آسف انتهى موعد التسجيل، بقلم: د. عارف الشيخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بداية العام الدراسي من كل عام يتكرر مشهد الاب الذي يسحب اطفاله الى الوزارة, او مشهد الأم التي تأخذ اطفالها الى المدرسة لتلحقهم باحدى المدارس الحكومية.في الواقع ان العام الدراسي الذي تعود الناس على ان يبدأ في سبتمبر يبدأ بمارس, حيث يصدر قرار من الوزارة في شهر مارس من كل عام لينظم عملية تسجيل الاطفال في الاول الابتدائي واعني بالتسجيل هنا تسجيل اطفال الوافدين من العرب الذين تنطبق عليهم الشروط . لا اريد اليوم ان اتحدث عن الشروط, لانني سوف اخصص لها مقالا, لكنني اود الحديث عن موعد التسجيل وهو شهر مارس الذي حدد لتسجيل اطفال الوافدين. لاشك ان القرار عندما يصدر ينشر في الصحف, ويوزع على المدارس والمناطق التعليمية, لكن مع ذلك لايلتفت اليه الناس, فالكثير منهم يفوتهم التسجيل. ولقد احسنت الوزارة صنعا هذا العام, حيث اعطت للناس فرصتين: الفرصة الاولى في شهر مارس, والفرصة الثانية في شهر يونيو, واعتقد انه لاعذر لاحد منهم بعد ذلك, ولاسيما انه في فترتين متباعدتين. لكن الذي يحدث كل عام, وقد حدث هذا العام ايضا ان يأتي عدد كبير منهم ويطلب تسجيل اولاده في الاول الابتدائي في شهر سبتمبر وهو شهر يفترض ان تبدأ فيه الدراسة لا التسجيل. هؤلاء عندما يطلبون هذا الطلب ينطبق عليهم المثل القائل: من طلب شيئا في غير اوانه عوقب بحرمانه, اجل, لانهم اعطوا فرصتين, لكن ضيعوهما. ـ هذا.. ومع ذلك اجد الوزارة تتعاطف مع بعضهم كالذي يقدم عذرا وجيها مثل ان يكون والد الطفل خارج الدولة في فترة التسجيل, مثل ذلك تتيح له الفرصة ان يسجل ولده في شهر سبتمبر. ـ لكن الذي اراه اليوم غير ذلك, فكم من آباء وامهات يهرعون الى الوزارة في سبتمبر مصطحبين اطفالهم للتسجيل من غير ان يكون لهم عذر شرعي او قانوني. ـ هؤلاء يغضبون اذا اعادتهم الوزارة الى بيوتهم بخفي حنين رغم انهم كانوا السبب في ذلك لانهم لم يتقيدوا بنظام التسجيل, وعندما يسألون يقولون ما علمنا, او ما عرفنا. ـ انني اتساءل.. لماذا لم يعرفوا؟ هل لانهم لا يقرأون؟ كلا.. فبعضهم مدرس, وبعضهم قاض وبعضهم مهندس, اي انهم على درجة من الوعي, اذن.. لماذا يتظاهرون بمظهر اللاوعي؟ ـ لماذا يحلون الكلمات المتقاطعة كلمة كلمة, ولا يتابعون اخبار التربية؟ هل لانهم لا يقرأون كل شيء ام لانهم يقرأون ولكنهم لا يفهمون. ـ اعتقد انهم يقرأون ويفهمون, لكنهم لا يعطون اهمية للمسائل الجادة, اللهم إلا ما يتعلق بالراتب الشهري الذي لو اختلف فلسا واحدا في شهر من الشهور قلبوا البنك على رأسه وملأوا الوزارة بالشكوى والضجر. ـ على كل فإن عدم الاهتمام بالقرارات التي تصدر من مؤسسة كالتربية يكون ضحاياه الاطفال, اذ لابد ان يكون القرار اما متعلقا بمدرسة الطفل, أو كتابه, أو لباسه أو امتحانه أو اجازته, أو قيده وقبوله. ـ كل هذه الامور قد لا تؤثر على حياة والد الطفل أو والدته, لكنها تؤثر على حياة الطفل النفسية والتعليمية. ألا ترى ان الوافد الذي تنطبق عليه شروط التسجيل اذا فوت على ولده التسجيل في موعده ربما لا يستطيع ان يسجله في المدرسة الخاصة ايضا نظرا للاعباء المالية. ـ عندئذ اما ان يبحث عن مدرسة رخيصة ليست على مستوى الكفاية المطلوبة او انه يؤخر تسجيله للعام الذي يليه وبذلك يضيع على الولد عاما من عمره او ان يسجله في مدرسة خاصة غير معترف بشهادتها, فلا يقبل بعد ذلك في مدارس الحكومة. او انه على افتراض ان المدرسة معترف بها لكن نظام الوزارة يقتضي ان ينهي التلميذ تلك المرحلة كلها, ثم يتحول الى المدرسة الحكومية, لو رغب والده في ذلك. ـ كل ذلك حصل نتيجة تفريط الاب في موعد التسجيل وكان بإمكانه ألا يفرط, لولا انه نظر الى الامور بعين الاستهتار. ـ لذلك فإنني اهيب بالآباء والامهات من الاخوة الوافدين العرب بأن يلتزموا بالمواعيد, ويحترموا القرارات التي تتخذ لصالحهم, وإلا فإن الوزارة سوف تقول لهم: آسفة.. وهذا ما حصل لانه لا يعقل ان تكون ابواب التسجيل مفتوحة طول العام أو اكثر من مرتين, كما لا يعقل ان تعقد الامتحانات اكثر من مرتين طول العام.

Email