بعد التحية، بقلم: د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تبدأ السنة الدراسية بصوت مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية وندائه الى المجتمع ككل ان المدارس مغلقة لأنها بحاجة الى خمسة آلاف جهاز تكييف وان الدراسة بدون توفير هذه الأجهزة وغيرها في هذا الجو الخانق أقرب الى المستحيل, اذا أردنا فعلا بيئة تعليمية وتربوية مريحة لإفهام العقول وليس تسطيلها . دعاني مدير احدى الثانويات الى مشاهدة واقع الصيانة في مدرسته وخاصة ان توقيت الصيانة بدأ في يوم 28/8/99 ومع تعطل الحياة الطبيعية في أول يوم من الدوام الرسمي للإدارة المدرسية يعني ان يعيش الاداريون والمدرسون وسط الكم الهائل من مواد البناء والانتقال بين يوم وآخر من صف الى آخر وعلى رأسهم المدير طبعا لأن عمال الصيانة يلاحقون ويطاردون كل من في المدرسة حتى بداية اليوم الدراسي للطلبة ولا تنتهي الصيانة لأن العمل من الأساس متأخر في عملية التنفيذ وليس هناك تنظيم أو ترتيب معين بحيث تمضي الصيانة مع عدم توقف العمل اليومي في المدارس أو على الأقل عدم تعرضه للخلل سواء في التعامل مع المراجعين أو مع الجهات الأخرى وعلى رأسها الوزارة أو المنطقة التعليمية. لا أعرف الضرر الذي قد يلحق بالوزارة أو الجهة المعنية بالصيانة سواء كانت الاسكان أو البلديات اذا بدأت الصيانة مباشرة مع اغلاق أبواب السنة الدراسية وإلزام كل الشركات بالانتهاء منها في الوقت المحدد. لا أعتقد ان ما نريده هو لغز يصعب حله, فلو كان الأمر متعلق بالميزانيات وأوجه الصرف وتأخيرها فما المانع من وضع تشريع مالي يبعد عن ضرورات التربية الالتصاق بالروتين المعروف في الصرف المالي بالدولة؟ ان تكرار الحديث مع بداية كل سنة دراسية جديدة وكأن الموضوع شائك الى درجة عجزت فيها العقول عن تدبير هذه القضية الروتينية التي تتعرض لها المدارس وغيرها من أنواع البناء, ان من حق بعض الوزارات الخدمية عندما يصل وضعها المالي الى هذا النوع من التعقيد ان تستقل بميزانية خاصة بها تنظم بها شؤونها وفق ظروفها المختلفة عن الجهات الاخرى وإلا فإن وجود شركات خاصة لصيانة المدارس صار ضروريا لتحمل المسؤولية وإبعاد يد الوزارة المباشرة عن هذا الصداع الكلي المزمن فيبقى بيدها الاشراف غير المباشر من باب الحساب والكتاب. إن سرعة الوصول الى حل مناسب يجب ان يطرح قبل ان تمضي الأشهر الدراسية المقبلة وقبل ان يرفع الطلبة هواتفهم الى البرامج الاذاعية المباشرة لإيصال المئات بل الآلاف من الشكاوى وفق أعداد أجهزة التكييف العاطلة في جميع مدارس الدولة دون استثناء. دائما نقول ان التبرعات جزء من الحل وليس كل الحل والمسألة بحاجة إلى آلية مسلسلة للتنفيذ والتقيد بالأوقات المحددة دون الدخول إلى صلب الأوقات الحرجة للطلبة الذين ينالهم قسط وافر من روائح الأصباغ والدهانات التي تفقدهم عملية التركيز في الاستماع الى شروح المدرسين الذين يعانون أنفسهم من ضغط الأصوات المتلاحقة والمطارق القوية وكأنها تنزل على رؤوسهم ولا تسمع آذانهم. ارحموا الكوادر التعليمية والإدارية وكل المتعاملين معها من هذا الطقس الاجباري الثقيل على الرؤوس والنفوس فمن احتمل هذا الوضع في السنوات الماضية ليس بالضرورة ان يستمر في احتماله الى الابد. بقليل من التفكير السليم ننقذ الكثير اذا أردنا فعلا ان نتوصل الى حل دائم للصيانة الدائمة وإلا فالسنوات المقبلة هي الحكم بيننا وبينكم. د. عبدالله العوضي

Email