفية والفن والتصور الخيالي ايضا لانتاج تحفة فنية تسر من ينظر اليها. والتحفة الفنية وراؤها صبر طويل وارهاق بصري وجسدي وعضلي وربما يستغرق وقت عمل احداها اربع سنوات ومن يقوم بتصنيعها يضعف نظره او تتحطم ابرة الحياكة داخل اصابعه مائتي مرة وتنزف يده مرات ومرات بسبب السكين التي يقطع بها خيط السجاد وربما يتساءل البعض عن ثمن سجادة تسر الناظرين وربما يرغب شخص في اقتنائها وقد يسعى الى الحصول عليها دون تردد مهما كانت قيمتها؟ فكرة جديدة اقدمت عليها مؤسسة السناجي للتجارة العامة المشاركة بجناح كبير في واحة السجاد حينما جاءت بأربع فتيات ممن يقمن بتصنيع سجادها الى الواحة واقامت لهن مشغلا يدويا ليقمن بصناعة السجاد امام الجمهور طوال فترة المهرجان لتتوفر امامهم الفرصة كاملة للتعرف على هذه الصناعة الممتعة المرهقة في الوقت نفسه.. ليس هذا فحسب فبجانب الثلاثة آلاف سجادة تامة الصنع والتي جاءت من اصفهان وقم ونائين وتبريز التي تعد الاشهر في صناعة السجاد عالميا فإن هؤلاء الفتيات الاربع سيقمن باستكمال سجادتين طوال شهر المهرجان امام الجمهور حيث يتبقى في كل منهما 5 سنتيمترات بعد ان انتهين من اتمام سجادتين اخريين كان يتبقى في كل منهما سنتيمترا واحدا كن قد بدأن العمل فيهما منذ سنتين في ايران وبجوار الفتيات الاربع يوجد (المعلم) الذي يقوم بالاشراف عليهن. ومن بين السجادتين اللتين انتهت الفتيات من اتمامهما خلال الايام الاولى للمهرجان سجادة حجمها 3 * 4 متر كما يقول محمد عبدالله مدير مؤسسة السناجي للتجارة بدأت اربع فتيات في العمل بها في ايران منذ سنتين تضم 12 لونا طبيعيا من الصوف والحرير الطبيعي واستغرق العمل فيها 5840 ساعة بمعدل ثماني ساعات يوميا ونعرضها للبيع بـ 30 الف درهم. واضاف مدير المؤسسة ان السجاد الذي يأتي من منطقة نائين يتم تصنيعه في مصنع زمرد الذي يشرف عليه رضا قنبري والذي يمتلك خبرة في عالم السجاد عمرها 40 سنة وهي مدينة قريبة من اصفهان وسط ايران وشهيرة عالميا بصناعة السجاد. ويضيف محمد عبدالله ان بعض السجاد يستغرق صناعته خمس سنوات او اكثر ومن الممكن ان تدخل الابرة الى النول وتخرج منه 200 الف مرة حتى ترتفع السجادة مليمترا واحدا وهذا يتم في النوعيات الجيدة للغاية, فصناعة السجاد اليدوي ليس امرا سهلا بل يحتاج لوقت وجهد كبيرين كما يحتاج بالاساس لحس مرهف وخيال كبير وقد يضعف نظر من تقوم بصناعته او حتى تنزف يدها اكثر من مرة بسبب السكين الذي تستعمله وكثيرا ما تتحطم ابرة الحياكة داخل اصبعها, ويشير الى ان السجادة الثانية التي سيتم الانتهاء منها مع نهاية المهرجان داخل واحة السجاد حجمها 2.5 / 2.5 متر وهي من الحرير الخالص وتضم 40 لونا, اما السجادتان اللتان تم الانتهاء منهما خلال الايام الماضية فاحداهما حجمها مترين * 130 سنتيمترا مربعا والاخرى مترين * 120 سنتيمترا مربعا وهي بيضاوية الشكل. وقال محمد عبدالله اننا نقوم باستيراد الحرير اللازم للسجاد من الصين منذ 25 عاما ونقوم بتصنيعه في مناطق عديدة في ايران ذات شهرة عالمية بصناعة السجاد منها اصفهان وقم وتبريز ونائين قنبري اما الصوف فنستورده من نيوزيلندا وكوريا ويشير الى ان السجاد الايراني يحتل شهرة عالمية كبيرة بالالوان الطبيعية الجميلة ونقوشاته الرائعة الدقيقة وصنعه المتقن ويضيف انه كلما زاد عمر السجادة كلما ارتفع سعرها وازدادت جمالا وكثير من الناس يحصلون عليها باعتبارها شيئا نادرا ولدينا عدد كبير من هذا النوع من السجاد لاننا مدركون ان هناك من يقدره ويعرف قيمته فلدينا مثلا سجادة صنعت في قاشان بايران عمرها 75 عاما حجمها مترين * 150 سنتيمترا مربعا وتشتمل على 25 لونا. ويقول ان هناك انواعا من السجاد ذات الحجم الكبير ومنها مثلا سجادة حجمها 1500 متر مربع قام بتصنيعها 120 شخصا خلال 4 سنوات وبها 15 لونا فقط ومن بين السجاد الجميل المعروض سجادة (عمر الخيام) والتي صنعت في تبريز بايران وتضم 80 لونا لمناطق طبيعية وتعرض منها 5 سجادات باحجام مختلفة وسجادة اخرى لمكة المكرمة تبهر من ينظر اليها بأضوائها وملامحها كما تجسدت في الحرير المصنوعة منه وحجمها متر * 150 سنتيمترا وصنعها شخصان في تبريز. ويتوقع محمد عبدالله ان تزيد نسبة مبيعاته في واحة السجاد هذا العام بـ 80% عن الاعوام السابقة حيث حرص على المشاركة في مهرجان دبي للتسوق من خلال واحة السجاد.. ويرجع محمد عبدالله السبب في هذا الى الاهتمام الكبير والمتزايد هذا العام باضافة فعاليات اكثر تجذب الزائرين والى انخفاض قيمة العملة الايرانية الذي كان من شأنه انخفاض سعر السجاد وايضا وجود الفتيات اللائي يصنعن السجاد امام الجمهور حيث يزداد الوعي بالوقت والجهد الذي تتطلبه هذه المهنة. كتب وجيه عبدالعاطي

Email