بعد التحية:بقلم- د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الترفيه عندما يتهم بعدم البراءة ماذا يمكن ان يحدث من اثر في المجتمع؟ كلما زاد حشد الوفود السياحية على الدولة فإن (البرور) او المناطق الصحراوية و(الرمول) تشكو من بعض هؤلاء السائحين , فسكان تلك المناطق يرفعون اصواتهم منذ مدة بأن هؤلاء او فئة منهم تستخدم حرياتها الشخصية البحتة لايذاء الآخرين, عندما تعلو اصوات الطبول والغناء والضحكات الصاخبة الى ساعات الفجر الاولى, فهذا خروج عن المألوف في تمضية السياح افراحهم ولهوهم بهذه الصورة البعيدة عن اعراف وتقاليد ومسلكيات المجتمع في مثل هذه المناسبات. هذا ما جعل من حملات التفتيش لدائرة السياحة بدبي كذلك ترفع من صوتها وتزيد من اعدادها وتكثر سعة اعينها الرقيبة لايجاد الحلول العملية لهذه الظاهرة الطارئة من خلال ترفيه السائحين مع الحرص الشديد كذلك على عدم مساس هذا القطاع بسوء من الناحية الاقتصادية كأحد البدائل الهامة لمرحلة ما بعد النفط. هذه الخطوة التي تم اتخاذها من قبل الدائرة المعنية تأتي في وقتها المناسب لأن كل امر يترك على علاته بدون قيود ينقلب ضد الاهداف المرجوة منه على المدى المنظور والبعيد كذلك. ابتداء نقول بأن ما يحدث من تصرفات غير مقصودة يؤدي لازعاج السكان في تلك البقاع الجميلة حيث الطبيعة الخلابة والمناظر الاخاذة. من هنا نرى من الضرورة بمكان قيام الدائرة المختصة بالسياحة وتنميتها بتوعية السياح وتعريفهم بخصوصيات مجتمع الامارات واعطائهم الافكار الصحيحة عن درجة الانفتاح التي يعيش فيها افراد المجتمع بصفة عامة, وهذا حق يجب الحفاظ عليه وعدم تعرضه للمساس تحت مسمى (صناعة السياحة) . فللمجتمع اعراف وتقاليد مستمدة من الدين الحنيف, لها نصيب وافر في صميم قلوب المؤمنين, فهي واضحة لدى الجميع بحيث من يحاول تخطيها او تجاوزها يثير اسئلة عديدة حوله وحول تصرفاته. فالوعي بتفاصيل الحياة اليومية لاهل البلد ضروري للسائح الاجنبي, ودرجة الاستفادة من تسهيلات السياحة بالدولة يجب ان تفهم وتنفذ في ضوء الخطوط العامة لما هو متعارف عليه وفق ظروف مجتمع الامارات وليس وفق ما يريد السائح القيام به خلال قضاء اوقات الترفيه كما يعتقده هو في بلده. ونظن بأن الحملات التفتيشية لدائرة السياحة بدبي لحماية زوار المدينة تأتي من هذا المنطلق الاجتماعي وهي التي ذكرت في اطار جهودها لتقديم خدمات سياحية متميزة للسائحين والزوار أنها قامت بحملتها الواسعة على السيارات الخاصة التي تقوم بنقل السائحين بدون ترخيص وكذلك على المخيمات الترفيهية في الصحراء لغير المصرح لهم. وجاءت هذه الخطوة في اطار تحسين المنتج السياحي في دبي بشكل عام, الامر الذي يساهم في تحسين صورة الامارة لدى جميع السائحين والزوار. ونشير بأن هذه الحملة بدأت في رمضان الماضي وما زالت مستمرة الى الآن وحتى القضاء على هذه الظاهرة نهائياً, وذلك بالتنسيق مع ادارتي المرور والتحريات بشرطة دبي. فالسياحة في بلدنا عنصر لا يستهان به لما فيه مستقبل الاقتصاد الذي يجب ان يتم الحفاظ عليه بكافة الطرق القانونية حتى يستقيم عوده ويقوى على تحمل اعباء ضعف اقتصاد البترول.

Email