بعد التحية،بقلم:د.عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بصراحة تامة نشر صاحب السمو رئيس الدولة مسك الختام على القادة في القمة التاسعة عشرة لدول مجلس التعاون, مشيرا الى انه بالصراحة في القول والفعل نزداد ترابطا ووئاما, وبالصراحة نتمكن من انجاز ما وعدنا بانجازه في السنوات السابقة واللاحقة . وعاهد صاحب السمو نفسه واخوانه ان يكون في مقدمة الركب حيث الاغلبية المتفقة على رأي ما ولن يرضى ان يخالف هذا الاتفاق ابدا واذا حدث ذلك سهوا فسوف يبادر من تلقاء نفسه بتصحيح الامر بالافعال العملية امام اخوانه قادة دول مجلس التعاون. لافض فوك يا صاحب السمو وسدد الله خطاك, فلقد وضعت الدواء المناسب على جروحنا القديمة. ان المبالغة في المجاملات اضاعت علينا فرص الوحدة في اتخاذ المواقف المناسبة وقت الصعاب, فلو اننا اخذنا بعضنا البعض بالمصارحة قبل المصالحة لكان طريقنا الى الوحدة العربية اقصر ولما احتجنا الى الجهود المضنية التي تبذل من قبلكم لاعادة المياه الى مجاري الامة العربية جمعاء. أليس في الصراحة راحة للنفوس والابدان وازالة لما في القلوب من الادران العالقة لاسباب قد تكون احيانا جانبية لاتستحق منا القطيعة او الاعتداء على بعضنا البعض في شتى صوره الاعلامية او الميدانية. صاحب السمو رئيس الدولة لقد كنت في ترحيبك بالضيوف الكرام قمة في الاخلاق, اضفت الى قمة التعاون شعلة لمواصلة المسيرة وعدم التواني او التخلف عن الركب الذي يمضى ولا يلتفت الى الوراء حتى لايتوقف الا وقفة محاسبة للنفس لاعادة الامور الى نصابها. ان صراحتكم في البداية والنهاية وما بينهما هي عين النجاح لهذه القمة والصراحة التي دعوتم اليها جميع القادة هي اهم توصية بل واجب وضعتموه في اعناق الجميع, وانت ياصاحب السمو وضعتم انفسكم على رأس القائمة التي تنطبق عليها هذه السمة الاخلاقية السامية والنابعة من سمو مقامكم. ونعتبر نحن الابناء ان هذا التوجيه بالصراحة في الاقوال والاعمال درس لنا ولكل من يأتي بعدنا ونبراس له اذا اراد ان يجد السير ويتحمل الامانات الكبرى لبناء مستقبل زاهر مليء بكل ماهو نافع للامة العربية والاسلامية سواء بسواء حتى الوصول الى العالم المحيط بنا من كل اتجاه. ان على كل من يأتي بعدكم من المسؤولين وعلى اختلاف درجات هذه المسؤولية وضع توجيهاتكم الرشيدة موضع التنفيذ كل في مؤسساته حتى يتم التواصل ما بين القمة والقاعدة بكافة شرائحها. فلقد آن لنا ان نصارح انفسنا اولا بأوجه القصور فيها حتى نتلافاها بعيدا عن جو الازمات لان من يملك زمام نفسه في المشقات يسهل عليه التعامل في الظروف العادية مع الآخرين. صاحب السمو كلماتكم النيرة التي خرجت من فطرتكم السليمة كان صداها في قلوبنا لانها خرجت من قلب ناصح, ناصع البياض لا يحمل بين طياته غير حب الخير لجميع البشر.

Email