د. الكبيسي في محاضرة بمركز زايد للتراث، لغتنا محاصرة في بلدانها وتاريخنا يسقط من ذاكرة الامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر المفكر الاسلامي الدكتور احمد الكبيسي من تداعيات(العولمة)وآثارها الخطيرة على هوية مجتمعاتنا العربية والاسلامية.. وأكد على انها امتداد لمخطط قديم يستهدف هذه الامة بدأ تنفيذه قبل اكثر من نصف قرن حيث بدأ العرب في الانسلاخ من حضارتهم والولوج الى حضارة الآخرين بعد ان زحف الغربيون على وطننا العربي . ووصف الكبيسي الحديث عن العولمة بانه (كالنفخ في القربة المقطوعة) .. وقال: ما جدوى المؤتمرات والاجتماعات وملايين الصفحات التي استهلكت من اجل تغيير واقعنا بينما نرزخ ومنذ عقود مضت تحت وطأة حملات التغريب الشرسة. جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها الدكتور احمد الكبيسي مساء امس الاول بمركز زايد للتراث في العين في مستهل الموسم الثقافي للمركز بعنوان (رد الفعل العربي والاسلامي على العولمة) . حضر الندوة الدكتور سعيد حارب نائب مدير جامعة الامارات لشؤون خدمة المجتمع وعدد من عمداء الكليات وجمع من اعضاء هيئة التدريس والمهتمين.. وقدم لها الدكتور حسن النابودة مدير المركز. ذاكرة الامة وحذر الدكتور الكبيسي في محاضرته من الانسياق الكلي - كما هو واقع الآن - خلف المخططات الغربية المشبوهة لسلب العرب لغتهم واسقاط تاريخهم المجيد من ذاكرة الامة.. وقال ان اللغة العربية مضطهدة ومحاصرة في بلدانها وهو ما يؤكد ان العولمة حقيقة واقعة. وقال ان العولمة ليست جديدة انما بدأت منذ زحف الغربيين على الوطن العربي.. وتساءل: لماذا يكيل الاوروبيون للعرب بمكيالين.. واجاب ان العداء بين الطرفين قديم جدا يعود الى غزو العرب للاندلس ابان بلوغ الامبراطورية الاسلامية قمة مجدها. ولعوامل اخرى واعتبارات ايديولوجية كرس الغرب جهوده للنيل من العرب الذين يمثلون في مفهوم الفكر الغربي الاسلام.. فاذا عز العرب اعز المسلمون والعكس.. ومن هنا انصب تركيز الغربيين على اعادة تشكيل الفكر العربي من خلال الغزو الفكري والثقافي وحملات التغريب التي اتخذت من المدارس والجامعات وغيرها وسائل فاعلة. وفسر الدكتور الكبيسي بعضا من هذه العوامل التي ضاعفت من حدة عداء الغرب للعرب مشيرا الى ان الاستعمار الغربي عندما ذهب الى بقية شعوب العالم كان قويا ذهب اليها زاحفا منتصرا ومن هنا لم يكن العداء مستحكما كما في حال العرب. واعتبر المحاضر القرن الحالي (قرنا اوروبيا) زحف خلاله الاوروبيون نحو بلاد العرب فاستعمروها.. كما زحفوا نحو الفرس والصين وغيرها من الحضارات.. واضاف ان حضارة العرب والمسلمين تعد من اكبر الحضارات الصامدة. المكسب والخسارة وتطرق الى ظهور امريكا خلال النصف الثاني من القرن الحالي كقوة اقتصادية وعسكرية وقدرة علمية ضاربة على الرغم من سطحية وهشاشة تاريخها مما اوجد لديهم حقدا على الامم التي لها حضارة وثقافة وماض عريق.. ولكن (ليس للعلم وطن) . وأكد الدكتور احمد الكبيسي على ان اعتماد اللغة الانجليزية داخل الجامعات العربية كلغة اساسية للتعلم يعد احد مظاهر العولمة.. وقال: هناك فرق بين ان تتعلم اللغة الانجليزية.. وهذا مكسب - وبين ان تتعلم باللغة الانجليزية وذلك خسارة.. وأضاف ان كثيرا من دول العالم لم تنجرف ولم تنزلق فيما انزلق اليه العرب. واسترشد بالتجربة التركية باعتبارها نموذجا صارخا للعولمة رغم التيارات العنيفة التي تصدت للحيلولة دون تبلور هذه التجربة منذ الانقضاض على الخلافة العثمانية.. وأكد على ان العولمة باتت حقيقة واقعة نعيشها وان كنا لا ندري.. ولكن اذا تمعنا في قضايانا العربية والاسلامية جيدا فاننا نلمس وبوضوح اننا نحيا حقا في عصر العولمة. واختتم الكبيسي محاضرته مؤكدا على ان الامر جل خطير يستوجب منا ان نكون في اقصى درجات اليقظة والحذر. واعقب المحاضرة حوارا مفتوحا بين المحاضر وجمهور الحضور. خلال الندوة جانب من الحضور تصوير: ايمن عبد الفتاح

Email