جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تظاهرة اسلامية تعكس اعتزاز المسلمين بدينهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم والتي أمر بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع أكبر جائزة دولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم , هدفها خدمة كتاب الله عز وجل وتحفيز أبناء الأمة الاسلامية لادراك واجبهم تجاه عقيدتهم الاسلامية السامية من خلال ايجاد روح المنافسة الايجابية بينهم لتشجيعهم وبذل الجهد والوقت في مجال حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده. وقد أتيحت المشاركة لأبناء الدول العربية والإسلامية ولأبناء الجاليات الاسلامية في العالم حيث أجيز لكل دولة ترشيح أحد أبنائها للمشاركة في فعاليات الجائزة. كما تم تأسيس جائزة عالمية تعتبر الشق الثاني لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تمنح لشخصية اسلامية يتم اختيارها وفق أسس ومعايير مناسبة تحددها اللجنة التنظيمية للجائزة في اطار توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وقد خرجت فعاليات الجائزة العام الماضي بصورة مشرفة للاسلام والمسلمين, وكانت تظاهرة اسلامية أبرزت للعالم مدى اعتزاز المسؤولين وجمهور المسلمين بدينهم وايمانهم, بل كانت بحق مناسبة اسلامية, أقيمت من خلالها الكثير من الأنشطة الثقافية الدينية كالمحاضرات والندوات التي شارك فيها علماء المسلمين الذين حضروا لاثراء الجائزة بعلمهم وآرائهم. وقد عبر العلماء عن بالغ سعادتهم بظهور الجائزة, واعتبروا ان وجودها يعيدنا الى ما كنا نجده من اهتمام الأمراء بالعلماء وبحفظة القرآن الكريم. الحضارة الاسلامية يقول الدكتور يحيى هاشم فرغل أستاذ العقيدة بقسم الدراسات الاسلامية بجامعة الامارات ان المسلمين جميعا سعدوا بظهور جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم العام الماضي, ولاحظوا المستوى الكبير لها وما حققته للشباب والأطفال الحافظين للقرآن الكريم. وأضاف ان الجائزة استمدت قوتها من صاحبها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع الأمر الذي يعيدنا الى ما كنا نجده في تاريخ الحضارة الاسلامية من اهتمام الأمراء بالعلماء وبحفظة القرآن الكريم, والعمل على تشجيعهم والقيام بالدور المطلوب منهم في خدمة الاسلام والمسلمين والرقي بهم. وأكد ان الجائزة تدل على وعي تام بضمير الأمة ومحاولة انعاش ذاكرتها في مجال العلم والعلماء ودفعهم الى التنافس الشريف في هذا المجال. وما أضيف الى هذه الجائزة هو الاختيار الموفق لفضيلة الداعية الامام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله, حيث بدأت بداية موفقة, وأعطت الفرصة للكثيرين من العلماء الأكفاء العاملين على كتاب الله وخدمته وعلى الدعوة الاسلامية أعطتهم الفرصة للحصول عليها ونيل لقب الشخصية الاسلامية, وفي واقع الحال أصبحت تقلق مضاجع الباحثين والتطلع لهذا المستوى ليس للحصول على مادتها وانما للوصول الى هذه التسمية. ويؤكد الدكتور يحيى هاشم فرغل ان هذه الجائزة جعلت الأروقة العلمية تتحرك حركة ناشطة واعية لأن الجائزة من الناحية المعنوية على مستوى عال, وهي تجمع بين خيري الدنيا والآخرة, وهكذا, يكون الاستثمار الصحيح لأموال المسلمين التي وضعها الله في يد أولياء الأمور, ويسعدنا ان تكون حركة هذه الجائزة للأمام, وزيادة قوتها فيما جعلت من أجله لجذب العلماء للعطاء والعمل لخير المسلمين. وما قام به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يعتبر ــ بالاضافة إلى جوائز أخرى ــ دليل قوة في الأمة الاسلامية, ونرجو ان يكون هناك أيضا من يبادر الى هذا العمل من الأثرياء والمسؤولين القادرين, وعندئذ تتكاثر الحوافز التي تكون جاذبة لمن