دراسة مواجهة المشكلات النفسية لطفل الروضة، دور معلمة الروضة في تنمية مواهب الطفل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد مرحلة الروضة من اخطر المراحل التي يمر بها الطفل حيث يتم خلالها اكتمال حلقة النمو التي بدأت في المنزل وتحت اشراف الاسرة وبين المرحلة التالية وهي المدرسة وتتضمن النمو الجسمي والعقلي والحسي واللغوي والانفعالي والحركي والاخلاقي والفسيولوجي وغيرها , كما تشهد هذه المرحلة مجموعة من الاضطرابات النفسية والسلوكية والتعليمية التي يمكن السيطرة عليها من قبل المدرس او المدرسة وذلك بالتعرف على الحاجات النفسية والانفعالية والاجتماعية والجسمية والعقلية والتعامل معها بشكل ايجابي, ومحاولة علاج المشكلات عبر خطوات مدروسة والعمل على تخطي هذه الاضطرابات التي اذا اهملت تكون اللبنة الاولى والاساسية للانحراف او العدوانية او السلبية على شتى صورها. جاء ذلك في دراسة متخصصة قدمتها كريمة العيداني وزينب داوود الاخصائيتان النفسيتان بمنطقة ابوظبي التعليمية بعنوان (دور المدرسة في تنمية الجوانب النفسية لطفل الروضة) . لمحة تعريفية وقد استهلت الدراسة بلمحة تعريفية عن هذه المرحلة التي تبدأ قبيل المدرسة وتمتد من نهاية مرحلة الرضاعة حتى دخول المدرسة, ويفضل البعض استخدام اسم مرحلة الطفولة المبكرة على اسم مرحلة قبيل المدرسة, ويختلف مستوى الطفل خلالها ما بين تلميذ طبيعي او اقل من العادي او ذو كفاءة عالية او متخلف دراسيا او متخلف عقليا. واوضحت الدراسة بالتفصيل المميزات النمائية التي تميز هذه المرحلة بدءا من النمو الجسمي وانتهاء بالنمو الفسيولوجي. اولا النمو الجسمي: حيث تستمر الاسنان في الظهور ويكتمل عدد الاسنان المؤقتة ويبدأ تساقطها لتظهر الاسنان الدائمة, وينمو الرأس والاطراف سريعا وينمو الجذع بدرجة متوسطة كما ينمو الهيكل العظمي والعضلات بالاضافة الى النمو الطولي. ثانيا النمو الحركي: وينمو النشاط الحركي ويستمر في النمو فتصبح حركاته سريعة الاستجابة وشديدة. ثالثا النمو العقلي: وتتميز هذه المرحلة بكثرة السؤال وتكثر ايضا عمليات الاستطلاع والاستكشاف والفضول. رابعا النمو الحسي: ويلاحظ في بداية هذه المرحلة ان الادراك الحسي للاشياء وعلاقتها المكانية صعب فلا يفرق بين اليمين واليسار, وكذلك ادراك المسافات وادراك الاحجام والاوزان وكذلك السمع والبصر والذوق والشم ثم يتطور بتقدم العمر. خامسا النمو اللغوي: وهذه هي المرحلة الاسرع في النمو اللغوي تحصيلا وتعبيرا وفهما فيعبر عن نفسه وشخصه ويتجه التعبير اللغوي نحو الوضوح والدقة ويتحسن النطق ويزداد فهم كلام الاخرين. النمو الانفعالي سادسا النمو الانفعالي: بحيث يزداد تمايز الاستجابات الانفعالية اللفظية لتحل تدريجيا محل الاستجابات الانفعالية الجسمية وتظهر الانفعالات المركزة حول الذات مثل الخجل والاحساس بالذنب والثقة بالنفس والشعور بالنقص ولوم الذات والخوف والغضب والغيرة. سابعا النمو الاجتماعي: وتتسع خلاله دائرة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في الاسرة والجماعة والرفاق والمدرسة ويتعلم الطفل المعايير الاجتماعية والاخلاقيات والمبادئ الاجتماعية وتنمو عنده الصداقة والزعامة والمكانة الاجتماعية ويغلب على العابه العدوان والشجار كما يظهر العناد والمنافسة والاستقلال. ثامنا النمو الجنسي: ونلاحظ كثرة الاسئلة الجنسية حول الفروق بين البنات والاولاد والنساء والرجال وكيف يولد الاطفال ومن اين يأتون. تاسعا النمو الديني: ويبدأ الطفل في اكتساب المعايير الدينية كالحلال والحرام كما تظهر خلال عملية التنشئة الاجتماعية الاسئلة الدينية مثل من هو الله؟ وما شكله؟ ولماذا لا نراه؟ ومن هم الانبياء؟ ومن هم الملائكة؟ ولماذا نصلي؟ عاشرا النمو الاخلاقي: ويتعلم الطفل الاخلاقيات بواسطة مواقف الحياة اليومية العملية وما يأتي الوالدان به من سلوك يحللونه لهم ويحرمونه على الطفل (افعل كما نفعل وافعل كما نقول) فيتعلم السلوك دون ان يعرف لماذا صح او خطأ. حادي عشر النمو الفسيولوجي: ينمو الجهاز العصبي ويصبح التنفس اعمق وابطئ وتصبح ضربات القلب بطيئة ويزداد ضغط الدم ويضبط الاخراج وتقل ساعات نومه ويزداد حجم المعدة ويستطيع الجهاز الهضمي هضم الغذاء الجامد. الحاجات النفسية وتطرقت الدراسة الى الحاجات النفسية والانفعالية والاجتماعية للاطفال وأهمها الحاجة الى الامن والحب والمحبة ورعاية الوالدين, وتوجيهاتهما والحاجة الى ارضاء الكبار وارضاء الاقران, والحاجة الى التقدير الاجتماعي والحاجة الى الحرية والاستقلال والى تعلم المعايير السلوكية ولتقبل السلطة بالاضافة الى الحاجة الى الانجاز والنجاح واحترام الذات واللعب والانتماء والتحرر النسبي من الخوف والشعور بالذنب واخيرا الحاجة الى الامان الاقتصادي. واشارت الدراسة الى الحاجات الجسمية وهي الحاجة الى الغذاء والشراب والاخراج والنوم والراحة والحركة والنشاط واللعب. وكذلك الحاجات العقلية وهي البحث والاستطلاع بتوفير الخامات وكذلك الحاجة الى تنمية المهارات العقلية مثل الادراك والتذكر والتفكير وايضا اكتساب المهارة اللغوية بالتدريب والمناقشة والتعويد والمران والتكرار. ابرز المشكلات واستعرضت الدراسة الاضطرابات والمشكلات النفسية والسلوكية والتعليمية وكيفية التعامل معها للوصول الى العلاج. وتكمن المشكلات النفسية في اكثر من شكل فهناك الخوف والغيرة والعصبية والقلق النفسي والانطوائية ومشاكل التغذية ونوبات الغضب والبكاء والشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس والاكتئاب النفسي والعيوب الكلامية والتبول اللاارادي وبعض العادات السيئة مثل قضم الاضافر ونتف الشعر ومص الابهام وجرش الاسنان وهز الكتف ورمش العين. واشارت الى ان الطفل المنطوي غير المتفاعل مع المدرسة والذي لايشارك في الانشطة التربوية وخافض الصوت والخجول مثال للطفل الذي يعاني من الاضطرابات النفسية. واوضحت ان علاج مثل هذه الحالات يتم عبر اتباع مجموعة من الخطوات وهي: عدم القسوة في المعاملة, واتاحة الفرصة للاستمتاع بالحياة الاجتماعية, واتاحة الفرصة للاختلاط بالناس, وعقد الصداقات, والدخول في انشطة تربوية هادفة, والمشاركة بالرحلات والمعسكرات والنوادي كل ذلك بالاضافة الى العلاج النفسي. وفي حالة الطفل الذي لديه نوبات غضب وبكاء فيقفز او يرفس او يلقي جسمه على الارض مع الصراخ فعلى المدرسة او المدرس ان يحافظ على هدوءه وبعد ان يهدأ الطفل لابد من تعريفه ان طريقته في الغضب خطأ ولكن من حقه الغضب ولا يتم تحقيق رغبته بسرعة والتقليل من الاوامر وعدم احباط رغباته وذلك بالاضافة الى العلاج النفسي. مشكلات سلوكية اما بالنسبة للمشكلات السلوكية فاعراضها كثيرة ومنها العدوانية والعناد والكذب والهروب والتخريب والسرقة. وتناولت الدراسة نموذجية لهذه المشكلة ومنها الطفل الذي يسرق اشياء تافهة من زملائه لحب التملك او محاولة تأكيد الذات او للغيرة او بسبب رفقاء السوء او بسبب قسوة البيت او بسبب مشاهدة افلام اللصوص او لضعفه العقلي, وفي هذه الحالة تتم خطوات العلاج كالاتي: توفير جو عائلي هادىء, وتوفير الضروريات اللازمة للطفل, ان يكون له دولاب خاص بالمنزل, الاندماج مع الجماعات السوية, خلق شعور بالملكية واحترام ملكية الاخرين, ترشيد طاقته الزائدة الى انشطة تربوية هادفة او ممارسة هوايات او العاب