بعد التحية،بقلم: د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتميز دولة الامارات من بين سائر الدول بسرعة بناء المشاريع فيها وتعدد وتنوع الخيارات المطروحة على جميع المستويات وهو من ضمن سمات المجتمعات المعاصرة التي تسعى لمواكبة كل جديد ونافع على مدار الساعة. وينطبق هذا المبدأ على المشاريع الاقتصادية بشكل واضح ويتبعها في ذلك المشاريع الاعلامية على وجه التحديد فيما لو حصرنا ماهو قائم حتى هذه اللحظة . ففي غضون سنوات قليلة جدا ظهرت على الساحة المحلية قنوات فضائية عديدة ثم لحقتها محطات الاف ام بدءا من ابوظبي وانتهاء بأم القيوين ولا نستبعد ظهور جديد آخر في الامارات الاخرى. وفقا لرؤية العصر الذي نعيشه ومقارنة بالمنافسة الاعلامية الفضائية وغيرها من التي تملأ سماءنا وارضنا فلا يمكن الوقوف ضد هذا النهج ما دام هناك طلب وعروض جيدة لتلبية اذواق الناس المختلفة ونحسب ان ولادة محطة ام القيوين اف. ام ماضية على هذا المنوال بهدف توفير الجديد للراغبين في المزيد. ونظرا لمتابعتنا اليومية لمعظم المحطات والاذاعات المحلية وغيرها وما تطرحها من برامج عديدة توقعنا ان يكون هناك برنامج جديد يشدنا للجوء الى محطة ام القيوين اف. ام. ولمعرفة هذا المطلوب المتجدد يمكن لاي مستمع الانتقال الرقمي السريع عبر كل الاذاعات واصدار حكم مبدئي ولا نقول قاطعاً لان فرصة تقديم الجديد وارد في هذه المحطة او غيرها في اي وقت. ولقد تعمدت الاستماع الى اذاعة ام القيوين اف. ام ولمدة يومين متتاليين وذلك من اجل الابتعاد عن التجني عليها دون سبب او مبرر مقنع. فالبرواز الاعلاني الذي يمكن لكل متابع الاستماع اليه يقول: منوعات غير شكل, في ام القيوين اف. ام سمعنا هذا المانشيت الاذاعي على مدار الساعة ولم نر, اقصد لم نسمع شيئا عن (غير شكل) , فالتكرار واضح جدا منذ اول وهلة وهذا الذي يولد السأم السريع لدى الباحث عن الجديد الحقيقي والفعلي في النوعية فحساب الكم وبهذا الاسلوب المعروض حاليا على المستمعين ليس في صالح الاذاعة الوليدة على المدى المنظور. لكل وليد جديد رائحة فواحة تعلن عن نفسها ويستقبلها الناس قبل رؤيته وهو ما نؤكد عليه في كل مشروع جديد يفتقد منذ البداية الى منهج عمل واضح وخطوط رئيسية بعيدة عن الغموض في رسمها امام المستمع وكسبه لصالح المشروع الجديد والا ضاع الهدف من وجوده لو كان الهدف مجهولاً او يضرب بأذواق المستمعين عرض الحائط. اذا كان بعض خبراء الاقتصاد يحذر من سلبية ظاهرة تكرار المشاريع نفسها في كل دورة عمل فهذا المشروع الاعلامي ينطبق عليه هذا التحذير, فمن اجل المضي الى الامام وعدم التعثر من الخطوة الاولى لابد من مراعاة وتحديد منهجية واضحة ومختلفة عما هو موجود على الساحة المحلية, فأمامنا تجارب لمحطات اف. ام محلية وخليجية وعربية وعالمية فالمحطة الجديدة لابد ان تجيد سياسة البث الواعي.

Email