بعد التحية: يقلم: د. عبد الله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد هذا العمر من الاتحاد ماذا نريد ان نرى من ثمراته في السنوات القادمة على وجه التحديد, فالدستور الدائم يعيننا على قول ما نسعى الى تأكيده لأهميته في استمرارية البناء وعدم التوقف عند ما وصلنا اليه في السنوات السابقة. لان الوقوف يعني انه لاجديد في الافق أو أن الايدي اصبحت خالية الوفاض وهذا مالا نقبل به مهما كانت الظروف والمستجدات والتحديات صعبة وشاقة , فآمالنا أكبر لمواجهة كل ذلك ولن نرضى بتحقيق القليل ابدا, فالمطلوب دائما هو الأكثر في الكم والنوع ودون ذلك لانريد. نريد من وزارة التربية والتعليم وانتهاء بالجامعة في مناهجها التي تهتم بالجانب الوطني التركيز الشديد على معاني الاتحاد وذلك من خلال الصور العملية التي تحققت من خلالها أجمل المعاني على أرض الواقع. نريد من الاجيال القادمة ألا تغفل لحظة واحدة بأن مصيرها مرتبط بالاتحاد, ان الانتماء وتنميته واجب رجالات التربية والتعليم في كافة المراحل الدراسية, ان تقوية هذا الصرح في نفوس افراد المجتمع لابد ان تأخذ حقها وتتوغل في قناعاتنا الفكرية وتعزز من البناء السليم في كل الاوقات. ان الاتحاد ذاته يقوي الامكانات ويوفر المتطلبات اللازمة والضرورية للحفاظ على المكتسبات, ولقد اخذنا من هذا المعين فآن الأوان لرد الديون بالعطاء المضاعف حتى نختصر الزمن الذي مضى بالزمن الذي نعيش والغد المرتقب. إن حاجة الاتحاد شديدة جدا للتخلي عن روح التخاذل والتكاسل بالاعتماد على الآخرين في تصريف شؤون المجتمع, فمسؤولية المواطن تكبر يوما بعد آخر, فهو لم يعد رقما مهملا في المعادلة الاتحادية لانه عنصر هذا التركيب الحيوي فبغيره يعني التراجع عما نصبو اليه. عندما يكون البديل عن المواطن للقيام بالادوار الهامة في البناء بيد غيره فهذا يعني أن الخلل من الاساس فينا, فتحمل ضرورات المستقبل يلزمنا بان نصنع الظروف التي تؤهلنا لدعم المسيرة الاتحادية على الدوام. يسرنا ان نرى منجزات الاتحاد تتزايد وتتضاعف يوما بعد آخر امام اعيننا واعين الاخرين من حولنا تغبطنا ونتمنى ان يصلوا الى المستوى الذي وصلنا اليه. ولكن فيما بين انفسنا الرضا بالموجود شيء والبحث عن المنشود شيء آخر, ان بين ايدينا كنزا بني في تدرج السنوات الماضية ولم يتم اكتشافه فجأة دون سابق انذار. لقد كان الاتحاد فعلا مقصودا وعملا تطلب من الجميع التضحيات الجمة حتى نلنا المراد وكأنه لقمة جاهزة وضعت في فم الصغير دون ان يشعر ابدا بتعب القائمين على اعدادها وفق افضل المواصفات الصحية, فصحة الاتحاد وعافيته وابعاده عن مواطن الضعف يجب ان يكون هم الجميع وبه يقاس حقيقة الانتماء اليه.

Email