آلاف الأسماك استوطنت البيوت الجديدة خلال ثلاثة أشهر: نجاح كبير لتجربة المشدات الاصطناعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت مجموعة الامارات للبيئة البحرية في ابتكار بيوت اصطناعية مطورة للأسماك (مشدات) وذلك باستخدام مواد صديقة للبيئة تعمل على حماية البيئة البحرية وتمنع التلوث الضار بالاسماك والحياة البحرية, وذلك بالتنسيق التام مع بلدية دبي . وذكر علي صقر السويدي رئيس مجموعة الامارات للبيئة البحرية ان المجموعة طورت الفكرة التي ظهرت في أمريكا, حيث تم انشاء المشدات بتصميم جديد يتناسب مع التيارات البحرية وطبيعة أسماك الخليج مع تغيير المواد التي استخدمت في التصنيع, حيث وقع الاختيار على الخرسانة لأنها تعمر أكثر من 200 سنة, ومع انتقاء أنواع معينة من الاسمنت والحديد والرمل غير المضر, وتم تفريغها وتثقيبها بشكل مدروس. كما تمر (المشدات) بخطوات عديدة قبل تصنيعها تؤهلها للبقاء فترات طويلة في قاع البحر بشكل ينسجم مع كافة الاهداف البيئية. وأضاف انه تم البدء في التجربة خلال شهر يونيو من العام الماضي, حيث تم انزال البيوت في قاع الخليج لمسافة من 50 الى 80 قدما في مناطق سبق دراستها وفحص القيعان فيها للتأكد من عدم وجود أي أثر للحياة البحرية والكائنات والشعب المرجانية فيها.. وبعد عشرة أيام بالضبط, بدأت الاسماك في التوافد والاستيطان في (المشد) الذي يتكون من عدد من (البلوكات) في كل (بلوك) حوالي 60 بيتا وبه عدد من الفتحات المدروسة التي تساعد على عدم توقف التيارات المائية. وأشار الى ان النتائج ظهرت سريعا في وقت لم يكن متوقعا حيث تغير شكل (المشد) بالكامل بعد ثلاثة أشهر, وبدأت الطحالب البحرية والاعشاب والمرجان تنمو عليه بشكل كثيف, اضافة الى توافد مئات الآلاف من الأسماك الصغيرة التي تعتبر غذاء جيدا للأسماك الكبيرة التي جاءت بأعداد ضخمة وبدأت تستوطن لاحساسها بالأمان وتوفر الغذاء, مشيرا الى ان هناك أنواعا نادرة بدأت تظهر مثل الخبر والسبيتي, اضافة الى الانواع الاخرى الموجودة, وأبرزها الهامور الذي جاء بكميات ضخمة والجش والفرش والشعري والنيسر والدردمان وغيرها من آلاف الاسماك التي استوطنت بعد حوالي أربعة أشهر من بدء التجربة. انشاء أربعة مواقع وأوضح السويدي انه تم على ضوء ذلك انشاء أربعة مواقع ضخمة في كل من دبي وأبوظبي, يحتوي كل موقع على أكثر من 100 مشد, أثبتت جميعها نجاح التجربة, مما يشجع على الاستمرار فيها لتحويل القيعان الصحراوية في الخليج الى مستوطنات تجذب الأسماك. وأشار علي صقر السويدي الى انه تم تسجيل الفكرة في وزارة المالية والصناعة للحصول على براءة الاختراع, مشيرا الى ان وزن المشد الواحد يبلغ حوالي 50 طنا, ويتميز بشكل عملي مدروس. أهداف الفكرة وأكد السويدي ان الفكرة نبعت أساسا لتحقيق عدة أهداف أهمها: مساعدة الطبيعة اعادة تطوير المشدات الضائعة في الخليج العربي نتيجة أعمال صيد الأسماك الزائدة والتلوث والتجريف من القيعان والترسبات الطينية, واعادة تطوير والمحافظة على أنظمة الحياة الطبيعية للمشد, حيث تقدم الموطن المثالي لزيادة أنواع الأسماك المختلفة, المناطق الصلبة والشعب الحجرية والاسفنجية والديدان الانبوبية والطحالب وسمك الفرن والقلي والوفير من الحياة البحرية في بيئة محمية. وخلق مثل هذا الموطن الطبيعي من خلال وسائل ومواد ودودة للبيئة. إضافة الى خلق مسكن طبيعي ينشأ بالمساعدة بطول ستة أميال تقريبا من منطقة السياحة المتنامية في الميناء السياحي خلال سنتين. ترويج الجذب السياحي المنظم في الامارات العربية المتحدة. واكد السويدي انه اذا ما تم تصميم الشعب الاصطناعية ووضعها بعناية في مناطق مناسبة فإنه يمكنها ان تلعب دورا هاما في الحفاظ على كثير من فصائل السمك واللافقاريات. ويتحقق ذلك بمد اساسات مناسبة لاستقرار الكائنات الساكنة كالمرجان عليها والتي بدورها ستجذب اسماك الشعب اليها. واضاف ان توفير مناطق جديدة يمكن استخدامها من قبل السياح والغواصين والصيادين سيخفف الضغط على مناطق الشعب المتوفرة, والتي حينئذ يمكن وضعها تحت الحماية الرسمية. مشيرا الى ان اي زيادة في تعدد الملاجىء الطبيعية وبالتالي في تنوع الفصائل تعد مرغوبة, كما ان الشعب الاصطناعية المصممة والمدارة علميا يمكن استخدامها لزيادة اعداد الفصائل المهددة. وشدد على انه يجب عدم وضع الشعب الاصطناعية على القيعان الصلبة او الرملية مع اتخاذ الحفر بتجنب الاعشاب البحرية ومراعي الربيان والاسماك المسطحة والفصائل الهامة تجاريا. ويفضل اجراء تحاليل مسبقة على انتقال المواد المترسبة والتشكيل الجانبي للقاع التحتي للتحقق من عدم انزال الشعب الاصطناعية في الرمل او ترسب الطمي عليها. كما يجب وضع الشعب الاصطناعية في اتجاه مجرى البحر من الشعب الطبيعية, والا فانه لا يمكن امداد الكائنات المرجانيه الى الطبقات التحتية الاصطناعية. كما انه من شأن المسوحات المسبقة لجغرافية البحار تقدير ظروف التيار. يجب وضع الشعب الاصطناعية الجديدة في مكان ضمن مدى الكلا من الشعب الطبيعية كي يجذب اسماكا جديدة إليه والتي تهاجر من الشعب الموجودة الى الهياكل الجديدة. وحذر السويدي من خطورة المشدات الحالية والتي هي في الغالب هياكل واطارات واجسام تهدد البيئة البحرية, وتعمل على تدمير الشعب المرجانية الطبيعية والاعشاب البحرية وبيئات الكائنات البحرية جراء وضعها عليها. كتب سامي الريامي

Email