في تقرير اعدته وزارة الصحة: المرحلة الاولى لمبادرة الاخلاقيات الطبية تنتهي في يونيو المقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد وزارة الصحة حاليا لاصدار مسودات الوثائق الاولية وتعليمات الممارسة المهنية للعاملين بالوزارة, ومسودة الرؤية الاستراتيجية والاهداف المستقبلية والقيم الكفيلة بانجاح واقرار برنامج الاخلاقيات للرعاية الصحية الاولية . وتقوم الوزارة بتنفيذ المرحلة الاولى من الخطة الزمنية الموضوعة لتنفيذ البرنامج والتي تستمر حتى نهاية يونيو المقبل, وسيتم خلالها ايصال مغزى واهداف البرنامج الى مختلف الجهات المعنية وتحديد المواد والمصادر الاولية اللازمة لانجاحه. وجاء في تقرير اعدته الوزارة حول اخلاقيات المهنة ان البرنامج المدرج ضمن استراتيجية الوزارة للسنوات المقبلة, فضلا عن كونه مبادرة بعيدة المدى تستهدف احداث قفزة نوعية في مستوى الخدمات, فانه يسعى لتحقيق ابعاد استراتيجية ومكتسبات تشمل جميع مستويات الدولة, حيث ان المتوقع ان يتطور البرنامج لاحقا ليصبح موضوع حوار شامل يحظى باهتمام العديد من الجهات والمؤسسات بالدولة, وذلك نظرا لما يمكن ان يحققه من ايجابيات تضمن استمرار المكانة المتميزة التي تحظى بها الدولة في المنطقة. ملامح التميز واظهر التقرير ان ما يميز البرنامج هو انه لا يقتصر في جوهره على النقل المباشر للتقنيات او المعارف التي جرى تطويرها في الخارج, كما هو الحال بالنسبة للعديد من البرامج المتعلقة بتحسين الاداء, انما يقوم البرنامج على استلهام القيم الدينية والاجتماعية والوطنية الخاصة بمجتمع الامارات كمجتمع عربي مسلم, وشحذ القدرات الذاتية لتحقيق مستويات مهنية تضاهي في رقيها الانظمة العالمية الراقية. واكد التقرير قدرة وزارة الصحة على انجاز البرنامج غير ان اشراك مؤسسات حكومية واكاديمية اخرى في صياغة البرنامج يستهدف ايجاد درجة عالية من التوافق والوعي باهمية البرنامج وضرورته لمختلف اوجه العمل والحياه المهنية. واشار الى ان الوزارة اعتمدت في تنفيذ البرنامج على مجموعة توجهات, منها: ضرورة تأمين الاشراف المركزي لرسم الخطوط العريضة للبرنامج ومراقبة تنفيذه حيث صدر في هذا الشأن قرار وزاري بتشكيل لجنة وزارية للاشراف تضم مجموعة من صانعي القرار بالوزارة... وضرورة توسيع قاعدة المشاركة في الجانب التنفيذي للبرنامج, باعتباره نواة لمشروع وطني شامل, وتجسد ذلك بتشكيل هيئة تنسيق موسعة يشارك بها عدد من المؤسسات الحكومية والطبية والاكاديمية والمهنية. عوامل النجاح ورأى التقرير ان اهم عوامل نجاح البرنامج يتمثل في مشاركة العاملين في مؤسسات الوزارة في مهام الصياغة الفعلية بحيث يصبح دليلا لهم في حياتهم المهنية, ولذلك بادرت هيئة التنسيق الموسعة بترتيب دورة تدريبية جمعت خلالها عددا كبيرا من المهنيين والاداريين للاضطلاع بمهمة نشر مضمون واهداف البرنامج في مختلف المؤسسات والمناطق الطبية. واشار الى ان نجاح تنفيذ مبادرة اخلاقيات المهنة سيعود بمكاسب كبيرة على العاملين بالوزارة وعلى المرضى والمراجعين ايضا, موضحا ان الوزارة ترى انه لابد من تطوير معايير متناسقة وموحدة تشكل اساس الاخلاقيات المهنية والالتزام بالتعليمات الصادرة في شأنها, بما تشمله هذه المعايير من معايير حفظ الملفات الطبية للمرضى والمعلومات التي ينبغي الحصول عليها