بعد التحية: بقلم د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ سنوات تتداول التربية ومواصلات الامارات حول كيفية الوصول الى صيغة مقبولة لتلبية نداء أولياء أمور الطلبة لاستدراك الحوادث التي تسببها الحافلات المدرسية في حرمان الوطن من أثمن وأعز ثروة في الوجود الا وهي الانسان الذي يجب ان يترعرع في وسط أكثر أمناً حتى يحصل المجتمع على ثماره قبل ان تخطفها عجلات باصات مواصلات الامارات . من رحمة الله بأطفالنا ان حوادث دهس التلاميذ الصغار من قبل الحافلات المدرسية قليلة قياسا بحوادث الطرق العادية واليومية وهذه نعمة تستحق الشكر المتواصل حتى يستمر الوضع الى الاحسن. وبما ان مواصلات الامارات قد تلكأت هذه الايام في الوفاء بوعودها الرومانسية في السنوات الماضية وذلك بحجة ضخامة الاعباء المالية التي تترتب على توفير مشرفين لمرافقة اطفالنا لايصالهم الى منازلهم بسلام فاننا نطالب هذه المؤسسة الوطنية بالكشف عن المبالغ التي وصفتها بالكبيرة, او الميزانية الاضافية التي يجب ان تتوفر لضمان السلامة والوقاية التي نحسب ان تكاليفها المادية اقل فيما لو وقعت حادثة واحدة في السنة الدراسية الجديدة. ولا نريد هنا ان نقيم او نقوم بالموازنة المالية بين قيمة الطفل المادية وتكلفة المرافق السنوية فيما لو اعتبرناها عبئا شديدا على كاهل الدولة ولا نحسب ابدا بأن الدولة تبخل بالمال من اجل الحفاظ على الاطفال رجال المستقبل. نرجو الا تكون قلة الحوادث سببا مباشرا لالقاء مشروع المرافق جانبا, ومن الشماتة انتظار المزيد من الحوادث لترسيخ القناعة بأهمية وجود اليد الحانية التي ترافق الاطفال الى ابواب المنازل التي تنتظر الاولاد بفارغ الصبر بعد ان وضعت ايديها على صدورها مع تزايد دقات قلوبها خوفا من مصير غير مرغوب فيه لدى الجميع. يجب ان تتحرك وزارة التربية من جديد وتلقي بكل ثقلها لصالح ابنائها الذين تحصدهم الحافلات في كل عام دراسي, أما ترك القضية برمتها لما تؤول اليه اجتماعات مواصلات الامارات ومن ثم رفع شماعة التكاليف المالية الكبيرة لا يعتبر السبب القاصم للظهور من اجل توفير كافة سبل السلامة والامان لكل طفل يتشوق ان يرى والديه في كل يوم دراسي جديد. يبدو ان العالم الآخر يفكر بطريقة مختلفة تماما عن اسلوب التفكير لدى المسؤولين في مواصلات الامارات ووزارة التربية, حيث اصبح بامكان الاطفال الآن الا يفوتوا ابدا حافلة مدرستهم, ولا حتى التبكير في النزول الى الشارع وانتظار الحافلة ـ كما هو الواقع عندنا ـ ففي بلدة مارشال بولاية مينيسوتا وبلدة بانجور (ماين) في الولايات المتحدة, يجري اختبار خدمة مواصلات جديدة تسمى (نداء الحافلة) Bus Call, تتصل هاتفيا بالبيوت لتبلغ ان حافلة المدرسة تبعد بضع دقائق. والشركة التي طورت هذا النظام تتبع تحركات الحافلة بواسطة جهاز استقبال متصل بنظام شبكة الاقمار الصناعية العالمية لتحديد المواضع على الارض. والنظام مجهز بقاعدة معطيات كمبيوترية, وهاتف خليوي رخيص يبلغ باستمرار عن تحركات الحافلة الى محطة مراقبة تتصل بصورة تلقائية قبل بضع دقائق هاتفيا ببيوت الاهل الذين يشتركون في خدمة (نداء الحافلة) مقابل عشرة دولارات شهريا. ونحن بانتظار ان يتم استخدام (روبوت) او رجل آلي مبرمج, بحيث يؤدي وظيفة المرافق في الحافلة لعله يكون ارخص كلفة من البشر فتحل مشكلة مواصلات الامارات من أمريكا وليس من هنا. د. عبدالله العوضي

Email