بعد التحية: بقلم د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاسبوع الماضي انتهى مهرجان صيف دبي99ولكن كما قلنا في حينه بأن الاثر مازال ساري المفعول حيث انه بعد أيام تمكنت من الاطلاع على كراسة انطباعات الزوار لنشاط(الاندلس .. الفردوس المفقود)كنموذج نقيس من خلاله مشاعر الصدق في التعبير كما يجول في الخواطر تجاه هذه الفعالية لاحدى واجهات المهرجان امام الاخرين. ولن اتعرض هنا إلى كل الذين شاركوا بعقولهم وقلوبهم الفرحة بوجود مثل هذا النشاط في هذا المهرجان حتى تحولت إلى كلمات عفوية سطرت المسيرة التي يجب الا تتوقف. يكفينا نماذج معينة ومنتقاة بدقة من ضمن مئات السياح والضيوف الذين ملأوا بدون مبالغة في الوصف مجلدا كاملا لن يسع المكان لشرحه ولا يمنع الاشارة إلى بعض ما قيل بهذا الخصوص. أول عبارة استوقفتني لطالبة قالت: شكرا على أول درس بلا امتحان فهمته بدون تحضير ولا مراجعة. واعتبر هذا الكلام هو افضل ما قيل قاطبة من حيث الدلالة التربوية والتعليمية وفيه أننا كلما غيرنا أساليب توصيل المعلومات إلى طلابنا وطالباتنا كانت الحاجة إلى الامتحانات ـ التي تلقي الرعب في قلوب الدارسين من مسيرة عام ـ محددة للغاية ولو استطعنا الوصول إلى وسيلة لالغائها لكان أجدى وأنفع. ان تجديد الاساليب التربوية يعطي للعلم والتعلم مذاقا اخر غير ما اعتدنا عليه فالاسلوب المتميز يذيب المعلومة في عروقنا بدل ان تتبخر بعد نهاية كل امتحان. وعلى رجال التربية والتعليم في دولتنا الاستفادة من هذه العبارات التي تفوه بها طلابها قبل الذهاب بعيدا إلى احاديث الخبراء الذين يدبلجون كلاما لا يمت إلى واقعنا بصلة. وانتقل سريعا إلى عبارات الاخرين والتي يعد بعضها افكارا مستقلة قابلة للتنفيذ أو التطوير كمن قال بضرورة استمرار هذا المعرض في امارة دبي ولو في صالة الاستقبال لاحدى دوائر حكومة دبي. وذلك حفاظا على بعض الاعمال التي اجمعت آراء الناس على بقائها من المعالم التي لا ينتهي مفعولها العملي بانتهاء موسم المهرجان وهو امر متروك للقائمين على تنظيم هذه الاحتفالية السنوية بل الموسمية ان صح التعبير لان لدينا اكثر من مناسبة في كل عام. وعندما قلنا في البداية بان الكلمات المسطرة في دفتر الذاكرة ليست اطراء فقط فهناك من الزوار من رأى بأن هذا العمل لا داعي له وتبريره هو: ما لكم وفتح ابواب الجراح اما آن لهذا الجرح ان يتوقف عن الانين, اذا وجدتم علاجا ناجحا لهذا الحزن فأعلموني اجفف دموع جدي وأبي من قبلي.. هذا الكلام مقبول جدا اذا كان في فتح الجروح وسيلة لموت المصاب ولكن اذا كان الهدف هو العكس في اخذ العبر ومعرفة الاسباب الحقيقية لوجود راقصين على جراحنا, فان ماضينا بكل ما فيه لا يجب ان نتخلى عنه اذا اردنا فعلا اصلاح العطب. من غير هؤلاء من تمنى ان يكون التنفيذ افضل في العام المقبل كي يتناسب مع هذه الفكرة ولو اشار هذا إلى ما هو الافضل لكان الشعور اجمل. واختم هذه المشاعر الصادقة بملاحظة هامة وجدتها متناثرة عبر صفحات مجلد ذاكرة الناس وهو دليل اخر على صدقها عندما كانت كتابة هذه المشاعر تتعلق باللغة الاصلية للزوار فالهندي كتب ذلك باللغة الهندية والانجليزي بلغته الام والعربي طبعا بلغة الضاد الا البعض منهم فقد الاحساس بلغته فعبر باللغة الانجليزية في انقطاع تام بين ما يشعر به وما يكتبه وهذا مما حز في صدورنا كثيرا وهو بحاجة إلى تدارك سريع.

Email