تحفة فنية رائعة انتقلت من لندن الى دبي، سجادة عمرها 400 سنة معروضة للبيع بخمسة ملايين دولار

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط دهشة الجمهور وبحضور عدد من المحطات التلفزيونية شهدت واحة السجاد مساء امس الاول عرض واحدة من التحف الفنية النادرة عالميا لسجادة عمرها يزيد على 400 سنة قام بتصنيعها يدويا الفنان الايراني الشهير في ذلك الوقت محمد تقي بانكي والذي كان يعيش في مدينة قم واستغرقت صناعتها 20 عاما ويعرضها اصحابها حاليا للبيع بـ 5ملايين دولار. احد الموجودين بالواحة وهو خبير في عالم السجاد ربت بحنان ابوي على كتف ياسر رعد ذلك الشباب اللبناني الذي جاء مخولا بتوكيل من والده ـ مالك السجادة ـ لبيعها في دبي قائلا له: هذه السجادة لا تقدر بمال فهي تحفة فنية نادرة وقيمة ارجوك لا تحدد لها سعرا فهذا يقلل من قيمتها وفي رأيي انها تتجاوز الخمسة ملايين دولار. السجادة التي يصل طولها الى مترين وعرضها مئة واربعون سنتيمترا بدت لنا لوحة فنية غاية في الجمال ومتناسقة الوانها التي تزيد على خمسة عشر لونا وان كان هذا العمر الذي مر على صناعتها زادها جمالا واناقة وتتوسطها صورة للملكة بلقيس ملكة سبأ المعروفة بجمالها وزوجة النبي سليمان عليه السلام كما تخيلها الفنان محمد تقي بانكي, تبدو فيها الملكة الجميلة متوجة بتاج على رأسها جالسة على عرشها وسط الازهار والاشجار وتحيط بها اثنتا عشر جارية, وعلى جوانب السجادة الاربعة خط الفنان الايراني ابيات من الشعر, وقصة صناعته لهذه السجادة التي استغرقت 20 عاما كاملة كتبها عليها باللغة الفارسية بالاضافة الى بعض الاسماء الشهيرة في عصر النبي سليمان عليه السلام منهم لقمان الحكيم. وبالقرب من الملكة قام الفنان محمد تقي بتجسيد نموذج للكهف الذي عاش فيه اهل الكهف وامامه جسد ثلاثة صور لمسجد وكنيسة للمسيحيين وكنيسة لليهود, وكان نفس الفنان المبدع قد قام بصناعة توأمة لهذه السجادة لا تقل عنها جمالا رسم عليها صورة للنبي سليمان كما تخيلها وتوجد الآن في ايران حيث كان الشاه يحتفظ بها ويعتبرها تحفة فنية نادرة الوجود ولم يفرط فيها وقد صنعها في مدينة قم الايرانية الشهيرة لصناعة السجاد على مر العصور. وراء هذه السجادة حتى جاءت الى دبي ـ قصة مثيرة حيث كان كل من الحاج عبدالكريم رعد (والد ياسر) وهو من كبار التجار في بيروت ويبلغ من العمر حاليا 85 عاما وعلي اكبر مكتبي من كبار خبراء وتجار السجاد العجمي الايراني قد قاما بشراء هذه السجادة عام 1939 من طبيب ايراني توقف في بيروت خلال ذهابه الى لندن لبيعها في مزاد علني هناك ودفعا فيها ما يعادل اليوم مليون دولار واستمرت شراكة كل من عبدالكريم رعد وعلي اكبر لهذه السجادة وكانا صديقين خمسة عشر عاما حتى تنازل عنها على اكبر مكتبي لعبد الكريم رعد عام 1954 مقابل مبلغ من المال لكنه طلب ان تلتقط له صورة تذكارية بجوار السجادة قبل تنازله عنها وكتب على الصورة ابياتا من الشعر اهداها لصديقه عبدالكريم رعد تقول كلماتها: كن غني القلب واقنع بالقليل ومت ولا تطلب معاشا من لئيم لا تكن للعيش مجروح الفؤاد انما الرزق على الله الكريم وقال في نهاية اهدائه: هذا تذكار مني إلى عبدالكريم رعد. وكان عبدالكريم رعد يعيش في هذا الوقت بالشياح ببيروت ولم يكن قد تزوج بعد فاعتبر السجادة صديقته وعروسه وفرح بها كثيرا وحينما تزوج وأنجب أطفالا تربو مع السجادة واعتبروها واحدة من الأسرة وشملوها بالحب والمحافظة عليها لدرجة ان عبدالكريم رعد كان يحتفظ بها في أماكن أمينة وفي فندق بريستول ببيروت أحيانا لظروف الحرب الأهلية بلبنان خوفا عليها وخلال السنوات الماضية جاءته فيها عروض كثيرة للبيع وصلت لمليون دولار لكنه رفض ان يبيعها بهذا المبلغ فهي الوحيدة من نوعها في العالم وقدر خبراء السجاد عمرها ما بين 400 - 500 سنة حينما تتبعوا شجرة عائلة محمد تقي بانكي (مصنعها) والوقت الذي عاش فيه وطبيعة الخيط الذي صنعت منه السجادة وطريقة صناعتها. ومنذ 25 سنة قام التليفزيون بتصوير السجادة في برنامج عن الآثار النادرة في لبنان باعتبارها تحفة فنية نادرة وتمثل اثرا هاما لدى أبناء لبنان, ويقول ياسر انني واخوتي الأربعة ولدنا ونشأنا بجوار هذه السجادة وتربينا معها وتمثل قيمة كبيرة لكل منا ومتفائلون بالمبلغ الذي يمكن ان نبيعها به. كتب وجيه عبدالعاطي

Email