رياضية او مزاولة اعمال يدوية, عدم تأنيبه او التشهير به امام الزملاء, وعدم الالحاح عليه للاعتراف بسرقته واشعاره بالحب والحنان لان الطفل لايسرق من يحبهم وذلك بالاضافة الى العلاج النفسي. وكنموذج اخر للمشكلات السلوكية وكيفية حلها طرحت الدراسة مشكلة طفل يكذب ولايشعر بكذبه لتغطية ذنوبه وهو بداية للانحراف عند الحدث وربما يكون خياليا او دفاعيا انتقاميا او تبريريا او دعائيا او مقصودا او لاشعوريا لعقدة نفسية عنده. العلاج وعلاج هذه الحالة عدم التفرقة بالمعاملة وعدم القسوة وعدم التدليل واشعاره بالحنان والعطف واشراك الاسرة بالعلاج لتعديل بيئته واتاحة الفرصة للمغامرة والاستمتاع بالحياة واشراكه بانشطة تربوية هادفة وتوجيه نشاطه الزائد الى ممارسة الهوايات او الالعاب الرياضية او الاعمال اليدوية الحرفية ذلك بجانب العلاج النفسي وتعويد الطفل على التسامح ومساعدته على فهم المواقف الاجتماعية. ومن ابرز المشكلات التعليمية في مرحلة الروضة هي مشكلة التأخر الدراسي فقد يكون الطفل المتأخر دراسيا متوسطا او فوق المتوسط في نسبة الذكاء وذلك بسبب عوامل اجتماعية او امراض او صرع او عوامل نفسية او عوامل منزلية او عوامل مدرسية او عوامل اجتماعية. والعلاج الدوائي والنفسي يتصدران هذه الحالة بالاضافة الى تشجيع مظاهر الفرحة عند بدء الدراسة وتجنب اصدار الاحكام العاجلة عن المدرسة والمعلم امام الطفل وتعزيز رغبة الطفل في حب الظهور وتأكيد الذات وسط الآخرين وتشجيع الرغبة في القراءة والكتابة وتوفير الوسائل اللازمة وتوثيق الصلة بين البيت والمدرسة والمتابعة في الدراسة. وعقدت الدراسة مقارنة ما بين المدرس التقليدي والمبدع المبتكر وحثت المدرس او المدرسة على الابداع كأن يترك التلاميذ يختارون القصص ويكتبون تقارير الرحلات ويقوم بعقاب الطفل بالود الحازم وبعد التنبيه الثالث وان يغض الطرف عن الخطأ الاول والثاني, وان يلجأ للحوار والمناقشة مع التلاميذ ويتقرب منهم لمعرفة مشاكلهم واهتماماتهم وان يطلع على كل ماهو جديد في التربية وعلم النفس ويحاول تطوير نفسه. المدرس الناجح واكدت الدراسة على صفات المدرس الناجح وذكرت حوالي اربع وعشرين صفة لهذا المدرس اهمها: اتساع الافق وسعة الصدر والحنان, القدوة الحسنة وعدم التفرقة بين الطلاب والقدرة على حل المشكلات والحلم والديمقراطية والابتسامة والاخلاص والسيطرة على المشكلات داخل الفصل الدراسي وغيرها من الصفات الايجابية. وتطرقت الدراسة الى القابليات الانسانية وهي الخصائص النوعية المميزة لفطرة الانسان والتي يجب ان يتم اثراؤها مبكرا في الطفل وهي مقياس النجاح للتلميذ. وهي: القابليات البدنية: مثل انتصاب القامة واستخدام الابهام في الكتابة. القابليات المعرفية: مثل اللغة كيف ومتى ولماذا يستعملها وهي قابلة للتجديد والتغير. الجمال والاخلاق القابليات الاجتماعية والاخلاقية: مثل التعاطف والمشاركة الوجدانية والاخلاقيات والايثار والتسامح والوفاء والامانة والحب والعدل. القابليات الجمالية: مثل النظام والنظافة. القابليات الدينية: مثل الشعور بوجود الله وهيمنته. القابليات الفكاهية: مثل التحلل من قيود الواقع زمانا ومكانا وهو لعب ابداعي, ويتم تنمية هذه القابليات جميعا من خلال المسابقات والرحلات والمعسكرات والاذاعة وقراءة القصص وقراءة القرآن والمطالعة الحرة وتكوين الصداقات والزيارات الميدانية وربط البيئة بالدراسة والنوادي والجلوس مع الاسرة وممارسة الالعاب الرياضية والخروج الى الهواء الطلق وزيارة المريض. وفي نهاية الدراسة نظم جدول ارشادي يبين العوامل المسببة لاختلاف درجة ومستوى ذكاء الطفل. أبوظبي ـ فاطمة النزوري

Email