بعد التحية: بقلم د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد إعلان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن أول منطقة حرة للتجارة الالكترونية وأول جامعة للانترنت بالعالم, فهل من حقي القول بأن دبي غدت بهذا الاعلان عاصمة العرب في مجال عالم الانترنت وذلك في خطوة تسبق الزمن بعشرات السنين الى الأمام ؟ ولقد استوقفني كثيرا أن يعيد سمو الشيخ محمد بن راشد للاذهان ببعد نظر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد حين أمر بتعميق خور دبي لاستقبال السفن الكبيرة, حيث قال سموه: ان خطوة انشاء مدينة دبي للانترنت لا تقل أهمية عن خطوة تعميق الخور. لماذا؟ لان تعميق الخور لم يكن الهدف منه القيام بعمل آني لحاجة الوقت اليه بقدر ما أصبح منذ ذلك اليوم والى الأيام المقبلة هو الشريان الذي يمد امارة دبي وكل جيرانها خطوطا من التجارة الحرة وحرية الحركة في هذا المجال بحيث غدا عنصرا هاما لتجارة اعادة التصدير من والى الكثير من الدول المجاورة. الآن ماهي العلاقة بين تعميق الخور وانشاء مدينة دبي للانترنت في هذه الفترة المنطلقة الى الألفية الثالثة بسرعة الجيجابايت؟ ان هذه الخطوة العصرية تمت الى المستقبل بصلة وثيقة عبر تعميق الفكر الحي مثلما تم تعميق الخور, ففي كلتا الخطوتين معان لهذا العمق لايدركها إلا من كان متابعا وملازما للبنات البناء الأولى في قيام صرح دبي. بهذا المشروع يخط سمو الشيخ محمد بن راشد الطريق الصحيح الى المستقبل الذي نشترك فيه مع العالم المتقدم وهذا رأي من ينظر الى الأمام دائما ولا يلتفت الى القابعين في الصفوف الخلفية من الذين يعيشون لحظات الاندهاش ولا شيء بعد ذلك. إننا بهذا العمل ننافس بكل شرف أكبر دولة في العالم أمريكا التي سرعان ما بعثت مندوبيها في هذا المجال متمثلا في شركة آي.بي.ام (IBM) التي وافقت على الفور لأخذ زمام المبادرة لبناء البنية الأساسية للمدينة المستقبلية ويكفي دبي شرفاً ومكانة أن تعقد هذه الشركة مؤتمرها السنوي العام في السنة المقبلة عندنا باستقطاب ثلاثة آلاف عالم في هذا المجال على وجه الخصوص. أتابع الحدث من قريب في مدينتي الحبيبة وبين يدي دراسة أمريكية ترشح واشنطن عاصمة الانترنت الأمريكي حيث أشارت الى أن 60% من البالغين المقيمين في واشنطن ومنطقتها, حيث الالمام بقواعد المعلوماتية يعتبر أمرا أساسيا أصبحوا من المشتركين في الانترنت. وشملت الدراسة 170 ألفا من الراشدين في 64 منطقة أمريكية بين فبراير 1998م وفبراير 1999م. واضافة الى العاصمة الفيدرالية, سجلت نسب تفوق الخمسين في المئة في سان فرانسيسكو وسيليكون فالي 1.56% وأوستن في ولاية تكساس 5.55%, وسياتل 5.53% وسولت ليك سيتي 50%. اذا كانت أمريكا اعلنت على الملأ عن عاصمتها في الانترنت فحري بنا أن نفتخر جميعا بمبادرة سمو الشيخ محمد بن راشد عندما وضع دولة الامارات في الصفوف الأمامية لمن يريد أن يسلك ويتمسك بأحدث متطلبات الحضارة في القرون المقبلة عبر الانترنت التي يقول عنها صاحبها بيل جيتس: كتبت أول برنامج للكمبيوتر وأنا في الثالثة عشرة, وكان برنامجا للعبة (التكتكتو) Ticktocktoe, أما اليوم ـ كما قال في موضع آخر ـ فلو استخدمنا كل امكانيات هذا الجهاز العجيب فسوف يقلب وجه العالم بصورة يصعب التصديق بها ولكنه واقع لا محال.

Email