بعد التحية،بقلم: د.عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن متطلبات عملية التطوير الماضية بالدولة هناك حاجة ضرورية لوجود مؤسسة بحثية مركزية تخدم كل مؤسسات الدولة للمرحلة المقبلة.لا يخلو مجتمع الامارات من مراكز للبحث والمعلومات كل مؤسسة على حدة وهو عبارة عن جهود فردية مبعثرة هنا أو هناك ولكن من وجهة نظرنا أن الحاجة الى وضع تلك الجهود في مؤسسة واحدة على مستوى الدولة هو أجدى للتقدم المنشود. ولا يمنع وجود مراكز فرعية لهذه المؤسسة في كل إمارة على وجه الخصوص من باب سرعة تبادل المعلومات فيما إذا حالت المسافات دون الوصول الى المركز الرئيسي دائما, هذا مع علم الجميع بأن المسافات ليست عقبة في زمن الانترنت. هذا الحديث يدور الآن على أكثر من مستوى ابتداء من العاملين في مجال البحوث ونظم المعلومات وانتهاء بمن أحسوا بأن هناك حاجة فعلية لهذه المؤسسة المرتقبة. ومبررات وجود هذه المؤسسة من الناحية الواقعية كثيرة من أهمها ضرورة العمل على توثيق كافة الوثائق الصادرة من أعلى سلطة بالدولة متمثلة في المجلس الاعلى الاتحادي نزولا الى كل المؤسسات الاتحادية الاخرى التي تتابع كل القضايا التي تهم الوطن والمواطن سواء كانت على هيئة مشاريع وقوانين الاسكان, البورصة, المعاشات... الخ. أو حتى القرارات والتعاميم الادارية في كافة الوزارات الاتحادية والمؤسسات التابعة لها, فهذا الكم الهائل من المعلومات الوثائقية بحاجة الى جهة مختصة تتفرغ كليا لخدمتها علميا وبحثيا لأنها في النهاية هي تاريخ هذه الدولة التي تجاوزت عمر الربع قرن وهي فترة حرية بالتوثيق الوطني من أجل خدمة الوطن من شتى النواحي. ولن تعجز الامكانات ولن تقف أبدا حائلا دون الوصول لشكل معين لهذا الجهاز الذي يمكن أن يكون في يوم ما قبلة للباحثين من الغرب والشرق. ان الوثائق التي ندعو الى توثيقها علميا وفق أحدث التقنيات بحاجة الى من يتبناها سواء كان شخصا غيورا على ممتلكات الوطن الفكرية أو مؤسسة ما تسعى لتقديم هذه الفكرة بعد دراستها وبلورتها الى الجهات التي لها علاقة بالهم والشأن الوطني للدولة. ولا يمنع هنا أن يكون المجلس الوطني الاتحادي هو الخيط الرفيع والمتين لايصال هذه الرسالة الى من ينتظر تحقيق هذه الأمنية في أقرب فرصة ممكنة ويا حبذا لو تبدأ نشأة البذرة من خلال هذا المجلس الذي يتحسس هموم أبناء الوطن في كافة شؤون حياتهم الآنية والمستقبلية. فالوقوف أمام هذا المشروع مكتوفي الأيدي لا ينفعنا قيد أنملة لأن الزمن لا ينتظر والمشاريع تتزاحم في فترة زمنية قياسية وتوثيقها لا يقل أهمية من تلك المشاريع. د. عبد الله العوضي

Email