بعد التحية:بقلم- د. عبدالله العوضي
إن كنت في حاجة الى شيء ما, فاحتفظ بالارشادات الخاصة به, لان مع تزايد التقنية في مكان العمل, يعاني الكثير من الناس, ضغوطا اضافية ناتجة عن عدم الامان في استخدام آلات عالية التقنية . فكم عدد الذين واجهوا احباطا قويا عندما وجدوا انفسهم غير قادرين على الخروج من برنامج كمبيوتر لاكتشافهم بأنهم مع استعجالهم فقد اغفلوا خطوة بسيطة واحدة, وهي لو انهم وضعوا كتيب الارشادات في متناول ايديهم للرجوع اليه عند الحاجة, لما كان في الامكان رفع مستويات ضغوطهم بهذا الشكل الحاد الى درجة ان البعض يدمر الجهاز بأكمله في محاولات مستميتة للخروج من المأزق التقني فلا يوفق وقد يأبى البعض الآخر حتى تقبل الارشادات من الآخرين. ان مكاتبنا ومنازلنا مليئة بالاجهزة ومعظمها يأتي مصحوبا بكتيبات ارشادية ومع ذلك فقد اشارت الاحصاءات بأن مثل هذه الارشادات نادرا ما تقرأ بل ونادرا مايتم اتباعها. مع القدرة على تحويل حبات الرمل الى رقائق سليكون, فقد ظهرت موجة من التغيير التقني غمرت عالم العمل برمته وسوق العمل الذي كان متخما برأس المال اصبح متخما بالافكار. ولم يعد التنافس مقصورا على اختيار مساهمين في مؤسسة يملكون ثروة ضخمة, وانما الحاجة اصبحت اكثر لمن يملكون عقولا مبدعة ومن كل الطبقات الاجتماعية وفي كل انحاء العالم ومن كل الاعمار. لقد اصبح البقاء متوقفا على مدى التكيف مع الواقع الجديد, ومع ذلك وبوجود العديد من الناس يرتدون خوذة الحماية ويقاومون اعادة التعليم, فقد اصبح التكيف معقدا. ان الاساليب القديمة لاداء الاعمال بالنسبة لمعظم المهن, في معظم الشركات والمؤسسات مجرد وصفات للافلاس, فبدلا من اخذ فترات راحة مجدولة في نظام ورديات العمل, فقد يحتاج روتين العمل لدى مشغل الكمبيوتر الانطلاق بسرعة بصورة عفوية, والتفكير بصوت عال في محاولة تشجيع على التفكير المبدع بغرض انجاز العمل. وان واحدة من اكثر التغييرات اهمية في دور المديرين اليوم تتمثل كما يبدو في شكل من اشكال الفصام المؤثر. فمن جانب, فقد تتطلب شروط العمل الجديدة قرارا بفصل بعض الموظفين عن العمل, ليتم استبدال وظائفهم بأجهزة تقنية, وفي هذه الحالة ينتهج المدير اسلوب (الفصل من الخدمة) ومن ناحية اخرى, قد تتطلب اساليب العمل الجديدة مهارات جديدة, وحينما تكون المهارات متوفرة من بين الخريجين الجدد وليست من بين العاملين المفصولين, في هذه الحالة قد يجد المدير نفسه منتهجا (أسلوب التوظيف) .