وكيفية تدوينها وفترة الاحتفاظ بها. خمسة أهداف وحددت الوزارة خمسة معايير مبدئية سيجري العمل على تحقيقها خلال المرحلة الاولى من البرنامج واشتملت على معايير اخلاقيات مهنة الطب واخلاقيات العمل في المؤسسات واخلاقيات السياسة الطبية والاخلاقيات البيئية واخلاقيات التأهيل الاكاديمي والمهني. وذكر التقرير انه فيما يتعلق باخلاقيات مهنة الطب ستنحصر المعايير التي ترغب الوزارة في تحقيقها في ايجاد اسس سليمة للعلاقة بين الطاقم الطبي والمرضى, واقرار حقوق المريض وتحقيق معايير جودة الخدمات وحق المريض في اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجه, والمساواة في الاستفادة من الرعاية الطبية وسرية المعلومات حول المرضى وحقهم في معرفة متطلبات علاجه ونوعية الحالة المرضية التي يعاني منها. وبالنسبة لاخلاقيات العمل في المؤسسات الطبية فيجب ان تتم وفقا لمبدأ (الاولوية للمريض) , بحيث تتحد جهود العاملين في المنشأة لصالح المريض بالدرجة الاولى بغض النظر على التكلفة او اية اعتبارات اخرى, اضافة الى اعتماد مبدأ (تجنب المخاطرة) من خلال اللجوء الى اساليب تشخيصية متعددة والتوصية بالبقاء في المستشفى لفترات طويلة للتقليل من فرص الدعوات القضائية من طرف المرضى. المعيار الأخلاقي واوضح التقرير ان المعيار باخلاقيات السياسة الطبية يتمثل في تخصيص كل الموارد الضرورية والنادرة لانجاح برامج زراعة الاعضاء والجراحات التخصصية النادرة بما تشمله من جراحات القلب والاعصاب وكذلك تحديد السياسات والارشادات المتبعة في المستشفيات وتشجيع البحث العلمي في مجالات الطب المختلفة وايجاد مصادر لتمويله وفقا للشروط والمعايير المعتمدة والتي تقرها العقيدة والمجتمع. اما بالنسبة للاخلاقيات المتصلة بالبيئة والتأهيل المهني فقد شددت الوزارة على ضرورة التخلص الآمن من النفايات الطبية والتعامل السليم مع الاشعاع المستخدم في التصوير وكذلك على التوسع في البرامج التي تكفل الارتقاء بالمستوى المهني للعاملين. تحديات رئيسية وكشف التقرير اهم التحديات الرئيسية التي يواجهها البرنامج حيث يجب تطبيق المعايير الكفيلة بانجاحه بشكل موحد في جميع المؤسسات الطبية, وبطريقة تكفل في نفس الوقت المرونة, بما يتناسب مع الواقع العملي, والقضاء على اية تناقضات بين الاولويات الوطنية والاحتياجات الصحفية, والعمل على بلورة توافق وطني شامل حول القضايا المتعلقة بنظام الرعاية الصحية وكذلك الاهتمام بالحفاظ على القبول الذي يحظى به البرنامج حتى لا يتلاشى كأي فكرة جيدة لم يكتب لها النجاح. واشار الى ان طبيعة مبادرة الاخلاقيات المهنية تتطلب وضع آليات تنظيمية تساعد على الوصول الى اهدافها وذلك عبر ايجاد آلية للاتصال والتعميم تكفل نشر الوعي بالبرنامج وانظمة للمتابعة لاتاحة امكانية مراقبة البرنامج والنتائج المترتبة عليه, وانظمة لايصال المعلومات وللرقابة لتأمين الالتزام بالسياسات والقوانين الواجب تطبيقها وحصر اية مخالفات بشأنها والتعامل معها. وذكر التقرير انه بانتهاء المرحلة الاولى من البرنامج ستكون المسودة الاولى لمبادئ الممارسة المهنية للعاملين بالوزارة قد استكملت وان القيم والاهداف والرؤية المحورية للمبادرة الهامة ستكون قد تحددت بما يكفل تحقيق التقدم المنشود للخدمات الطبية على ارض الدولة. أبوظبي ــ محمد مصطفى موسى

Email