يريد هذا السمو والرفعة, وتعطي مجالا عظيما للتنافس بين العلماء. رحمة مهداة ويقول الشيخ أحمد الرفاعي من دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي: القرآن الكريم هو رحمة مهداة للبشر وشفاء عام يقيهم مخاطر الأمراض القلبية والعقلية والسلوكية وهذه الأمراض التي متى تفشت كانت ايذانا بهلاك الانسان والمجتمع, ولأجل ما يدعو اليه القرآن الكريم في الهداية والصلاح كانت الدعوة الى اتباعه والاقبال عليه, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) . وليس من شرف يناله المقبلون على القرآن الكريم تعلما وحفظا وسماعا وعملا أعظم من ان ينسبوا الى الله سبحانه. قال عليه الصلاة والسلام: (ان لله تعالى أهلين من الناس, قيل من هم يا رسول الله, قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) وانما سموا بذلك تعظيما لهم وتكريما) . وفي حديث آخر, يعزز هذا المقام يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (القرآن أفضل من كل شيء دون الله, وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه (اذ كلام الله منه سبحانه) فمن وقر القرآن فقد وقر الله, ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحق الله وحرمة القرآن عند الله كحرمة الوالد على ولده, والقرآن شافع مشفع (يوم القيامة), وما حل أي مخاصم مصدق, متى شفع له القرآن شفع, ومن جعل القرآن أمامه قاده الى الجنة, ومن جعله خلفه ساقه الى النار, حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله الملبسون نور الله) . ونحن نرى اثر القرآن الكريم في حياة الناس في الدنيا سعادة وطمأنينة وسكينة ثم صبر, صفات تحكم علاقات الافراد في ظلال الايمان والاخلاق الحميدة الفاضلة المنبعثة من ثنايا هذا الكتاب العظيم. وفي الآخرة, نرى أثر القرآن شفاعة وحجة للعاملين به المهتمين لأمره, تدخلهم الجنات الواسعة المعدة للمؤمنين. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يروى عنه (أكرموا حملة القرآن, فمن أكرمهم فقد أكرمه الله, الا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم فإنهم من الله تعالى بمكان) . واكرامهم هو رفع لقدرهم الذي تحصل لديهم من قدر القرآن, وهو بلا شك سبيل مهم, لينتبه المجتمع لدور هذا الكتاب العظيم في احياء النفس والمجتمع وجعلهما يتمتعان بالاستقامة والصلاح فيقبلوا عليه. فهنيئا لمن سعى في هذا الاكرام وكان سببا في انشاء هذه الجائزة, والله نسأل القبول والفتح على قلوب المنتسبين لهذه الامة لتقبل عليه وعلى كتابه. تحقيق النجاح ويقول الشيخ احمد اسماعيل الواعظ بدائرة اوقاف دبي ان الله يختص رجالا للحفاظ على كتاب الله القرآن الكريم وفي دولتنا المباركة برزت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم نبراسا يهتدي بهديه الكثير ويقتدي بخيره المسلمون, وأقولها خالصة لوجه الله ان هذه الجائزة أثلجت صدورنا وتؤكد دعم ورعاية حكام المسلمين لحفظة القرآن الكريم والعلماء, وتكريمهم هو تقرب الى الله سبحانه وتعالى, فالقرآن كلام الله وشريعته الى أهل الارض فمن عظمه وكرمه عظمه الله وكرمه. مناسبة عظيمة ويقول محمد عبدالله: ان تأسيس جائزة كبيرة مثل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وتنظم سنويا في شهر رمضان وهو شهر القرآن فانها مناسبة عظيمة للمسلمين لأن يعرفوا عظمة دينهم ويؤكد على الالتزام بقيم ومبادئ الاسلام الحنيف وبناء المسلم ثقافيا وعلميا استنادا الى الدستور الشامل كتاب الله عز وجل, ودستور الحياة المتكامل. ولا شك ان من تيسر له حفظ القرآن الكريم وعمل به ستفتح امامه كل ابواب الخير ويحقق النجاح في مجالات الحياة, والجائزة جاءت في وقتها لتضيف رصيدا متميزا لمدينة دبي مدينة الجوائز. كتب - السيد طنطاوي

Email