بعد التحية:بقلم-د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهرجان دبي للتسوق 99م, لم يعد سوقا تقليدية لشراء مستلزمات الحياة اليومية لان هذه العملية قائمة على مدار ايام السنة ولا تتوقف بوجود المهرجانات او بدونها . فمن هنا يجد المتمعن في مجريات وأحداث وفعاليات هذا الكرنفال الذي ضم تحت اجنحته شعار (اكبر تجمع عائلي في القرن العشرين) وهو ليس حبرا على ورق كما عهدنا في كثير من الشعارات التي ما أن تقترب منها فلا ترى لها وجودا غير السراب الظاهر لذوي العينين كالماء فما هو الا هباء يصعب رؤيته بالعين المجردة. من أين لنا ان نعرف ان هناك حقائق تبنى على ارض الامارات من خلال هذا النمط الحي للنشاط المتحرك مع حركة الفرد في جميع المناطق من امارة دبي الدانة الفريدة وهي ما لا نجد لها مثيلاً بلا مبالغة, فهي محسودة, صدقوني لولا رعاية الله سبحانه وتعالى لها. قد تكون شهادتنا عند البعض مطعونة لاننا نعد جزءا من تراب هذه الارض المعطاء على الدوام, ولكن نظراً لانشغالاتنا اليومية بالعمل يصعب علينا رؤية ما يراه الزوار لان عيونهم اوسع وادق في التقاط المعالم التي ترسم خطوط الفن العريق في هذه المناسبة السنوية. ونحن ابناء البلد قد تحبسنا ظروف كثيرة عن المتابعة الميدانية لاربعمائة فعالية ضخمة خلال 28 يوماً فقط لا غير, اي بمعدل خمس عشرة فعالية لكل يوم على حدة وهذا غير ما يستجد من جزئيات وتفاصيل اخرى لا نسمع عنها الا عبر الاذاعات والتلفزيونات او نقرأ عن تفاصيلها الدقيقة من خلال الصحف السيارة. اما عن نفسي كرب اسرة من حقي ان اشارك مع أفراد عائلتي هذا الحدث العالمي لم اتمكن الا من زيارة جزء من عشرة اجزاء من القرية العالمية, قد يكون الزائر اوفر حظا لرؤية مالا نراه لانه جاء لهذا الغرض ولكن بعد تلك الزيارة بأيام اضطررت للحاجة القصوى للمرور بشارع الرقة وما خلفه من الحارات واذا بالوضع هناك اقرب الى الخيال, فهناك مدن كاملة انشئت وقرى اخرى سطرت معالمها وملاه بأشكال وألوان عديدة تطل على الزائرين او المارين بهذه المنطقة يصعب على الواحد ان يتمالك نفسه ولا يترجل من سيارته لكي يقضي ولو دقائق في جولة سريعة للاطلاع عن قرب عما يجري هنا, فكأننا في بلد ولد من جديد في ثوب قشيب, فحقت دبي بهذا ان تكون في مصاف الامم في العالم اجمع ولا نعذر من لا يستطيع ان يأتي الينا لكي يرانا بعينيه قبل لسانه وعقله حتى يكون حكمه منصفا وصادقا عنا اذا ما غادر ارضنا بعد هذه المتعة الشهرية والتي قل ما تتوافر في مجتمع بشري. اذا كانت هذه الشهادة من ابن البلد عند البعض كما قلنا مطعونة فسأنقل لكم شهادة ضيف عزيز هل علينا من قطر الشقيقة وهو الفنان غانم السليطي التقطته موجات اذاعة دبي في لقاء سريع وعابر كنا من السعداء لسماعه, وقد وجه اليه هذا السؤال ماذا تقول عن المهرجان؟ واجاب بعفوية تامة كدت ارتكب الحوادث تلو الاخرى وانا اقطع بسيارتي الخاصة الطرقات في دبي لشدة الانبهار فعيني لا تصمد على الطريق لمزيد من الانتباه لانها تضطر ان تسرق اللحظات من اجل النظر الى تلك الزينة المتناثرة يمنة ويسرة, فكنت الزم عيناي عنوة النظر الى الشارع حتى لا اذهب ضحية حادث عابر. وضيفنا العزيز جاء لكي يعرض مسرحيته القيمة عن امجاد يا عرب خلال ايام المهرجان, فهل سمعت عن سوق عكاظ وذي المجنة في تاريخ العرب القديم, فها نحن نعيد امجاد تلك الاسواق المشهورة ولكن في صورتها المعاصرة.

Email