مدير ادارة التنمية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية:هدفنا تنمية مجتمع الامارات ورفع المستوى العام للأسرة تشجيع الجهود التطوعية ونشر وترسيخ العادات والتقاليد الايجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد احمد عبدالله حارب المهيري مدير ادارة التنمية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية على أن الادارة يقع على عاتقها تنمية مجتمع الامارات من الناحية الاجتماعية ورفع المستوى العام للأسرة مشيرا الى أن التنمية بمفهومها الشامل لاتقتصر على الناحية الاجتماعية بل تشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وتقوم على مبدأ المشاركة الجماعية الايجابية من مرحلة التخطيط والتنفيذ وتحمل المسؤولية حتى مرحلة الاستفادة من ثمار مشاريع التنمية. واضاف ان سياسة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من خلال ادارة مراكز التنمية الاجتماعية تعد المخطط السنوي بحيث تخدم قطاع الأسرة بشكل له مردود جيد وذلك من خلال عملية التوجيه والارشاد الاسري والمحاضرات والندوات والزيارات ويتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية لصالح المجتمع بشكل عام. وقال في حوار أجرته معه (البيان) ان مراكز التنمية الاجتماعية هي عبارة عن مؤسسات اجتماعية انشأتها الدولة وتشرف عليها ادارة مراكز التنمية بوزارة العمل وهدفها النهوض بالمجتمع وتنظيم جهود الأفراد لحل مشكلاتهم والاقتناع بامكاناتهم وطاقاتهم للنهوض بصورة متكاملة بجوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وتحقيق التكامل بينها في اطار التنمية الشاملة للمجتمع. قال المهيري اننا نهدف من خلال مراكز التنمية الاجتماعية الى رفع مستوى الاسرة التعليمي والثقافي والاجتماعي والديني وتشجيع الجهود التطوعية من أجل خدمة الفرد والمجتمع من نشر وترسيخ العادات والتقاليد الايجابية لتوجيه حركة التغير الاجتماعي الوجهة الصحيحة اضافة الى ذلك التنسيق بين المؤسسات الاجتماعية والثقافية والصحية والدينية التي تعنى بشؤون المرأة والاسرة واحياء التراث القديم ومحاولة تطويره والاهتمام بالأمومة والطفولة. ومتى تم انشاء مراكز التنمية الاجتماعية؟ بدأت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالتخطيط لاقامة المراكز عام 1979م ووضعت الخطط والأهداف التي ستقوم تلك المراكز بتنفيذها وفي نفس العام تم افتتاح مركز التنمية الاجتماعية بأبوظبي وتوالت بعدها المراكز في الامارات الاخرى في دبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة ثم مركز تنمية جلفار والفجيرة ودبا وخورفكان وكلباء. وبالنسبة لمشروع الاسر المنتجة؟ مشروع الاسر المنتجة عبارة عن برنامج بسيط في تنفيذه ولكن في المقابل فان المردود المالي كبير يعود على المرأة وعلى الأسر التي تقوم بتنفيذه, وقد كان هناك مفهوم خاطىء عن المرأة في مجتمع الامارات بأنها اتكالية تعتمد في دخلها على مصادر معينة ولكن بامكان كل امرأة أن تقوم بدور في تنمية المجتمع وفكرة برنامج الاسر المنتجة طبقت في كثير من الدول العربية مع تفاوت في التنفيذ وفكرنا في مشروع الاسر المنتجة واختيرت المنطقة الشرقية لاقامته وذلك لوجود الاعمال الحرفية بها والمحافظة على التراث الاماراتي ولكن ماكان ينقص هؤلاء هو طريقة التسويق وبدأنا بمراحل بسيطة وتم تشجيع كل من لديه القدرة على انتاج أي من السلع الحرفية, ومع مرور الوقت ادخلنا افكارا جديدة مثل المشاركة في المعارض والتي رفعت نسبة البيع والتسويق اضافة الى الاتفاق مع بعض الشركات السياحية. ما المعارض التي شاركتم فيها بانتاج الاسر المنتجة؟ شاركنا في معارض سفارات الدولة في الخارج وتقوم السفارات بعمل هذه المعارض من أجل عرض تراث وانتاج الامارات وآخر هذه المعارض كان في واشنطن, وسوف نشارك في معرض بالبحرين الشهر المقبل ونشارك كذلك في معرض الاسر العربية المنتجة ويشارك فيه كل الدول العربية ويتم تبادل الأفكار والخبرات في هذا المجال, وعلى مستوى دول الخليج العربية شاركنا في اسبوع العمل لدول الخليج العربية ومحليا نشارك في كل معارض الدولة والجهات الرسمية مثل صندوق الزواج ومهرجان التسوق ومهرجان صيف دبي وشاركنا في المعرض الذي اقامه مركز التواصل الحضاري تحت عنوان النخلة عروس الامارات اضافة الى ذلك نشارك مع مدارس الدولة في المناسبات الرسمية وتوجد معارض دائمة في كل المراكز وقد قام بزيارة معرض دبي عدد كبير من السياح. وحاليا نحاول الخروج من طور المعارض وهناك اتصالات مع الشركات السياحية لتسويق منتجات مراكز الاسر المنتجة, وتوجد فكرة اخرى تهدف الى اقامة معرض دائم بقرية التراث بالتعاون مع دائرة دبي للسياحة والترويج. كيف تقوم الادارة بحل المشكلات الاجتماعية؟ من اهداف الادارة معرفة المشكلات الاجتماعية والعمل على حلها ويوجد باحثات اجتماعيات لدراسة الظواهر والمشكلات الاجتماعية في المحيط الموجود بالمركز وذلك من خلال قناتين هما: الزيارات الميدانية لمعرفة حالة الأسرة للكشف عن وجود مشاكل وصرف المساعدات الاجتماعية. ومن خلال بحث الحالات نكتشف اذا كان هناك مشكلة أم لا وهذه المشكلات تتنوع ما بين حالات الطلاق وانحراف الاحداث وحالات اسر المسجونين ودراسة حالات الطفل المعاق للكشف عن مؤشرات عن وجود مشكلات صحية واجتماعية, وبمجرد اكتشاف مؤشر لأي حالة يتم دراستها ولدينا دراسات متعددة عن الطلاق واثر المربيات الاجنبيات والزواج من اجنبيات وانحراف الاحداث. ومن خلال القسم الخاص بذلك اذا لم نستطع حل المشكلة فاننا بذلك نعطي مؤشرا لوجود ظاهرة معينة. ما الاسباب التي خرجتم بها والدافعة للطلاق؟ هناك اسباب عديدة من ضمنها نقص الوازع الديني ويؤدي الى ارتكاب أخطاء كبيرة في حق الاسرة,الفروقات بين الزوجات أي التفاوت في المستوى الاجتماعي أو المادي أو التعليمي, والزواج المبكر بمعنى عدم نضج الزوجين اضافة الى اسباب اخرى لكنها اقل تأثيرا مثل عدم الانجاب,ت الزواج من امرأة اخرى, زواج كبار السن, تدخل الاهل. وقد بدأنا في مجال الوقاية للحد من نسبة الطلاق وتدارك الامور عن طريق قسم الاصلاح الأسري والتعاون مع المحاكم ودخلنا تجربة ارسال باحثين اجتماعيين في المحكمة وعلى اساس ذلك ان القاضي يحول قضية الطلاق للباحثة الاجتماعية لمحاولة الاصلاح بين الزوجين ولكن المشكلة التي تواجه الباحثين هي ان بعض حالات الطلاق نهائية هذه هي المرحلة الاولى. اما المرحلة الثانية فهي تقديم المساعدة الاجتماعية للمطلقة. ما اوجه التعاون بينكم وبين المؤسسات والهيئات بالدولة؟ هناك تعاون كبير بيننا وبين صندوق الزواج وتعاون مع الجمعيات الخيرية حيث ان لها تأثيرا كبيرا خاصة في المجتمعات التي تعمل فيها, والتعاون من خلال المحاضرات والندوات الدينية والتثقيفية خاصة المجتمعات الريفية لتقبلها التوعية. ومع وزارة التربية تعاون كبير في جانب استمرارية التعليم وتوفير الجو المناسب للمرأة للحصول على قسط كبير من التعليم ومحو الأمية وخاصة في الفترة الصباحية حيث ان نسبة الاقبال كبيرة ونجحت بصورة لافتة للنظر وتم تأهيل البعض منهن لدخول الجامعة. وعلى وسائل الاعلام دور كبير في تسليط الضوء على مراكز التنمية واهدافها حيث ان الفكرة السابقة لدى الناس ان مراكز التنمية لاتهدف الا الى صرف المساعدات الاجتماعية وانتاج الاشياء التراثية, ولكن الحقيقة ان مراكز التنمية دورها اكبر من ذلك وعليها مسؤولية كبيرة, ومفهوم التنمية مفهوم واسع شامل اخذت به معظم دول العالم. ويوجد تعاون كذلك مع وزارة الاوقاف من خلال خطة كل مركز من الندوات الدينية والتي يشارك فيها وعاظ من الوزارة. وما دور الادارة في توظيف الفتيات؟ نحن الآن نقوم بدراسة حالات الفتيات والسيدات الحاصلات على الشهادات العلمية والعاطلين عن العمل ونعمل على حصر هؤلاء القادرات على العمل ويتم تأهيلهن للحصول على وظيفة من خلال عقد دورات تدريبية للمرأة تتم في المراكز وتشمل دورات سكرتارية شاملة بما فيها الحاسب الآلي واللغة الانجليزية بحيث نشجع المواطنات وخاصة اللائي يحصلن على مساعدات اجتماعية وتوفير الوظيفة المناسبة لها ونتعاون حاليا مع الشركات الخاصة لتعيين المواطنات المؤهلات في مجال العمل ولدينا مشروع كبير لتشغيل المواطنات حيث يتم حصر شامل لكل المواطنات من خلال مراكز التنمية واللاتي لديهن خبرة عملية او شهادة علمية وبالتعاون مع ادارة الاستخدام بالوزارة مساهمة منها في توطين سوق العمل خاصة ان نسبة مساهمة المرأة في سوق العمل متدنية جدا وقطعنا شوطا كبيرا في هذه السنة. وفي هذه الحالة نكون قد وفقنا في استغلال القدرات الانتاجية وتقليل الاعتماد على المساعدات الشهرية. هل هناك تجاوب من الأسر مع انشطة المراكز؟ تعاون الاسر كبير وخاصة ان نشاط اي مركز في المجتمع المحيط به ومعظم الموظفات من نفس المنطقة, والفترة الزمنية التي مرت على المراكز اعطت للناس انطباعا ايجابيا عن اهمية هذه المراكز وصارت تجمع الاسر لدرجة ان مسؤولة المركز في اي مكان تقوم بدور فعال لحل المشاكل بصفة شخصية. وبدأ الاشخاص يقترحون البرامج والدورات التدريبية ويريدون منا في بعض الاحيان تكرار دورات بعينها. احياء الصناعات المرتبطة بالتراث من اهتمامات الادارة كيف يتم ذلك؟ بالنسبة لاحياء الصناعات المرتبطة بالتراث من اختصاص شعبة الصناعات البيئية والتراث ويتم التدريب عليها واستغلال موارد البيئة واقامة المعارض لها واستغلال وقت فراغ النساء في انشطة التطريز والخياطة والاشغال اليدوية والفنية الاخرى وضبط الالتزام اليومي للمدربات وتسجيل انتاجهن وعمل برامج للاسرة المنتجة. ويتميز نشاط القسم بمحاولة المحافظة على التراث القديم للدولة من خلال قيام العضوات بصناعة المشغولات القديمة من سعف النخيل والصوف والفخاريات ومشغولات الخياطة المنزلية والملابس القديمة للرجال والنساء. طموحاتكم المستقبلية؟ الطموحات كثيرة وعندنا الآن مشروعان كبيران لو استطعنا تحقيقهما نكون قد انجزنا عددا كبيرا من اهداف مراكز التنمية والمشروع الاول زيادة مساهمة المرأة في قوة العمل اما المشروع الثاني الاسر المنتجة والخروج من المفهوم الضيق له, وتفعيل دور مراكز التنمية بصفة اكبر من خلال تحقيق اكبر قدر من الاهداف وتفعيل دور اقسام الاصلاح والتوجيه الاسري لاعطائها فعالية اكثر في المجتمع. حوار السيد الطنطاوي

Email